الأيام البيبليّة الأولى

 

الأيام البيبليّة الأولى

الآيات والمعجزات في الكتاب المقدّس، ذاك هو موضوع الأيام البيبليّة الأولى التي تطلقها الرابطة الكتابيّة في لبنان بالاشتراك مع المعهد البيبلي المسكوني ودراسة الديانات في الجامعة الأنطونيّة وفي ضيافة الرئاسة العامة في دير مار روكس العامر.
المعجزة عمل يعجز عنه الإنسان فيجريه الله من شفاء مريض أو إقامة ميت أو تكثير خبز وهي تصبح آية وعلامة فتقود اللامؤمن إلى الإيمان، وتثبت المؤمنين في إيمانهم ولاسيّما في الحالات الصعبة.
هذا هو موضوع دراستنا في هذه الأيام الثلاثة غير الكاملة. ننطلق من العهد القديم والعالم اليهوديّ مع محطتين رئيسيتين في مسيرة الخروج التي عاشها الشعب منذ العبوديّة في مصر حتى الاقامة في كنعان. وفي مغامرة عاشها إيليا وأليشاع. مع موسى كان صراع بين الله الواحد وآلهة مصر. ومع إيليا كان الصراع بين الإله الواحد والبعل. من هو الإله في أرض إسرائيل. وفي الأناجيل، رأى متّى في المعجزات أن يسوع هو ربّ جماعته. ومرقس أن العجيبة هي نداء إلى الإيمان. ورأى لوقا يسوع المخلّص من خلال معجزاته. أما يوحنا فأبصر من خلال معجزات سبع ذكرها، مجدَ ذاك الذي لم يولد من لحم ودم، بل من الله. وكما أيّد الله يسوع بالمعجزات، هكذا أيّد تلاميذَه فكانت المعجزات في سفر الأعمال.
ليست المعجزة برهانًا علميًا من البراهين يريد أن يبيّن حقيقة من الحقائق أو يدلّ على "عظمة" ديانة. وليست المعجزة سندًا لضعفنا تدلّ على أن الله معنا وليس مع غيرنا. المعجزة علامة للمؤمن. وهنيئًا له إن عرف أن يقرأها. وسؤال لغير المؤمن. فيا ليته يقدّم الجواب مسيرة في الطريق كما عمل ابن طيما الأعمى.
ولكن قبل أن ندخل في هذه المواضيع التي تحاول أن تلقي ضوءًا على الواقع الذي نعيشه والذي يُكثر المعجزات بحيث ما عاد المؤمن يعرف أن يميّز، وقبل أن نعطي الكلمة للرهبنة الأنطونيّة التي تستضيفنا، أودّ أو أوضح لماذا الأيام البيبليّة.
اعتادت الرابطة أن تنظم مؤتمرًا كل سنتين يضمّ أشخاصًا يهتمّون بالكتاب المقدّس ويأتون من الدول العربيّة. ولكن الوقت لم يكن مؤاتيًا لعدد من الأشخاص. فطُرحت فكرة تنظيم يومين أو ثلاثة أيام خلال "العطلة". لبّينا الطلب وها هي الأيام البيبليّة الأولى. وأنتم المشاركون تقرّرون: هل تكون الأولى والأخيرة؟ وإن كانت ستتبعها أيام، فكيف يكون تنظيمها وما تكون مواضيعها؟
أسئلة تطرحها الرابطة منذ البداية لتناقش في النهاية. وقبل أن نبدأ مسيرتنا في هذه الأيام، نقف من أجل الصلاة التي تجعلنا منذ الخطوة الأولى في قلب كلمة الله.
الخوري بولس الفغالي

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM