الفصل الحادي عشر: المسيح المخلص والكنيسة

الفصل الحادي عشر
المسيح المخلص والكنيسة

1- مجيء المخلّص المسيح
"يؤكّد الشهود أن المسيح عاد مرة ثانية إلى الأرض عام 1874 وشرع في الحصاد عام 1887 وأجلسه يهوه على العرش عام 1914 وابتدأت الدينونة 1918... لكن هذا المجيء لم يكن مرئياً بل روحياً" (ليكن الله صادقاً ص 236. والحق يحرركم ص 228).
الجواب بحسب الكتاب المقدس:
1- لا يجوز ولا يمكن أن نضبط بالأرقام تاريخ مجيء الربّ، بل نعرف العلامات فقط. "اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة" (مت 25: 13). فأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلمها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلاّ الآب... والذين اعتقدوا بقرب عودة المسيح من مسيحيّي تسالونيكي، تحت تأثير أنبياء كذبة مثل هؤلاء، أجابهم بولس الرسول: "نلتمس منكم أيها الأخوة من جهة مجيء ربّنا يسوع المسيح الاّ تكونوا سريعي التزعزع في أذهانكم ولا ترتاعوا من كلمة كأنها منا أن يوم الربّ قريب" (2 تسا 2: 1- 2)
2- ان هذا المجيء تسبقه علامات، وسوف يكون ظاهراً للجميع.
أولاً: "سيبشّر بإنجيل الملكوت هذا في المسكونة كلها قبل أن يأتي المنتهي" (مت 24: 14).
ثانياً: سوف يظهر إنسان الأثم المترفّع فوق كل ما يُدعى إلهاً، وهو المضل، إبن الهلاك المنافق مصحوباً بآيات وخوارق كاذبة بفعل إبليس (2 تسا 2: 3 و4 و9). ثالثاً: على أثر ضيق تلك الأيام، تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع (مت 24: 29). "وعندئذٍ تظهر علامة ابن البشر من السماء... ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء في كثير من القدرة والمجد" (مت 24: 30). "وكما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب، كذلك يكون مجيء ابن البشر" (مت 24: 27).
فحضوره إذاً لن يتم في الخفاء كما يدعي شهود يهوه: "فهوذا يأتي على السحاب، وستراه كل عين والذين طعنوه" (رؤ 1: 7). وقيامة الموتى عندئذٍ لن تكون بالتدريج. "لأنه في لحظة، في طرفة عين، عند البوق الأخير سوف يقوم الأموات ونحن كلنا نتغيرّ" (1 كور 15: 51- 52).

2- التقليد الكنسيّ
"إن التقليد ليس هو قاعدة إيمان كما تدّعي الكنيسة". وإن الكتاب المقدس وحده يكفي (ليكن الله صادقاً ص 13- 14، والحق يحرركم ص 23). يعتمدون بذلك على مت 15: 3 "بسبب تقليدكم أبطلتم وصيّة الله".
الجواب:
(مت 15: 1- 6). سأل الكتبة والفريسيون يسوع لماذا يتعدّى تلاميذك تقليد الشيوخ فإنهم لا يغسلون أيديهم قبل تناول الخبز؟... أجاب يسوع هؤلاء أنهم يتعدون وصيّة الله بسبب تقليدهم. هناك إذاً تقليد الشيوخ حيث يتحايلون على وصية الله من كتبة وفريسيين وهذا لا علاقة له بوصايا الله أو التقليد الإلهي. أما نحن فنتبع ما أوصى به الرسل القديسون. وما بشّرت به الكنيسة منذ البداية.
ففي 2 تس 2: 15: "اثبتو إذاً أيها الأخوة وتمسّكوا بالتقاليد التي تعلّمتموها اما بكلامنا أو برسالتنا... كانت بشارتهم إذا بالكلام وليس بالكتابة- والواقع لم تبدأ الكتابة في العهد الجديد إلاّ بعد حوالي 20- 30 سنة من التبشير، حيث أخذ بولس يكتب إلى الكنائس التي أسّسها بسبب انشغاله برعايا أخرى، وكانت أولها الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي عام 51 م. وبعدها توالت الرسائل حتى سنة 67 م. حيث استشهد على عهد نيرون في روما.
أما الأناجيل الحالية فأقدمها مرقس ويعود إلى سنة 70 م. كتب في روما وآخرها إنجيل يوحنا والرؤيا بين سنة 95 مز- 100 م.
والعهد القديم كله لم يجمع إلاّ سنة 400 ق. م. أيام عزرا ونحميا في خلال السبي والعودة من السبي. وكان قبلاً مجموعة أسفار متفرقة.
كما انه لم يكتب الكثير منه قبل سنة 900 ق. م. أيام سليمان الحكيم حين أسّس بلاطاً وجاء بالكتبة (على مثال بلاط فرعون) فنقلوا التقاليد الشفوية وتعاليم الآباء... وبدأوا يكتبونها.
التقليد إذاً (أو التعليم الشفوي) هو سابق لتدوين الأسفار المقدسة. فالإنجيل الذي بين أيدينا كان نتيجة تعاليم الرسل الشفوية بالكرازة... كما أن هذه البشارة لم تكتب كلها: "وهناك أمور أخرى كثيرة أتى بها يسوع. لو كتبت واحداً فواحداً، لما خِلتُ أن العالم نفسه يسع الصحف المكتوبة" (يو 21: 24- 25).
وأيضاً في (يو 20: 30): "وأتى يسوع أمام التلاميذ بآيات أخرى كثيرة لم تدوّن في هذا الكتاب، انما دونت هذه لكي تؤمنوا أن يسوع المسيح هو ابن الله... وتكون لكم إذا آمنتم الحياة باسمه".
وفي (1 كور 11: 2): "فامدحكم أيها الأخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحافظون على التقاليد كما سلّمتها لكم".
وفي (2 تيموثاوس 2: 2) "ما سمعته مني لدى شهود كثيرين. استودعه اناساً أمناء يكونون كفاة بأن يعلّموا آخرين أيضاً".
وما أقوى هذا القول لبولس: "ما هناك بشارة أخرى. بل هناك قوم يلقون البلبلة بينكم. فلو بشّركم ملاك من السماء بخلاف ما بشّرناكم به فليكن ملعوناً" (غل 1: 6- 9).
وأيضاً: "أناشدكم أيها الأخوة أن تحذروا الذين يثيرون الشقاق ويعيشون فساداً بخروجهم على التعليم الذي اخذتموه" (روم 16: 17- 18).
"فإن كان أحد يعلّم غير ذلك، ولا يعتصم بالكلام الصحيح كلام ربّنا يسوع المسيح وبالتعليم الذي على مقتضى التقوى فهو منتفخ كبراً، لا يعرف شيئاً، بل به مرض المباحثات التافهة والمماحكات الكلامية" (1 تيمو 6: 3- 4).
فالكتاب المقدّس اذا هو كتاب الكنيسة. وهي التي حافظت عليه فجمعت أسفاره في القرن الرابع. وقد سمي قانون الكتاب المقدّس (أي قائمة الكتب الموضوعة بإلهام الروح القدس). لأن هناك كتباً أخرى عديدة لم تعترف بها الكنيسة ودُعيت (الابوكريفا) أي المنحولة لأنها لا تعود إلى الرسل ولا تصلح قاعدة للإيمان.
والكتاب المقدس وحده لا يكفي لمعرفة الربّ يسوع. فتلميذا عماوس (لوقا 24: 13- 35) اضطرم قلبهما فقط عند شرح الكتاب- لكنهم لم يعرفوه إلا عند كسر الخبز إذ غاب عنهم لأنه صار فيهم. وهذا هو معنى الحضور السريّ للربّ في القربان بعد قيامته.

3- سلطة الكنيسة والكهنة
يقول الشهود: "ان يكون بطرس خليفة المسيح... ويكون لبطرس خلفاء، هذا تجديف وحيلة" (كشف القناع ص 28).
- الكهنة هم من خدام إبليس (الخليقة 127 و374)
- والاكليروس هيئة الشيطان (المصالحة ص 100)
- الكنيسة فكرة دسّها إبليس لحمتها الكذب وسداها الخداع (الغنى ص 203 والاستعداد ص 12)
- "والمسيحيّة أم الزواني ورجاسات الأرض" (الحق يحرّركم ص 348- 349).
لذلك وجب على الذين يرومون أن يكونوا حكماء أن يهربوا من العالم المسيحي (برج المراقبة سنة 1986 ص 14)
الرد الكتابي: "فدنا يسوع وكلّمهم قائلاً: لقد دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 18- 20). فهل هذا الكلام هو إلى الرسل فقط؟ وكيف يكون معهم إلى انقضاء الدهر وهم جميعاً ماتوا في القرن الأول للمسيحيّة؟
ونرى في أع 1: 15- 26. ان انتخاب متيّا الذي أحصي مع الأحد عشر كان بالقرعة من الرسل بعد الصلاة. وإن هذا الاختيار يعادل اختيار الربّ للرسل.
وكذلك انتخاب الشمامسة السبعة بوضع الأيدي في أع 6: 1- 6 ومنهم اسطفانس الذي أخذ فيما بعد يجري آيات وعجائب في الشعب ويبشّر (أع 6: 8 و9).
وفي رسالة بولس إلى تلميذه تيطس 1: 5: "لقد تركتك في كريت لتكمل تنظيم كل شيء. وتقيم كهنة في كل مدينة على حسب ما رسمت لك". ونرى في 1 تيمو 5: 17 عرضاً لصفات الكهنة، وإن موهبته النبوية كانت بوضع ايدي الكهنة (1 تيمو 4: 14). كذلك صفات الأساقفة (1 تيمو 3: 1- 8 وتيط 1: 7) وصفات الشمامسة (1 تيمو 3: 28). كل ذلك هو في الإنجيل.
وفي رسالة يع 5: 14 و15. "هل فيكم مريض فليدع كهنة الكنيسة ليصلّوا عليه. ويدهنوه بالزبت باسم الآب. لأن صلاة الإيمان تخلّص المريض والربّ ينهضه، وإذا كان قد اقترف خطايا تغفر له".
وفي لو 10: 16 سلطانهم هو من يسوع: "من سمع منكم فقد سمع مني، ومن نبذكم فقد نبذني، ومن نبذني نبذ الذي أرسلني".

4- السلطات المدنيّة
أما في السلطات المدنية فيقولون إن كل سلطة على الأرض هي من الشيطان.
الرد من الكتاب المقدّس يميّز بين السلطة الروحية والسلطة المدنيّة. وكذلك المسيح والرسل لم يبطلوا دور السلطات المدنية. نقرأ في خر 3: 3- 15: رئيس سعبك لا تلعنه. وفي مت 22: 21: ما لقيصر لقيصر ما لله لله. وفي يو 19: 15: ليس لك عليّ سلطان لو لم يعط من فوق. وفي روم 13: 1 ليخضع كل واحد للسلطات المنصبّة فانه لا سلطان إلاّ من الله والسلطات الكائنة انما رتبها الله.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM