الصلاة الثانية: عناية الله

الصلاة الثانية
عناية الله

33 (1) بعد أن حُسبنا أهلاً لحسنات عظيمة من قبل الله،
نصلّي إليه ونتضرّع في توسّل لا ينقطع، قائلين:
(2) يا مخلّصنا الأزليّ، يا ملكَ الآلهة (أس 4: 17)،
يا من أنت وحدك القدير والربّ،
يا إلهَ جميع الكائنات،
يا إله آبائنا القدّيسين الذين بلا لوم، وأسلافِنا،
يا إله ابراهيم واسحق ويعقوب (خر 3: 16)
الرؤوف والرحيم والصبور والغنيّ بالمراحم (يوء 21: 3)،
أنت يا من ترى عمق القلوب، وينكشف لك كلُّ فكر خفيّ،
إليك تصرخ نفوسُ الأبرار،
وبك القديسون جعلوا رجاءهم،
يا أبا من لا لوم عليهم،
يا من تسمع الذين يدعونك باستقامة،
يا من تعرف طلباتنا الصامتة عينها.
فمعرفتك السابقة تمتدّ إلى أحشاء الانسان،
وتسبر أفكارَ كلِّ واحد في ضميره، في كلِّ مكان من الكون،
إليك يرتفع بخورُ صلواتنا وكلماتنا.
(3) مبارك أنت،
يا من أسّستَ الزمن الحاضر كحلبة برّ،
يا من فتحتَ باب المراحم للجميع،
وأريتَ كلّ انسان، بالمعرفة الباطنيّة والتمييز الطبيعيّ مع تشجيع الشريعة،
أن امتلاك الغنى ليس أبدياً،
وجمال المظهر لا يدوم،
وقوّة القدرة تتفكّك بسهولة،
وأن كلَّ شيء بخار وباطل (يوء 4: 14)،
فيببقى فقط ضمير إيمان تامّ يصعد بالحقّ عبر السماوات،
ويتيقّن من السعادة الآتية، في ذات الوقت،
وقبل أن يتحقّق وعدُ الولادة الجديدة،
ترتفع هذه النفس بعد أن ينفحها الرجاء.
(4) فمنذ البداية،
حين طلب أبونا ابراهيم طريقَ الحقّ،
اقتدْتَه بالرؤية، وعلّمتَه ما هو الزمن الحاضر.
من جهة، فتح الايمانُ عنده طريقاً للمعرفة.
ومن جهة ثانية، كان العهدُ نتيجة الايمان.
فقلتَ له: أجعل نسلَك مثل كواكب السماء
ومثل الرمل على شاطئ البحر (تك 13: 16)
(5) ثم منحتَه اسحق.
وإذ علمتَ أن هذا الابن يتصرّف مثله،
دعوتُ نفسك إلهه أيضاً، فقلت:
«أكون إلهك، لك ولنسلك من بعدك» (تك 26: 3).
وحين مضى أبونا يعقوب إلى بلاد الرافدين،
أريتَه المسيح الذي به وجَّهتَ إليه هذه الكلمات:
«ها أنا معك، فأنمّيك وأكثرك جداً جداً (تك 28: 15).
(6) ولموسى أيضاً، عبدك الأمين والقديس،
تفوّهتَ بهذه الأقوال في رؤية العلّيقة:
«أنا هو الذي هو.
هذا هو اسمي إلى الأبد، وذكري لأجيال الأجيال» (خر 3: 14- 15).
(7) يا حامي نسل ابراهيم، مبارك أنت إلى الدهور (روم 1: 25).
الكتاب السابع
ص 67- 69

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM