المثل الاول

المثل الاول

دينونة الاشرار والمقتدرين
38 (1) المثل الاول.
حين تصير جماعة الأبرار منظورة
ويُحكم على الخطأة بفعل خطيئتهم
ويهتزّ سطح اليابسة،
(2) حين يظهر البرّ على وجه الأبرار
الذين ارتبط اختيارهم بربّ الأرواح
حين تظهر الشمس للابرار والمختارين سكّان اليابسة
أين يكون مسكن الخطأة؟
أين يكون مقام الذين أنكروا ربّ الأرواح؟
يا ليتهم ما وُلدوا!
(3) حين تُكشف أسرار الابرار
ويُحكم على الخطأة
ويُبعد الاشرار من أمام الابرار والمختارين،
(4) لن يعود المقتدرون والعظماءُ مالكي الأرض
ولن يروا وجه القدّيسين
لأن ربّ الأرواح سيظهر
نوراً أمام القديسين والأبرار والمختارين.
(5) في ذلك الوقت يَبيد الملوكُ والمقتدرون
ويُسلمون إلى أيدي الابرار والقديسين.
(6 أ) عند ذاك لن يكون متشفّع لدى ربّ الأرواح

39 (2 ب) لن تكون رحمة لهم
يقول ربّ الأرواح

38 (6 ب) ستكون نهاية حياتهم.

انتقال اخنوخ
39 (1) في ذلك الوقت نزل الأنبياء المختارون والقديسون، فاتّحد نسلهم بالبشر. (2 أ) في ذلك الوقت تسلّم أخنوخ رسائل الغيرة والغضب، رسائل الاضطراب والقلق.

رأى أخنوخ سعادة الابرار ومختارَ البرّ
(3) في ذلك الوقت (قال أخنوخ) اختطفني إعصار من على وجه الأرض ووضعني على طرف السماء.
(4) فرأيت رؤية ثانية:
مساكن القديسين ومواضع راحة الأبرار.
(5) هناك رأيت بعينيّ أنهم يقيمون مع ملائكة البرّ ويرتاحون في رفقة القديسين.
هم يصلّون، يتوسّلون، يتضرّعون من أجل البشر.
جرى البرُّ أمامهم كالماء
والنعمة، مثل ندى الأرض،
جرت في وسطهم إلى الأبد.
(6) في هذا الموضع رأت عيناي مختار البرّ والحقّ.
البرّ يملك في زمانه،
والأبرار والمختارون العديدون
يقفون أمامه إلى الأبد.
(7) رأيت أنه يقيم تحت أجنحة ربّ الأرواح
وجميع الأبرار المختارين كانوا جميلين أمامه جمال نور النار.
امتلأ فمهم مباركة
ومجّدتْ شفتاهم اسم ربّ الأرواح.
في حضرته لا يبيد البرّ
في حضرته لا يبيد الحقّ.
(8) هناك أردت أن أقيم،
في هذا المقام رغب روحي
هناك وُجد نصيبي الأول
لأن هذا ما تقرّر بشأني
أمام ربّ الأرواح.

أخنوخ والملائكة يباركون الربّ
(9) في ذلك الوقت مجّدتُ وعظّمت اسم ربّ الأرواح، باركته ومجّدته، لأنه ثبّتني في البركة والمجد حسب مشيئة ربّ الأرواح.
(10) نظرتْ عيناي طويلاً هذا الموضع، فباركتُ ومجدت (الرب) قائلاً:
"مبارك هو! ليكن مباركاً من البداية إلى الأبد!
(11) أمامه لانهاية.
قبل خلق العالم
عرف ما سيكون إلى الأبد،
ما سيكون لجميع الأجيال.
(12) الساهرون الواقفون أمام مجدك يباركونك
يباركون، يمجّدون، يعظّمون قائلين:
"قدوس، قدوس، قدوس ربّ الأرواح،
ملأ الأرض بأرواحه".
(13) هناك رأيتُ بعينيّ جميع الساهرين. وقفوا أمامه وباركوا قائلين: "مبارك انت. مبارك اسم الربّ إلى الأبد". (14) فامتقع وجهي لأني لم أقدر على مشاهدة هذا المشهد.

رؤساء الملائكة الاربعة
40 (1) ثم رأيت آلاف آلاف، وربوات ربوات من الواقفين أمام ربّ الأرواح لا يُعدَّون ولا يُحصون. (2) ونظرت فرأيت، عند أربعة جوانب ربّ الأرواح، أربعة أشخاص يختلفون عن الساهرين. عرفت أسماءهم، لأن الملاك الذي كان معي وأراني جميع الاسرار، قد أعلمني بها. (3) وسمعت صوت هؤلاء الأشخاص الأربعة ينشد المدائح أمام ربّ المجد.
(4) الصوت الاول بارك ربّ المجد إلى الأبد.
(5) الصوت الثاني سمعته يبارك المختار والمختارين الذين ارتبطوا بربّ الأرواح.
(6) الصوت الثالث سمعته يتوسّل ويصلّي من أجل سكان اليابسة، ويتضرّع باسم ربّ الأرواح.
(7) الصوت الرابع سمعته يدفع الشياطين ويمنعهم من الاقتراب إلى رب الأرواح ليفتروا على سكّان اليابسة.
(8) ثم سألت ملاك السلام الذي كان يرافقني ويريني كل الاسرار: "من هم هؤلاء الأشخاص الأربعة الذين رأيتهم، الذين سمعت صوتهم وسجَّلت كلامهم؟" (9) فأجابني: "الأول هو مخائيل، الرحيم والبطيء عن الغضب. الثاني هو رفائيل، الموكّل على جميع الأمراض وجميع جراح البشر. الثالث هو جبرائيل الموكّل على كل قدرة. الرابع هو الموكّل على توبة الرجاء للذين يرثون الحياة الابديّة. اسمه فنوئيل.
(10) تلك هي أسماء الملائكة الاربعة لرب الأرواح. سمعتُ صوتها كلّها في ذلك الوقت.

أسرار السماء
41 (1) ثم رأيت جميع أسرار السماء: كيف يتوزّع الملكوت، وتوزن أعمالُ البشر. (2) هناك رأيت مساكن المختارين، مساكن القدّيسين. هناك رأيتُ بعينيّ كيف يطردون جميع الخطأة الذين أنكروا اسم ربّ الأرواح. اقتادوهم، وما استطاعوا أن يقاوموا، إلى العقاب الذي أرسله رب الأرواح. (3) وهناك رأيت بعينيّ أسرار البروق والرعود، وأسرار الرياح: كيف تتوزّع لتهبّ على الأرض. واسرار الغيوم والندى هناك رأيتها: تأتي إلى هذا المكان ومنه تسقي تراب الأرض. (4) هناك رأيت مخازن مقفلة منها تُوزَّع الرياح: مخزن للبَرَد والريح، مخزن للضباب والغمام، والسحاب الذي يخرج يحلّق فوق الأرض منذ بداية العالم. (5) ورأيت مخازن الشمس والقمر، من أين يخرجان وإلى أين يدخلان، ودخولهما مجيد: مجد الواحد أكبر من الآخر. جريُهما لهيب ولا يبدّلان مسيرتهما، لا يسرعان ولا يبطئان، ويحافظان على اتفاق متبادل يطابق الميثاق الذي عقداه. (6) تخرج الشمس أولاً وتتمّ مسيرتها حسب أمر ربّ الأرواح، دام اسمه إلى الأبد. (7) ثم شاهدتُ طريق القمر، الخفيّة والظاهرة: هو يتمّ في هذا الموضع مسيرته النهاريّة والليليّة. الواحد يواجه الآخر أمام ربّ الأرواح، يمدحانه دوماً ويمجّدانه، ومديحهما راحة لهما.
(8) تُكثر الشمس من الدوران لتبارك أو تلعن. ومسيرةُ القمر نورٌ للابرار وظلمة للاشرار، باسم الرب الذي فصل النور عن الظلمة، وقسَمَ أرواحَ البشر، وثبّت أرواح الأبرار باسم برّه. (9) لا ملاك يقاومه ولا سلطان، لأنه جعل على كل شيء رئيساً يدبّر كل شيء في حضوره.

الحكمة والعنف
42 (1) ما وجدت الحكمةُ موضعاً تقيم فيه،
فمقامها في السماوات.
(2) تركت الحكمة (السماوات) لتسكن وسط البشر
ولكنها ما وجدت مقاماً لها.
فعادت الحكمة إلى بيتها
وأقامت وسط الملائكة.
(3) وترك العنف مخازنه
فوجد ما لم يكن يطلبه
جعل مقامه وسط البشر
كالمطر في البريّة
والندى على أرض عطشى.

خلود الكواكب
43 (1) ورأيت أيضاً البروق وكواكب السماء. رأيت كيف يُدعى كل واحد (= كوكب) باسمه فيجيب. (2) ورأيت الموازين الدقيقة التي تزنها بحسب نورها، ووسعَ مجالها ويوم شروقها. دورانها يولّد البرق، وهو يتمّ حسب عدد الملائكة، ويراعون اتفاقاً متبادلاً. (3) فسألت الملاك الذي كان يرافقني ويريني الأشرار: "ما هذا"؟ (4) فأجابني: "أراك ربّ الأرواح مظهرها. هي أسماء الأبرار التي أقامت على اليابسة (= الأرض) وكانت أمينة لاسم رب الأرواح".

44 (1) ورأيت شيئاً آخر عن البروق: كيف تخرج من الكواكب وتصبح بروقاً ولا تقدر أن تبقى معها

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM