تقديم

تقديم

يؤدّي احتلال بلد ما إلى انتشار العنف والاستعباد فيها. ويفقد الشعب المضطهد سلامه وحرّيته إذا سُحِقَتْ هويته على يد محتلّ أقوى منه. إن هذا الوضع غالباً ما يختزن صرخة صامتة تعبرّ عنها الرغبة في إيجاد مخلِّص. وهذا المخلّص يجب أن يأتي، ويكون قادراً على نقل الشعب من حالة الأسر والألم إلى حالة خلاص.
اضطُرَّ إسرائيل، كشعب مؤمن، إلى اجتياز تجارب من هذا النوع. ولكن ذلك لم يحدث أبداً من دون تدخّل إلهي. لم يتوقّف الله، بواسطة أنبيائه، عن توجيه كلامه إلى شريكه في العهد. في الواقع، كانت حقبة المنفى في بابل الحقبة أكثر صعوبة. فإسرائيل الذي فقد كل شيء، وجد ذاته خارج بلاده، بلا هيكل ولا مَلِك. لكنَّ وجود حزقيال، النبيّ الذي أرسله الله، يُظهر أن تاريخ ذلك الشعب لم ينتهِ. فالكلمة الإلهيّة المتعلّقة باختبار العلاقة المُعاشة بين الله وإسرائيل، صارت علامة الرجاء الوحيدة. لقد تلقّى حزقيال، النبيّ المنفيّ، لاهوتاً مدوَّناً في تقليد. فتفكيره ينطلق دائماً من واقع مُعاش، يسمح بقراءَة الحاضر على ضوء الماضي، وجعْل هذا الحاضر ينفتح على مستقبل جديد.
إن نبوءَة حزقيال متَّسِمة بإطار حاسم، وبِحِسٍّ تجديديّ في التفكير. يبشِّر النبي بالخلاص بعد الدينونة. إِنه يؤوِّن كلام ناتان حول مجيء المسيح، ويبشّر بعودة شعب إسرائيل إلى بلاده بعطية روح جديد، ويذكِّر بأن تنقّل الله ليس مرتبطاً بالهيكل. فالشعب، بحسب حزقيال، سيجد خلاصه متجدِّداً بتدخّل مباشر من قبل روح يهوه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM