مدخل إلى مزامير سليمان

مدخل إلى مزامير سليمان
عُرفت مزامير سليمان (مز سل) في بداية القرن 17. قدّم لاساردا للعلماء طبعة رئيسيّة تضمّ النصّ اليونانيّ وترجمة لاتينيّة وملحقات، وذلك في ليون (فرنسا). اكتفى لاساردا بطبع نسخة أوصلها إليه أحدُ مراسليه، عن مخطوط هو: كودكس فندوبونانسيس.
بعد ذلك، وُجدت مخطوطات أخرى يونانيّة (كاملة أو جزئيّة) تتوزّع بين القرن 10 والقرن 16. هذه المخطوطات، وعددُها أحد عشر مخطوطاً، تضمّ بشكل عام الأسفار الحكميّة المنسوبة إلى سليمان: أي، أم، جا، نش، حك، سي. وبعض المرات مز سل. مخطوطاتٌ متأخّرة بلا شك. ولكن الكودكس الاسكندرانيّ الذي يبدأ بفهرس، يذكر في ما يذكر مز سل. إذن، نستطيع أن نفترض وجود مخطوط قديم تضمّن مز سل، وضاع اليوم.
حين نقرأ النصّ بتمعّن، نكتشف طرق تعبير عبريّة. بل هناك جمل لا تُفهم إلاّ إذا نقلناها إلى العبريّة. هذا ما جعلنا نقول إن مز سل دُوّنت في العبريّة. أما النصّ اليوناني الذي بين أيدينا فهو ترجمة. هذا يفترض الحاجة إلى عودة متواصلة إلى ما يمكن أن يكون النصّ العبريّ. في هذا المجال، قام عددٌ من العلماء بتصحيح النصّ اليونانيّ. وقد حاول بعضهم أن يُعيدوا ترجمة النصّ من اليونانيّة إلى العبريّة.
في بداية القرن العشرين، كُشفت مخطوطات سريانيّة تتضمّن مز سل. نُشر مخطوط أول سنة 1909، ثمّ مخطوطٌ ثانٍ وجزء من مخطوط ثالث. وكانت طبعة نقديّة أولى في مانشستر (انكلترا)، وطبعة نقديّة ثانية في لايدن (هولندا) ولكن يبدو أن النصّ السريانيّ نُقل عن اليوناني، لا عن العبري. غير أن الاختلافات بين النصّ اليوناني والنص السرياني، تجعلنا نقول إنّ السرياني عرف العبريّ، أو أقلّه لجأ إلى نصّ يونانيّ غير النصوص التي نعرفها، ويمكن أن يكون هذا النصّ قد ضاع.
نُقلت مزامير سليمان إلى لغات عديدة، كالفرنسيّة والانكليزيّة والايطالية والاسبانيّة، والعربيّة. وها نحن نقدّم ترجمة تنطلق من اللغه اليونانيّة واللغة السريانيّة، في إطار مجموعة «على هامش الكتاب»، بحيث يكون في يد القارئ العربيّ مجمل النصوص البيعهديّة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM