الصلاة الثالثة: من أجل الخليقة

الصلاة الثالثة
من أجل الخليقة

34 (1) مبارك أنت، يا ربّ، يا ملك الدهور (1 تم 1: 7).
أنت يا من بالمسيح خلقتَ كل شيء،
وبه في الأصل رتّبت الشواش (تك 1: 1، 2، 6)،
ففصلت المياه عن المياه، بواسطة الفلك،
وأفضتَ فيه روح حياة.
أنت يا من ثبتَّ الأرض، وبسطتَ السماء (مز 102: 26؛ 104: 2)،
ونظّمت بدقّةٍ درجةَ كل خليقة من الخلائق.
(2) بفكرك، يا سيّدُ، نال الكون بهاءه،
فعُلِّقت السماءُ مثل قبّة، وتزيّنت بالنجوم لتخفّف الظلمة،
وتَكوّنَ النورُ والشمس ليعطيا الأيام ويُنميا الثمار،
(وتكوّن) القمرُ الذي ينمو ويصغر ليدلّ على الأزمنة.
ونال الليلُ اسمَه والنهارُ تسميتَه (تك 1: 5).
وظهر الفلكُ في وسط الغمار،
فقلتَ: «لتجتمع المياه، وليظهر اليبس» (تك 1: 9).
(3) أما البحر فكيف نصوّره؟
يأتي غاضباً من العرض، ويعود أدراجه من على الشاطئ،
بعد أن يدعوه أمرُك.
فقد قلتَ: فيه تتحطّم أمواجه (أي 38: 11).
جعلتَه في متناول صغير الحيوان وكبيره،
وفي متناول السفن (مز 104: 25- 26).
(4) ثم صارت الأرضُ خضراء،
وتزيّنتْ بزهور من كل جنس وبعدد من الأشجار المختلفة.
أما الكواكبُ الساطعة التي تغذّيها (= تغذّي الأشجار)،
فهي تحافظ على مسيرتها التي لا تتبدّل،
بدون أن تحيد قيد أنملة، حسب فرائضك.
فكما أمرتَ، هكذا تشرق وتغيب
لتدلّ على الفصول والسنوات (تك 1: 14)
وتجعل أعمال البشر تتناوب.
(5) ثم كُوِّنت مختلفُ أجناس الحيوانات،
على الأرض، وفي الماء، وفي الهواء، وفي العالم البرمائي،
ومنحتْ حكمةُ عنايتك المجتهدةُ لكل كائن الطعام الملائم.
فكما أنها (= الحكمة) لم تزلّ حين خلقت الأجناس المتنوّعة،
كذلك لم تهمل تأمين الأطعمة المختلفة التي توافق (كلاً منها).
(6) ثم أعطيتَ أمرك للحكمة (حك 9: 2) لكي تُتم خلقك،
فكوّنت الحيوان العاقل ومواطن العالم.
قلتَ: «لنصنعِ الانسان على صورتنا ومثالنا» (تك 1: 26).
جعلتَه زينة الكون،
فكوّنت له جسداً من أربعة أجساد،
وكوّنتَ له نفساً من العدم،
ومنحته استعمال حواس خمس،
وأعددتَ للحواس الفكر الذي يقود النفس.
(7) وفوق كل هذا، أيها السيّد والربّ،
من يليق به أن يصوّر حركة السحاب الذي يحمل المطر،
ولمعان البرق، وضجيج الرعد،
المعدّة لانتاج طعام للأمم، ومزْج الأهوية مزجاً متناغماً.
(8) ولما عصى الانسان، حرمتَه من عربون الحياة،
دون أن تدمّره تدميراً كلياً.
ولكن بعد وقت من النوم، هيّأته بقسَمٍ لولادة جديدة،
وألغيت ناموس الموت،
يا من تُحيي الأموات بيسوع المسيح رجائنا (1 تم 1: 1).
الكتاب السابع
ص 71- 75

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM