الفصل الرابع: عودة مجد يهوه إلى الهيكل

الفصل الرابع
عودة مجد يهوه إلى الهيكل
أعلن الكلام النبوي في 37: 26- 28 فعالية وجود مسكن يهوه في وسط شعبه. وإن ف 40- 48 هي امتداد لهذا الرجاء: فإذا كان يهوه قد هجر هيكل أورشليم بسبب خطيئة عبادة الأصنام التي اقترفها شعبه (8- 11)، فإنّ عمله لم يكن نهائياً. هذا هو معنى النصّ الذي سندرسه الآن.
أ- مجد يهوه يهجر الهيكل
ف 8- 11

في حز 8- 11 نجد مجدّداً عناصر من ف 1، أُدخِلت لاحقاً بشكل تعليقات. فإذا أردنا أن نفهم نية النبي وحركة النص وتقسيماته، يجب في البداية، اللجوء إلى تحليل أدبي نقدي لاستخراج الإضافات التي ألحقت بالنص.
إنّ عملاً كهذا يتجاوز حدود مهمتنا هنا. لذلك، نكتفي بموجز للأبحاث التي قام بها أخصائيون في هذا المجال. إن النص المتبقي هو التالي: 8: 1، 3 ب، 5- 18؛ 9: 1- 3، 5- 6، 7 ب- 11؛ 10: 2، 7 ب، 18 أ، 19 ب؛ 11: 23، 24- 25. بالواقع، توجد الإضافات المتأتية من حز 1، في حز 10 إجمالاً. وبالعكس، فإنّ 11: 1- 21 يحتوي كلامين نبويّين كان يجب أن. يوضَعا في مكان آخر، فهما يفصلان بشكل مفاجىء نهاية حز 10، حيث يبدو رحيل يهوه قريباً، عن 11: 22 ي حيث يتمّ الرحيل بالفعل. بحسب 9- 10، أُبيد كل فاعلي السوء، وأحرقت المدينة؛ أما بحسب 11: 1- 13، فقد بقي بعض السكان في المدينة الخ... ينتج عن هذه الملاحظات أنّ آ 1- 21، هي من خارج إطار النص. وبالواقع فهي ليست ملائمة للقسم الباقي من المقطوعة. بالإضافة إلى ذلك، "إنّ رحيل مجد الرب، أكمل بصور كانت في ذاكرة المدوِّنين، وهي على الأرجح، التطواف بتابوت العهد في هيكل أورشليم. ومن هنا الحديث عن "البكرات" والمركبة التي جرى نقل تابوت العهد فوقها (رج 1 مل 7: 27- 33؛ 1 صم 6؛ 2 صم 6)". هذا التوضيح لِتحرّك المركبة لا يوجد في النص الأصلي عند حزقيال، الذي لا يفعل سوى الإشارة إلى بعض تنقّلات من نوع: صعد (9: 3)، وقف (9: 2)، عَبَرَ الخ...

1- البنية الأدبية
إنّ النقد الأدبي للنص يسمح باستخراج بنيته دون الضياع في التحاليل والدراسات المتأخرة زمنياً عن النص.
في 8: 1، 3 ب، يحمل الروح النبيَّ إلى أورشليم في رؤى إلهية بينما في 11: 23- 25، ينقلُ الروح ذاته النبيَّ إلى أرض الكلدانيين ليكون إلى جانب المنفيّين ويخبرهم بكل ما أراه إياه يهوه. والآيات 5- 18 من الفصل 8 تصف آثام اسرائيل في هيكل أورشليم، على أربع مراحل: أَ- آ 5- 6: شمالي باب الغيرة؛ ب- آ 7- 13: سبعون رجلاً من شيوخ بيت إِسرائيل يحرقون البخور أمام "الدبابات والحيوانات النجسة" المرسومة على الحائط، ظانين أنّ يهوه قد تركهم؛ ج- آ 14- 15: عند مدخل باب بيت الرب "هناك نسوة جالسات يبكين أمام تموز"؛ د- آ 16- 18: عند دار بيت الرب الداخليّة، وعند باب هيكل الرب "نحو خمسة وعشرين رجلاً... ساجدين للشمس...". هذه الذنوب الواردة في 10: 2، 7، 18، 19 سبّبت رحيل مجد الرب من الهيكل. من هنا التجاوب بين 8: 5- 18؛ 10: 2، 7، 18، 19. وأخيراً، فإنّ 9: 1- 11، في وسط المجموعة، يعبرّ عن قرار يهوه بتدمير المدينة وإبادة الخاطئين، رغم تدخّل النبيّ لمصلحة شعبه.
ينتج عما تقدّم الرسم البيانيّ التاليّ:
أ (8: 1، 3 ب مقدمة: الشيوخ/ رؤيا/ الروح
(الرحيل)
ب (8: 5- 18): الدخول إلى الهيكل/ رؤيا على أربع مراحل
عن خطيئة إسرائيل.
ج (9: 1- 11): الدينونة، إبادة وقديم المدينة
ب ب (10: 2، 7، 18، 19): مجد يهوه يخرج من الهيكل.
أً (11: 23- 25) الخلاصة: الشيوخ/ رؤيا/ الروح
(العودة).
إنّ النبي حزقيال يستخدم نوعاً أدبياً استخدمه أنبياء آخرون قبله، وهو الرؤيا. مثل الرؤى الخمس عند عاموس 7- 9، ورؤيا أشعيا 6، ورؤى إرميا 1: 11- 17.
تكثر الرؤى عند حزقيال، 1: 1 ي؛ 37: 1- 14؛ 40- 48. أما في 8- 11، فالرؤيا مكوَّنة من إتهّام تتبعه إدانة. واليك النص القديم لحزقيال 8- 11 بحسب تسيمارلي.
(أ) مقدّمة
ف 8- (1) وكان في السنة السادسة، في الشهر السادس، في الخاص من الشهر، وأنا جالسا في بيتي؛ ومشايخ يهوذا جالسون أمامي؛ أنّ يد الرب وقعت علي هناك. (3 ب)... ورفعني الروح بين الأرض والسماء وأتى بي في رؤى الله إلى أورشليم إلى مدخل الباب الداخلي المتّجه نحو الشمال، حيث مجلس تمثال الغيرة المهيِّج الغيرة.
(ب)- الدخول إلى الهيكل
رؤيا ذات أربع مراحل عن خطيئة إسرائيل: آ 5- 6؛ آ 7- 13؛ آ 14- 15؛ آ 16- 18.
(ج)- العِقاب: تدمير وإحراق المدينة
ف 9- (1) وصرخ في سمعي بصوت عالٍ قائلاً: "قرِّب وكلاء المدينة كل واحد وعدَّته المهلكة بيده". (2) وإذا بستة رجال مقبلين من طريق الباب الأعلى الذي هو من جهة الشمال، وكل واحد عدَّته الساحقة بيده. وفي وسطهم رجل لابس الكتان وعلى وسطه دواة كاتب. فدخلوا ووقفوا جانب مذبح النحاس. (3) ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت، فدعا الرجل اللابس الكتان الذي دواة الكاتب على وسطه... (5) وقال لأولئك في سمعي: "اعبروا في المدينة وراءَه واضربوا! لا تشفق أعينكم ولا تعفوا! (6) الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك، ولا تقربوا من إنسان عليه السمة. وابتدئوا من مقدسي"! فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت. (7 ب) فخرجوا وقتلوا في المدينة. (8) وكان بينما هم يقتلون وأُبقيت أنا، إني خررت على وجهي وصرخت وقلت: "آه، يا سيدي الرب، هل أنت مهلك بقية إسرائيل كلها بصبّ رجزك على أورشليم"؟ (9) فقال لي: "إنّ إثم بيت إسرائيل ويهوذا عظيم جداً جداً، وقد امتلأت الأرض دماءً وامتلأت المدينة حنقاً. لأنهم يقولون: الرب قد ترك الأرض، والرب لا يرى. (10) وأنا أيضاً عيني لا تشفق ولا أعفو. أجلب طريقهم على رؤوسهم". (أ أ) وإذا بالرجل اللابس الكتان الذي الدواة على جانبه ردَّ جواباً قائلاً: "قد فعلت كما أمرتني".
(ب ب)- مجد الرب يخرج من الهيكل
ف 10 (2) وكلّم الرجل اللابس الكتان وقال: "أدخل بين البكرات تحت الكروب واملأ حفنتيك جمر نار... وذرِّها على المدينة". فدخل قدام عينيّ. (7 ب) ومدَّ كروب يده من بين الكروبيم إلى النار، فرفع منها ووضعها في حفنتي اللابس الكتان، فأخذها وخرج (في المدينة). (18 ب) ووقف عند مدخل باب بيت الرب الشرقيّ.
(أ أ)- إستنتاج
ف 11- (23) وصعد مجد الرب من على وسط المدينة ووقف على الجبل الذي على شرق المدينة. (24) وحملني الروح وجاء بي في الرؤيا، بروح الله، إلى أرض الكلدانيّين إلى المسبيّين. فصعدت عني الرؤيا التي رأيتها. (25) فكلَّمت المسبّيين بكل كلام الرب الذي أراني إياه.
ملاحظة: هذا النص مأخوذ عن الكتاب المقدّس، دار الكتاب المقدَّس في العالم العربي. 1983.

2- لاهوت النصّ
* مقدّمة (8: 1، 3 ب)
يبدأ النبي حزقيال بتأريخ رؤياه: "السنة السادسة، في الشهر السادس، في الخامس من الشهر" (آ 1)؛ وهذا التأريخ موافق للسنة 592 بعد السبي الأول وقبل سقوط أورشليم. وبما أن النبي كان بين المنفيّين الأوائل إلى بابل، فالروح سيحمله ويأخذه إلى أورشليم عن طريق رؤى إلهية (آ 3 ب). وجاء شيوخ إسرائيل (آ 1 ب) وجلسوا حول النبي ليستشيروا بواسطته يهوه (14: 1- 3). وكان حزقيال، في رؤياه، عند مدخل الباب الداخلّي المتّجه نحو الشمال "حيث يجلس تمثال الغيرة" (آ 3 ب).
ينقل روح يهوه "روح" النبي روحياً ويحمله إلى مكان تظهر فيه عبادة الأصنام المثيرة. وهكذا يكشف له المدى الذي تشغله هذه الأصنام.
* الدخول إلى الهيكل
صار النبي شمالي باب المذبح حيث يوجد تمثال الغيرة (آ 5 ب) وتلقّى أمراً من الروح لينظر. وإذا يهوه يشرح سبب ابتعاده عن الهيكل: "الرجاسات العظيمة التي عملها بيت إسرائيل لإبعادي عن مقدسي" (آ 6). وهذه "الرجاسات" تزداد خطورتها كلّما تنقّل حزقيال في الهيكل.
عند مدخل الدار (آ 7)، أمرَ الروح النبيّ بإحداث ثقب في الحائط (آ 8)، ليرى الرجال السبعين، من شيوخ بيت إسرائيل (آ 11)، وهم يحرقون البخور أمام صور الحيوانات والزحافات المنقوشة على الحائط (آ 10). والمرحلة الثالثة تصف الدخول في باب بيت الربّ حيث النسوة الجالسات "يبكين على تموز" (آ 14). والمرحلة الرابعة والأخيرة تحمل فيضاً من الرجاسات. فقد رأى النبي عند باب الهيكل بالذات، "خمسة وعشرين رجلاً، ظهورهم نحو هيكل الربّ ووجوههم نحو الشرق، وهم ساجدون للشمس نحو الشرق" (آ 16). لم يعد للربّ أية أهميّة، فقد رُفض واستُبدل بالأصنام الوثنيّة. فإسرائيل، في هذا الإطار، ضيَّع إيمانه وترك يهوه إلهه. فليست خطيئته السجود أمام الأصنام وحسب، بل تجاوزت ذلك إلى حدّ ممارسة الظلم في الأرض كلّها (آ 17). وفي آ 18 يلفظ يهوه حكمه ويعلن العقاب ضدّ المسيئين. فالله لن يشفق على أحد منهم، حتى وإن تعالى صراخهم.
* العقاب (9: 1- 11)
إن العقاب قريب وستُباد المدينة (آ 1) بواسطة ستة رجال مجمل كل واحد منهم بيده أداة التهديم. ويلبس واحد من هؤلاء الرجال بدلة من الكتان، ويتمنطق بزنار شُكّت فيه دواة (آ 2). وهكذا، إذا كان هناك ستة رجال لتنفيذ أمر الإدانة، فهناك بالمقابل رجل واحد يُصدر قراراً بخلاص "الذين يتنهدون وينتحبون على كل القبائح المرتكبة في أورشليم". إن هذا النوع من عدم التناسب يدلّ على مدى فداحة الخطيئة وجذريّة الحكم الصادر. "وصعد مجد إله إسرائيل عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت" (آ 3)، ويتمّ القتل، في آ 5، 6، 7 ب على مرأى من حزقيال الذي خاف أن يبقى وحيداً (آ 8). فسقط على وجهه وصرخ مستعطفاً يهوه كي لا يُهلك بقيّة إسرائيل. يلعب النبي هنا دور الوسيط مع الربّ من أجل إنقاذ المدينة. فالدم الذي يلطّخ البلاد، والإثم الذي يملأ المدينة يجعلانه يظنّ بأن يهوه ترك شعبه (آ 10). ان عدم التبصُّر هذا يزيد قساوة القصاص. وفي النهاية، تُضرب كل الأصنام.
إن وصف القصاص ينضمّ إلى مواضيع كثيرة في البيبليا. وخطيئة عبادة الأصنام، هي دائماً، مقدّمة عقاب يأتي من يهوه، إله العهد. عندما يتنكّر شعب يهوه لإلهه ليستبدله بالأوثان، فإنه يرفض العهد ويسبّب الغضب الإلهيّ. هذا بالذات، نجده في خر 33، حيث قتل بنو لاوي ثلاثة آلاف رجل من الشعب، بسبب الإثم الكبير الذي ارتكبوه (آ 27). حين أمر هارون بصنع عجل ذهبي وعبادة هذا العجل، استدرج إسرائيل إلى الخطيئة، فتركه الله. إن حزقيال، بتوسّطه للشعب (9: 8)، إنضمّ إلى أصوات نبويّة كثيرة، مثل عاموس في 7: 2: "قلت أيها السيد الرب، إغفر! فكيف يقوم يعقوب؟ فإنه صغير" (راجع أيضاً 7: 5). أو أشعيا: "إلى متى أيها السيد" (6: 11)؟ إن النبيّ الذي يتوسّط لصالح الشعب لا يمكنه أن يقبل بأن يكون الحكمُ نهائياً.
* مجد يهوه يخرج من الهيكل (10: 2، 18، 19)
يستمر عمل يهوه، فيأمر الرجل اللابس الكتان بأن يذهب ويحضر "جمر نار" من بين الكروبين، ويذرَّه في المدينة. وفي الوقت ذاته، يرتفع مجد يهوه، ويخرج من الهيكل ويتوقّف عند الباب الشرقي. لم يعد المقدس مسكن إله إسرائيل: وهذا يمثّل ذروة غضب يهوه تجاه خطيئة عبادة الأصنام. ولم يعد الهيكل ضمانة لحضور الله، وبالتالي لخلاص الشعب. ليس حضور الله مشروطاً ببيت صنعته يد البشر، فهو حرٌّ في التنقّل حيث يشاء وعندما يشاء.
* إستنتاج (11: 23- 25)
"صعد مجد الربّ عن وسط المدينة، ووقف على الجبل الذي عند شرق المدينة. لقد ترك يهوه أورشليم إذن. وعاد النبيّ، بواسطة الروح، إلى بلاد الكلدانيّين، ونقل رؤياه إلى المنفيّين.

3- تلخيص
تعرض ف 8- 11 خروج يهوه من الهيكل وتذكر السبب: يهوه ترك الهيكل الذي نجّسته عبادة الأصنام. لم يعد الشعب يعتقد بوجود الربّ في البلاد: فينطلق في البحث عن آلهة أخرى، أكثر قدرة، تستطيع أن تحميه. فالمسؤولون عن الشعب، هم بالذات يحرقون البخور أمام الصُوَر، وهم يقولون: ان يهوه لا يرى وقد ترك الأرض. لم يعد الله ذا أهمية بالنسبة لهم. وبالإضافة إلى ذلك، فالنساء يبكين تموز ويدعونه لكي يملأ الفراغ ويرضي حاجات الشعب. وقد انهارت العبادة لدرجة أن مجد يهوه في قدس الأقداس، لم يعد معبوداً، ويديرون له ظهورهم ليسجدوا أمام الشمس.
بعد توجيه الاتهام، يلفظ يهوه الحكم ليبيد الخطأة وينقذ الذين يتألَّمون بسبب رجاسات أولئك. يحتفظ يهوه بعدد قليل جداً من الناس ليعطي روحاً جديداً لشعبه.
إن لاهوت حزقيال يوضح السبب الذي جعل يهوه يطلق حكمه. ويميّز هذا اللاهوت بين الأخيار والأشرار، ويُبرز العقاب الذي حلَّ بالمدينة، ليبرز في الوقت ذاته، بشكل أفضل، الخطيئة التي ارتكبها إسرائيل، إذ ترك يهوه ونقض العهد. في هذا المناخ المأساوي، تجدر الإشارة إلى لمحة من فكرة حزقيال، وهي انفتاحه الواسع. إذا كان الله الضمانة الوحيدة للخلاص، فهو لم يعد مرتبطاً بذهابه إلى المقدس الذي دنُّسته العبادات الزائفة. ومن المناسب الإشارة، أخيراً، أن الاتهام لا يقتصر على ف 8- 11؛ فهناك أيضاً ف 14، حيث لا يسمح يهوه للشيوخ "أن يسألوه سؤالاً" لأنهم يمارسون العبادات الوثنية. وكل سائل سيُستأصل من الشعب (آ 4- 8)، تماماً كالنبي إذا ضلَّ (آ 9). وفي ف 20، فإن إسرائيل، منذ نشأته، يتمرّد باستمرار على الوصيّة الأولى للعهد، التي تدعوه لترك العبادات المصريّة (آ 5- 9). "إنّ الجيل الحاضر لا يفعل سوى مواصلة هذه القصة المؤسفة: فهو منجَّس بالأصنام، وبتقديم الأولاد محرقات للأوثان (آ 23- 26)، وقد نقضي عهده مع يهوه الذي لا يسمح لهذا الجيل بأن يسأله سؤالاً" (آ 30 ي). وكذلك نقول عن ف 16، حيث الاتهام يطال، في الوقت ذاته، العبادات الخاطئة والمعاهدات الغريبة.
إن الأصنام تملأ البلاد كلّها، حتى مركزها الأكثر قداسة، أي الهيكل (ف 8؛ 11). قد تسلّلت الأصنام إلى قلب كل شخص (ف 14). وإذا رجع حزقيال إلى ماضي إسرائيل، فلن يجد فيه سوى سلسلة متواصلة من الثورات في العبادة".
في الواقع، نجد في سفر حزقيال أن مكاناً كبيراً قد أُعطي لعبادة يهوه، والفصول 40- 48 تبرز أسس شرعيته وقداسته. وقد وُصف في هذا السفر رجوع مجد الربّ بعد تطهير البلاد وهيكل أورشليم. وبمقابل ف 8- 11 سنقرأ الوصف الذي يعطيه النبي لتلك العودة. فبعد العقاب يمكن أن نتبيّن ترميم بيت إسرائيل.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM