الخاتمة

الخاتمة

تلك هي المحاضرات الاربع التي أشرفت على الجمعية العامة الخامسة للرابطة الكتابيّة العالميّة. وقد سبقتها طرائق لقراءة حوار السامريّة مع يسوع، كما كشفها البيان الختامي وفيه ما فيه من تشديد على ربط حياتنا بالانجيل والانجيل بحياتنا. فحياتنا تجد معنى جديداً حين تستنير بكلام الله، وكلام الله يجد إطاره في حياتنا، فلا يبقى حرفاً ميتاً، بل يصبح كلمة حيّة ينعشها الروح الحاضر في الكنيسة.
مع السامريّة كنا في سيخار، على مقربة من الأرض التي كان يعقوب قد أعطاها ليوسف ابنه (يو 4: 4). كنا في هونغ كونغ التي تعرف وضعاً خاصاً: هي ستصبح جزءاً من الصين سنة 1997. كنا في قلب آسيا وما فيها من آمال مفتوحة للانجيل. أما في المؤتمر السابق (1990)، فكنا في بوغوتا، في قلب اميركا اللاتينيّة وما فيها من تحديّات، لا سيما على مستوى انجيل التحرير. كنا في الواقع مع يسوع والتلميذين على الطريق الممتدّة من اورشليم الى عمّاوس. في الطريق إلى عمّاوس شرح لنا يسوع الكتب لنحمل بشارة جديدة إلى عالم ما زال تقليدياً في مسيحيّته. وفي هونغ كونغ، أوصلنا يسوع إلى حضارة السامريين، بانتظار العالم اليوناني، وسائر الحضارات ولا سيما تلك التي تشكّل أعظم غنى في آسيا.
مسيرة طويلة هي مسيرة الرابطة الكتابيّة. وستتواصل بإذن الله. مسيرة على مستوى الجغرافيا، وقد تصل بها الطريق إلى أورشليم أو إلى ما يجاورها من بلدان. وعلى مستوى المقاربة من النصّ الكتابيّ بين تأوين ومثاقفة. نقرأه الآن، نقرأه في الزمن الحاضر، فنتفاعل معه ويتفاعل معنا. ونقرأه داخل ثقافاتنا وحضاراتنا، فلا يعود غريباً عنها، بل يطبعها بطابعه. هكذا دخل يسوع في إطار العالم السامريّ. ودخل وراءه الرسل ولا سيمّا بولس في إطار العالم اليونانيّ. وسيدخل آخرون في العالم السلافي والافريقي والآسيوي... وهكذا تتواصل مسيرة الانجيل في الحضارات والديانات. ففي النهاية "ليس بعد يوناني ولا يهودي، لا ختان ولا قلف، لا اعجميّ ولا اسكوتي، لا عبد ولا حرّ، بل المسيح الذي هو كل شيء في كل شيء" (كو 3: 11). هذا ما نتوق إليه ونصلّي منتظرين الساعة التي "يجمع الله تحت رأس واحد في المسيح كل ما في السماوات وما على الارض" (أف 1: 10).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM