مدخل إلى رؤيا إيليا

ألّفت رؤيا إيليا في اليونانية، و بقي من هذا النص ستة اسطر على جزء من بردية. ومن اليونانية ترجمت هذه الرؤيا إلى القبطيّة في اللهجة الأخميميّة (مخطوط يقود إلى النص الأول من القرن الرابع) وفي اللهجة الصعيدية (ومخطوطات من النصف الثاني في القرن الرابع).
تعود رؤيا إيليا في الشكل الذي وصلت فيه إلينا، إلى نهاية القرن الثامن ب.م. هي الحقبة التي يتحدّث عنها القسم الثاني من ف 2. غير أن الكاتب استعمل مرجعًا آخر كيّفه بحسب قصده حين دوّن الأحداث التاريخيّة في القرن الثالث. وكان البطل الرئيسيّ لهذه الأحداث تمييز كما في مرجع يعود إلى القرن الأول ق.م.
إذا وضعنا جانبًا ف 1 الذي يفسّر طابعه الإرشادي غياب التعليمات التاريخيّة المحدّدة، يعود النص كله إلى القرن الأول ق.م. يُذكر قيصر في ف 2، واضطهاد الحشمونيين للجماعة الاسيانيّة في ف 3. وهكذا يبدو أن عمل الكاتب في القرن الثالث، كان إعادة نظر دوّن فيها ما في ف 2. ما عاد يفهم الخلقيّة التاريخيّة في ف 3، فرأى فقط الناحية الاسكاتولوجيّة.
من هو صاحب الكتاب؟ القسم الثاني ألّف في مصر. والقسم الثالث الذي يتطرّق إلى قضايا فلسطينيّة قد دوِّن خارج فلسطين. بدا الكاتب عارفًا بجماعة قمران.
كل هذا يدفعنا إلى القول بأن كاتب رؤيا إيليا هو يهودي، وُلد أو عاش في مصر، وارتبط بالجماعة الاسيانيّة ارتباطًا حميماً.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM