الفصل السابع: من هم شهود يهوه

الفصل السابع
من هم شهود يهوه

التعرّف إليهم وإلى مؤسّسيهم ضروريّ جداً، لأنه "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 7: 15).
ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1876)، قامت حركة الذين سيسمّون أننسمهم فيما بعد (1931) شهود يهوه.

1- راسل
أ- مولده
أسّسهم القس تشارلز تاز راسل 1852- 1916، في بلدة بتسبرغ الأميركية وهو من أصل ايرلندي. نشأ على البدعة البرسبيتاريّة فتشّرب مبدأ تحديد المصير الأبديّ. وحضر صدفة اجتماعاً للادفنتيّين بعمر 24 سنة واستمع فيه إلى خطبة فاندل عن اقتراب عودة المسيح وقيام ملكه الألفي وبطلان عقيدة جهنّم والهلاك النهائي فتأثّر بها جداً... وبدأ منذ ذلك الحين مطالعة الكتاب المقدس. ثم هجر الادفنتيّة وأقام نظاماً دينياً خاصاً به. ونشر بحوثاً كتابيّة، وادّعى أنه النبي السابق لمجيء المسيح...
وكان يطلق على اتباعه اسم "دارسي التوراة". وأسّس سنة 1879 مجلة "برج المراقبة"، وسنة 1881 "جمعيّة برج المراقبة" لنشر تعاليمه في كل العالم. أقام راسل مكتباً للمحاضرات الكتابيّة مؤلفاً من 70 عضواً لنشر أفكاره ومؤلفانه، وأضاف إليه مكتباً مساعداً يضم 700 عضو.
دعاه مشايعوه "القس" مع أنه لم يقتبل درجة من درجات الرسامة الكهنوتيّة (وقد اعترف بذلك أمام المحكمة لدى محاكمته).
أكّد أن سنة 1914 ستكون فاتحة العهد الألفيّ للمسيح (حسب الرؤيا 3: 21)، وأن سنة 1918 ستشهد انقراض البابوية. لكنه مات سنة 1916 وهو في القطار الحديدي... قبل أن يشهد انقراض البابويّة...
ب- لمحات من حياته
ادّعى معرفته اللغة اليونانيّة. وكان يسرد نصوصاً من الكتاب مدعياً تحريف الكنيسة لها.. لكن المفاجأة كانت عندما قدم له القاضي في المحكمة كتاباً يونانياً ليقرأ فيه، فحمله "بالمقلوب". ثم اعترف أمام لجنة التحقيق 1913 أنه يجهل كلياً اللغة اليونانيّة وأنه لا يعرف حتى حروف الهجاء منها...
عام 1906 ربحت زوجته دعوى الطلاق عليه بعد مرور 27 سنة على زواجه، بسبب خيانته الزوجيّة مع "روز بال" أمينة سرّه، و"اميلي ماتويز" خادمته (إذ فاجأته في غرفتهما) وقد أثبتت المحكمة ذلك في دعوى الطلاق... ولكي يتهرّب من الدفع لزوجته معاشاً حوّل ثروته الطائلة (100 مليون فرنك فرنسي) للجمعية... واحتفظ لنفسه بـ 47 سهم من أصل 50 تملكها الجمعية وبإدارته هو.
بعد حين ادّعى أمام فلاّحين بسطاء أن قمحه عجائبي، فباعهم 1/2 12 كيلو ب 60 دولاراً... ولكن مردود القمح لم يكن عجائبياً كما ادّعى. فأصدرت المحكمة بحقّه حكم نفاق واختلاس وطلبت منه ردّ المال المسلوب...
(فهل صمت الله 19 قرناً ليكلّم شعبه بإنسان هكذا؟ وهل هكذا هم رجال الله الذين يبلّغهم مقاصده)؟

2- روترفورد
ولم يكن خليفته بأفضل منه. فمن دُعي "بالقاضي" جوزف روترفورد ليس قاضياً، بل موظّف في المحكمة المدنية... تمكّن بسبب طول الخدمة من الالتحاق بنقابة المحامين في يونفيل- مسّوري 1892. وفيها بحسب نظام تلك المقاطعة ينتخب من المحامين واحداً يقوم مقام القاضي الأصيل إذا تغيّب لمدة قصيرة، واتفق مرة عندما انتخب روترفورد لهذه النيابة، أنه ناب عن الحاكم 4 أيام في غيابه نظر أثناءها في حادثين بسيطين... فاشتقّ لنفسه لقب قاضٍ، وراح يقدّم به اسمه في كل مؤلّفاته ليعظم شأنه في نظر الشعب البسيط.
وقد أقيمت عليه دعاوى بتهمة تصرّفات مخالفة لأصول المهنة (1894 و1895 و1897).
وعام 1918 حُكم عليه بالسجن لمدة إحدى عشرة سنة مع سبعة من رفاقه لكلامه ضد الخدمة العسكرية وزرعه روح التمرّد والخيانة في صفوف البحرية الأميركيّة والجيش. إلاّ أن عفواً تاماً صدر عام 1919 فأطلق سراحه لقاء كفالة مالية (ألف دولار أميركي للشخص الواحد).
وعام 1920 ادّعى أن ملايين من الذين هم أحياء اليوم، لن يموتوا أبداً بعد سنة 1920. وأنه بإمكاننا أن نكون شهوداً لعودة ابراهيم واسحق ويعقوب وغيرهم من مؤمني العهد القديم ليمثّلوا النظام التيوقراطي الجديد على الأرض 1925.
ولعودة الآباء بنى لهم قصراً سماه "بيت شاريم" أو قصر الأمراء. ولما لم يأت أحد منهم سكن هو وامرأته وابنه عام 1929 فيه... وكان يقضي فيه فصل الشتاء... حتى موته.
وقد توّج "النبي الكاذب" تأكيده هذا بنصحه للمتزوجين من شهود يهوه أن يتجنّبوا حدوث الحمل تلك السنة، كي لا يثقلوا بالصعوبات التي تنشأ عنه...
وحدث ليلة 6 شباط 1925 أن تجمّع في مدينة نيويورك حشودٌ ضخمة من شهود يهوه وهم يلبسون أكفاناً بيضاء تعبيراً عن إيمانهم بقيامة الأموات المتوقّعة التي وعدهم بها روترفورد في أول نيسان أي بعد عدة أسابيع... وقد أثّرت خيبة نبوءة 1925 تأثيراً سلبياً بالغاً على أوضاع شهود يهوه لعدة سنوات... حيث نقص عدد المشتركين معهم... وكانت تلك السنة سنة تجارب لكثيرين منهم بحسب كتابهم" "لتكن مشيئتك على الأرض" (ص 336).

3- ناتان
خلف روترفورد "الأخ" ناتان هومركنور (مواليد 1905)، وهو أميركي بروتستنتي- كالفيني الأصل. وهو الذي أبدل كلمة "الله في الكتاب المقدس" بكلمة "يهوه"... مع كثير من التحريف، لكي تلائم تعاليمهم.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM