الفصل الثامن: اسمهم وارتباطه باسم الله يهوه

الفصل الثامن
اسمهم وارتباطه باسم الله يهوه

لم يهتدوا إلى هذا الاسم "شهود يهوه" إلا عام 1931، حيث عقد ممثّلو البدعة مؤتمراً دولياً غايته تسمية الحركة فاهتدوا إلى أشعيا 43: 10: "أنتم شهودي يقول يهوه"... وكذلك أش 44: 8 وإر 15: 16 (ليكن الله صادقاً ص 228).
وقبلها كان اسمهم "الراسليين" و"تلامذة التوراة" و"مؤمني الفجر الألفيّ" و"العهد الذهبي" و"برج المراقبة" وغيره من الأسماء... ويشدّدون في كتبهم أن الأسم "يهوه" ورد في الأسفار العبرانيّة بحروفه الأربعة الساكنة (ي ه و ه) (يود هاي قوف هاي) (6823 مرة). وأن هذا الإسم لم يستعمل حتى عهد موسى (خر 6: 3) (ليكن الله صادقاً ص 27 و29). و"أن الله هو يهوه، فلا يجوز أن يسمّى بعير اسم يهوه" (ليكن الله صادقاً ص 228 فرنسي). فهل الله اسم علم كما يدّعون؟ وما معنى كلمة "يهوه"؟
النصّ الذي يستندون إليه هو خر 3: 13- 15.

التعليق على النصّ
ان جواب الله لموسى العائش بين شعوب وثنيّة تعودت أن تطلق على آلهتها أسماء مختلفة، يؤكّد أن ليس لله اسم علم مثل الآلهة الوثنية بل هو جوهر إلهي، لا يُعرف إلاّ من خلال أعماله، "هكذا تقول لبني اسرائيل (أ ه ي ه) أرسلني إليكم"... وقال مرة أخرى... "يهوه" أرسلني إليكم. الاثنان يحملان نفس المعنى وهو "أكون" أو "الكائن"، ومعناها: أنا هو الذي هو (أهيه الذي أهيه)، أو أنا الذي أنا، أو أنا من أنا. ولا الترجمة السبعينيّة التي اعتمدها اليهود... وكذلك الرسل (باليونانيّة) النصّ فيها هكذا: "أنا هو الكائن" Ego eimi o on أهيه= الكائن o on. أما لفظة "يهوه" العبرية، فترجمتها في السبعينية Kyrios (بالعربي الربّ). والترجمات الحديثة لها: Je suis celui qui suis (B. J.) Je suis qui sera (T. O. B).
ان كلمة "يهوه" وردت في العهد القديم بالأحرف العبرانية الساكنة أكثر من 6000 مرة كما ذكرنا... غير أن الترجمة اليهوديّة "السبعينيّة" (القرن الثالث ق. م.) التي نقلت الكتاب إلى اليونانيّة، ترجمتها بلفظة Kyrios (أي الربّ).
ذلك لأن اليهود من بعد السبي إلى بابل (586- 539 ق. م.) كانوا يخافون ذكر اسم "يهوه" فصاروا يكتبونه ولا يلفظونه منذ القرن الرابع ق. م.
ويلفظون عوضاً عنه كلمة "أدوناي" يكتبونها فوق الأحرف الأربعة الساكنة (ي ه و ه) "أدوناي". ولما ترجموا العهد القديم إلى اليونانيّة، لم يترجموا لفظة يهوه، بل ترجموا مرادفها (ادوناي) بـ Kyrios (ربّ) وهكذا لم تظهر قط لفظة "يهوه" باليونانيّة التوراتيّة.
وكان اليهود قسمين:
1- في فلسطين وجوارها يتكلّمون الآراميّة وهؤلاء يكتبون "يهوه" ويلفظون "أدوناي".
2- في الشتات (ولغتهم يونانيّة) وهم الأكثرية، وهؤلاء يكتبون ويلفظون Kyrios في كل صلواتهم وتلاواتهم الدينية.
والرسل استعملوا النصّ اليونانيّ (المعروف بالسبعينية). وكتبوا كذلك باليوناني الإنجيل كله، وعليه لم يستعملوا سوى لفظة "كيريوس" (ربّ) وأطلقت على الآب، وعلى يسوع دون تفريق. "أحمدك يا أبت" ربّ "السماء والأرض"... (مت 11: 25، لو 10: 21) فكيف نفرّق بين تسمية الآب كيريوس، والابن كذلك؟
فإذا كان "يهوه" هو اسم الله "العلم" فلا بد أن يظهر في العهد الجديد. (وهم يعترفون أن يسوع هو أول شاهد ليهوه). والحال أن العهد الجديد كله، لا نجد فيه مرة واحدة ذكر اسم "يهوه"... ويسوع يتوجّه إليه كآب، ويطلب إلينا أن نصلّي إلى "الآب". وعندما يقول عرفتهم اسمك (لا يذكر أن اسمه يهوه).
كما أنه في المخطوطات السبعينية كلها للعهد القديم لا وجود لكلمة يهوه بل "كيريوس"، كما ذكرنا، وهي ترجمة "أدوناي" العبرية، "وثيوس"، وهي ترجمة "الوهيم" العبرية. لذلك نسب الكتاب الملهمون لفظة "كيريوس" إلى يسوع. ولفظة "ثيوس" إلى الآب.
فإذا استبدلنا لفظة "كيريوس" في العهد الجديد بلفظة "يهوه"، ماذا يحدث؟ وهل يقبل شهود يهوه بذلك؟ فإن يسوع في العهد الجديد هو "كيريوس" أي "يهوه"؟... "إذا اعترفت بفمك أن يسوع هو الربّ (كيريوس) أي (يهوه)" (رو 10: 9). لا أحد يقدر أن يقول يسوع ربّ (كيريوس) إلاّ بالروح القدس (1 كور 12: 3). كما أن عبارة Ego eimi (اليونانيّة)- (أهيه العبرية)... أي "اكون" ومنها كلمة "يهوه" أي الكائن. وردت 4 مرات في يوحنا عن يسوع:
- إن لم تؤمنوا اني أنا هو تموتون في خطاياكم... (يو 8: 24- 25)
- إذا ما رفعتم ابن البشر عندئذٍ تعرفون اني أنا هو (يو 8: 28)
- الحقّ أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا هو (يو 8: 57- 59)
- حتى إذا ما كان تؤمنون اني أنا هو (يو 13: 19).
وفي كل مرة كان اليهود يتّهمونه بالتجديف: (اي مساواة نفسه بالله) لذلك أخذوا حجارة ليرجموه (يو 8: 57- 59). هذا يعني أن اليهود كانوا يفهمون قصده تماماً (أو اعلان ألوهيته ومساواته لله) ولذلك حكموا عليه بحسب كتابهم: لاويين 24: 16؛ وحز 28: 2.
في كتاب أعمال الرسل 1: 8 يقول الربّ يسوع لتلاميذه: ستنالون قوة بحلول الروح القدس عليكم فتكونون لي شهوداً... (أي يسوع المسيح) لا يهوه، لأن يسوع هو "يهوه" الله يخلص.
وفي الرسالة إلى فيليبي (2: 10- 11): لكي تجثو لاسم يسوع (لا يهوه) كل ركبة في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربّ لمجد الله الآب.
وفي نهاية مت 28: 19 (بعد قيامته) قال يسوع لتلاميذه: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس: تلمذوهم باسم الثالوث الأقدس (أي علّموهم) وعمّدوهم باسم الثالوث الأقدس، لا باسم يهوه.
فإن الله الذي أعلنه لنا يسوع وكشف سرّه، هو الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM