المثل الرابع: العمّال في الكرم

المثل الرابع
العمّال في الكرم

في مثل العمّال في الكرم (مت 20: 1- 16)، انطلق نرساي من حالة البشريّة في الاثم (1- 22) التي ستتبدّل بمجيء المسيح (23: 54). وأورد المثلَ الانجيليّ (55- 88) مشدّداً على الأجور وتذمّر الأوّلين (89- 110). عندذاك استخلص العبرة والرموز (111- 134)، وبحث عن مدلول المثل (135- 154)، فوصل إلى معنى أول: يسوع هو ربّ الكرم (155- 185)، والرسل هم العمّال (186- 204) الذين يعملون في كرم الربّ (205- 224). وينتقل الشاعر من كرم اليهود إلى كرمة الأمم (225- 242) ليتكلّم عن الكنيسة كرم الربّ (234- 272). ويردُ مديحٌ للرسل الصيّادين (273- 300) الذين كرزوا باسم الثالوث وبسرّ التجسّد (301- 328) رداً على بعض التعاليم. ويعود الشاعر إلى المثل (329- 358) فيتحدّث عن أجر المحبّة (359- 384) مستنداً إلى موضوع المنّ الذي أعطي للشعب في البريّة (385- 410) ليتوقّف عند كرَم الله (411- 424) تجاه ضيق قلب الانسان (425- 452). بعد ذلك يستخلص نرساي العبرة من المثل (453- 474) التي تتلخّص في أجر الحبّ واستعداد الإرادة (475- 498) كجواب على تساؤلات العمّال. وفي النهاية، يرد الارشاد (499- 510): تعالوا نسمع، نفلح، نتاجر، نعتني بنفوسنا.

حالة البشريّة في الاثم
صوت بوق ظهور ربّنا زعق في الأرض،
فاستيقظ العالم كما من نعاس الكسل.
في الكسل، رقد المائتون كما في نعاس،
فأيقظهم صوتُ ربّنا وهم لا يريدون.
5. ما أراد الراقدون في الاثم أن يرذلوا الاثم،
وما ارتاحوا لرؤية شمس البرّ.
ليلُ الضلال محبَّب لأبناء الضلال،
فما رغبوا أن يسمعوا صوت تجلّي الحق.
أُسروا بحبّ ظلمة الجهل،
10. فهنئوا في سجن الحماقة.
عادةٌ سيّئة صارت عتيقة لدى بني آدم،
فأحبّوا واستحبّوا البشاعات كالجمالات.
الكسلُ عجنهم بصمت الضلال،
فما تاقوا لاقتناء غنى الجهالات.
15. ما إن كانوا، كانوا خار فلاحة الجمالات،
فساروا في الخليقة، وخرجوا عن محبّة الحق.
بكسل تصرّفوا في أعمالهم،
فكانوا فقراء، وفرغوا من كل خير.
لا زهرة طيّبة تطيّب مساكنهم،
20. فخطئوا، وخطئوا أيضاً وما شبعوا.
في مسكن سلوكهم اختلط الاثم بالاثم،
فما وُجد موضعٌ فرغَ من رذائلهم.

مجيء المسيح
تدبّروا في (حياتهم) تدبيراً لا انسانياً،
إلى أن جاء انسان فمنحهم الحكمة.
25. قام انسان من بين الناس، مرضى النفوس،
فشفاهم من مرض اللامعرفة.
بدواء كلماته بعثهم من ذنوبهم،
ودلَّهم على سبيل انبعاث الفضائل.
حدّثهم عن الفضائل ليتأمّلوا فيها،
30. فلا يعودوا بعدُ إلى التأمّل في اثم اعتادوا عليه.
أبعد الممتلئين إثماً عن الإثم،
ورغّبهم في التقرّب من البرّ.
المحب الصالح حدّثهم بتأمّل صالح،
وكعمّال استأجرهم لعمل صالح.
35. انسان من الناس أتى ليعمل للبشر،
فرفع صوته وأسمعهم مختلف الأعمال.
بمثَل رتّب خدمة العمل في الكرازة،
ودعا، في سرّه، الناطقين لقراءة حبّه.
سمعتْ أفكاري صوت النداء، يدعو البشر،
40. فاستيقظتْ، من صمت رمُيتْ فيه، كما من نعاس.
في الكسل رقدتْ قُدُرات فكري،
وقامت لتُصغي لصوت يكرز بالأجر الصالح.
على صوت الأجر استيقظ فكري المتكاسل على العمل،
وشرع يرتِّب خبر الكلمات حول مختلف النشاطات.
45. كما في حلم رأى الحقيقة مترجمة،
فظنّ أنه يقدر أن يخدم ويعمل، حسب ترتيب الكلمات.
سمع كلاماً من ذاك الفم الذي يترجم الحياة،
فاقترب ليُصغي إصغاء مملوءاً من خدمة العمل.
محبّ جنسنا دعا طبيعتنا للخدمة والعمل،
50. فأرسل إلينا واحداً من جنسنا ليدعونا إليه.
بالامثال اصطادنا كما الصيّاد الحيوان المجنّح،
فأدخلنا وحبسنا داخل كلمات كرازته.
رمى في الأرض، أمام وجداننا، طعم الكلمات،
فحثّنا كالطير، واجتذبنا إلى الطعام.

المثل الانجيلي
55. صلى فخّ الأمثال لقلبنا الذي يُحبّ التيهان،
لئلاّ يتيه بعدُ في الملذّات كما في القديم.
عرَفنا اعتدْنا أن نتيه في الضلال،
لهذا حبسنا داخل شبكة تعليمه.
بفنّ اصطادنا حبّه، مثل طريدة،
60. وأغلق في وجهنا باب التعليم من كلمات فمه.
في وقت الصباح، خرج ليصطادنا في صيد تعليمه،
كما اعتاد (انسان) أن يسعى لدى العمّال في الأرض.
في الصباح يُستأجر كلُّ أجير، لدى الأرضيين،
وبالعادة عينها، دعانا ربّنا لعمل حبّه.
65. سمّى "الصباح" بداية أقوال كرازته،
وكما في الصباح دعانا لنعمل في فلاحة كرمه.
وشبّه الليل بالزمن الذي سبقه وبالزمن الآخر،
وبالنهار (شبّه) زمن مثَل تعليمه.
جعل مسيرة هذا التدبير مثل يوم واحد:
70. "ليل ونهار" كما دعاهما موسى في سفر التكوين.
قسمَ زمن كل الأجيال فترتين:
لواحدة وهب ساعات الليل، وللأخرى (ساعات) النهار.
سمّى "الليل" فترة عبرت، بسبب الضلال،
لأن البشر صاروا عمياناً عن الصالحات، كما بالظلام.
75. وسمَّى النهار زمنه، بسبب الحقّ،
فيرى فيه الناس جلاء الحقّ، كما في النور.
بجلاء الحقّ نادى صوتُه في آذان البشر،
فأصغى إليه البشرُ كانسان ينادي بالحقّ.
فالانسان الذي منّا دعا نفسه باسم رجل،
80. ودعا كرازته "الملكوت" المخفيّ في العلاء.
قال مَلك العلاء: "يشبه ملكوتُ العلاء
رجلاً خرج في وقت الصباح ليستأجر عمّالاً.
اتّفق مع العمّال على دينار لعمل يومٍ،
وأرسلهم ليفلحوا في كرمه الروحانيّ.
85. وخرج أيضاً في الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشرة،
واستأجر (آخرين) بعد أجار كما مع الأولين.
في الساعة الحادية عشرة استأجرهم، كما في الصباح،
وساواهم، هم أيضاً، بأجر واحد مساوٍ.

الأجور وتذمّر الاولين
في وقت المساء، دعا ربَّ البيت ليعطي الأجور
90. فأعطى الآخرين، كما أُمر، ديناراً ديناراً.
رأى العمّالُ الأوّلون عطاءً أعطي للآخرين،
فظنّوا أنه يُعطى لهم أكثر حسب زمن (العمل).
أخذوا هم أيضاً ديناراً ديناراً، مثل رفاقهم،
فشرعوا يُطلقون في أفكارهم مختلف التذمّرات.
95. ولّدوا التذمّر حين دهشوا من العطاء:
لماذا المساواة في المجازاة والأجر؟
نحن تحمّلنا ثقل النهار كله وحرّه،
وهؤلاء استُأجروا ساعة واحدة وأخذوا مثلنا.
ليس الأجر بعادل، إن قابلناه بالعمل،
100. وعملُ ساعة واحدة لا يساوي عمل يوم كامل.
تعبنا اليوم كله، في عمل ما تكاسلْنا فيه،
فلماذا يُساوى الأجرُ ساعَة يزداد العمل؟
رأى سيّد البيت العمّال يتذمّرون،
فدعا واحداً منهم، وسأله، كممثّل لرفاقه!
105. قال له: "يا رفيقي"، وسمّاه "صديقي" بعذوبة،
وبيّن له علامة حبّه العظيم للبشر.
"لم أكن جائراً حين دفعتُ الأجر، كما تظنّ،
ولا ظلمتُ ذاك الذي عمل بحبّ.
أنت شاهد أني اتّفقت معك على دينار واحد،
110. خذ دينارك وامتنع عن كلام التذمّر".

العبرة والرموز
انتهت كلماتٌ ترجمها ربُّنا بشكل سريّ،
لنرجعْ ونطلب العبرة المخفيّة في تفاسيرها.
أطلب العبرة من كل تفسير للرموز،
فإن لم تنر العبرة الكلمات، لا تُستنار (الرموز).
115. نورثانٍ هي العبرة التي يبحث عنها الباحث في الكلمات،
إنها تبيّن، كنورٍ، نورَ فهم الكلمات.
لا نور أعظم من نور كلمات الروح،
ولا حكمة تمتلك حكمة مثل حكمتها.
هي لا تقاس مع الزمرّد والمرجان،
120. ولا تقابَل مع كل رفيع الثمن.
أدنى منها كلّ شيء حين يقابَل بجمالٍ فيها،
وكل جميل يصير بلا جمال قدّام مشتهاها.
هي أشهى جداً من كل شيء بين الأرضيّين،
وقد يَسبي مشتهاها العوالم إن اشتهوها.
125. الشهوة التي فيها سبت الأرضيّين والسماويين،
فاحتقروا كل شيء، وأحبّوا واستحبّوا التأمّل فيها.
وأنا أيضاً أحبيتُ التأمّل فيها مع أني ما أحببتُ:
أحببتُ بالكلام وابتعدتُ عنها بالعمل.
اشتهيتُ شهوة أن اشتهي الكلام بدون العمل،
130. ليعود فكري من الكلمات إلى العمل.
مثل ولد اجتذبني فكري نحو التعليم،
لأتعلّم من التعليم القوّة التي في التعليم.
طلبتُ أن أقترب من بيت التعليم لدى ربّ التعليم،
حين رأيت ميمر قوله أمهر من كل تعليم.

معنى المثل
135. سمعتُ ميمراً طيباً يُقال في أذن البشر،
فسعيتُ لأعرف وأعرّف ميمراً سمعت.
خبرُ الأجر الذي وهبه للأجراء بلغ إلى أذني،
فطلبتُ أن أكون أجيراً، لبعض الوقت، في نهاية النهار.
سمعتُ أنه استأجر، في الصباح، عمّالاً ليفلحوا كرمه،
140. واتّفق على دينار لقاء ساعة واحدة وإحدى عشرة ساعة.
تعجّبتْ أفكاري بقوّتها الضعيفة، من التساوي في الأجر:
فما هو هذا الأجر الذي لا يتساوى مع العمل؟
من اتّفق يوماً على دينار لقاء اثنتي عشرة ساعة،
وأي عامل يتعب هذا التعب وينال هذا الأجر؟
145. لا غنيَّ يستأجر العمّال كل ساعة من ساعات النهار،
ولا أجيرَ يؤجِّر نفسه، كل ساعة، في نصف النهار.
غريبٌ خبر هذا العمل عن كل الأعمال،
وليس ما يُشبهه في كل أعمال الأرضيّين.
اختلافُه دفعني لأطلب العبرة التي فيه:
150. لماذا اختلف التشبيه فيه عن كل تشبيه؟
حركني تشبيهُه لأصوّر شبهه بألوان الكلمات،
لأكشف بواسطة الكلمات مختلف تشابيهه للبشر.
رأيتُ شكل أعماله كما رُسمتْ في الكتب المقدسة،
فطلبتُ ممّا كُتب أن أكتب ما لم يُكتب.

يسوع هو ربّ الكرم
155. رأيتُ في الكتابات كيف يسعى اسم الملكوت،
ومع الاسم رجلاً يستأجر عمّالاً لكرمه.
قابل برجل العمّال الرجلَ الذي يَكرز بالحقّ،
ودعا الكرازة "الملكوت الذي في العلاء".
دعا "ملكوت العلاء" الانجيل الذي يُكرز به في الأرض،
160. لأنه يدلّ على سبيل الملكوت لطالبيه.
سبيلَ الملكوت رسمتْه على الأرض كلمةُ ربّنا،
فعلّمت البشر أن يسعوا معه إلى حيث هو.
أزمع أن يكشف للأرضيّين وضع العلاء،
فصوّر تشبيهاته لدى البشر قبل أن تكون.
165. أراد أن يُشغل البشر بعمل الروح،
فأشغلهم على مستوى الجسد قبل الواقع.
جسدياً، شدّ الجسديّ (الرحال) أمام الجسديّين،
وبيّن للبشر أن يسيروا في طريق الروحيّات.
رسم عملَ الروح في رؤية حواس الجسد،
170. فشرع البشر يرون علامة مخفيّة في العلاء.
يا لعجب صار على الأرض بين الأرضيين:
مع أنهم أرضيون، يُحبّون التعامل مع ما ليس بأرضي.
سمع الأرضيون صوتاً جديداً من أرضي
يكرز في الأرض بشارة جديدة لم يُكرز بها.

175. حثّ بني الأرض باتّفاق على الأجر،
فأسرعوا إليه وتقبّلوه بحبّ.
حبّه اجتذبه إلى معاشرة بني جنسه،
ليستأجرهم في خدمة الحياة الروحيّة.
علّمهم كل أنواع العمل الروحيّ،
180. ليقتنوا بأعمالهم الحياة التي لا تموت.
بهذا الاتفاق خرج في الصباح، في بداية دنحه،
فسمّى دنحه صباحاً وبداية نهار.
سمّى نفسه "رجلاً"، لأنه هو أيضاً رجل،
ودعا تعليمه: "ملكوت كلمة الحياة".

العمّال هم الرسل
185. زمنُ الصباح صار بداية الكرازة،
وعمّال الصباح هم الرسل الاثنا عشر الذين استأجرهم.
هم استؤجروا في زمن صباح الكرازة،
وهم الذين حملوا ثقل النهار كلّه.
ثقلاً كبيراً حمل الكارزون بكلمة الحياة،
190. لأن بداية زمن الكرازة كانت قاسية.
قاسياً كان الزمنُ الذي فيه احتمل الرسل الأبرار المختارون،
وعنيفة جداً كانت الحرب من قبل الوثنيين واليهود.
عنيفاً كان العالم اليهوديّ بممارساته،
وحادّة كانت الوثنية في حبّها للشياطين.
195. بحبّ الشياطين أُسرت الأممُ الوثنية،
فتجذّر حبّ الشياطين في وجدانهم.
مقاتلو البرّ صنعوا حربين اثنتين
ضدّ صخرين رفيعين: العالم الوثني والعالم اليهودي.
في أعلى الأعالي وُضع رأسُ العالم اليهوديّ،
200. واستتر العالمُ الوثني كما في حصون.
حصينة كانت أسماء الآلهة التي ليست بآلهة،
فقلبها الرسل إلى الأرض باسم الذي وحده قويّ.
اسمَ القوّة الوحيدة أعلن الأرضيون على الأرض،
فارتجفت كل أسماء اللاآلهة وارتعدتْ.

في كرم الرب
205. الالهيون اقتلعوا اللاآلهة من الأرض،
ومثل زرْع زرعوا اسم الاله الواحد.
مثل أشواك اقتلعوا شوك الوثنية،
لئلاّ يُعاق زرعُ الحياة في نموّه.
بنموّ الزرع اهتمّ الفعلة الصالحون،
210. ومثل الطلّ سقوه بكلمات الروح.
بكلمات الروح فلحوا كرم البشر،
وأملوا أن يعطي ثماراً روحانيّة.
بخوف وحبّ اقتربوا من العمل،
لئلاّ يحتقرهم السيّد الذي استأجرهم.
215. مثل مشذّبين قطعوا منه مختلف الشرور،
لكي يكون أسّ الايمان وجذره متيناً.
بالايمان أسّسوا إيمان (الكرمة)،
لئلاّ يؤذيها حرّ الشهوات وشوكُها.
تاقوا جداً أن يحموها من الأذى،
220. فاهتمّوا بأن لا يغيب عنها الشراب الروحيّ.
فلحوها بالأعمال، وثبّتوا أغصانها بالكلمات،
فأزهرت أوراقُها وحملت ثمرَ نقاوة النفس.
ثمرة نقيّة حملت كرمة حُرمت من الثمار،
فتعجّب البشر والسماويّون من طيب ثمارها.

من كرمة اليهود إلى كرمة الأمم
225. وكان العجب عظيماً في تبدّل زمن كرمة الأمم،
التي وهبت (الثمار) الصالحة بدل الخرّوب الذي كانت تربّيه.
مختلف الخروب حملت في زمن وثنيّتها،
ولما وهبت نفسها لخدمة الروح حملت البركات.
روحياً فلحها كلامُ الرسل،
230. وطردوا منها الدبّ والذئب ومختلف الشرور.
مختلف الشرور داستها مثل حيوانات،
فسيّجوا في وجهها مختلف الصالحات التي لا تُقهر.
سياجاً عالياً صنعوا للكرمة الإلهيّة،
لئلاّ يؤذها الشياطين المستبدون بأذاياهم.
235. بنوا في وسطها برج مجد للتمجيد،
لكي تحمل ثمار المجد المكرّسة فيها.
حفروا معصرة معمودية للمعمّدين،
لينقّوا بها أدناس الجسد والروح.
جمعوا فيها الغنى، ووضعوا فيها مختلف الخيرات،
240. بحيث لا ينقص منها شيء من الخير لمن يفلحها.
قوّة الروح حكّمتهم ليصنعوا ذلك،
وهو الذي وهب القوّة في وجدانهم ليخدموا البشر.

الكنيسة كرم الربّ
لفلاحة كرمه أرسلهم سيّدُ الكرم،
وحسب إرادته، أتمّوا إرادته ففلحوا كرمه.
245. أتمّ الفعلة كلّ إرادة ربّ الكرم،
فبدأوا وأنهوا بإرادة واحدة وبلا انقطاع.
لم يُهدَّ وجدانهم في أعمالهم،
فابتهجوا لأن الجزاء كبير وأكبر من العمل.
صغيراً كان العمل إن قوبل مع الجزاء،
250. والساعات الاثنتا عشرة لا تقابل مع دينار واحد.
على دينار واحد اتفق الصالح مع الصالحين،
فاجتهدوا حسناً لفلاحة كرم الناطقين.
فلح فلاّحو البرّ كرم الناطقين،
وحرسوا الثمار لئلاّ تفسد بما يؤذيها.
255. صنعوا له الأسماء الثلاثة سوراً تحمي حياته،
لكي يكون متيناً بناءُ حياته المائتة.
عرفوا أن تركيب جسده ضعيف،
لهذا وضعوا له الأسماء الثلاثة كعرقة (تسنده).
بعرقات الروح بنى البناة بنيان البشر،
260. وثبّتوا الأسس باسم الجوهر الذي لا يفسد.
جعلوا اسم الجوهر أولاً، مثل أساس،
وعليه كمّلوا ورفعوا الإيمان البشريّ.
إيماناً واحداً بخالق واحد بنوا في الخليقة،
وكرزوا سامعيهم باسم واحد على الأرض.
265. بهذا الاسم تلمذوا وعلّموا وعمدوا البشر،
وأخضعوا كل شيء تحت سلطان من يتسلّط على الجميع.
جمعوا من كل سلطنة شعوباً مقسّمة،
وعلّموهم أن يوقّروا السلطان الواحد.
بسلطان واحد أخضعوا كل سلطان العلوّ والعمق،
270. وفي داخله، حبسوا كل الخلائق الناطقة والصامتة.
في داخل سماع كلماتهم حبسوا كل شيء،
حبسوا الأرضيّين وحبسوا السماويّين اللامركَّبين.

مديح للرسل
فيا مائتين لبسوا الجسد الفاسد،
حبسوا العالم داخل كلمات الكلمة الذي فيهم.
275. يا أرضيّين حملوا ثقل الموات،
فصعدوا ليُخضعوا جوقات العلى تحت كلمتهم!
يا صيادين اصطادوا طعاماً لإطعام الجسد،
فاصطادوا العاقلين وأطعموهم طعام الروح.
يا جهَّالاً في كل درس وأميّين في كل علم،
280. درّسوا العالم ببساطة لم يكن يعرفها.
يا من تربّوا في لسان واحد وتهجية واحدة،
تحدّثوا مع الجميع حسب تهجية ألسنتهم.
البلداء الذين قصُر كلامهم، عبّروا بكل لسان،
وشرحوا لجميع الشعوب القوّة التي في كلامهم.
285. من قوّة كلامهم دُهش الشعوب الذين امتلكوا الكلام،
فالقوّة التي فيهم أقوى من كلّ قوّة.
الكل مع الكل غُلبوا بالقوّة التي في الصيادين،
فما بقي شعبٌ لم يهب يده للقوّة التي فيهم.
غُلب الحكماء، خزيَ العقلاء، صمتَ البلغاء،
290. ورعد صوتُ البسطاء كالبوق في الأرض.
ذُلّ الغنى، هرب الافتخارُ، بطُلت الكبرياء،
وكثر امتداح التواضع على كل لسان.
صارتْ كلا شيء كلُّ التعاليم التي نشرها الشياطين،
وقام بالحقّ تعليمٌ واحد بناه البسطاء.
295. هربت أساليبُ الشعر والخطابة،
وما استطاعت أن تجيب على كلمة الحقّ من صيادي سمك.
انطفأ بهاء الفلاسفة المتكبّرين بسبب اسمهم،
وتضاعف النور الذي في كلام الجهّال الأميّين.
الجهّال الأميّون علّموا أن شيئاً أعظم من شيء،
300. فاندهش الكهنة واندهش الملوك بسلطانهم.

الثالوث والتجسّد
سلطاناً واحداً وضعوا أمام الشعوب، كعلامة،
لكي تحنّ كلُّ الألسنة للقاء اسمه (تعالى).
كرزوا في الأرض باسم الجوهر (الالهى) الذي هو من هو،
فامتدحوه وأعلنوا الثالوث غير المنقسم.
305. وضعوا ثلاثة أسماء لثلاثة أقانيم كما أُمروا،
ووحّدوهم في سلطان واحد، اسم الجوهر.
مع الجوهر عدّوا أيضاً سرّ التجسّد،
فلا يكون الثالوث في أربعة أقانيم.
حدّدوا وحصروا اسم الناسوت في اسم واحد:
310. ابن الله وابن الانسان أقنوم واحد.
كتبوا بحروف اسم الابن: أقنوم واحد،
كلمة الآب الذي هو منذ الأزل، والذي هو انسان منا.
اثنان في ما للطبيعة، فالطبيعتان اثنتان،
وأقنوم واحد كعددٍ لا يتبدّل.
315. لا يتبدّل عدد الآب والابن والروح،
ولا يُمزج الجوهر (الالهي) مع طبيعة الانسان.
تبقى طبيعة الجوهر في ذاتها مع الناسوت،
والناسوتُ في وجوده يُحفظ مع الجوهر.
الكيانات التي في الكيان لا تمتزج،
320. وبالأحرى كيان الخالق مع كيان المخلوقات.
الوقحون خلطوا كيان الخالق مع كيان المخلوقات،
فدُهشتُ جداً: ما أوقح ميلَ الانسان (الشرير)!
ميلُ الانسان دفعني لأن أبدّل مسيرة كلامي،
فتركتُ كلامي وسرتُ في طريق الكلمة والجسد.
325. خلط الكلمةَ والجسد، الوقحاءُ الذين لا يتبيّنون،
فغارت كلمتي على فصل الألفاظ التي لا تختلط.
هذه الغيرة كانت في وجداني، في كل تفاسيري،
فما تراخيتُ بل سرتُ في طريق رفقتها.
بدأتُ أسير في طريق مثل العمّال الذين استؤجروا،
330. فالتقى بي سبيل "المزج" فملتُ عن كلامي.
تركتُ كلامي لأوبّخ كلام من يمزج الكلمات،
وعدتُ أسير في سبيل الكلام الذي خرجتُ منه.
فتعالي، يا كلمتي، أجيبي على كلمة وُجّهت إليك،
وسيري في طريق رسمها العمّال حين فلحوا الكرم.
335. رغبتُ أن أشدّد مسيرتي برفقة العمّال الذين فلحوا،
فلربّما أشارك في الجزاء والأجر والخيرات.
اجتذبتني خيراتُهم لأكون أجيراً معهم في أعمالهم،
فقد يكون لي ملء الكلمات من أجل الحياة.
فمن أجل الحياة تعبوا في عمل ربّ الكرم،
340. فحملوا عبء الأعمال القاسية، النهارَ كله.
أجّروا نفوسهم في الصباح كما يفرض ترتيبُ الأجور،
وامتدّت أعمالُهم مع سرعة ساعات النهار.
النهار كلَّه تعب المجتهدون في أعمالهم،
وفي وقت المساء استراحوا من عملهم وقبوا الأجر.
345. من أجل الأجر، تحمّل العمّال العاملون كل الأعمال:
نحو هدف واحدٍ توجّه الأولون والذين جاءوا بعدهم.
الواحد بعد الآخر اقتربوا من العمل الذي تتلمذوا له،
ومعاً فلحوا فلاحة تعطي الحياة.
أجّر الرسل نفوسهم في وقت صباح دنِح ربّنا،
350. فتحمّلوا عبء الاحتقار القاسي من الشعب ومن الشعوب.
أصحاب الساعة الثالثة هم أجيال أخرى قاموا بعدهم،
فساروا في طريق الرسل، طريق الأعمال الساحقة.
وأصحاب الساعة السادسة أجّروا نفوسهم بعد وقت،
وصوّروا شبه هذا التدبير في تدابيرهم.
355. وأصحاب الساعة التاسعة هم الأبرار الذين كانوا في كل جيل:
تقبّلوا عبء التعيير مثل الأولين.
وأصحاب الساعة الحادية عشرة هم الذين أتوا في نهاية الأزمنة،
فامتلكوا الحبّ الذي لا يضعف أمام الشهوات.

أجر المحبّة
الحبّ المحبّب مزجهم مع الأولين،
360. فأخذوا الأجر مع استعداد وجدانهم.
بوجدانهم رضوا كثيراً أن يعملوا كثيراً،
لهذا قبلوا الأجر الذي يتفوّق على العمل.
وهب ربُّ البيت الأجر حسب علامة حبّهم،
لكي بحبّهم يحرّك البشر ليحبّوا الحبّ.
365. حرّك البشر بأجر صالح لقاء ساعة واحدة،
لئلاّ يتراخوا، ولو قليلاً، في وقت من حياتهم.
هو يطلب الحبّ في الحياة القصيرة والحياة الطويلة،
وبحسب الحبّ يهب الأجرَ للذين يحبّون الحبّ.
من أجل الحبّ كرّم العمّال الآخرين،
370. ووهب الأجر وما طالب بالعمل الذي عُمل.
قليل جداً وصغير عمل ساعة واحدة،
حين نقابله مع عدّد اثنتي عشرة ساعة.
يا للحبّ الذي في المحبّين، كم أنت كريم:
تعطي الأجر (الواحد) للأعمال الصغيرة والأعمال الكثيرة.
375. صغيراً كان عمل الفعلة الذين أجّروا نفوسهم ساعة واحدة،
فوضعَه الحبّ مع ثقل الاثنتي عشرة (ساعة).
من وزن يوماً هكذا في ميزان واحد،
فصعدت معاً كفّة الاثنتي عشرة ساعة والساعة الواحدة؟
معاً صعد عددُ الكثير والقليل،
380. وما يُدهَش له: لم يصعد ميزانُ الكفتين ولم يتحرّك.
هنا يُدهَش من يعرف أن ينظر ويُحسن النظر:
عظمة الحبّ أعظم من كل شيء!
عظمةُ الحب قاومت عدد الكثير والقليل،
وماثلت سعي النهار كله بسعي ساعة واحدة.
385. أجرُ حبّه في هذا العمل يُشبه شبهاً
العمل الذي عمله موسى حين جمعوا المنّ جمعاً
أمر موسى أن يُلتقط المنُّ، كيلة لكل واحد،
وعظمة البطن التقطت أكثر من كيلة بكثير.
بالكيلة امتُحن، كما في الكور، ميلُ الطمع،
390. فعرّى وكشف الشراهة المخفيّة فيه.
ما أن تتتطمّع الشراهة وتلتقط أكثر،
تبلغ إلى الكيل ويكون عملها وكأنه ليس بعمل.
يا لغلّة جُمعت بدون شبع،
ولما كيّلوها كانت واحدة، كبيرة أو صغيرة.
395. يا لأمرٍ يسير مع الكلّ ويحكّم الكلّ،
ويساوي الكثير والقليل.
كثيراً جداً كان عمل عظيم، النهارَ كلّه،
وصغيراً جداً كان عمل صغير في ساعة واحدة.
هذا الأمر امتحن الأعمال ونظر إلى الاثنين،
400. فوزَنَهما على مثال كيل المنّ.
بكيل المن قابلتُ الأجر الكبير والصغير:
هذا لا يعني أنهما يُقابلان، ولكنهما يُقابلان من أجل البرهان.
ليس كالكثرة التي جمعها الطمّاعون وتعب لأجلها الناشطون،
وليس كالقلّة التي التقطها الطيّبون وعمل لأجلها الظافرون.
405. هناك جمعوا حُباً بالشراهة لقيام الجسد،
وهنا تحمّلوا عملاً قاسياً من أجل الأجر.
من أجل أجر، تعبَ الأوّلون والذين بعدهم،
وبحسب حبّ، نالوا الأجر الذي أرادوه.
بإرادة نفوسهم، نظروا وينظرون ربّ الكرم،
410. وهذه الإرادة منحها الجزاء باسم دينار.

كرم الله
باسم دينار أراحهم من أعمالهم،
وعزّاهم من حزن الألم الذي احتملوه.
دعا "زمن المساء" راحةَ حياة للموتى،
وحين يقومون يرتاحون من أعمال الموت.
415. في الليل يتوقّف العمل في عالم الأرضيّين،
وفيه يتجلّى تدبيرُ الحياة التي لا تموت.
في هذا التدبير وهب الأجر للفعلة المتعبَين،
ووزن أعمالهم حسب إرادة الذين عملوا.
حسب الارادة، وعدَ بالجزاء للكثير وللقليل،
420. فمنح الكثير ديناراً وديناراً للقليل.
أخذ الآخرون كلُّ واحد ديناراً، قبل الأولين،
بحيث لا يحزنون لعمل ساعة واحدة.
فعملُ ساعة واحدة أصغر من هذا الأجر،
فمن لا يدهش من عظمة حبّ واهب الأجر!

ضيق قلب الانسان
425. من عظمة حبّ واهب الأجر، دُهش الأولون،
وظنّوا أنه يعطيهم أكثر حسب وقت (العمل).
حسبَ الوقتِ، فكّر الفعلة الأوّلون،
وانتظروا أجراً يفوق ما وُعدوا به.
حسبَ الوعد، أخذوا هم أيضاً ديناراً،
430. وحزنوا جداً لأن أملهم لم يكن على قدر الجزاء.
مَيْلُ الحسد ولّد تذمّراً بليداً:
لماذا تساوى الأجر والجزاء؟
لاموا ربّ البيت على المساواة:
لماذا ساوى العملَ القليل مع العمل الكثير؟
435. لماذا ساويتَ الفعلة الآخرين، الذين (عملوا) ساعة واحدة
معنا، نحن الذين حملنا عبء النهار كلّه وحرّه؟
لماذا وهبتَ أجراً لمن لم تستأجرهم بحسب ترتيب (مُنح) لنا،
وماثلتَ مسيرة يوم كامل مع (مسيرة) ساعة واحدة.
يحقّ لنا أن نأخذ أكثر لأننا تعبنا أكثر،
440. فذاك هو العدل: كما العمل، كما الجزاء!
رأى ربّ الجزاء أن اللوم تقدّم حبّه،
فالتفت بحبّ وسأل من لامه.
بمحبّة أجاب العذبُ لائمه،
ودعاه صديقه وهو لا يستحقّ هذه التسمية.
445. قال السيّد لعبده: "يا صديقي، ما ظلمتُك،
ولا كذبتُ في اتفاق أجرٍ اتفقنا عليه.
على دينار اتفقتُ معك، وأنت شاهد،
فخذ مالك ولا تشتكِ من عظمة رحمتي.
إن كنتُ أنا صالحاً، وفاضت مشيئتي فأعطيتُ الكثير،
450. لماذا تحزن ولماذا تشتكي خارجاً عمّا رُتّب"؟
ما اشتكى ذاك الذي اشتكى من ربّ الأجر،
وما ندّد السيّد بالعمّال كما كُتب.

العبرة من المثل
ليس كما كُتب كان خبرُ الكلمات وقيل،
وما روى الرواةُ الأمور وكأنها ما حدثت!
455. ترجموها حسب أفكار ميتوتتنا،
ليمنعوا الميل العاذل عن التشكّي.
مَنع المشتكي بمثَل وُضع على الكلمات:
فإن اشتكى أحد، سمع الكلمات وما عاد يشتكي.
في هذا المعنى كُتب مثَل الفعلة الذين تذمّروا،
460. لا لأنهم تذمّروا، بل لئلاّ يولّد انسانٌ تذمّراً.
علّم البشر، بمثل التذمّر وقول اللوم،
أن لا يتذمّروا حين يتحنّن (الله) على البشر، بنعمته.
بنعمته ساوى ربُّ البيت أبناء بيته،
وما خطئ حين أعطى الأجر، بالتساوي.
465. أعطى أجراً مساوياً للفعلة، فلم يكن (عطاؤه) مجاناً،
ولكن حين رأى القلوب متساوية على مستوى الصفاء والنقاء.
فالذي يرى الخفايا رأى المساواة في الحبّ،
فوهب الجزاء، لعمل صغير وعمل كبير.
صغيراً كان زمنُ الفعَلة الذين أجّروا نفوسهم ساعة،
470. وعظيماً كان الأجر حسب إرادة المستعدّين.
حين سُئلوا أجابوا: "ما استأجرنَا أحد"،
فكأنهم قالوا: "لم نكن هنا في وقت العمل".
لو كان من اللائق لقالوا لربّ البيت:
"لو كنّا هنا في البداية، لكنّا عملنا كثيراً"!

أجر الحبّ واستعداد الارادة
475. أعطى الأجر لمثل هذا الاستعداد في الارادة،
فدلّ أن استعداد الحبّ يستحقّ أجراً مضاعفاً.
أجراً مضاعفاً أخذ الأخيرون مع الأوّلين،
ديناراً واحداً، أي وعداً بالحياة اللافاسدة.
دعا ديناراً "وعد الحياة التي لا تموت"،
480. التي ستكون للأبرار بشكل أجر من أجل أعمالهم.
من أجل أعمالهم أخذوا أجراً مضاعفاً، بعدلٍ،
وكل واحد، جزاء مضاعفاً، حسب إرادته.
أخذ الأخيرون والأولون الجزاء حسب إرادتهم،
وتعلّموا الترتيب الذي كشفه حسناً الربّ لعبيده.
485. في هذا الترتيب، تعلّمت جميعُ الأجيال الترتيب العظيم،
لئلاّ تتراخى حين تُستأجَر من أجل خدمة الحقّ.
بمساواة الأجر منح الأجيال الآتية رجاء،
بل شجّعهم لأن الأخيرين كانوا أول من أخذ.
قيل أن الآخرين أخذوا قبل الأوّلين،
490. ولم يكن ذلك لأنهم أخذوا، بل ليوسّع قلبهم الصغير.
واحدة هي الاشارة التي أعطت أجراً للكل مع الكلّ،
فما تاهت بين موهبة وموهبة.
في زمن الدينونة، ليس هناك، أول وأخير،
فالدينونة واحدة، والجزاء واحد، وواحد التمييز.
495. باشارة صار كل ما كُتب عن هذا اليوم،
وليس ما يُشبه سرعة هذا الأمر.
أمرٌ واحد أمرَ فجأة جميعَ الراقدين،
فقام كل شيء كما أُمر في البداية.

إرشاد ختاميّ
فتعالوا نسمع هذا الأمر الذي يفوق كل أمر.
500. ونحفظ الترتيب أمام هذا اليوم الذي يرتّب الجميع.
تعالوا نتاجر مع الأجراء بمختلف الخيرات،
ونفلح نفوسنا كما فلح الأبرارُ البشر.
الأبرار فلحوا البشر مثل كرمة،
ونحن أيضاً تعالوا نفلح نفوسنا بالفضائل.
505. بالفضائل نعتني بنفوسنا وأعضائنا،
ولا نتراخى في فلاحة الفضائل.
ليفلح كل انسان فلاحة الحياة في النفس والجسد:
انسان واحد، بحواس جليّة وقدرات خفيّة.
انسان واحد، نفسنا مع أعضائنا،
510. وبوجدان واحد نرفع الشكر لمن خلقنا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM