الفصل السادس: موسى والعليقة الملتهبة

الفصل السادس
موسى والعليقة الملتهبة
خر 3: 1- 15

حين ظهر الله في يبوق على يعقوب، رفض أن يكشف عن اسمه، فاكتفى بمباركة من صارعه طوالا الليل (تك 32: 30). أما في العليقة الملتهبة فقد أدخل الله موسى في سرّ اسمه. تلك كانت خبرة فريدة من الحضور الالهي عاشها موسى فطبعت حياته كلها، ودفعته في مهمّة فريدة ألا وهي تحرير شعبه لا من عبودية مادية وحسب، بل من عبودية الأوهام والآلهة الكاذبة. إلتقى موسى بالرب، فكان هذا اللقاء بالنسبة إليه انطلاقة في حياة حميمة جعلت الله يقول: إن موسى مميّز لأن الرب كلّمه وجهًا لوجه.

1- لقاء موسى مع الرب (3: 1- 6)
موسى راع في برية مديان. إنفصل عن مصر وما فيها من غنى، انفصل عن القصر الملكي حيث عاش منذ طفولته. تجرّد من كل شيء فاستعد للقاء الرب.
وجاء إلى جبل الرب. سُمّي الجبل كذلك لأن الرب سيتجلّى عليه لموسى، كما سيتجلّى لشعبه بعد الخروج من مصر. وقد يكون المكان مقدّسًا قبل مجيء موسى إليه. قد يكون موضع حجّ للناس بُني فيه معبد يذكِّر فيه المؤمنين بأعمال الله العظيمة ولاسيّما في الطبيعة: رعود، بروق، عواصف.
تراءى الرب لموسى من وسط العليقة. لا نجد اللفظة العبرية (سنه) إلاّ هنا، وفي تث 33: 16 (رضى الساكن في العليقة). وشبق المفردة ال التعريف. هناك تقارب بين "سنه" و"سيناء". فنحن إمام موضع معروف، أمام معبد يحمل هذا الاسم حيث نجد شجرة أو غابة مقدّسة ترتبط بجبل الله، بجبل حوريب.
إذن، وصل موسى إلى مكان كرشه التقليد بشعائر العبادة. جهل موسى المكان أو جهل تحديده. وها هو يكتشفه كما اكتشف يعقوب بيت إيل بعد الحلم الذي رآه (تك 28: 11- 22): "الرب في هذا الموضع ولا علم لي... ما أرهب هذا الموضع! ما هذا إلاّ بيت الله وباب السماء"!
أحسّ موسى أنه على "أرض" مقدسة، فخلع نعليه من رجليه، كما اعتاد الشرقيّ أن يفعل في أماكن العبادة. وفهم بصورة خاصّة أن الرب حضر عليه هنا.
حضر الله في "لهيب نار". فالنار التي تلتهب هي البرق والصاعقة الآتية من السماء. هي نار الله التي التهمت محرقة إيليا (1 مل 18: 38) وعبرت وسط محرقة ابراهيم (تك 15: 17)، بل عبرت وسط المحلة التي يقيم فيها الشعب (عد 11: 1- 3). هذه النار التي يتحدّث عنها الانبياء (أش 10: 17؛ نا 1: 3- 6؛ حب 3: 3- 17)، تدلّ على حضور الله الذي هو نار محرقة. هكذا يسمّى الله في عاصفة سيناء (خر 24: 17: منظر الرب أو مجد الرب كنار آكلة؛ تث 4: 24). ومقابل هذا، يُسمّى الرعد "صوت الله" (خر 19: 16- 19). وحين يفهم الناس العاصفة على أنها ظهور الله، نستطيع أن نقول: إن الله يتكلّم.
نستطيع على المستوى الخارجي أن نتصوّر المشهد الذي حدث في العليقة: انفجرت العاصفة وسقطت صاعقة أمام موسى. أحسّ بالرعدة وخاف أن يُصعق مكانه. والرعدة عينها ستسيطر على الذين شهدوا ظهور "سيناء" (خر 20: 18- 19: الرعود والبروق). فالانسان لا يستطيع أن يرى الله ويبقى على قيد الحياة (خر 33: 20) ومن رأى نار الله، رأى الله.
ولكن موسى لاحظ بعد هذه الخبرة الهائلة أنه لم يمت، أنه ما زال حيًّا. لم تأكل "النار" شيئًا، لم تدمّر الصاعقة شيئًا. هذا شواذ، هذا معجزة. فالعليقة ما زالت هنا، والمعبد ظل قائمًا. أخذ موسى بالسر، فسجد وأدرك حضور الله في هذا المكان.
تراءى ملاك الرب. حين تتحدّث النصوص القديمة عن ملاك الرب فهي تعني الرب نفسه كما يتجلّى للانسان. هذا ما نتأكّد منه حين نقابل آ 2 وآ 4. نقرأ في آ 2: "فتراءى له ملاك الرب". وفي آ 4: "ورأى الرب أنه مال لينظر، فناداه من وسط العليقة". حين يذكر "ملاك الرب"، فهذا يعني أن الله يحضر، يتجلّى، يُسمع صوتَه بوسيلة طبيعيّة ولكن مذهلة.
هل نستطيع أن نتجاوز هذا المستوى الخارجي المحض؟ نعم بالتأكيد. بل يجب أن نتجاوزه، لأن البناء السيكولوجي قد يكون واهيًا ولا يستند إلى شيء ثابت.
أراد الله أن يظهر بشكل محسوس، فاستعمل ظاهرة طبيعيّة. ولكن هذه الظاهرة مهما كانت خارقة (صاعقة تسقط ولا تحدث ضررًا) لا تفسّر الخبرة الدينيّة التي عاشها موسى. فالحدث الخارجيّ كان الوسيلة أو المناسبة. أما الواقع الجوهريّ فكان لقاء حقيقيًا بالله أدركه موسى بشكل من الأشكال.
لقد كشف الله عن نفسه و"كلّم" موسى حقًا. نحن" نستطيع أن نحلّل أو نحدّد خبرة من هذا النوع، بل نتعرّف إلى وجودها بما تركته من أثر في حياة موسى.
خبرة مخيفة: خبرة تحمل خطر الموت وقلقًا بالنسبة إلى السر الالهي، وإدراكًا عميقًا لصغارة الانسان. إنه سريع العطب أمام الله القدير. إنه لا يستحق أن يكون هنا وهو الخاطئ. ولكنها خبرة يعيشها الانسان أيضًا على أنها نعمة من لدن العلي، ورحمة تطيل بالها، ولقاء لا يمكن أن نعبّر عنه، وحدثًا عجيبًا تصبح الحياة بعده شيئًا جديدًا.
غير أن الاله الذي التقاه موسى ليس "إلهًا جديدًا". فالاله الذي "ظهر" هنا في النار هو إله الآباء. هو الاله الذي اختار ابراهيم وعقد عهدًا معه ومع نسله. هو الاله الذي سار مع الآباء وتجلّى لهم. وهكذا يرتبط التاريخ ارتباطًا واضحًا بالماضي، بالوحي الذي تمّ للآباء وانتقل عبر تقليد خاص إلى بني اسرائيل. وبما أن هذا الاله لم يُمت موسى، بل أبقاه على قيد الحياة، فهذا يعني أنه سيكون مع موسى، وسيتابع معه عمله في التاريخ. هذا هو اليقين الذي سيحصل عليه: أنا أكون معك.
انتقل موسى من خطر الموت إلى حياة جديدة، من خوف أمام ضعفه إلى قوّة ونعمة ترافقه في رسالته. هذا ما حدث ليعقوب بعد الخوف الذي حلّ به في تلك الليلة الرهيبة: بكّر في الغد ووضع أمامه برنامج حياة: "إن كان الله معي وحفظني في هذه الطريق التي أسلكها..." (تك 28: 20).

2- رسالة موسى (3: 7- 13)
ما نعرفه هنا يُروى لنا بشكل خطبة يلقيها الله أو حوار بين الله وموسى. ونكتشف قبل هذا تصرّف الله من خلال لغة انتروبومورفية تشبّه الله بالانسان. رأى الله أن شعبه "مسكين"، "بائس"، "ذليل". لقد "رأى" الله، "سمع"، "عرف"، معاناة شعبه. دخل في تاريخه المعذّب لكي يتدخّل، لكي يعمل.
"نزل" الله. نحن نؤمن ونعرف أن الله هو في كل مكان. ومع ذلك نقول إنه يقيم "في العُلى"، "في السماء"، حسب رمزيّة مطبوعة في بشريّتنا. في خبر برج بابل، نقرأ: "نزل الرب لينظر المدينة والبرج" (تك 11: 5). وعلى سيناء، نزل الرب من السماء ليلاقي الشعب الذي استعدّ بتطهير نفسه (خر 19: 11).
جاء الله "يخلّص" (ينتزع) شعبه من الأيدي التي تسجنه: هذا هو البرنامج التحريريّ الذي نتعرّف إليه في سفر الخروج. وهو برنامج لا يتوقّف عند خروج من مصر، بل يتضمّن دخولاً إلى أرض الميعاد، الأرض التي تدرُّ لبنًا وعسلاً. وهكذا يتحقّق ما وعد الله به الآباء.
"تعال أرسلك إلى فرعون". أو: إذهب. هذه هي الكلمة التي بها أرسل الله مختاريه في مهمّات عظيمة. هكذا أرسل عاموس (7: 5): "إذهب وتنبأ". وهكذا أرسل إرميا (1: 7): "أينما أرسلك تذهب، وكل ما آمرك به وتقوله". وهكذا أرسل حزقيال (3: 3): "إذهب إلى بيت اسرائيل وكلّمهم بكلامي". أما مهمّة موسى فهي واضحة كل الوضوح: تخليص الشعب وتحريره من العبودية. حين يدعو الرب فهو يرسل. وحين يرسل يفكّر بشعب متألم بائس يحتاج إلى من ينتزعه من الضيق الذي يعيش فيه. كما يفكّر بمرسل يحتاج إلى قوّته وعونه وحضوره فيخلقه من جديد.
خاف موسى وتردّد. أحسّ بالقلق أمام المهمّة الرهيبة التي تنتظره. بدأ يطرح الاسئلة: إذا سألوني فماذا أجيبهم (آ 13)؟ وأبرز الصعوبات: "هم لا يصدّقونني ولا يسمعون كلامي" (4: 1). "أنا بطيء النطق وثقيل اللسان" (4: 10). أما الصعوبة الكبرى فهي الوصول إلى فرعون واقناعه: "إذا كان بنو اسرائيل لا يسمعون لي، فكيف يسمع لي فرعون وأنا ثقيل اللسان" (6: 12)؟ ذاك سيكون موقف أشعيا وإرميا في ظروف مشابهة، وبمثل هذا الكلام سيكلّمان الله. إعتبر أشعيا أنه خاطىء، فلا يحق له أن يقترب من الله (6: 5). واعتبر إرميا أنه صغير (صبي) لا يعرف أن يتكلّم (1: 6).
أكدّ الرب لموسى وللأنبياء أنه معهم، وأعطاهم كفالة كبيرة: سيكون عونه فاعلاً، ومساعدته مضمونة. قال: "أنا أكون معك". وقال لارميا: "جعلت كلامي في فمك" (1: 8). وقال له أيضًا: "جعلتك مدينة حصينة، وعمودًا من حديد، وسورًا من نحاس... يحاربونك ولا يقوون عليك لأني معك" (1: 18- 19).
وتُعطى "آية" (علامة) لموسى، هي تحقيق الوعد الذي يصل إليه الآن: حين يصل بنو اسرائيل إلى سيناء، يعبدون الله. أي: يقومون بعمل مقدس، بعمل ليتورجي، يحتفلون بشعائر العبادة. هذا ما نعرفه حين نقرأ خر 3: 18: "دعنا الآن نسير مسيرة ثلاثة أيام في البريّة ونقدّم ذبيحة للرب إلهنا". فالأيام الثلاثة التي طلبها موسى والشعب، تتوخّى خدمة الرب وعبادته بشكل محدّد: يحتفلون بالعيد، يقدّمون ذبيحة. وهكذا نفهم منذ الآن أن عمل التحرير الذي يقوم به الله يتوجّه نحو مشروع ديني. وتتوضّح مهمّة موسى ساعة يتجلّى له من يرسله ويكشف عن ذاته. وهي تتوضّح بصورة تدريجيّة. فالظروف المتعاقبة تساعد المدعو على تلمّس طريقه بحسب إرادة الرب. هذا ما فهمه موسى رغم الصعوبات التي وقفت في وجهه. وهذا ما فهمه بولس الرسول. أغلق في وجهه باب تبشير اليهود، فعرف أن الله يرسله إلى الوثنيين. "كان يجب أن نبشِّركم أنتم (اليهود) أولاً بكلمة الله، ولكنكم رفضتموها... لذلك نتوجّه الآن إلى الوثنيين" (أع 13: 46).
وإذا أراد المرسل من الناس أن يسمعوا له ويتبعوه، وجب عليه أن يقول باسم من يتكلّم، باسم من يفعل. سيقول لهم موسى: إله الآباء، الإله الذي يعرفه العبرانيّون وإن بصورة غامضة. ولكن هذا لا يكفي. من هو هذا الاله في نظرهم؟ من هو هذا الاله بالنسبة إليهم؟ ماذا يستطيع أن يفعل؟ ما معنى اسمه؟ سواء عرف العبرانيون اسم يهوه (من المديانيين) أم أعلمهم به موسى، يجب عليهم أن يفهموا ماذا يعني هذا الاسم، ما الذي يعد به، وما الذي يؤمِّنه من عطايا. يريد هذا الشعب المظلوم إلهًا فاعلاً لهم، إلهًا لا يكتفي بالكلام. فإن سار معهم ساروا باسمه. كما يقول ميخا (4: 5): "نسير نحن باسم الرب الهنا إلى آخر الدهر".

3- أنا هو الذي هو (3: 14- 15)
قال موسى للرب: "إن سألوني: ما اسمه، فماذا أجيبهم" (آ 13)؟ فجاء الجواب: أنا هو الذي هو. هذا اسمي إلى الأبد، هذا ذكري مدى الأجيال (آ 14- 15). أي: هذا هو الاسم الذي يتلفّظون به ليدعوني وينادوني. نشير هنا إلى أنه منذ القرن الرابع ق م اعتاد العبرانيون ألا يلفظوا اسم "يهوه"، فيُحلوا محله "أدوناي" أي السيد والرب. لهذا قالت الترجمة السبعينية: كيريوس أي الرب.
قال التقليد الالوهيمي (3: 9- 15) والتقليد الكهنوتي إن هذا الاسم عُرف فقط في زمن موسى: "قال الرب: تراءيت لابراهيم واسحاق ويعقوب الهًا قديرًا. وأما اسمي فما أعلمتهم به" (6: 2- 3). أما التقليد اليهوهي، فاعتبر أن اسم يهوه عُرف منذ بداية البشريّة. يقول تك 4: 26: "وفي ذلك الوقت (أي مع أنوش ابن شيت) بدأ الناس يدعون باسم الرب (يهوه)".
تبدو آ 14 (أنا هو الذي هو) تعليمًا تفسيريًا للاسم الذي أعطاه اسرائيل لربه. فاسم "يهوه" يعود إلى أصول سابقة لشعب اسرائيل. ولكن مهما يكن من أمر، فهذا النصّ الاساسيّ يربط بين الاسم وفعل "هوه" العبري (يقابل هو في العربية، هوا في السريانية) الذي يعني: كان، كان حاضراً، كان فاعلاً. وستحاول نصوص أخرى أن توضح الغنى الذي نجده في اسم يهوه. ففي 33: 19 نقرأ: "سأعرض كل جلالي (ما عندي من خير) أمامك وأنادي باسمي أنا الرب (أو: أنادي باسم الرب) على مسمعك: أتحنّن على من أتحنّن، وأرحم من أرحم". وهكذا نكتشف إله كل خير، إله الحنان والرحمة. وفي 34: 6- 7: "الرب الرب إله رحيم حنون، بطيء عن الغضب وكثير المراحم والوفاء، يحفظ الرحمة لألوف الاجيال، ويغفر الاثم والخطيئة".
ومع ذلك، إن عبارة "أنا هو الذي هو" تبقى بالنسبة إلينا لغزًا، وهي لا تكشف بسهولة كل المعنى الذي تتضمّنه. قد نفهمها: لا أريد أو لا أقدر أن أقول من أنا، كما في تك 32: 30 (لماذا تسأل عن اسمي؟ وقال الله ليعقوب) وفي قض 13: 18 (قال الله لمنوح، والد شمشون: لماذا تسأل عن اسمي واسمي عجيب؟). ويبيِّن سيادقُ الخبر أن موسى يتعلّم في الحقيقة اسمًا يمكن أن يكون علامة. ولكن يبقى أن اسم يهوه كما نقرأه في آ 15 لا يعبّر تعبيراً كاملاً عن سرّ الله. فنحن لا نستطيع أن نسجن الله داخل كلماتنا.
ونستطيع أن نفهم عبارة "أنا هو الذي هو" بشكل يتعارض مع ما نقوله عن الآلهة الذين ليسوا بشيء (أش 43: 10). الذين هم عدم. نقرأ في أش 41: 24: "أنتم (يا عبّاد الاوثان) كلا شيء، وأعمالكم (أعمال أيديكم، أي الاصنام) كالعدم".
ونلاحظ بصورة خاصّة أن السياق يشير إلى الله الحاضر مع موسى لكي يعينه في عمل الخلاص (4: 12: اذهب وأنا أعينك؛ 4: 15: أنا أعينكما). ثم إن صيغة الفعل تدلّ على الحاضر كما تدلّ على المستقبل. أنا أعينك الآن وأعينك فيما بعد. حينئذ تصبح العبارة: أنا هو الذي سأكونه. أنا هنا معك بطريقة تراها بعينيك. وسيدلّ الله شيئًا فشيئًا عن هويته بواسطة تاريخ الخلاص من أجل البشر. وسيقول أحد المؤوّلين اليهود: أكون معهم في هذا الضيق، ما سأكونه معهم حين تستعبدهم ممالك أخرى.

خاتمة
لم يحدّد الله نفسه. ومع ذلك أعطى ذاته اسمًا من أجل أخصّائه. فالاسم الالهي ليس من اختراع البشر ولا هم اكتشفوه. إنه نعمة وعطيّة. إنه وحي. والذين تمّ لهم هذا الوحي دخلوا في دائرة الايمان والحياة التي لا يعرفها سائر البشر. وحين سلّم الله اسمه، سلّم في الوقت نفسه ذاته. فالاسم والشخص الذي يحمله هما واحد في التقليد البيبلي، بل في التقليد الشرقي كله. وهكذا أعلم الله موسى أنه يتجنّد من أجل شعبه، أنه يقيم بينه وبين شعبه علائق خاصّة.
وعرف بنو اسرائيل على مدّ تاريخهم أن اسم "يهوه" هو عطيّة الله لهم. وسيقولون بكلّ ما تحمل العبارة من قوّة: يهوه (الرب) الهنا. وهم بهذه الصورة عارفون أن الله يسمّيهم "شعبي". سيكون يهوه راية شعبه (خر 17: 15). وهم يسيرون باسم الرب الذي هو إله يسير معهم، إله حيّ وخلاّق.
وهكذا يجعل الاسم الالهي العلاقة ملموسة وثابتة بين الله وشعبه. يهوه هو كلمة السرّ داخل هذه العلاقة. إنه رب العهد. ولهذا يهتف المؤمنون: معونتنا باسم الرب صانع السماء والأرض (مز 121: 2). شعب الله يتألف من الذين "يدعون باسم الرب" (أش 43: 7)، من الذين "دُعي عليهم اسم الرب" (عا 9: 12). منّا نحن الذين تعمّدنا باسم الآب والابن والروح القدس.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM