الفصل الحادي والثلاثون : الهرب إلى مصر

الفصل الحادي والثلاثون
الهرب إلى مصر
1:43 – 5:45
عزم يوحانان والمجموعة التي معه على الذهاب إلى مصر فراحوا يسألون إرميا حول السلوك الذي يسلكونه. وألزموا نفوسهم بأن يفعلوا حسب كلمة الربّ التي يحملها النبيّ. يشدّد النصّ هنا على خطورة الالتزام، ويذكر خبراً سابقاً حول تحرير العبيد (8:34، 22). والخبر الذي يرد هنا له ثقله: فالمجموعة المللتئمة حول يوحانان تعتبر "بقيّة يهوذا" (42: 2 ، 5 ، 19؛ 43: 5 ؛ رج 40: 11، 15). والموقف الذي ستأخذه هذه "البقيّة" سيكون حاسمًا. ولكن هل ستسمع لصوت الله؟ وبعد عشرة أيام نقل إرميا جواب الله الذي رفضته الجماعة وقرّرت الانطلاق إلى مصر أجل، رفضت "بقيّة يهوذا" أن تسمع صوت الله، واعتبرت إرميا كاذباً (43: 2). وهكذا خسرت المهمّة الموكلة كلها (كما كان موت جدليا خسارة أخرى). وستنبت "بقية" يهوذا في المنفى، في بابل، لا في مصر.
1- إرميا يعلن الكلمة (42: 1- 21)
جاء يوحانان وجماعته يسألون إرميا. فأعلن لهم إرميا كلمة الله.
أ- قراءة النصّ
42: 1- مس42= سب 49. مس: يازنيا (8:40). سب: عزريا (2:43 سب 2:50). تجعل سب عزريا ابن معسيا لا ابن هوشعيا.
آ 2- لا نجد في سب "النبيّ "مع "إرميا". رج تك 7:20 وتشفع النبي. نجد موضوع "التضرّع" (ت ح ن هـ) في 7:36؛ 37: 20؛ 38: 26. لا نجد في سب "لأجلنا". ولا نجد في سر"لأجل هذه البقية" (نجد الاختلافتين في مس). "من الصغير (ق ط ن) إلى الكبير" (ج د ول). أو: من القليل إلى الكثير، رج 6: 13؛ 8: 10 ؛ 16: 6؛ 31: 34 ؛ 8:42.
آ 3- " الهك ". سر: إلهنا.
آ 4- لا نجد في سب "النبي " بعد "إرميا". مس: "إلهكم ". سب: "إلهنا". مس: "الذي يجيبكم به الربّ ". "ات ك م "، إياكم ( لا نجد اللفظة في سب فنقرأ فقط: الذي يجيبكم الربّ). هناك من قرأ "الهكم " (ال هـ ك م) بدل "أيام "، لأن الربّ يكلّم النبي، لا الشعب، والنبيّ هو الذي يكلّم الشعب. رج 3:26؛ 38: 15 بالنسبة إلى موضوع رفض كلمة الله.
آ 5- رج آ 21؛ 43: 1 من أجل موضوع الارسال (ش ل ح).
آ 6- "ان و" (كت). بل "ان ح ن و". لا "أنا"، بل "نحن ". إن آ 6 تفسّرآ 5 في أسلوب اشتراعي.
آ 7- "وكان... إن كلمة الله كانت ". نحن أمام اختلافة في عبارة تقبّل كلمة الله.
آ 8- رج آ 2؛ 6: 13؛ 8: 10 ؛ 16: 6؛ 31: 34 بالنسبة إلى عبارة "من الصغير
إلى الكبير".
آ 9- سب هي قصيرة: "وقال لهم: هكذا قال الربّ ".
آ10- أنقض، أغرس... رج 1: 10. في 7:18- 9 تُستعمل هذه الأفعال مع ندم الله على الشرّ (ن ح م).
آ 11- رج 9:40 بالنسبة إلى الخوف من الكلدانيين والتعبّد لملك بابل. ويظهر موضوع حضور الله في الخلاص في 1: 8، 19 ب (لأخلّصكم).
آ 12- مس: يرحمكم (هو). سب: أرحمكم (أنا). وكذا في العبارة الثانية (يعيدكم، أعيدكم). قد يعكس هذا زمن المنفى. هذا على المستوى البعيد. وعلى المستوى القريب، هناك عودة من بيت لحم إلى المصفاة (17:41- 18).
آ 14- لا نجد في سب " قائلين لا".
آ 16- رج 39: 5 من أجل صورة السيف الذي يُدرك الهاربين منه. والجوع يتعقّبكم (كأنه انسان) أينما تذهبون.
آ 17- نجد في سب "كل الذين تغرّبوا" بعد "جميع الناس ". نحن هنا في جو اشتراعيّ. نلاحظ أيضاً المثلّث: السيف، الجوع، الوباء. رج 14: 12 ؛ 7:21، 9؛ 24: 10؛ 27: 8، 13؛ 29: 17- 18؛ 32: 24، 36؛ 34: 17؛ 38: 2؛ 22:42؛ 13:44.
آ 18- لا نجد في سب "الجنود". رج 12:44 مع أرح كلمات: شتيمة، ودهشاً، ولعنة، وعاراً. نجد ثلاث ألفاظ من أربع في 18:29، ولفظتين في 9:24؛ 18:25. وصبُّ غضب الله نجده في 7: 20؛ 44: 6؛ رج 32: 31 ؛ 33: 5؛ 7:36. بالنسبة إلى لعنات مصر، رج تث 15:28- 68.
آ 19- قرأت بهس 43: 1- 3 بين 42: 18 و 42: 19، فأقحمت "أقوال إرميا"
في بداية آ 19 ب: "والآن " قبل "إعلموا يقيناً" (اعرفوا معرفة). لا نجد في سب "أن قد أنذرتكم اليوم ".
آ 20- خدعتم أنفسكم فكلّفكم هذا حياتكم. سب: أسأتم إلى نفوسكم. لا نجد في سب "الربّ إلهكم "، "إلهنا" "ما يقوله الربّ إلهنا". إن فعل "ش ل ح " (أرسل) يُشرف على هذا الفصل. آ 5، 6، 9، 20، 21؛ رج 43: 1، 2.
آ 21- لا نجد في سب "أخبرتكم اليوم "، "إلهكم "، "ولا لشيء".
آ 22- لا نجد في سب "اعلموا يقيناً" (اعرفوا معرفة). رج آ 17 بالنسبة إلى مثلّث السيف والجوع والوباء.

ب- التفسير
آ 1- وجاء الشعب وقوّاده إلى إرميا. وطلبوا منه أن يتوسّل من أجلهم (رج 15: 1). هم البقيّة الباقية. ومنهم سيخرج النبت الجديد. يصحّ هذا إن عرفوا أن يسمعوا كلام الله. وإلاّ استُبعدوا كما استبعد صدقيا وسكّان أورشليم قبلهم.
آ 3- سألوه عن الطريق (درك) الذي يدلّه الله عليه.
آ 4- وعدهم النبي خيراً. قال: أخبركم ولا أكتم عنكم شيئاً. هكذا تعوّد إرميا أن يوصل كلمة الله، مهما كلّفه إيصالها من رفض من الناس ومن اضطهاد.
آ 5- فأشهدوا الربّ عليهم بأن يعملوا. نحن هنا أمام عهد على مثال عهد الله مع شعبه بواسطة موسى (رج خر 3:25). ولكن كما سيخون الشعب في البرية الربّ ويعبدون العجل وكأنهم يودّون الرجوع إلى مصر مع "أبيس "، هكذا سيرفض هؤلاء إرميا ويعودون إلى مصر وكأنهم يرفضون كل المسيرة التي سارها الله مع شعبه منذ أيام موسى ويشوع والقضاة والملوك.
آ 6- الخير بالنسبة إليهم هو الذهاب إلى مصر والشرّ هو البقاء في البلاد. وفهموا أن سماع كلمة الربّ يجلب الخير. ومع ذلك فهم لن يسمعوا.
آ 7- أخذ إرميا لنفسه عشرة أيام في الصلاة. هولا يفرض نفسه على الله، بل ينتظر أن يرسل الله كلمته. ينتظر جواب الله (18:11؛ 28: 1). ولما جاءت كلمة الله حملها النبيّ إلى شعب الله.
آ 9- هذا ما يقول الربّ. هو جواب من عند الله، لا من عند البشر، مهما كان في تفكيرهم من "حكمة".
آ 10- ونعود هنا إلى البناء والغرس شرط أن تبقى هذه "البقيّة" في الأرض.
آ 11- وتكرّر الفعل مرتين: لا تخافوا. ولكن عددهم قليل. هذا لا يهمّ: "فأنا معكم ". هذا ما قاله الله لنبيّه وها هو يقوله لهذه البقيّة القليلة (8:1؛ 13:20؛ 30: 10). بل إن الربّ سيبدّل قلب ملك بابل فيرحمهم (رح م ي م. ورح م). رج 27: 11. في العبرية: يعيدكم. في السريانية: يبقيكم، مع صيغة المتكلّم: أبقيكم (أنا الربّ).
آ 13- ولكن إرميا تعوّد على رفض لدى أهل يهوذا. لهذا جاء كلامه مشروطاً: وإن قلتم... ترفضون أن تسمعوا. لا تريدون أن تسكنوا في هذه الأرض، تريدون الذهاب إلى مصر لتهربوا من يد الله (التي يرمز إليها السيف والجوع والوباء)، تريدون أن تقيموا في مصر رافضين أرض الربّ. أما البقيّة الحقيقيّة فستعود من بابل.
آ 15- وجاءت كلمة الله مهدِّدة بالسيف والجوع.
آ 18- وتكرّر قول الربّ فقابل المصير الذي ينتظر الذاهبين إلى مصر بمصير أورشليم خلال الحصار. لن يعودوا يرون هذا الموضع.
آ 19- ودلّهم إرميا على الخطر وعدوا الربّ وها هم يحنثون بوعدهم. ستموتون حيث هربتم، ستموتون في أرض لجأتم إليها من الموت. نشير إلى أن هؤلاء الذاهبين إلى مصر سيكوّنون الجماعات اليهوديّة هناك، ولا سيمّا في الاسكندريّة.
ج- دراسة عامّة
نقرأ في 42: 1- 7:43 المرحلة الأخيرة في خبر يتحدّث عن مصير جماعة جدليا.
بدا إرميا ذاك المتشفعّ من أجل الشعب، كما تشفعّ من أجل نفسه لدى الملك في ف 37- 38. لم يعد الربّ "معادياً" ليهوذا وهو الذي علّم نبوخذ نصر الرحمة إن قبل الشعب أن يسمع لله. طلبوا منه أن يكلّم الربّ باسمهم ففعل. وانتظر عشرة أيام، فكان ارتدادهم مثل الندى الذي يتبّخر عند شروق الشمس.
ما إن تلقى إرميا كلام الله حتى دعا الجماعة ورؤساءها ووجّه إليهم "عظة" في ما يجب أن يصنعوا إذا أرادوا أن يسمعوا لله فيصيبهم الخير. الكلام هو هو: اسكنوا في الأرض ولا تذهبوا إلى مصر ولكنهم لم يسمعوا. اعتاد شعب يهوذا أن يعصي أوامر ربّه. وسيظلّ يفعل حتى النهاية. وتركت هذه "البقيّة" الطريق التي قدّمها الله لها، وراحت في طريق خاصّة بها.
في آ 18- 22، بدا إرميا ذاك الذي يحمل كلمة الله إلى الجماعة وينبهّها التنبيه الصحيح. "يا بقيّة يهوذا، لا تذهبوا إلى مصر". لكنهم رفضوا. فخسروا كرامة هامة، أن يكونوا البقيّة التي ينطلق منها شعب يهوذا من أجل عهد جديد مع الربّ.
2- الجماعة ترفض الكلمة (43: 1- 13)
قدّم النبي كلمة الله، فرفضتها الجماعة، شعباً وقوّاداً. اعتبروا أن باروك حرّض النبيّ عليهم. وقالوا له: أنت تكذب. والرب لم يرسلك إلينا لتقول لنا مثل هذا الكلام.
أ- قراءة النصّ
آ 1- مس 43= سب 50. لا نجد في سب "إلههم " (ترد مرتين). رج 42: 5 من أجل موضوع إرسال (ش ل ح) إرميا إلى الشعب.
آ 2- رج 42: 1 بالنسبة إلى الشخصين (عزريا، يوحانان). في سب: عزريا بن معسيا. مس: " كل الرجال العتاة" (الوقحين). نقرأ في سب فقط: كل الرجال. استبقت مس جواب الرجال فدلّت على وقاحتهم ورفضهم لكلام إرميا. سب: انت تكذب (غابت: تكلّمت). رج 40: 16 من أجل اتهام مماثل. "إلهنا" (مس، ال هـ ي ن و)، صارت في سب: إلينا (إل ي ن و).
آ 3- أغراك، أثارك (س وت). رج 38: 22؛ تث 13: 7؛ أي 2: 3.
آ 5- لا نجد في سب "من كل الأمم التي دُحروا إليها". سب: في الأرض. مس: في أرض يهوذا. رج 40: 12.
آ 6- مس: الرجال. سب: الرجال الأشدّاء. رج 41: 16 ب (المقاتلون). "بنات الملك " أي الأميرات. رج 41: 10. ونجد في سب: إرميا النبيّ ( لم تحذف لفظة "النبي" ).
آ 7- تحفنحيس. رج 16:2 ؛ 44: 1. رج تل دفنه في شمالي شرقي مصر .
آ 8- رج 33: 1؛ 12:35؛ 7:42 لهذا الشكل من تقبّل كلمة الله. نال إرميا كلمة الله في مصر (كما نالها حزقيال في بابل)، فحافظ على حالته كنبيّ. هذا ما نعرفه في الأقوال على الأمم. رج46؛ 51: 59- 64.
آ 9- "خذ" (15:25 ؛ 2:36). نجد "تأخذ" في 2:16. "على عيون رجال من اليهود". رج 28: 1، 5، 11. سيكونون شاهدين لأعمال النبيّ وأقواله.
آ 10- لا نجد في سب "الجنود إله اسرائيل "، "عبدي " (ملك بابل "عبدي "). رج 9:25؛ 6:27 حيث نجد الشكل الكامل للجملة، ولكن لا نجد في 9:25 و 6:34 (سب) لفظة "عبدي"، بل " ليخدمني، ليتعبّد لي ".
آ 12- وأضرم. سر: يضرم. سائر الأفعال هي في الغائب، يحرق، يسبي. بعد أن يحرق الهياكل، يحرق الآلهة، يلبس أرض مصر. هي صورة تدلّ على السيادة الكاملة.
آ 13- أون هي هليوبوليس أو مدينة الشمس. "بيوت آلهة مصر". ولكنها أحرقت في
آ 12. لهذا تحدثت سب عن بيوت المصريّين.
ب- التفسير
آ 1- قال إرميا كلمة الله أمام كل الشعب. هكذا كان بفعل قبل سقوط أورشليم حيث تسمح له الظروف.
آ 2- كذّب الرؤساء النبيّ: لم يقل لك الربّ مثل هذا الكلام. واعتبروا أن باروك حرّض إرميا على الشعب ليُسلموا إلى أيدي البابليين (آ 3).
آ 4- رفضوا أن يسمعوا. رفضوا أن يبقوا في أرض يهوذا. تغلّبت حسابات البشر على وعد الله بأن يكون معهم.
آ 5- وفرضوا على الشعب، بل على إرميا وباروك، أن يمضوا إلى مصر فأقاموا في تحفنحيس (2 مل 26:25).
آ 8- ألا يتكلّم الله إلاّ في اسرائيل ويهوذا؟ بلى. وها هو يكلّم إرميا في مصر، ويطلب منه أن يقوم بفعلة نبوية: خذ بيدك حجارة. هذه الفعلة النبويّة تدلّ على أن الله ينفّذ ما تحدّث عنه بفم نبيّه. رج 13: 1.
آ 11- جاء نبوخذ نصر إلى مصرفي أيام الفرعون أماسيس، سنة 568- 567 (رج حز 19:29- 20).
آ 12- بتحدّث النصّ اليونانيّ عن الراعي الذي ينزع البقّ عن ثيابه. هذا ما فعله نبوخذ نصر قبل أن يعود إلى أرضه سالماً. بيت الشمس هي هليولوليس أو " أون " (تك 45:41 ؛ حز 17:30). بُنيت حول هيكل الاله الشمس: بيت شمس.
ج- دراسة عامّة
يبدو جواب الجماعة بشكل "سخرية". اتهموا النبيّ بأنه يكذب. يا لسخرية القدر تجاه هذا الذي اتهمّ شعبه بالكذب (ش ق ر، 8:8 ؛ 9: 4؛ 14: 14، 25:23؛ 26: 32؛ 28: 15؛ 29: 21). وكانت سخرية ثانية حين اعتبروا أن إرميا سمع لباروك. ولكن باروك مدوّن الكتاب الأول دلّ دوماً على مبادرة إرميا الذي يدفعه الربّ إلى الكلام والعمل... وهكذا راح الجميع إلى مصر، إلى أرض اللعنة. هذا لا يعني أن الجميع قد مضوا إلى مصر وإلاّ فرغت أرض يهوذا من سكّانها. هذا يعني أنه رغم كل شيء ما زال شعب يهوذا يتطلعّ إلى مصر منذ أيام البرّية.
ومع نزول الشعب إلى مصر، انتهى خبر جماعة جدليا. وما يلي (8:43- 13؛44: 1 ي) هو مجموعة أقوال ضدّ مصر والجماعات اليهوديّة في مصر فما عاد الكتاب يتحدّث عن جماعة جدليا. لقد مات الأمل الكبير الذي تعلّق بجدليا، وغابت امكانيّة تجديد الشعب في يهوذا. فمن بابل سينطلق الشعب الجديد الذي سيسمع لصوت الربّ، عكس الذاهبين إلى مصر والباقين في أرض يهوذا.
في آ 8- 13، نرى كلمة الله تأتي إلى إرميا في مصر من خلال فعلة رمزيّة. طُلب من النبيّ أن يأخذ حجارة كبيرة ويطمرها عند مدخل بيت فرعون في تحفنحيس. وهكذا دلت النبيّ على دمار مصر بمشهد من اليهود. فأين يستطيعون أن يهربوا لكي يفلتوا من عقاب الله؟
3- اليهوذاويون في مصر (44: 1- 45: 5)
نقرأ هنا عظة عن الممارسات الاصناميّة. إن كان الله قد عاقب شعب يهوذا لأنه عبد آلهة أخرى، فهو يعاقب المقيمين من مصر إن هم استسلموا لعبادة الأوثان.
أ- قراءة النصّ
آ 1- مس 44= سب 51: 1- 30 . "الكلمة التي كانت ". رج 25: 1 وتقبّل كلمة الله. "مجدل "، تقع شرقي تحفنحيس (خر 2:14). "نوف " أي "ممفيس " (غير موجودة في سب). رج 16:2. كانت ممفيس عاصمة مصر السفلى. وفتروس وقعت في مصر العليا. هناك أقامت جماعات يهوديّة خلال حقبة طويلة. إذن، لا نقرأ 44: 1 وكأنه امتداد لما في 8:43- 13.
آ 2- لا نجد في سب "الجنود" و" اليوم ". إن تصوّر مدن يهوذا خربة (ح رب هـ)، يعكس الاعتقاد بأنه لم يكن سكّان في أرض يهوذا خلال المنفى (2 أخ 36: 21 ؛ ولكن ق مرا 5). هذا الاعتقاد أثّرعلى المنفيين في بابلونية (24: 4- 7). بعد أن اعتبروا أن الأرض خربة، وهم يستطيعون العودة إليها. رج 25: 11؛ 34: 22؛ 17:35؛ 36: 31؛ 40 :2 من أجل موضوع الشرّ والخراب على أورشليم ويهوذا.
آ 3- لا نجد في سب "ويعبدوا". تقتّر الذبائح (أفضل من يقتَّر البخور). رج 1: 16 ؛ 7: 9. "لم يعرفوها" (الغائب الجمع). سب: لم تعرفوها (المخاطب الجمع). وأضافت مس: هم ولا أنتم ولا آباؤكم. رج 2: 5- 8 حيث تّتهم مختلفُ الأجيال بهذا التصرّف. هي سمة غريبة أن تتّهم الأمَّةُ بعبادة الأصنام المستمرة عبر وجودها، وذلك مع آلهة " لم تعرفها". أو أنهم عبدوها دوماً، أو أنهم لم يعرفوها! ولكن لا الاثنان معًا.
آ 4- رج 7: 25؛ 26: 5؛ 19:29 ؛ 35: 15 بالنسبة إلى إرسال الأنبياء عبيد الربّ (مبكّرا في الارسال). انحصرت وظيفة الأنبياء هنا بالتنبيه من الرجاسات أي من عبادة الأصنام. رج 7: 10؛ 32: 35؛ 44: 22 بالنسبة إلى صنع هذه الرجاسات.
آ 5- رج 13:7 ب، 26؛ 11: 8؛ 4:25، 7؛ 19:29؛ 14:34 ؛ 35: 14، 15 بالنسبة إلى عدم السماع. ما قيل عن "ق ط ر" في آ 3 يطبّق على كل ف 44 في آ 5، 8، 15، 17، 18، 19، 21، 24.
آ 6- رج آ 2. رج 18:42 بالنسبة إلى انصباب غضب الله. رج 17:7، 34؛6:11؛ 33: 10؛ 6:44، 9، 17، 21 بالنسبة إلى عبارة "مدن يهوذا وشوراع أورشليم ". "كما في هذا اليوم " رج آ 22- 23؛ 11: 5؛ 18:25؛ 32: 20.
آ 7- مس: الربّ إله الجنود، إله اسرائيل. سب: كيريوس بنتوكراتور، الربّ القدير (= الجنود). الشرّ المقترف هنا غير ذاك المذكور في آ 2 (الشرّ الذي جلبه الربّ). هو الجرح الذي يصيب الشعب بسبب عبادة الأوثان، لا الدمار الذي يحدثه الله. رج 27: 13، 17 حول "لماذا" ؟ "حتّى لا تبقى لكم بقيّة ": هذا الموضوع يعود في هذا الفصل (آ 12، 14، 27).
آ 8- "وتنقرضوا": رج آ 7. ثم رج 18:25؛ 18:42 بالنسبة إلى موضوع اللعنة والعار. رج 18:6- 19 لموضوع إثارة غضب الله. في 26: 6، لعنة لكل أمم الأرض ؛ 25: 6 ؛ 32: 30 بالنسبة إلى إثارة غضب الله بواسطة عمل أيديهم (رج تث 31: 29 ؛ 1 مل 7:16؛ 2 مل 7:22= 2 أخ 25:34). ونرى موضوع الإقامة في مصر في آ 8، 12، 14، 28؛ 15:42، 22.
آ 9- "شرّ نسائه " (ن ش ي و). أي نساء ملك يهوذا. بهس: شرّ نسائهم. رج 1 مل 11: 4 ؛ 13:15 الذي يدّل على عدد كبير من النساء. أضافت سب: وشرّ رؤسائكم، رج آ 17، 21 ( لم يعد من وجود للرؤساء)، في النشرة الثانية. لا نجد في سب: وشروركم. لا نجد في سر: وشرّ نسائكم. بالنسبة إلى السؤال البلاغي في آ 9، رج 3: 6؛ 17:7.
آ 10- لا نجد في سب "ولم يخشوا". ألغت سب "شريعتي " (وسنتي) و"أمامهم "، وقرأت: "آبائهم " (هم) بدل "آبائكم " (أنتم). رج 9: 13؛ 26: 4 ؛ 32: 32 بالنسبة إلى موضوع رفض السير في شريعة يهوه.
آ 11- سب أقصر: "لهذا، هكذا قال الربّ: ها أنا أجعل وجهي ". رج 21: 10 بالنسبة إلى موضوع جعل الوجه ضد مدينة أو شعب للشرّ.
آ 12- بالسيف بالجوع. سر (مع مخطوطات): بالسيف وبالجوع (مع الواو). رج آ 18، 27 بالنسبة إلى موضوع الفناء (ت م م، انتهينا). رج 42: 17، 18 لعدد من عناصر آ 12؛ 9:21؛ 13:27؛ 2:38؛ 16:42، 22. في آ 11، جعل الربّ وجهه في آ 12، جعل الشعب وجوههم (ثبّتوها). كل واحد (الله، الشعب) يستعدّ لمواجهة الآخر (جعل وجهه) ولا يتراجع. فمن سينتصر؟ رج آ 28 في ما يخصّ السيف. رج 18:42 ب وتسمية البقيّة بأربعة أسماء: شتيمة، دهشة، لعنة، عاراً. نجد ثلاثة أسماء في سب.
آ 13- رج 18:42 أ. إن المثلّث "السيف، الجوع، الوباء" قد وُجد لا شكّ في التقليد. رج 42: 17. هذه الآية تشكل الخاتمة لعظة إرميا، فتقابل بين خطيئة "البقيّة" التي في مصر، وخطيئة شعب أورشليم. لا نجد في سب (فاتيكاني، سينائي) "الوباء".
آ 14- رج 17:42. لا نجد في سب "هناك " (في أرض مصر)، "ليقيموا". مس: لا يرجع إلاّ مفلتون قليلون: هذا ما يعارض آ 14 أ (لا يكون مفلت). هي حاشية وضعها "الناشر" من أجل تطابق كلام النبي مع الواقع.
آ 15- "ق هـ ل. ج دول " جماعة (محفل) عظيمة " رج 31: 8 (في 26: 17: جماعة الشعب). تدلّ العبارة على عدد كبير من الناس، كما تدلّ على جماعة العابدين المقدّسة. بهس ترى أن عبارة "كل الشعب المقيم في أرض مصر، في فتروس " هي إضافة. فلا يُعقل أن يسمع عظة كل اليهود المقيمين في مصر المهم أنه كان هناك جماعة كبيرة، بحيث وصل كلام إرميا إلى "الجميع " بشكل أو بآخر. سر: وفي فتروس (مع الواو وكأن فتروس ليست في مصر). قد تعني سر: مصر السفلى (مصر) ومصر العليا (فتروس).
آ 16- رج 43: 1- 2 حيث يرفض كل الشعب أيضاً أن يسمع لإرميا.
آ 17- مس: "كل ما يخرج من فمنا"، أي النذر. رج عد 3:30، 13 ؛ 32: 24 ؛ قض 36:11. رج آ 25 حيث يستعمل فعل "ن در". نذر. مس: جنود السماء. سب:
ملكة السماء. رج 18:7. ملكة السماء هي عشتار في العالم البابلي، إيزيس في العالم المصري.
آ 18- ملكة السماء. رج آ 17. لا نجد في سب "وسكب السكب لها". "فنينا". رج آ 12- 27 (ت م م)
آ 19- مس: ونحن. سب (لوقيانية): وقالت النسوة: حين كان يُصنع لإلاهة السماء أقراص.
آ 20- "الذين أجابوه بهذا الكلام ". أي أجابوه على ما في آ 16- 19.
آ 21- أليس التقتير... أي الذبائح. رج "ق ط ر" في آ 3، 5، 8، 15، 17- 19، 23، 25. حرقُ البخور لا يعطي المعنى الكامل. قد يكون جزءاً من التقتير لا كل التقتير. "شعب الأرض ". رج 1: 18؛ 34: 19 ؛ 37: 2: هل يعني الأشراف أم الشعب العادي؟ هذا ما لا نستطيع أن نحدّده. عاد إرميا مراراً إلى الأغنياء (34: 19). ولكن هؤلاء الأغنياء ذهبوا إلى بابل، فكيف يتوجّه إليهم إرميا في مصر إن ف 44 قد بُني على جمل مأخوذة من التقليد، وهي لا تعكس عكساً تاريخياً الحياة في مصر يشار إلى الشعب بشكل عام في آ 21؛ رج 2:37. "ذكرهم " (الجمع). لا نجد الضميرفي سب (ذكر فقط). بهس: ذكره (المفرد) بالنظر إلى الفعل الذي يلي. مس: وصعد إلى قلبه، خطر في قلبه. في باله. رج 7: 31؛ 5:19؛ 35:32 "(لم يخطر بقلبه).
آ 22- لا نجد في سب "ولا ساكن فيها". رج آ 2 (لا ساكن في المدن). مس: كما هو الحال في هذه الأيام. رج آ 6- 23. بالنسبة إلى أعمال الشر التي سبّبت دماراً آتياً من عند الربّ، رج 4: 4 ب ؛ 21: 12ب؛ 3:26؛ تث 28: 20. نجد في آ 22- 23 دفاعاً عن موقف الربّ في دينونته وحكمه.
آ 23- لا نجد في سب "كما في هذا اليوم ". رج آ 6، 22. رج 16: 10؛ 3:40 بالنسبة إلى موضوع الخطيئة إلى الله. لا يرد إلاٌ هنا موضوع عدم السلوك في "شهادات " (ع دوت) الربّ أو رسومه. رج آ 10 من أجل موضوع عدم السير في شريعة الربّ وسننه. صورة الشرّ في الأمة، رج 23:32؛ تث 29:31.
آ 24- لا نجد في سب "كل يهوذا الذين في أرض مصر". بعض الشرّاح ألغوا " كل الشعب و"، لأن آ 25 تتوجّه فقط إلى النساء.
آ 25- لا نجد في سب "الجنود". مس: أنتم ونساؤكم. سب: أنتنّ أيتها النساء. تقابل مس آ 20 وتقدم الفعل على أنه جواب إرميا إلى "جميع (آ 1، 15، 20، 24) الشعب ". "نذورنا". رج آ 17. هي نيّة لا عمل تاريخيّ. "نقتّر لأعمال السماء". رج آ 17 والعبادة لملكة المساء (كما في سب).
آ 26- رج آ 1، 5 حول الكلام الموجّه إلى جميع يهوذا العائش في مصر رج22: 5 حول حلف الله نفسه. رج 2:4؛ 2:5؛ 12: 16 ؛ 16: 14، 15؛ 7:23، 8 ؛ 38: 16 من أجل عبارة "حي الله ". هنا حيّ السيّد (أودناي) الربّ (ي هـ وهـ). في سب: كيريوس كيريوس (الفاتيكاني: كيريوس).
آ 27- "سهر (ش ق د) ". رج 1: 12؛ 28:31 (رج 6:5). من أجل الشرّ هنا (لأعاقب). ومن أجل الخير (لأكافئ خير مكافأة في 31: 8). رج 21: 9؛ 39: 16من أجل العبارة "للشرّ لا للخير". رج آ 12 والافناء بالسيف والجوع.
آ 28- لا نجد في سب "كلامي أم كلامهم "، بل "أي كلام يقوم ". مس: "الذين أتوا إلى أرض مصر ليتغرّبوا فيها": هي إضافة خاطئة. هذا يوافق إفناء الجماعة في مصرفي نهاية آ 28 أو بعض الفارين الذين جاؤوا إلى فلسطين. رج 42: 15، 19؛ 44: 12، 14 كهجوم على البقيّة. إن وجود البقيّة مع فعل "ي دع " (علم، عرف) يظهر في 19:42، 22؛ رج تث 18: 21 من أجل معرفة الكلمة التي لم يقلها الله. هنا يعرف الناجون أن الربّ تكلّم ( كلمته تقوم لأن الجماعة فنيت). يحتاج النصّ إلى بعض الناجين ليشهدوا بأن كلمة الله قامت (ق وم). رج آ 14 ب حيث شهد بعض الفارين على دمار البقيّة.
آ 29- "هذه علامة لكم ". هي المرّة الوحيدة تُذكر العلامة في إر، في هذا المعنى (رج 2:10؛ 32: 20، 21). سب أقصر: "وهذه هي العلامة لكم أني سأفتقدكم للشر". اعتبرت بهس أن الجملة سقطت بين كلمتين متشابهتين (ع ل ي ك م... ع ل ي ك م، انتقلت عين الناسخ من كلمة إلى كلمة).
آ 30- لا نجد في سب "فرعون ". في مس: الفرعون خفرع. حكمَ مصرَ سنة 589 -570، وقُتل في ثورة. خلفه أماسيس (570- 526)0 اعتُبرت القلاقل في عهد خفرع علامة دمار البقيّة التي جاءت إلى مصر وكانت موازاة بين صدقيا وخفرع في لغة مقولبة. رج 7:19 ؛ 7:21؛ 25:22؛ 34: 20، 21. وهكذا يكون مصير البقيّة شبيهاً بنهاية أورشليم حين سُلّم صدقيا إلى يد عدوّه نبوخذ نصر.
45: 1- مس 45= سب 51: 31- 35. آ 1- رج 36: 1- 4 0 المقدمة (الكلمة التي كلّم بها إرميا النبيّ باروك بن نيريا) هي مختلفة عن سائر عبارات تقبّل كلام الله في إر (رج 51: 59). "إذ كتب هذا الكلام ". أي كلام؟ في الوضع الحالي، تشعرنا آ 1 أن ف 44 هومضمون ما كتبه باروك. هذا لا معنى له، لأن آ 1 التي تعود إلى سنة 605 (سنة يوياقيم الرابعة)، تجعل هذه الكتابة عشرين سنة (على الأقل) قبل حدث ف 44. وإن تبع ف 45 ف 36 حيث تجد "هذه الكلماتُ " قوّتها، فوجوده بعد ف 44، يبعد كل رجوع إلى ف 36 ويجعله يعود إلى "كلمات إرميا المعروفة". إن التاريخ في آ 4، بلبل هذه النقطة.
آ 2- لا نجد "إله اسرائيل " في سب.
آ 3- تبدأ سب مع "لأن " (لا نجدها في مس)، وتكرّر"ويل، ويل ".
آ 4- "هكذا تقول له ". انتقال من الغائب (هو) إلى المخاطب (أنت). هذا يعني أننا أمام إضافة متأخّرة. "ناقض ما بنيته "، رج 1: 10. لا نجد في سب " كل هذه الأرض ".
آ 5- كل بشر (ب ث ر). أي الجنس البشري. رج 12: 12؛ 25: 31؛ 27:32. يصيب الدمارُ البشر، لا الأرض (رج 39: 16: الشرّ على المدينة). "حياتك مغنم ". رج 21: 9؛ 38: 2؛ 39: 18.
ب- التفسير
آ 1- كل اليهوذاويين. لا شكّ في أنّ النبيّ لا يستطيع أن يجمعهم كلهم. ولكن كما أرسل النبيّ رسالة إلى المنفيّين في بابل (ف 29)، هكذا كلّم "البقيّة" التي في مصر تقع مجدل (مجدول) شرقي تحفنحيس، في أقصى الشمال المصريّ (حز 29: 1 ؛ 30: 6). ممفيس رج 2: 16. فتروس أي مصر العليا.
آ 2- ويذكر النبيّ ما حصل لأورشليم. نحن هنا أمام بداية تبدأ كلَّ كلام نبويّ. هي بداية سلبيّة، تجاه بداية إيجابيّة هي الخروج من مصر.
آ 3- السبب الأول هو الله الذي أغاظوه. ولا يُذكر السبب الثاني الذي هو سياسيّ وعسكريّ. نقرأ في الماسوري: لم يعرفوها هم ولا أنتم ولا آباؤكم. في اليوناني: لم تعرفوها. رج9:7.
آ 4- وقد سبق الله ونبّه شعبه بواسطة عبيده الأنبياء فلم يسمعوا خصوصاً في تقديم ذبائح للآلهة (25: 6). أرادوا أن يُرضوا الحاكمَ الأشوري او البابلي، ففعلوا ما فعلوا.
آ 6- كانت النتيجة أن حلّ غضب الله. نحن أمام قراءة لاحقة لما حصل لأورشليم ومدن يهوذا: إذا كان قد أصابها ما أصابها فلا تبحثوا إلاّ في علاقتكم مع الله.
آ 7- أنتم تسيئون الآن إلى نفوسكم (لا شكّ. قد يكونون شاركوا المصريين في عباداتهم). من أجل هذا ستلعنكم جميع الأمم. رج آ 12 ؛ 9:24؛ 18:42.
آ 9- وذكّرهم النبيّ بخطايا ملوك يهوذا التي وصلت بالبلاد إلى هذه الحالة. ومع ذلك هم ما تابوا حتى اليوم.
آ 11- وها هو الربّ يهدّد الذين في مصر وهكذا تكون كلمة إرميا وصلت إلى جماعة يهوذا في بابل، وفي مصر، بعد أن وصلت إليهم في أورشليم ومدن يهوذا.
آ 12- "شتيمة ودهشاً وعاراً". رج 18:42.
آ 14- لن ينجو أحد. بل ينجو القليل لا من أجلهم، بل من أجل الشهادة التي تُطلب منهم. هم يفهمون عمل الله ويجعلون إخوتهم يفهمون أن الربّ يقول ويفعل. ما أنبأ الربّ به بلسان إرميا قد تمّ حقاً. وهكذا بان أن إرميا هو نبيّ حقيقيّ تجاه الأنبياء "الكذبة" الذين نادوا بالسلام ولا سلام.
آ 15- ماذا كانت ردّة فعل السامعين؟ أولاً، ظهرت الخطيئة، خطيئة النساء. وقد عرف الرجال بذلك. وهكذا كانت الخطيئة مسؤوليّة الجميع، رجالاً ونساء.
آ 16- اتخذوا قرارهم: لن يسمعوا. ثم يتابعون عباداتهم لملكة السماء (7: 18). وما هو شرّ من ذلك هو أنهم يقابلون بين يهوه وملكة السماء. حين تعبّدوا لملكة السماء كانوا بخير، شبعوا خبزاً. ولكن حين عادوا إلى الربّ وتركوا ملكة السماء، عرفوا الحاجة وفنوا بالسيف والجوع. ذاك هو موقف مملكة اسرائيل التي قابلت بين يهوه، إله الصحراء. وبين بعل الذي يعطي المطر والخصب (هو 1- 2)
آ 19- "ولأننا نحن ". هذا ما يقول النصّ الماسوري. فيوضح اليوناني والسرياني: "فقالت النسوة: إذ كنّا" وهكذا يستقيم المعنى لأننا نقرأ "بدون رجالنا". ما تفعله النسوة إنما تفعله باتفاق مع رجالهنّ. ونقرأ أيضاً في العبري: نصنع لها أقراصاً " ل. هـ ع ص ب هـ " أي تكوّن صورتها في هذه الأقراص أو تصنع الأقراص على شاكلتها، بحيث من يرى الأقراص يتصوّر حالاً ملكة السماء. في اللاتينية نقرأ "تصنع الفطائر لعبادتها".
آ 20- كان جواب الرجال والنساء رفضاً لكلام إرميا وتعلّق بملكة السماء أي إيزيس معبودة المصريين. فماذا سيقول لهم النبيّ بعد، وهو الذي اختبر "عدم السماع " في شعبه منذ بداية رسالته؟
آ 21- ما فعلتم في مدن يهوذا، وكانت النتيجة: خراباً ودهشاً (قفرا) ولعنة (آ 6؛
9:24؛ 18:42).
آ 23- وكانت عودة إلى شريعة سيناء مع ثلاث كلمات: الشريعة (و. ب.
ت رت و)، السنن (و. ب. ح ق ت ي )، الشهادات (و. ب. ع د وت ي و). الرقم ثلاثة مهمّ جداً، لأنه يدلّ على ثبات محاولات الله مع شعبه.
آ 24- ويبدأ هنا قول آخر لإرميا. يتوجّه بشكل خاص إلى النساء. هذا إذا قرأنا حسب اليوناني الآية التالية: يكفي أن نحذف واو العطف فتصبح العبارة كما في النصّ اليوناني.
آ 25- يشدّد القول النبويّ على السرعة في التنفيذ: إعلان بالفم (النذرلملكة السماء). ويتبعه حالاً تنفيذ باليدين. يا ليتكم تسرعون كذلك في نذوكم إلى الربّ. نجد تكرار "ن دري ك م "، نذوركم. مع بعض المخطوطات نقرأ "سكبكم " (ن س ك ي ك م) أو "كلامكم " (دب ري ك م).
آ 26- ذاك كان الواقع. فماذا تكون النتيجة؟ أقسم الله بنفسه (رج 22: 5)، فدلّ هذا الكلام على الجوّ الاحتفاليّ الذي لا يمكن التراجع عنه. ماذا منع الربّ عن شعبه؟ أن يتلفّظوا باسمه "حيّ هو الربّ " (رج 12: 6). ولماذا؟ لأنهم كانوا يجمعون "يهوه " مع "ملكة السماء" وكأنهم في عالم وثني. وهكذا صار يهوه مقابلاً لأوزيريس زوج ايزيس، كما كان مقابلاً لبعل زوج عشتار. فهل يرضى الله بأن يشوَّه اسمه؟
آ 27- والعقاب؟ سيفنون إلاّ قلّة قليلة لكي تخبر بأعمال الربّ.
آ 29- وقذم النبيّ العلامة. خلع أماسيس خفرع عن العرش قبل حملة نبوخذ نصر على مصر بسنتين (رج 43: 11). إن الانتقال من سلالة إلى سلالة ثبَّت النبوءة، وأعلن تحقيقها القريب.
آ 30- عدوّ خفرع هو أماسيس، وعدوّ صدقيا هو نبوخذ مصر وفي كلتا الحالتين، ظهر الغضبُ الإلهي الذي شهدته بقيّة يهوذا التي أقامت في مصر.
45: 1. عنوان ف 45 هو خلاص باروك. فهذا القول النبويّ هو بمضمونه قريب من ذاك الذي وُجّه إلى صدقيا (34: 1- 7) وعبد ملك (39: 15- 18). وقد يعود إلى التاريخ نفسه (588- 586). أما المقدّمة التي تحدّد موقعه سنة 605، فقد يكون الناشر أضافها فيما بعد.
آ 2- نحن هنا أمام قول يتوجّه إلى شخص باروك. صديق إرميا والكاتب لديه.
آ 3- نحسّ هنا وكأن باروك يلعب دور إرميا (10: 19؛ مرا 5: 5). هو يتألّم من الوضع الذي يصيب البشر في هذه الحقبة المظلمة.
آ 4- وعاد النصّ إلى بداية إر. رج 1: 010 الربّ بنى نبوخذ نصر وهو سيهدمه. وغرسَه وهو يقتلعُه. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على أرض يهوذا، بل على الأرض كلها.
آ 5- قد يكون الكاتب باروك غذّى في فلبه طموحات سياسيّة (آ 5؛ رج 3:43). ولكن كل هذا سقط. فأراد النبيّ أن يعزّيه ( قرأ نبوءة إرميا فحسب نفسه سيلعب دوراً كبيراً، رج ف 36). يكفي أنه نجا بحياته. فلا يتطعّ إلى أبعد من ذلك.
ج- دراسة عامّة
نقرأ في ف 44 عظة متشعّبة تشكّل خاتمة هذا القسم مع هجوم مماثل على الممارسات الإضافية. هذا الكلام يتوجّه إلى الذين فرّوا من يهوذا إلى مصر (مصر العليا ومصر السفلى). إن آ 1 ليست امتداداً لما في 13:42- 22، بل هجوماً آخر عاماً على مثال ما نقرأ في ف 2- 3. توزّعت الجماعات اليهوذ اويّة في أرض مصر، فعكس هذا التوزّعُ حقبة أقاموا فيها وبنوا بيوتاً. هذا يعني أننا لسنا حالاً بعد سقوط أورشليم سنة 587. وبالتالي لا يمكن أن يكون إرميا قال هذا القول، بل أحد تلاميذه.
مع أن هذه العظة هي ما هي، فنستطيع أن نقسمها إلى عدد من القطع. في آ 2-14، صوّر إرميا وضع اليهود في مصر، مع ثلاثة أجزاء: آ 2- 6، 7- 10، 11- 14. هي نظرة إلى ماضي يهوذا وأورشليم بما فيه من عبادة أوثان. وهذا ما سبّب دمار سنة 587. وهذا ما يمكن أن يحدث للذين في مصر استقت هذه العظة عباراتها من التقليد الإرميائي، وهذا ما يدلّ عليه قراءة النصّ. إن أقسام العظة الثلاثة تقدّم رسمة عن الماضي (آ 2- 6) وتقدمة الذبائح للآلهة الأخرى. ثم عن الحاضر (آ 1- 7) مع اتهام أولئك الذين نسوا فسلكوا سلوك آبائهم. أما المستقبل (آ 11- 14) فيُرينا وجه الله غاضباً على الذين أداروا وجههم نحو مصر سيصيبهم ما أصاب أورشليم.
في آ 15- 19، نقرأ جواب الجماعة العظيمة على عظة إرميا. نحن قريبون من 17:7- 18. وعبادة ملكة السماء هي صورة مصغرة عن عبادة الآلهة الأخرى.
وجاء قولان لإرميا (آ 20- 23، 24- 28) كجواب على جواب الشعب. اعتبر الشعب أنه كان في أحسن حال حين ترك يهوه وعبد ملكة السماء، وبالتالي الآلهة الأخرى. بدا النبيّ يقول: إن هذا سراب. فلتحمكم هذه الآلهة من الشرّ الذي يلحقكم إلى مصر وفي النهاية، جاءت العلامة فدلّت على أن ما قاله إرميا في أرض مصر هو كلام الله الذي تحقّق في الواقع التاريخي (آ 29-30). وينتهي هذا القسم الثاني بقطعة صغيرة تورد شكوى إرميا وتعود إلى سنة 605. جاء حالاً بعد سقوط أورشليم (39: 11-7:43) وشجب الجماعات اليهوديّة في مصر (ف 44)، فبدا رباطاً مع ف 36. ما حدث لعبد ملك من نجاة من الموت، سيحدث لباروك، وكلاهما لعبا دوراً إيجابياً في حياة إرميا

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM