الطريقة الثالثة يسوع المربي

الطريقة الثالثة
يسوع المربي

حين يربّينا يسوع، يعلّمنا كيف نحوّل حياتنا، فنجعل أمورنا كلها شفّافة.

* مسيرة الصلاة
1- البداية: استقبال الاشخاص. دعوة الروح القدس في صلاة او نشيد. فترة من الصمت.
2- الهدف: نتعلّم كيف نجعل الحياة شفّافة لكي تكشف لنا بعض الشيء عن الله. استند يسوع إلى ما قالته السامريّة وما يعيشه التلاميذ أو ما يعرفونه، فحاول أن يساعدهم على إدراك بُعد أعمق لواقع الحياة. مثلاً، ماذا يعني الماء؟
3- المفتاح: خلال القراءة، نتنبّه إلى الطريقة التي بها ساعد يسوع الناس لكي ينتقلوا من المنظور والملموس إلى حضور الله غير المنظور. أجل جعلهم يدركون هذا الحضور.
4- النصّ: يو 4: 1- 42. يقرأه أحد الحاضرين. يلي ذلك وقت من الصمت.
5- اسئلة:
أ- ما الذي فعله يسوع لكي تتوصّل السامريّة فتعرف أن فيها ينبوع مياه حيّة؟ كيف انتقل من المعنى الماديّ والحيّ للماء إلى المعنى الرمزي؟
ب- ما الذي لفت انتباهك في طريقة تربية يسوع؟ لماذا؟
ج- في العهد القديم، ترتبط المياه بعطيّة الحياة وبعطيّة الروح، أين تجد ذلك؟
د- ما هي النقاط التي فيها تطرح تربية يسوع علينا سؤالاً، تواجهنا، تنتقدنا؟
6- المناجاة: نحوّل هذا النصّ إلى صلاة عفويّة.
7- مزمور: نقرأ مز 122: 8: من أجل أخوتي وأخلاّئي أقول: ليكن السلام فيك.

** إقتراحات وإعتبارات
1- التقى يسوع السامريّة عند البئر وهو الموضع التقليديّ للّقاءات والأحاديث. وانطلق من ضرورة ملموسة. إنطلق من عطش هذه المرأة الحقيقيّ فاتاح لها أن تفهم أنها تستطيع أن تقدّم خدمة لا يُستغنى عنها. وعبر سؤال يسوع، رأت أنه يحتاج إليها ليروي عطشه. وهكذا أيقظ فيها رغبة في أن تساعد الآخرين وتخدمهم.
2- استعمل يسوع لفظة "ماء" في معنيين، وفي وقت واحد: في المعنى الماديّ العاديّ: الماء يطفىء العطش. وفي المعنى الرمزيّ والروحيّ: الماء هو ينبوع حياة وعطية الروح. استعمل يسوع لغة يفهمها الناس. ولكنه في الوقت عينه، أيقظ الرغبة في اكتشاف المعنى الأعمق لأمور الحياة.
3- لقد تجذّر الاستعمال الرمزيّ للماء في الحياة، في التاريخ، في تقليد الشعب. وعرف يسوع تقاليد شعبه فارتكز عليها في حديثه مع السامريّة. وإذ لمّح إلى المعنى الرمزيّ للماء، تذكّر العهد القديم حيث يعتبر الماء رمزاً إلى عمل الله في وسط البشر. مثلاً، قابل إرميا ماء البئر مع ماء الينبوع الحيّ، فقال: "تركوني (يتكلم النبي باسم الربّ) أنا ينبوع الماء الحيّة واحتفروا لهم، باراً فاسدة، مشققّة، لا تمسك الماء" (إر 2: 13). حين نستقي ماء البئر، يخفّ الماء في البئر. وحين نستقي ماء من الينبوع يكثر ماء الينبوع. ونستطيع أن نقرأ في هذا السياق أش 12: 3: "تستقون المياه بفرح من ينابيع الخلاص" (كما في عيد المظال). ونقرأ 49: 10: "لا يجوعون ولا يعطشون، لا يقرعهم الحرّ ولا الشمس، لأن راحمهم يهديهم، وإلى ينابيع المياه يوردهم". وفي 55: 1: "أيها العطاش جميعاً، هلّموا إلى المياه، حتى ولو لم يكن في يدكم فضّة" (عطيّة مجانيّة). وفي حز 47: 1- 3: "ورجع بي إلى مدخل الهيكل، فاذا بمياه تخرج من تحت عتبة الهيكل...".
4- حوار عل مستويين:
أ- المستوى السطحيّ للماء الذي يطفىء العطش. على هذا المستوى الماديّ للماء، يبقى الحديث مشدوداً ولا يمكن أن ينمو. والسامريّة هي التي انتصرت في النهاية، لأن يسوع لم يتوصّل إلى الدخول في حياتها عبر هذا الباب.
ب- وهناك المعنى العميق والرمزي للمياه كصورة للحياة الجديدة التي حملها يسوع. على هذا المستوى، بدا الحديث في تواصل تامّ. فبعد أن كشف يسوع عن نفسه أنه الحياة الجديدة، قال: "إذهبي وادعي زوجك وعودي" (آ 16). فيسوع هو "العريس" الحقيقيّ الذي يحمل الحياة الجديدة إلى المرأة التي تبحث عن ماء الحياة ولم تجدها بعد. فإن قبل الشعب بيسوع على أنه "عريس" امّته، سيكون له القرب من الله أينما كان، ما دام يبحث عنه في الروح والحق (آ 23- 24).
5- أعلن يسوع عطشه، ولكنه لم يشرب. هذا ما يدلّ على أن عطشه هو رمزيّ. وهذا ما يرتبط برسالته. إنه عطش يتواصل عبر حياته وحتى موته. فعلى الصليب، وفي ساعة الموت، قال: "أنا عطشان" (يو 19: 28). وإذ أعلن عطشه للمرة الأخيرة استطاع أن يقول: "لقد تمّ كل شيء" (يو 19: 20) وهكذا تحقّقت رسالته.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM