خاتمة الكتاب
تلك هي بعض كتابات قمران قدّمناها في جزء أول من هذه المجموعة التي تطلقها الرابطة الكتابيّة بعنوان: على هامش الكتاب. كتابات تركتها لنا جماعة "رهبانيّة" عاشت على شاطئ بحر الميت، وقد اخترنا خمسة كتيّبات نقلناها إلى العربيّة مع دراسة قصيرة، على أمل نعود إلى سائر ما تركته لنا هذه الجماعة من آثار تتعلّق بحياتها وروحانيّتها وتنظيمها.
نظام الجماعة وما فيها من ترتيبات على مستوى دور الكهنة، ودور العاقل (أو: الحكيم) والوكيل (أو: المراقب) والحاكم. ونظام الاخوّة الذي قد يكون جزءاً من قاعدة الجماعة، فيُشرّع من أجل وضع نراه في آخر الأيام من أجل كل بني إسرائيل حين ينضمّون إلى الجماعة ليسيروا في خطى الكهنة، أبناء صادوق. والمباركات التي هي جزء من مخطوط نظام الجماعة، قد وردت في خمسة عواميد، ولكن يد التلف لعبت بها. نجد هنا مباركة المؤمنين، مباركة رئيس الكهنة، مباركة الكهنة، ومباركة رئيس الجماعة. وتبدأ كل مباركة بهذه العبارة: "كلمات مباركة. للعاقل. ليبارك متقّي الله... لمباركة بني صادوق الكهنة".
وكتاب الحرب (م ل ح م ه). هي تبدأ ساعة يعود منفيّو أبناء النور من بريّة الأمم ليعسكروا في بريّة أورشليم. وتكون هذه الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلمة. بين جيش بليعال (أدوم، موآب، عمون، كتيم، أشور، يسندهم المتعدّون على العهد) وبين أبناء لاوي ويهوذا وبنيامين الذين يعينهم الملائكة. تمتدّ هذه الحرب ست سنوات وتنتهي بعد أن ينتصر كل من أبناء الظلمة وأبناء النور ثلاث مرات. وفي المرة السابعة ينتصر أبناء النور انتصاراً نهائياً.
وفي النهاية كتاب المدائح (هودايوت) الذي يرد في 18 عاموداً و 32 مديحاً تشبه إلى حدّ بعيد ما نجده في أناشيد العهد القديم. يتحدّث الكاتب في صيغة المتكلّم المفرد، فيتحدّث باسمه واسم الجماعة التي ترتبط به. ويبرز موضوعُ الاختيار المسبق، بمعنى أن كل واحد يُحدّد مصيرُه قبل أن يخلق من أجل "خلاص أو هلاك". ويبرز موضوع الخطيئة الذي فيه نرى الإنسان ذاك الخليقة من طين، ذاك الضعيف بميله إلى الشرّ، الذي هو بشر من لحم ودمّ.
كتيّبات خمسة قدّمناها في هذا الجزء الأول من كتابات قمران. ونرجو أن نتابع العمل في جزء ثان تتبعه كتابات سميت منحولة أو مكتوبة قد فتحت لنا نافذة واسعة على فكر يهودي أخذ موقعه بين العهدين، بين العهد القديم والعهد الجديد. انطلق من العهد القديم ولكنه سار في خطّ موازٍ للعهد الجديد، فلم يعرف ذلك الذي يعطي العهد الثاني كل جديد فيه، ألا وهو يسوع المسيح.