الفصل الثالث والثلاثون: لوقا ومؤلّفه في جزئين الإنجيل والاعمال

الفصل الثالث والثلاثون
لوقا ومؤلّفه في جزئين
الإنجيل والاعمال

إذا نظرنا إلى الترتيب في أسفار العهد الجديد، نرى أن انجيل يوحنا يفصل بين انجيل لوقا وسفر أعمال الرسل. ولكن قبل ان تنتظم مجموعة الاناجيل الاربعة، كان انجيل لوقا وسفر الاعمال مؤلّفاً واحداً في جزئين، ودرفتين في انجيل واحد: الإنجيل حتى أورشليم، الإنجيل من أورشليم حتى أقاصي الأرض. كاتب الإنجيل هو كاتب الأعمال، وقد اهتمّ بأن لا يفصل يسوع وانجيله عن الذين صاروا بعد القيامة شهوداً له في تاريخ البشر.
الإنجيل هو البشرى السعيدة كما نقلت بالفعل إلى جميع البشر عبر شهادة الشهود. لهذا، لم يفصل الكاتب خبر يسوع المسيح كحدث عن خبر الرسل الذين حملوا هذا الحدث وأوّنوه في بداية الكنيسة "في أورشليم، في كل اليهودية والسامرة، وحتى أقاصي الأرض " (أع 1: 8).
لوقا هو رجل صار من أجل اخوته كاتباً في خدمة الكلمة. وهو يتكلّم هنا عما عرفه وخبره. سنحدّد أولاً موقع هذا الرجل، ثم نتوّقف عند مؤلّفه الذي ظهر في كتابين، وأخيراً نصل إلى ما يوّحد بين انجيل لوقا وسفر الأعمال.

أ- إنطلاقة الكنيسة
لوقا هو مسيحي وانجيليّ جاء من البعيد. وها هو يدخلنا في الكنيسة الأولى.
تمّت أول بشارة للانجيل أمام اليهود المجتمعين في أورشليم للاحتفال بعيد العنصرة (أع 2: 1- 41) 0 المكان محدّد: أورشليم، مركز العالم اليهودي. وفي الوقت عينه موضع نهاية مسيرة يسوع الذي صُلب وقام. ولكن منذ هذه البداية، أعطت كلمة بطرس للانجيل أفقاً شاملاً (لا أفقاً يهوديا ضيّقاً): "لكم، أنتم اليهود. هُيىء الوعد ولأولادكم، كما لجميع البعيدين (أي: الوثنيين)، بقدر ما يدعو منهم الرب الهنا" (أع 2: 39).
وفي منعطف مهم، ساعة التقى بطرس وكورنيليوس الضابط الروماني، أورد القديس لوقا ملاحظة بطرس التي تدلّ على الاتساع الذي عرفته البشارة: "أرى أن الله في الحقيقة لا يفضّل أحداً على أحد... أرسل كلمته إلى بني إسرائيل: بشارة السلام بيسوع المسيح الذي هو ربّ جميع البشر" (أع 10: 34- 36).
في هذين الوضعين المهمينّ من سفر الأعمال، أظهر الكاتب إحدى اهتماماته التي تشرف على مؤلّفه: لقد أراد أن يفهمنا أن بشارة يسوع المسيح التي أرسلت أولاً إلىٍ بني إسرائيل، قد وصلت إلى عدد كبير من الوثنيين وملأت قلوبهم فرحاً. وهذا الاهتمام يكشف وضع الكاتب ووضع الذين يتوجّه إليهم الإنجيل.
لوقا هو مثلهم واحد من هؤلاء الوثنيين، واحد من "هؤلاء البعيدين ". إنهم بعيدون عن شعب إسرائيل بالتاريخ والثقافة واللغة. وهم بعيدون بصورة خاصة بالايمان. ويعتبر الشعب اليهودي نفسه "القريبين " من الله. ولكن هؤلاء البعيدين صاروا قريبين يوم تعرّفوا إلى يسوع الناصري الذي صُلب وقام، يوم سمعوا البشارة التي حملها إليهم تلاميذ يسوع المسيح.

ب- انطاكية سورية.
الجماعة الأولى في حياة لوقا هي انطاكية سورية.
كان القديس لوقا في انطاكية يوم ارتدّ الى الايمان المسيحي. هذه المدينة العظيمة كانت عاصمة سورية وأحد مراكز الحضارة اليونانية. ويُعطي سفر الاعمال مكانة كبيرة لتأسيس جماعة مسيحية في هذه المدينة، ويشدّد على أن مع هذا التأسيس حدث شيء حاسم في تاريخ الكنيسة.
إن اضطهاد الكنيسة بعد موت اسطفانس رجماً، سبّب تشتّت جزء كبير من جماعة أورشليم (8: 1- 4). فالذين هربوا كانوا جماعة الهلينيين، أي يهود من أصل غير فلسطيني ارتدوا إلى الايمان بالمسيح. وُلدوا في عالم الشتات، وارتبطوا بمختلف سكان الامبراطورية. تكلّموا اللغة اليونانية وتشّربوا من الحضارة اليونانية فمثلّوا الاتجاه المنفتح والمتطوّر في جماعة أورشليم. وسيطلقون حركة الانفتاح على الوثنيين وخصوصاً حين يصلون إلى انطاكية سورية: "حين وصل بعض منهم، وأصلهم من قبرس والقيروان، وصلوا إلى انطاكية، أخذوا يخاطبون اليونانيين ويبشروّنهم بالرب يسوع " (أع 11: 20).
برزت هذه الجماعة في صورة جديدة: تألّفت من يهود ووثنيين مرتدين، فكانت في أساس امتداد الإنجيل في مناطق حوض البحر المتوسّط. وارتد بولس، ودُعي إلى انطاكية ليبشر فيها. ومن جماعة انطاكية ذهب لرحلة رسولية أولى قادته الى قبرس وآسية الصغرى برفقة برنابا. وِهكذا انطلق بولس على ثلاث دفعات من انطاكية ليحمل اسم المسيح إلى آسية الصغرى ثم إلى اوروبا (أع 13: 1- 3؛ 15: 36- 40؛ 18: 22- 30).
والقسم الثاني من سفر الأعمال المكرّس لنشاط بولس، يتضمّن مقاطع عديدة دوّنت في صيغة المتكلم الجمع (نحن، ذهبنا). إن لوقا يورد في "ذكريات خاصة" الأحداث التي عاشها بولس. مثلاً في أع 16: 10: "فركبنا (نحن، لوقا مع بولس والرفاق) السفينة من ترواس متجّهين إلى ساموتراكية". (ج أع 16: 10- 17؛ 20: 5- 15؛ 21: 1- 18؛ 27: 1 – 28؛ 16).
تدلّ هذه الاشارات على محيط الكاتب وعلى بعض وجهات حياته. إنه يوناني ارتدّ إلى المسيح. قد يكون أصله من انطاكية. وكان معاوناً لبولس في عمل الرسالة. همّه الأوّل أن يتحدّث عن مجيء الوثنيين إلى الايمان المسيحي. هذا المؤمن في الجيل الثاني المسيحي، هذا الوثني المرتدّ الذي اختبر المسيحية، قد بدأ يدوّن كتابه في السنوات 80- 90، فقام بقراءة واسعة لتاريخ الايمان والخلاص. ومنذ القرن الثاني دلّ التقليد على لوقا هذا الطبيب المثقّف الذي يتحدّث عنه بولس في بعض رسائله فيسميه "الصديق والرفيق" (كو 4: 14؛ فلم 24؛ 2 تم 4: 11).

ج- عمل لوقا الإنجيلي
لوقا هو الإنجيلي الوحيد الذي حدّثنا عن طريقته في الكتابة وعن مشروعه الاجمالي. ففي بداية جزئي مؤلّفه (الإنجيل والاعمال) دوّن مقدمة يكّلمنا فيها عن الذي أرسل إليه الكتاب، ويفسّر لنا ما الذي عمله. يقول لنا في بداية الإنجيل لماذا كتب وكيف كتب (لو 1: 1- 4). وعلى عتبة سفر الأعمال ربط الجزئين ببعضهما ودلّ على مضمون الجزء الثاني: إنه يتحدّث عن أعماله تلاميذ يسوع الذي قام من الموت، بعد أن حوّلهم الروح القدس ودفعهم إلى حمل البشارة (أع 1: 1- 5).

1- كاتب يوناني
أراد لوقا بهاتين المقدمتين أن يبينّ أنه مؤرّخ عارف بمهنته في نظر قرائه، فتصّرف كما يتصرف معاصروه المؤرخون اليونانيون. وحين دوّن أعمال الرسل، جعل الاخبار تلي خطباً وضعها في فم شخصيّاته الكبرى، وذلك على مثال كتب التاريخ التي عرفها. واستلهم لوقا أيضاً نهجاً عرفه الأدب اليوناني فقدّم الاشخاص في موازاة ليشدّد على علاقاتهم المتبادلة أو اختلافاتهم: يسوع ويوحنا المعمدان (لو 1- 2). بطرس وبولس: يشبهان بعضهما في الاعمال والخطب والأحداث التي عاشها كل واحد منهما.

2- أسلوب العمل
إذا قرأنا مقدّمة الإنجيل (لو 1: 1- 4) نكتشف كيف عمل لوقا. أقرّ أن أخباراً اخرى دوّنت قبله وحاولت أن تبرز الأحداث الأساسيّة للمؤمنين: حياة يسوع وولادة الكنيسة حتى في العالم الوثني ("الأحداث التي تمّت بيننا"). ومع ذلك، عزم هو أيضاً على أن يبدأ بالعمل: نفترض أنه ما أراد أن يكون نسخة عن سابقيه، بل أن يقدم عملاً مفيداً ومبتكراً.
تيوفيلس هو ممثل هؤلاء المسيحيين "الذين جاؤوا من بعيد"، من العالم الوثني. فكلّهم يحاولون أن يتأملوا في معنى التصاقهم بالمسيح منذ ساعة ارتدادهم. واهتمّ الإنجيلي بان يجعل عمله مرتّباً ومبنياً بناء محكماً، ليصل إلى هدفه. وإذ أراد أن يعمل عمل المؤرخ، تطلّع إلى خدمة فكر لاهوتي وإسناده في الواقع.
لا ينطلق لوقا من عالم التصوّر والخيال. إنه يقوله إنه تقصّى الأمور بدقة واستقى من الينابيع أي من التقليد الإنجيلي الذي بدأ مع "الشهود" وتدوّن بعضه على يد أناس عديدين (لو 1: 1- 2). لقد اهتمّ لوقا بأن يجذّر مؤلّفه في تيار تقليد تعيش فيه الكنيسة منذ أيام يسوع. ولنا مثال على ذلك في بداية اعمال الرسل: اختيار متيا ليحلّ محلّ يهوذا (أع 1: 15- 26).

3- كاتب مطّلع
إن انجيل لوقا قد دوّن عدداً من المواد نجدها في انجيل مرقس. استعادها لوقا حسب الترتيب عينه ولكنّه كيّفها وحوّلها لتوافق مشروعه. وشارك متىّ أيضاً في مجموعات أقوال يسوع. ولكن كلاً منهما بدا حرّاً في استعمال مواده (ق مت 5- 7 ولو 6: 20- 26). أخيراً، يستفيد لوقا من مرجع خاصّ به لا سيما في أخبار الطفولة (لو 1- 2).
وما عمله لوقا في انجيله، قد عمله في سفر الأعمال: أخذ معطيات جاءته من اورشليم وانطاكية. وحين أقام سنتين مع بولس السجين في قيصرية فلسطين، إتصل بفيلبس العامل الأول في تبشير السامرة (أع 8:21 – 9؛ 24: 27؛ رج 6: 1- 6:؛ 8: 5- 40)، واخذ منه معلومات ثمينة.
إذن، لم يكن عمل لوقا عملاً تقريبياً. بل قام به بالدّقة التي عهدها العالم اليوناني في عصره. ودوّنه في يونانية تتفوّق على يونانية متى ومرقس. عرف الترجمة اليونانية للتوراة، وهي المعروفة بالسبعينية، فاستلهمها التعابير واللغة والمفردات، ولا سيما في لو 1- 2. في هذين الفصلين تحدّث عن مولد يوحنا ويسوع، فدلّ بحديثه على أن رجاء إسرائيل يتمّ في مجيء يسوع.

د- مشروع لوقا
عرفنا في لوقا مسيحياً دخل، شأنه شأن عدد كبير من اخوته، في تاريخ جعل من يسوع المسيح حدثاً بالنسبة إلى الوثنيين. هنا تبدأ دهشة المؤمن الذي صاره، وهنا تظهر قوة الروح التي تحرّكه. وهكذا يريد لوقا أن يخبر بدوره "كيف فتح الله للامم (الوثنية) باب الايمان " (أع 14: 27)، "وكيف أنه منذ البدء، اهتمّ بأن يتّخذ من بين الامم (الوثنية) شعباً لاسمه " (أع 15: 14). حينئذ أعطى مشروعه شكل تاريخ خلاص وجغرافية خلاص.

1- تاريخ الخلاص
إختبر لوقا التاريخ اختباراً إيجابياً. فانتظر ككل المسيحيين في عصره انتظار الرب يسوع الذي يدلّ على تتمّة التاريخ البشري (أع 1: 11؛ 3: 20 - 21). ولكن الوضع تغيرّ عما كان عليه لدى المسيحيين الأوّلين الذين اعتبروا عودة الرب قريبة (1 تس 13:4 ي). أما لوقا فعرف أننا بحاجة إلى وقت طويل وإلى تطوّرات عديدة قبل أن ينشر انجيل يسوع المسيح كل امكاناته، فيتعرّف إليه الناس كما تعرّف إليه كاتب الإنجيل الثالث.
وخبرة زمن الكنيسة هذه قادته إلى اعطاء مكانة مركزية لزمن يسوع نفسه. هذا الزمن هو قلب التاريخ. هذا الزمن هو "يوم يسوع " الذي لم يتجاوزه يوم (لو 2: 11؛ 4: 21- 22). ففي حياة ذلك الذي صعد من الجليل إلى أورشليم، كشف الله دوماً عن طريق تجديد لجميع البشر، لجميع المسحوقين. ولكن "وسط هذا الزمن " ليس إلا نقطة وصول واحدة لتاريخ طويل، هو تاريخ إسرائيل. وهذا ما تشهد له الاسفار النبوية حيث حمل وعد الله رجاء الشعب الذي منه خرج يسوع (أع 23:13).
إختار لوقا هذه النظرة التاريخية التي وُلدت من تفكيره في ولادة ايمانه الخاص، لكي يعرض مشروعه: تاريخ خلاص الله وسط البشر. والازمنة الثلاثة المهمة (زمن الوعد، زمن المسيح، زمن الكنيسة) هي امتداد دينامية الروح القدس. فالخروج الذي حرّك الأنبياء، قد ظهر في عمل الروح ووزّعه على المؤمنين الذين يختبرونه في حياتهم وفي حياة البشر الذين يرتدّون (أع 2: 32- 33). وزمن الكنيسة، زمن جماعة تلاميذ يسوع المرسلين والمتحرّكين وسط البشر، هو زمن الروح القدس.
وهكذا، وبعد المدخل القصير (لو 1: 1- 4) تتوالى حقبات هذا التاريخ في مؤلف لوقا كما يلي:
- زمن الوعد الذي تمّ بمجيء يسوع: لو 1: 5- 13:4
- زمن يسوع: لو 14:4- 53:24
- زمن الكنيسة: أعمال الرسل

2- جغرافية الخلاص
جاء لوقا "من البعيد" إلى الايمان بيسوع الناصري، فرأى في يسوع هذا المائت والقائم من الموت "رب جميع البشر". "فما من اسم آخر تحت السماء وهبه الله للناس نقدر به أن نخلص" (أع 4: 12). إنه عرف انه انطلاقاً من أورشليم، وبفضل جرأة الشهود والمرسلين، سار طريق الإنجيل وتوغّل في البعيد، فدلّ على النداء الذي تضمنته حياة يسوع ومسيرته الصاعدة من الناصرة إلى أورشليم. وآمن أخيراً، أنه ليس من الضروري أن يصير الواحد يهودياً بممارسة شريعة موسى لكي يرى الله في يسوع المسيح الذي يعطي حياته ملء معناها (أع 15: 5- 21).
غير أن لوقا لا ينسى أن هذا الانفتاح على الأمم قد انطلق من الشعب اليهودي في فلسطين. على هذه الارض المحيطة بأورشليم كان نشاط يسوع الجليلي الذي أنهى حياته كنبي مقتول، أنهاها بالموت على الصليب. وقد بدأ تاريخ الايمان في أورشليم يوم رأى تلاميذ المصلوب معلّمهم حياً واخذوا يخبرون الناس عنه. أجل، أورشليم هي المركز التاريخي والجغرافي للاحداث التي أسّست الايمان.
ولكن لوقا يعتبر أنه لا بدّ من ان نتجاوز أورشليم. فالحي، يسوع القائم من الموت، هو دائماً في مكان آخر. هو حيث يحيا الناس ويرتدّون إلى الايمان. فالإنجيل يُسمع ويُرى ويُعبرَّ عنه في كل اللغات وفي كل الثقافات (أع 2: 1- 13). ومن المعقول أن يكون لوقا قد تأثر، شأنه شأن كل المسيحيين في عصره، بدمار أورشليم سنة 70، ففسَّر هذا الحدث على ضوء ما قيل عن حياة يسوع، وعن العلاقات المتوترة بين العالم اليهودي والكنيسة الناشئة.
إذن، رتّب لوقا جزئي مؤلّفه ترتيباً جغرافياً حول أورشليم. بدأ الإنجيل في هيكل أورشليم مع مديح التلاميذ الذين يحتفلون بقيامة الرب (53:24). وقد كان خير الطفولة موجّهاً بصعودين إلى الهيكل، يوم قدّم يسوع وهو ابن 40 يوماً، ويوم أضاعه والداه وهو ابن اثني عشر عاماً (لو 2: 22، 41). أما نشاط يسوع، بعد الحقبة الجليلية، فهو يُعرض ويفسَّر في إطار صعود إلى أورشليم، إلى المدينة "التي تقتل الانبياء" (9: 51 - 19: 28).
بعد هذا، يتوّقف الخبر في عاصمة العالم اليهودي: هذا الموضع هو الذروة في بناء لوقا الادبي. فيه انتهى مصير يسوع على الأرض، وكانت ظهوراته بعد القيامة. ومن أورشليم حمل القائم (من الموت) أنظار تلاميذه نحو العالم الواسع، نحو "أقاصي الارض " (أع 1: 8). وكان ذلك بعد أن اعلن لهم عن مجيء الروح. وستصبح رومة حيث وصل بولس كسجين من أجل الإنجيل، القطب الرمزي لعالم البشر. هم متنوّعون، هم مختلفون، هم مشتتون. إنهم ينتظرون من يحمل إليهم الإنجيل، هذه البشرى السعيدة، وهم سيستمعون إليها (أع 28: 28).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM