الصلاة الخامسة
السبت والأحد
36 (1) أيُّها الربّ القدير،
بمسيحك خلقتَ الكون،
ولكي نذكرَه أسّستَ السبت،
لأنك سننتَ بأن يرتاح (الانسان) في هذا اليوم من عمله،
ويتأمّل في شرائعك،
وفرضتَ أعياداً لراحة نفوسنا، لكي نحتفل بالحكمة التي خلقتَ (أم 8: 22):
(2) من أجلنا قَبِلَ أن يُولد من امرأة، وظهر في الحياة،
فدلّ، ساعة عماده، أنه عبر الظواهر، إله وانسان.
ومن أجلنا تألّم، مع موافقتك، ومات، وقام بقدرتك.
لهذا نحتفل بعيد القيامة، يوم الأحد،
فنجد فرحنا في ذاك الذي قهر الموتَ (1 كور 15: 55) وأنار الحياة والخلود (2 تم 1: 10).
فبه اجتذبتَ إليك الأمم،
لتجعل منهم شعباً مختاراً (تث 7: 6)، اسرائيل الحقيقيّ (تك 35: 10)،
خليل الله، ذاك الذي يرى الله.
(3) فأنت، أيها الربّ،
أخرجتَ آباءنا من أرض مصر،
وأنقذتَهم من أتون النار (تث 4: 20)، من الطين ومن صنع الحجارة،
وحرّرتَهم من يد فرعون ورجاله،
وقُدتَهم عبر البحر، كما على أرض يابسة (خر 14: 29)،
وعُلتَهم في البريّة (أع 13: 18) بكل أنواع الخيرات.
(4) أعطيتهم شريعة الوصايا العشر،
التي أرسلها صوتُك، وحفرتْها يدُك (خر 20).
أمرتَهم بأن يحتفلوا بالسبت،
لا لتمنحهم ذريعة للكسل،
بل لتدفعهم إلى التقوى وتعرّفهم قدرتك،
وتحفظهم من الشرّ فتحيطهم بحاجز مقدّس بفضل التعليم، من أجل الفرح الاسبوعي.
لهذا، أسِّس الاسبوعُ والأسابيعُ السبعة،
والشهرُ السابع (لا 23) والسنةُ السابعة،
والسنةُ الخمسون بحسب دورتها، من أجل الغفران (لا 24).
(5) ولئلاّ يكون للبشر ذريعةٌ تجعلهم يعذرون جهلهم،
أمرتَهم من أجل هذا لكي يتوقّفوا عن العمل كلَّ السبوت،
بحيث لا يتجرّأ أحد بأن يتلفّظ بكلمة غضب يومَ السبت.
فالسبتُ هو الراحة بعد الخلق، وتكملةُ العالم،
والتأمُّل في الشرائع، والمديحُ الذي نوجّهه إلى الله
لنشكر له العطايا التي وهبها للبشر.
(6) غير أن الأحد يتجاوز كلّ هذا، لأنه يحتفل بالوسيط والمحامي،
والمشترع ومبدأ القيامة وبكر كل خليقة (كو 1: 15)،
والاله الكلمة (يو 1: 1) والانسان،
الذي وُلد فقط من مريم، دون تدخّل رجل،
الذي عاش حياة مقدّسة،
الذي صُلب في عهد بيلاطس البنطي،
الذي مات وقام من بين الأموات.
وهكذا يدعونا يومُ الأحد لأن نقدّم لك فعل الشكر عن كل شيء.
(7) تلك هي النعمة التي وهبتَها،
فغمرتْ عظمتُها كلَّ إحسان آخر.
الكتاب السابع
ص 83- 87