الفصل الخامس والثلاثون: إنجيل لوقا الصعود إلى أورشليم

الفصل الخامس والثلاثون
إنجيل لوقا
الصعود إلى أورشليم والموت والقيامة
9: 51 – 24: 53

تحدّثنا في مرحلتين أوليين عن تتمة الزمان الموعود وعن اعلان الإنجيل في الجليل. فيبقى علينا أن نتحدّث في هذا الفصل عن المرحلتين الأخيرتين: طريق أورشليم (9: 51- 19: 28)، آلام الرب وقيامته (29:19- 53:24).
ونبدأ بالمرحلة الأولى.

أ- طريق أورشليم (9: 51- 19: 28).
هذا الخبر من إنجيل لوقا هو قسم مبتكر جداً. فخلال عشرة فصول يجعلنا الإنجيلي نرافق يسوع على طريق أورشليم: عاد إلى تقليد لا نجد له أثراً إلاّ في إنجيله، واستفاد من مرجع استقى منه متى أيضاً. ولهذا بدت هذه المجموعة متشعبة: إنها تضم أقوالاً وأعمالاً تنبّهنا إلى معنى الأحداث التي ستحصل في أورشليم.

1- طريق المسيح وطريق التلاميذ
هناك مبدأان ينظّمان هذا الجزء الكبير في النص، وقد أعطاناهما لوقا منذ البداية.
* المبدأ الأول: يتعلّق خصوصاً بالطريق الذي سيتخذه يسوع بحزم وعزم، ويتوجّه فيه إلى أورشليم حيث يتمّ اختطافه (ارتفاعه، أي موته وقيامته) (9: 51)، صعوده أي عودته إلى الآب (أع 1: 2، 11:). والاختطاف قد يعني فقط الموت. هكذا اختطف ايليا وذهب إلى السماء. نشير هنا إلى أن لوقا عاد إلى إيليا ليتحدّث عن يسوع (4: 25- 27؛ 9: 30).
جمع لوقا هذه المقاطع وبناها بشكل "صعود إلى أورشليم" ليفهمنا البُعد العميق للآلام والقيامة: هناك دينامية واحدة تجمع الصعود الذي هو مسيرة يسوع وعزمه على الانطلاق إلى أورشليم من أجل "قتال" حاسم، وهذا الصعود السري نحو الآب الذي هو فصح يسوع وقيامته. وسيعود موضوع عزم يسوع على الصعود إلى أورشليم مراراً، فنتعرّف إلى مصير يسوع، ذلك النبي المقتول (13: 22- 33؛ 17: 11؛ 18: 31؛ 28:19).
* المبدأ الثاني: إلحاح على التلاميذ وعلى البشر بأن يختاروا الطريق التي اختارها يسوع. هيّأهم لانطلاقته. ولكن هذه التهيئة ليست قبل كل شيء إعلاماً وإنباء عمّا سيحصل. إنّها نداء لالتزام شخصي، لاختيار نمط حياة متطلّبة يجعلنا شبيهين بيسوع. "وبينما هم سائرون، قال له رجل في الطريق: أتبعك أينما تذهب. فأجابه يسوع: للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أعشاش. وأما ابن الإنسان فما له موضع يسند إليه رأسه" (57:9 – 60).
الاستعداد (الجهوز) للعمل، وحس المستقبل وملكوت الله يجعلان المؤمن جديراً بأن يتميّز علامات الزمن الحاضر.

2- نقطة حرجة: المال
هناك امتحان حاسم: موقف المؤمن تجاه المال، تجاه ما يرمز إليه وما يفعله في علاقات البشر بعضهم ببعض. لقد تعرّفنا إلى اهتمام لوقا بالتعلق بالمال حين تحدّثنا عن التطويبات كما ترد عنده. وها هو يعود هنا إلى الفكرة عينها ويشدّد ليؤكّد على ما في الإنجيل من بعد حرج يجسّده التلاميذ في الواقع اليومي (12: 13- 30؛ 14: 12- 33؛ 16: 1- 31؛ 18: 18 -30، 19: 1-10).
وحين يتكلّم لوقا عن كنيسة أورشليم الفتية (أع 2: 42- 5: 42) ستبدو له المشاركة الفعلية في خيرات الأرض علامة الحياة الجديدة، علامة العلاقات الجديدة التي يبنيها الإنجيل بين البشر.
لماذا يتكلّم لوقا بهذه الطريقة؟ إنه يتوجّه إلى الجماعات المسيحية العائشة في المدن الهلنستية حيث الفصل بين الأغنياء والفقراء على أشدّه. ذكّرهم أن كلمة يسوع "والنار التي جاء يحملها على الأرض" (49:12) تحكم على الواقع البشري، تحوّل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يسيطر عليه التعبّد للمال والبحث عن المنفعة الشخصية (13:16).

3- الوحي عن الآب
يجب أن نختار بين الله والمال. ودلّ لوقا على أساس هذا الخيار في وحي كشف فيه يسوع عن الله الآب. وهذا الوحي ينبع من خبرة يسوع. فقد أشار الإنجيلي مراراً وفي أوقات حاسمة من خبره إلى صلاة يسوع (3: 21؛ 5: 16؛ 6: 12؛ 18:9، 28، 29). وفي هذا الجزء، يورد لوقا كلام يسوع وهو يصليّ: "أحمدك، أيها الآب، يا ربّ السماء والأرض، لأنك أظهرت لصغار القوم ما أخفيته عن الحكماء والفهماء" (10: 21- 22).
وحين رأى التلاميذ يسوع يصليّ سألوه: "يا ربّ، علّمنا أن نصليّ كما علّم يوحنا تلاميذه". حينئذ أعطاهم كلمات "الآبانا"، كلمات الصلاة الربيّة (11: 1- 4). وعمل يسوع، وصعوده إلى أورشليم، والخيار الذي يعرضه على الذين يريدون أن يتبعوه، كل هذا لا يفهم بدون قوة الحب للآب. فالصلاة تنتمي إلى دينامية حياة يسوع. وهي أيضاً بُعد هام يكوّن إيمان الإنسان.
ويعود الكشف عن الآب في ثلاثة أمثال (15: 1- 32)، أشهرها مثل الإبن الذي كان ضالاً فوُجد: فالإبن الضالة والإبن الأكبر يتواجهان كما يتواجه الخطأة والفريسيون. الأولون يرتدّون، يفحصون ذواتهم. والآخرون هم أكيدون من نفوسهم، أقوياء بضميرهم "المرتاح"، لا يتسامحون في أي شيء ويغارون على سلطتهم "وبرّهم". الابن الضال يبدو حراً. والبكر هو العبد. طلب يسوع منّا أن نتعدّى الظواهر لكي نرى. وفي النهاية، وحدها قوى الحب والتسامح والمشاركة تفعل كما فعلت ساعة التقى الأب بابنه الضال، فتخلق عالماً جديداً، تخلق العيد الذي يدلّ على ملكوت الآب.
هذه الأمثال وتلك التي تنهي صعود يسوع إلى أورشليم (19: 11- 27) تعكس كلام لوقا الذي ما أراد أن يروي مسيرة الرب نحو الأحداث الحاسمة في أورشليم، وكأنها من الماضي (مع أنها حصلت منذ 50 سنة ونيف). لقد أراد لوقا أن يجعل قرّاءه (ونحن منهم) أمام خيارات لا تزال حاضرة، خيارات نقوم بها. وان لم نفعل كانت الانطلاقة بدون جدوى. فالآلام والقيامة لا تكشف عن معناها الحقيقي إلاّ بهذه الشروط.

ب- آلام الرب وقيامته (19: 29- 24: 53)
وهكذا نصل إلى المرحلة الأخيرة، إلى الأحداث الحاسمة في أورشليم.

1- تجاوز أورشليم
إن خبر محاكمة يسوع وآلامه وقيامته يحتلّ ذروة الإنجيل. وقد خلق لوقا في القارئ هذا الانشداد الذي يقود إلى هذه الذروة. أورشليم هي محور جغرافية الخلاص وتاريخ الخلاص. ويحدّد الخبر بينهما أحداثاً تتواصل ولا تتوقّف إلاّ في أع 8: 1، أي ساعة يقوم حاملو الإنجيل على خطى اسطفانس، فيبدأون الرحلة الكبرى إلى أقاصي الأرض.
إن الدينامية الخاصة بالآلام والقيامة تكمن في تجاوز أورشليم. وهنا المفارقة. إذ يُبرز لوقا مكانة أورشليم المركزية، يُعلن في الوقت عينه دمارها الذي يربطه بموقفها الرافض ليسوع. ثم يجعل في فم يسوع كلاماً ينبئ بهذا الدمار. هذا الكلام استلهم الخبر الذي كان قد حدث (سنة 70) قبل إن يكتب لوقا انجيله حوالي سنة 85 (ق 19: 41- 44؛ 21: 20- 24؛ 28:23- 31 مع مر 13: 14- 19).
إذا ألقينا نظرة إجمالية إلى الأحداث، نجد الرسمة عينها عند لوقا ومرقس ومتى. ولكن لوقا يصوغ خبره بطريقة ترينا في آلام يسوع وقيامته تحقيقاً لنبوءات العهد القديم: "أما كان يجب على المسيح أن يتألم ليدخل في مجده"؟ وبدأ بموسى وبسائر الأنبياء فشرح لهم ما جاء عنه في جميع الكتب المقدسة (24: 26- 27).
يرى المؤمنون أن الكتب المقدسة تشهد على أمانة الله عبر التاريخ. هناك أحداث مثل الخروج، وأشخاص مثل عبد الله المتألم، صاروا علامة لما تستطيع هذه الأمانة أن تصنع بواسطة البشر ومن أجل البشر. ويرى لوقا أن يسوع الذي إختار الطريق التي تقوده الى الموت تتوافق مع شهادة الكتب. وهكذا تجاوب مع أمانة الله ودلّ عليها. هذا هو معنى "وجب" (على المسيح)، ومعنى تحقيق النبوءات.

2- المواجهات الأخيرة (19: 29- 21: 38)
بدأت المواجهات بين يسوع والسلطات منذ النزول من جبل الزيتون وساعة أخذت جماعة التلاميذ تعلن يسوع كالملك المسيح. حينئذ بكى يسوع على اورشليم التي لم تعرف يوم افتقادها، أي يوماً افتقدها (زارها) الله فيه (29:19- 44). وبعد خبر طرد الباعة من الهيكل، يبدأ خبر رسالة يسوع في أورشليم.
إن موضع وموضوع هذه المجادلات الأخيرة، وخطبة يسوع على نهاية العالم، هي الهيكل والعالم اليهودي الذي يرمز إليه الهيكل. "وكان يسوع في النهار يعلّم في الهيكل، وعند المساء يخرج ليبيت في جبل الزيتون. وكان الشعب كلّه يبكّر إليه في الهيكل ليسمع كلامه" (21: 37-38؛ رج 19: 47- 20: 1). ويشدّد لوقا بصورة خاصة على تحديد المكان. فكلمة يسوع وحضوره في الهيكل، في قلب العالم اليهودي، يحملان الخطر ولا يطاقان. وسيحدث الشيء عينه حين يتحدث بطرس ويوحنا عن يسوع أمام جمهور تجمّع في الهيكل: أمرهم المجلس أن يسكتوا ولا يعودوا يتلفظون بهذا الاسم في هذا المكان (أع 18:4؛ 28:5).

3- آلام يسوع (22: 1- 23: 56)
إقترب لوقا من سائر الإنجيليّين بلُحمة خبره. ولكننا نجد أحداثاً خاصة تشهد على يقينات يبرزها في مكان آخر من انجيله: نية سيّئة ومعارضة حتى الموت من قبل مسؤولي الشعب اليهودي، والمجلس وهيرودس (23: 2، 6- 12). دينونة أورشليم (23: 27- 31). قوة الغفران (23: 34، 39- 43). ونلاحظ أيضاً ميل لوقا إلى التخفيف من مسؤولية بيلاطس الحاكم الروماني (23: 4، 13، 22).
ويحدّثنا لوقا بطريقة مبتكرة عن عشاء يسوع الأخير مع تلاميذه (22: 14- 38). هذا العشاء هو في الوقت عينه اعلان عن زمن الكنيسة والتلاميذ بواسطة خطبة هي امتداد لتأسيس الافخارستيا (آ 21- 38)، وتتميم للفصح اليهودي بما فيه من تذكّر للتحرّر من مصر بواسطة تلميحات إلى طقس العشاء الفصحي (آ 14- 20؛ خر 12).
إنّ لكلمات يسوع في بداية العشاء هدفين: إنه يدخل بحرية في الحدث من أجل العهد الجديد. وفصحه يرتبط بملكوت الله الآتي. حين يورد لوقا كلمات تأسيس الأفخارستيا، تبدو كلماته شبيهةً بكلمات القديس بولس في 1 كور (11: 23- 26). فالممارسة الافخارستية التي عرفها لوقا هي التي عرفتها الجماعات البولسية. وعبارة "إصنعوا هذا لذكري" تؤكد وجهة نظر لوقا وبولس: إن افخارستيا الجماعات المسيحية تؤون عشاء يسوع الأخير، تدل على معناه التحريري، وعلى علاقته بملكوت الله الآتي، واستمرارية العهد الجديد الذي نلناه كاملاً بحياة يسوع المبذولة، بحبّه، بموته.
وأن يبقى مفعول موت يسوع مستمراً ومؤوناً (الآن)، هذا هو معنى الخطبة التي تلت التأسيس (آ 21-38). صاغها لوقا منطلقاً من عناصر خاصة به، ومن أخرى وضعها سائر الإنجيليين في قرائن أخرى. مثلاً بدّل لوقا محل كلمة يسوع عن الخدمة كما وردت لدى متى ومرقس في نهاية نشاط يسوع في الجليل (مت 20: 25- 28)، ولهذا التبديل معناه. فكلمات يسوع الأخيرة توجّه نظرهم إلى مستقبلهم، والى نوعية الحياة والخيار اللذين يميّزانهم. فخدمة الأخوة تستلهم موقف يسوع الذي كان بين أخصائه كالخادم. واذا كان هناك من فشل وتراخ، يبقى علينا أن نتسلّح بالرجاء والصلاة، أن نثق بيسوع كما يثق هو بنا. إن زمن الكنيسة يُشبه الزمن الذي فيه أوقف يسوع: إنه زمن المحنة. فينبغي علينا أن نبيع كل شيء ونتسلّح بأقوى سلاح من أجل هذه المجابهة.
وتسير مسيرة آلام يسوع بحسب لوقا، مطبوعة بحرّية يسوع. إنها حرب ناشطة ضد "قوى الظلمة"، ضد قدرة الشرّ التي عادت الى المسرح في شخص ابليس (3:22، 31، 53؛ رج 13:4). وكلمات يسوع على الصليب تعبّر بصورة واضحة عن هذه الحرية عينها التي لا تستسلم، بل تتّمم نفسها في عطاء الذات يقوم به يسوع تجاه الآب وتجاه البشر: "إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون"؛ "اليوم تكون معي"؛ "يا أبت، في يديك أستوح روحي" (23: 34، 43، 46). وسيشهد يسوع أمام المجلس الذي يسأله، عن الرجاء بالقيامة: "منذ الآن سترون ابن الإنسان جالساً عن يمين الله القدير" (69:22). إكتفى متّى ومرقس بإعلان مجيء ابن الإنسان في نهاية الأزمنة. أما لوقا فربط الايمان بالقائم من الموت برجاء يسوع الشخصي، بكلمته الأكيدة، بحريته النبوية في حضرة الآب.

4- انجيل القيامة
تقع كل الأحداث في أورشليم أو في جوارها، سواء حدث القبر الفارغ أو الظهورات المختلفة. إتّخذ لوقا موقفاً تعرفنا إليه فأبقانا بعد القيامة في أورشليم: ففي أورشليم وُلدت الكنيسة وأرسلت من أجل الشهادة بفضل روح القائم من الموت. فعنصرة الجماعة الآتية هي حاضرة منذ الآن في القيامة كالبذرة في الثمرة. "وسأرسل عليكم ما وعد به أبي. فأقيموا في أورشليم إلى أن تحلّ عليكم القوة من العلى" (49:24). إذن، سجّل لوقا زمن الكنيسة في أفق القسم الأول من مؤلفه (أي الإنجيل). وسيكون القسم الثاني، أي أعمال الرسل، تحقيقا في التاريخ لوعد قام به يومَ الفصح القائمُ من الأموات.
ولكن لوقا يهتم بأن يوصل هذا القسم الأوّل من مؤلّفه إلى نهايته. لهذا ذكر صعود يسوع مرة أولى في يوم الفصح هذا (24: 50- 53). أجل، لقد أنهى يسوع طريقه وقاد مهمته إلى كمالها. والقيامة هي هذا الانطلاق وهذا الطريق إلى السماء (الآب). إنه يتم ويحوّل "خروجه" وطريقه وسط البشر، يتم هذا الصعود الطويل من الجليل إلى أورشليم (9: 30، 51). فمنذ مجمع الناصرة تابع طريقه في الحرية والأمانة (4: 30). ففي نظر لوقا، تكشف القيامة عن معنى هذه المسيرة وديناميتها العميقة. لقد وصلت هذه المسيرة إلى هدفها. المسيرة وسط البشر والمسيرة نحو الآب هما زمنان في حركة واحدة. إنجيل يسوع كله هو إنجيل القيامة وقيامة يسوع هي أيضاً قيامة انجيله كله، وتكملة إنجيله وايصاله إلينا في تواصلية واستمرار.
ويُروى الظهور لتلميذَي عماوس (24: 13- 35) ليردّ المسيحيين إلى يقين الايمان الذي "يشعل" القلب. نحن أمام تعليم عن ولادة الإيمان الفصحي. لم يعرفا في الطريق ذاك الذي جاء إلى لقائهما (آ 13- 16). لقد مات رجاؤهما مع يسوع. ولكن هذا "الرفيق" بدأ يكلّمهما في الطريق عن المسيح على ضوء الكتب المقدّسة. ثم اتّكأ معهما إلى المائدة وكسر الخبز وأعطاهما. "حينئذ انفتحت عيونهما وعرفاه" (آ 28- 32). إن يسوع القائم من الموت قد جعل هذين الرجلين يسيران في طريق أوصلهما إلى الإيمان. بدأا يقولان كل ما يظنّان أنهما يعرفانه عنه: نبي من الأنبياء انتهت حياته بالموت. ولكن تبدّل كل شيء حين بدأ هو يكلمهما ويشرح لهما، حين كشف لهما المنطق العميق لحياته على ضوء كلام الله. حينئذ ظهر معنى حياته كحب ذهب إلى النهاية، في علامة ضعيفة هي خبز يُكسر كما في العشاء الأخير.
حين أورد لوقا هذه الخبرة عن تلميذي عمّاوس كما حملها إليه التقليد، كان واعياً بأن تذكّر خبر يسوع لا يكفي لكي نتعرّف إليه حياً. لابدّ من مبادرة يسوع ولقائه بنا في جماعة الكلمة والخبز، في كنيسة شهود ذاك المصلوب الذي قام من بين الأموات (آ: 33- 35).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM