الفصل الثلاثون: سقوط أورشليم

الفصل الثلاثون
سقوط أورشليم
39: 1- 41: 18

وتتسارع الأحداث بين سنة 587 وسقوط أورشليم وخروج إرميا من السجن، وبين سنة 584 ومصرع جدليا الذي جعله نبوخذ نصر حاكمًا على المدينة.

1- سقوط أورشليم (39: 1-18)
يروي ف 39 ما حدث قبل سقوط المدينة وبعد سقوطها، ويتوقّف بشكل خاص عند الخلاص المعلن لعبد ملك. لن يكون الخلاص لأورشليم فقط بعد أن يعود الربّ إليها. بل إن عبد الملك الخصيّ (لا يحقّ للخصيان بالمشاركة في العبادة) الكوشي الذي (سيصير سجلّه في أورشليم كما يقول مز 87)، قد نال الخلاص من الله لأنّه توكّل على الله.
أ- قراءة النصّ
آ 1- مس 39= سب 46. لا نجد آ 4-13 في سب. فقد يكون المترجم انتقل من آ 3 حيث تُذكر لائحة رؤساء بابل، إلى آ 13 حيث يُذكر هؤلاء الرؤساء أيضًا. مس 39: 1 - 10= 52: 4- 16 ؛ 2 مل 25: 1- 12 (نجد المادة عينها). إن 39: 1- 2 يقطع السياق بين 38: 28 ب (حين أُخذت أورشليم. نقلها البعض إلى 39: 3 أ) و3:39 (بهس: هي معترضة تلخص ما في 52: 4- 7). مس: رج 52: 4. سب (فاتيكاني، سينائي): الشهر التاسع. مس: السنة التاسعة. حسب مجمل النصوص بدأ الحصار في كانون الثاني سنة 588 وانتهى في تموز 587 (رج 52: 12). إنّ عبارة مس "حين أخذت أورشليم" في 28:38 ب، تتبعها آ 3 (ف 39): كل الرؤساء جاؤوا. غير أنَ الناشر جعل آ 1- 2 كخلفيّة لأحداث ف 39 (كلّ ما في 3:37-28:38 أيقع في هذه الحقبة). لا نجد في سب (فاتيكاني، سينائي) عبارة "في الشهر العاشر".
آ 2- رج 52: 5- 7 أ. مس: الرابع. بعض المخطوطات: الخامس. مس: فُتحت المدينة. أي فتحوا ثغرة في الأسوار. رج 52: 7 أ؛ 2 مل 25: 4 أ. إن آ 1- 2 همما عنوان تدوينيّ بشكل ملخص عن الحصار. ولكن هناك التباسًا على مستوى الأخبار لأنّها تضمّ "فتح الثغرة في السور" مع تحطيم المحاصرين، ولا تذكر دخول البابلونيّين إلى المدينة. هناك من حلّ الصعوبة فجعل 28:38 ب قبل آ 3. وهكذا بدت آ 3 كمرحلة مقبلة في الحصار بعد أن فُتحت ثغرة في الأسوار.
آ 3- الباب الأوسط. نجهل موقعه. هناك من يقترح: الساحة الكبرى. هناك من يقرأ 28:38 ب؛ 3:39، 14 مع 39: 1- 2، 4- 10 وقبل 39: 11- 13. لائحة الرؤساء البابليّين غير واضحة في مس. رج آ 13. يرد نرجال شراصر مرتين في مس: والأسماء الأربعة في آ 3 صارت ثلاثة في آ 13. وعند الشرّاح المعاصرين نقرأ: نرجال شراصر رئيس سين مجير (مقاطعة)، رب مج (رئيس رفيع) نبو شربان الربصاري (مركز دبلوماسي أو عسكري، لا رئيس الخصيان). رج 29: 2؛ 34: 19؛ 38: 7. " كل سائر الرؤساء". بهس تحذف "سائر" (التي لا نجدها في آ 13).
آ 4- وحين رآهم صدقيا. هناك من يقرأ "الثغرة في الأسوار"كما في آ 2. صحّحت مس النصّ بالنظر إلى آ 3. مس: وذهبوا باتجاه عربه. أي وادي الأردن (أو غور الأردن). رج آ 5. حسب مس، هرب صدقيا وحده (وحده أمسك). ولكن حسب آ 5؛ 7:52؛ هرب هو ومقاتلوه. لهذا قرأت سر والمخطوطات صيغة الجمع. رج بهس "وذهبوا" كما في 7:52.
آ 5- تقرأ سر (وبعض المخطوطات) "وتشتت كل جيشه عنه" بعد "سهول أريحا" كما في 52: 8؛ 2 مل 25: 5. ربلة هي أرض حماة، رج 2 مل 33:23. تقع على العاصي. كانت مركز قيادة نبوخذ نصّر، ومنها قاد حملته على يهوذا. "فتلا عليه القضاء"، تلا عليه الحكم (1: 16). هناك من قرأ أنّ صدقيا قام بالمرافعة (؟).
آ 8- "بيت الشعب" (البيوت). رج 13:52 حيث أحرق الهيكل والقصر الملكيّ كلّ بيوت أورشليم. سر: بيوت. رج 2 مل 9:25. بهس قالت: بيت الربّ وبيوت الشعب (أي أقحمت "الربّ وبيوت" ليستقيم المعنى). لا نجد "بيت الشعب" في أورشليم، ولم يُسمَّ الهيكل يومًا بيت الشعب. تلمود بابل، مجله 27 أ قال إنه "المجمع".
آ 9- كرّرت مس "وسائر الصناع" (رج 52: 15) (حرفيا: سائر الشعب). "نبوزردان رئيس الشرط في بابل". لقب قديم. يعني الاسم: نبو (الإله) أعطى زرعًا. ارتدّ إلى الإيمان كما يقول تلمود بابل، سنهدرين 95 أ- 96 ب. هي معجزة بسيطة بالنسبة إلى 40: 2- 5. نركز هنا سخرية القدر: أجلي الجمع، أولئك الذين هربوا من المدينة وأولئك الذين ظلّوا فيها، مع أنّ إرميا وعد الهاربين بالحياة والباقين بالموت (21: 8- 9؛ 38: 2).
آ 10- "و ي ج ب ي م". رج 52: 16؛ 2 مل 25: 12. تر+ سر: الحقول. الشعبيَة اللاتينيّة: الآبار (الجبّ في العربيّة). "في ذلك اليوم" (عينه). لفظة تربط آ 10 وآ 11.
آ 11- اقترحت بهس نقل آ 11- 12 إلى ما قبل 40: 2 أ، 1 ب، 2 ب. "بيد"، بواسطة نبوزردان: رج 27: 2. هناك خبران حول إطلاق إرميا. في الأول، يلعب الدور الأساسيّ نبوخذ نصر وفي الثاني نبوزردان هو المنفّذ الأول.
آ 12- إجعل عينيك عليه. هذا ما يدلّ على السهر والإكرام.
آ 13- رج 40: 2. محاولة تنسيق آ 11- 12 مع آ 13، 14.
آ 14- رأت بهس أنّ عبارة "جدليا بن أحيقام بن شافان" هي إضافة أخذت من 40: 6. هي محاولة تنسيق، ولسنا أمام خبرين عن إطلاق إرميا من السجن أو نجاته من السبي. مس: فأقام (فظلّ) مع الشعب. فئ في وسط الشعب. رج 37: 4؛ 40: 6. لا نجد في سب "البيت".
آ 15- نجد مقدّمة خاصّة في مس: "وكانت كلمة الربّ إلى إرميا إذ كان محبوسًا...". لا نجد في سب "إذ كان محبوسًا". لأنّ الربّ سيقول له: انطلق (آ 16). فكيف سينطق؟
آ 16- لا يستطيع إرميا أن ينطلق (هـ ل و ك). أو هو أرسل البلاغ إلى عبد ملك، أو أنّ عبد ملك جاء يزوره. نحن أمام جمل مقولبة جعلها الناشر دون أن يتوقّف عند مضمونها: إرميا نبيّ يروح ويجيء بأمر الله، وقد وصلت إليه الكلمة وإن لم بتوافق الوضع كما في مس. "فيتمّ". رج 15:19؛ 21: 10. لا نجد في سب "فيتمّ أمامك في ذلك اليوم". أي ما قيل يتمّ في حضورك في هذا اليوم بالذات وأنت لا تنتظر.
آ 17- "لا تجعل في أيدي الناس". هذا ما يوافق صدقيا (38: 19- 20) لا عبد ملك (رج 7:38- 13). لا وجرد للرؤساء بعد. فقد قُتلوا أو هربوا. إذا كان من خوف فمن البابليّين الداخلين إلى المدينة. رج 22: 25 بالنسبة إلى وقوع كنيا في يد الذين خاف منهم.
آ 18- رج 21: 9؛ 2:38؛ 45: 5 ب: حياتك مغنمًا. أنجّيك نجاة. لا شكّ في ذلك.
ب- التفسير
آ 1- قبل آ 1 نجد حاشية: وحين أخذت أورشليم. هذا هو إطار ف 39. ماذا حدث قبل سقوط المدينة، وماذا سيحدث بعد ذلك؟ في السنة التاسعة. في 52: 4؛ 2 مل 25: 1، يقال في العاشر من الشهر هذا يعني نهاية كانون الأول سنة 589. يُوضع ملك تجاه ملك: صدقيا ونبوخذ نصر وأرض تجاه أرض: يهوذا وبابل. ويُذكر نبوخذ نصر مع "جميع جيشه".
آ 2- السنة الحادية عشرة... أي نهاية حزيران 587. فُتحت ثغرة في المدينة. فدخل فيها المهاجمون.
آ 3- الباب الأوسط. هو في داخل المدينة. وأمامه ساحة عامّة. ونقدّم قراء ة حاسب الوثائق البابلونيّة: نرجال شراصر من سين مجير، نبو سرسكيم رئيس موطني القصر (رج دا 1: 3. حسب آ 13، نبوشزبان بقوم بهذه الوظيفة)، نرجال شراصر رئيس الجيش وسائر الضبّاط.
آ 4- "بين السورين". هناك باب يسمح بالخروج إلى الجنوب. العربة هي وادي الأردنّ.

آ 5- أمسكت الجيوش الكلدانيّة صدقيا، وكأنها ما أمسكت غيره. أتُرى اعتُبر الملك ممثّل الجميع؟ أمسكوا الملك. إذن، أمسكوا الذين كانوا معه. وتُلي الحكم القاسي.
آ 6- الذبح لأبناء صدقيا والرؤساء (أمام عيني الملك). ثمّ فقأوا عيني صدقيا لكي يكون هذا المشهدُ المريع آخر شيء رآه.
آ 8- أُحرق القصر الملكيّ والبيوت، ودُكّت الأسوار. ومضى الجميع إلى السبي، ما عدا شعب الأرض الذي سيعمل ويدفع الضرائب للمحتلّ دون أن يُقلق السلطة الحاكمة.
آ 11- وطلب نبوخذ نصر من رئيس الشرطة أن يؤمّن لإرميا الحماية، من الجيش البابليّ الذي لا يعرفه، فيحسبه واحدًا من سكّان أورشليم، ومن شعب يهوذا الذين قد يحاولون الانتقام منه.
آ 13- يكرّر النصّ العبريّ عبارة "نبوزردان رئيس الشرطة"، ولا ندري لماذا. تستعيد آ 13 ما قرأناه في آ 3. في الأصل، كانت آ 14 تأتي حالاً بعد آ 3: "وأرسلوا...". لا نجد آ 4- 13 في النصّ اليونانيّ، أي النسخة الأولى. فقد تكون أضيفت في النسخة الثانية فوردت في النص العبريّ.
آ 14- ذهب الملك تاركًا شعبه يُقتل ويُنهب، فحل النبيّ محلّ الملك "في وسط شعبه".
آ 15- أحسن عبد ملك الصنيع مع إرميا (7:38- 13) وهو الآن يجازى أحسن جزاء. ستكون له النجاة من الموت وهو الذي خاطر بحياته من أجل النبيّ. وجاء كلام النبيّ داخل "قول إلهيّ ". هو الربّ أرسل إرميا إلى عبد ملك. أجل، كل ما يعمله النبيّ إنّما يعمله بإلهام من الله. فالله هو الذي يوجّهه سواء طالب "بالانتقام" من خصومه، أو وعد أصحابه بالمكافأة الحسنة.
ج- دراسة عامّة
نتج عن سقوط أورشليم دمار المدينة وبيوتها الفخمة (آ 8؛ 32: 29)، القبض على الرؤساء وذبحهم، وإرسال المواطنين إلى المنفى (52: 4- 16). وحسب آ 10، لم يبقَ في المدينة سوى المساكين الذين سُمح لهم بأن يعملوا في الكروم وفي الحقول. غير أنّ هذا القول يتعارض مع آ 14 حيث بتي أشخاص كبار (مثلاً، جدليا بن أحيقام) حول الحاكم. كما يتعارض مع المعلومات حول جماعة جدليا في 7:40- 18:41. وسيكون إرميا بجانب الحاكم (جدليا) الذي عيّنه نبوخذ نصر حاكمًا في يهوذا.
في آ 15- 18 نجد قولاً نبويًّا أرسل إلى عبد ملك قبل سقوط المدينة، وهذا القول يقع بين خبرين عن إطلاق إرميا من السجن. نحن هنا أمام مدراش (درس وتأمّل تقويّ) يرتبط بإرميا: هو النبيّ الحقيقيّ. فمن عامله كذلك جوزي أفضل مجازاة. هذا ما حصل لعبد ملك. وهذا ما سيحصل لباروك في ف 45.
د- خلاصة
يبدو ف 39 في شكل خاص على مستوى التأليف. فما يلي 28:38 ب نقرأه في 3:39، 14. فيصبح النصّ كما يلي: "يوم أُخذت أورشليم، دخل رؤساء ملك بابل... وأرسلوا فأخذوا إرميا...". وهكذا نكون أمام خبر قصير يروي إطلاق إرميا من السجن، بعد أن سمحت له سلطات بابل بأن يروح ويجيء كما يشاء.
لخّصت آ 1- 2 خبر حصار أورشليم، باستعادة 2 مل 25: 1- 4 (= إر 52: 4- 7). ووصفت آ 4- 13 بشكل سريع ما حصل لأورشليم بعد أن فُتحت ثغرة في الأسوار (2 مل 25= إر 52). ولكن هذه القطعة (آ 4- 13) لا نقرأها في النصّ اليونانيّ.
ونلاحظ أنّ 40: 2- 6 يقدّم خبرًا آخر عن إطلاق إرميا. وسيقدّم رئيس الشرطة تفسيرًا لاهوتيًّا للكارثة التي حفت بيهوذا: "لقد صنع الربّ كما قال، لأنّكم خطتم إلى الربّ وما سمعتم صوته" (40: 2). إعلان غريب في فم نبوزردان (هذا الوثنيّ. سيجعله التلمود مرتدًّا بين المرتدّين)، ولكنّه إعلان يُبرز المعنى العميق للأحداث. فهل يقبل القارئ (اليهوديّ) هذا التفسير في فم شخص غريب عن إيمان إسرائيل؟
ولمّا استعاد إرميا حرّيته، مضى إلى جدليا بن أحيقام الذي كلّفته السلطة البابليّة بإدارة مدن يهوذا. وهكذا وصلنا إلى الأمل بأن نرى النبيّ يعيش بأمان في أرض آبائه. ولكن هذا لن يكون. فسيُقتل جدليا ويُجبر إرميا على الذهاب إلى مصر ولكنّنا دخلنا هنا في ف 40، بل في ف 41-43.

2- حكم جدليا (40: 1-12)
وعيّن ملك بابل حاكمًا على أرض يهوذا. لم يكن من نسل ملكي، بل كان من الرؤساء المرموقين. وسيكون إرميا بقربه. فيفهم الحاكم أهميّة التعامل مع البابليّين. وبدأ الناس يعودون إلى مدنهم.
أ- قراءة النصّ
آ 1- مس 40= سب 47. يبدو النصّ خاليًا من الترتيب. تأتي مقدّمة القول الإلهيّ دون القول نفسه (رج آ 2- 3). رج 32: 1 ؛ 34: 1، 8؛ 35: 1. من أجل هذه العبارة (الكلمة التي كانت إلى إرميا من لدن الربّ) جعلت بهس النصّ كما يلي: 39: 11- 12؛ 40: 2 أ، 1 ب، 2 ب- 6 أ، 1 أ، 6 ب. نحن هنا أمام معرضة تبيّن لماذا وُجد إرميا في الرامة (31: 15). تبعد الرامة خمسة أميال إلى الشمال من أورشليم. يبدو هنا أنّ إرميا كُبّل مع المكبّلين الذاهبين إلى السبي. فأطلقه نبوزردان وأرسله إلى الرامة. لا نجد في سب "مكبّلاً" بالنسبة إلى إرميا. مع صورة إرميا في وسط الشعب (37: 4، 12؛ 39: 14؛ 40: 5، 6)، نجد إرميا مع الذاهبين إلى المنفى (ب ت وك. ك ل. كل وت: في وسط الجلاء كلّه).
آ 2- أخذ رئيس الشرط إرميا. أي أخذه من بين المنفيّين وأطلقه. إنّ خطبة نبوزردان في آ 2 ب- 3 تبدو في لغة اشتراعيّة. وهكذا يظهر"الناشر" الاشتراعيّ الذي يعيد قراء ة أقوال إرميا. وما يقوله يميّز خطبًا جُعلت حب أفواه الغرباء (رج 8:22- 9؛ راحاب في يش 2: 8- 14؛ أحيور في يهوديت).
آ 3- نص حسب أقصر: "صنع الربّ هذا لأنّكم خطئتم إليه وما سمعتم صوته". في آ 2، نجد صيغة المفرد (أنت)، في آ 3 صيغة الجمع (أنتم). هذا هو الأسلوب الاشتراعيّ. رج مرا 17:2 بالنسبة إلى الكلمة التي تمّت.
آ 4- "يدك". سر: لا نجد في سب آ 4 ب: "وإن ساء في عينيك... ".
آ 5- مس غامضة. سب: وإلاّ فانطلق وعُد. بهس: إن حسن في عينيك أن ترجع فارجع. رج 39: 14 وحريّة التنقّل التي نالها إرميا. مس: "ولاّه ملك بابل على مدن يهوذا". ولكنّها دمّرت على يد البابليّين. رج 22:34 ب. سب: على أرض يهوذا.
آ 6- المصفاة هي تل النصبة الذي يبعد 8 أميال إلى الشمال من أورشليم. وأقام إرميا بين الشعب. رج 37: 21؛ 38: 13، 28؛ 39: 14.
آ 7- آ 7- 9. رج 2 مل 22:25- 24. "جميع الرؤساء" هم الذين نجوا من القتل. إنّ مس تأثّرت بما في 10:39؛ 52: 16 فنسّقت بين نظرتين حول سقوط أورشليم (كل إلى جدليا الرجال...).
آ 8- لا نجد في سب "ويوناتان".
آ 10- جدليا هو الوسيط بين الشعب والبابليّين. ولا دور لإرميا في الجماعة. مس: في مدنكم. سب: في المدن. رج آ 5.
آ 11- مس: في كلّ الأراضي. سب: في كلّ الأرض.
آ 12- لا نجد في سب "رجع جميع اليهود من جميع المواضع التي دُحروا إليها".
ب- التفسير
آ 1- الكلمة. هي كلمة توجّهت إلى إرميا، ولكن لا يقال لنا مضمون هذه الكلمة. كان النبيّ أسيرًا مع الأسرى ومكبَّلا. لا شكّ في أنّهم لم يعرفوه. نحن هنا أمام تقليدين. تقليد أوّل يعتبر أنّ الكلدانيّين حافظوا منذ البداية على إرميا وأكرموه. وتقليد الثاني يشدّد على أنّ النبيّ ظلّ في وسط الناس، ظلّ في وسط الأسرى بعد أن مضى الملك والرؤساء في طريق المنفى.
آ 2- نحن هنا في التقليد الثاني، مع نبوزردان رئيس الشرطة الذي فهم مخطّط الله ولم يفهمه شعب يهوذا. حدث ما حدث في الدرجة الأولى، لا بسبب ما فعله البابليّون من حرب، بل ما فعله اليهوذاويّون من خطيئة إلى الربّ إلههم.
آ 4- عُرض على إرميا أن يذهب إلى بابل، فلم يفعل. بل فضّل أن يبقى في وسط شعب الأرض.
آ 5- النصّ الماسوريّ ليس واضحًا في بدايته: وما كان عاد بعد. فاقترح: وإذ كان لم ينصرف بعد. وعاد آخرون إلى اليونانيّة: ولكن إن لا، فاذهب وعُد. وهكذا أرسِل إرميا إلى جدليا الحاكم في أرض يهوذا. هذا الحاكم يمثل الحزب الموالي للبابليّين، وقد كُلّف بشكل موقت بإدارة المناطق المحتلّة.
آ 6- فجاء إرميا إلى المصفاة (شمالي أورشليم) حيث كان جدليا. لن يلعب النبيّ دورًا في الإدارة، ولا مع جدليا. المهمّ هو أنّه "يقيم في وسط الشعب"، يتألّم ألمهم ويشاركهم في ضيقهم، ويحاول أن يسرّي عن يأسهم.
آ 7- ونعود إلى الذين تفرّقوا خارج المدن، وفرّوا في البراري. عرفوا بأنّ جدليا مسؤول عن البلاد، فجاؤوا إليه في المصفاة (رج 2 مل 25: 23)، بعد أن صارت أورشليم مدمَّرة.
آ 8- وقدّمت هذه الآية أسماءهم: اسماعيل بن نتنيا، يوحانان ويوناتان ابنا قاريح... أشخاص لا نعرف عنهم شيئًا. ولكنّهم يمثّلون السكان الذين ظلّوا في البلاد وما راحوا إلى المنفى.
آ 9- طمأنهم جدليا، شرط الخضوع لملك بابل. ترك لنفسه أمور السياسة (هو يهتّم بالبابليّين)، فيبقى عليهم أن يعيشوا حياتهم الماديّة والاجتماعيّة (آ 10). تُذكر الخمر والزيت وسائر الثمار، لتكون مؤونة خلال الشتاء. لا ننسى أنّ المدينة سقطت في شهر حزيران سنة 587، والقطاف يتمّ في أيلول وتشرين الأول.
آ 11- وفعل كذلك اليهوذاويّون الذين تشتّتوا في البلدان المجاورة لمملكة يهوذا، كما يحدث في كلّ الحروب. يتحدٌ ث النصّ عن "بقيّة ليهوذا". أي إنّ الملك لم يقتل جميع السكّان، بل أبقى على البعض. يجب أن نميّز هذا عن "البقيّة" التي ستتّخذ معنى روحيًّا: منها سينبت شعب العهد الجديد. غير أنّ هذه "البقيّة" لن تنطق من يهوذا، بل من بين الذين ذهبوا إلى المنفى سنة 597. رج 3:23؛ 7:31؛ أش 4: 2؛ حج 1: 12.
آ 12- وهكذا عاد السكان إلى يهوذا بعد الحرب واهتمّوا بأرضهم. فباركهم الله بغلّة وافرة.
ج- دراسة عامّة
إنّ الخبر الثاني الذي يروي إطلاق إرميا بيد البابليّين يختلف كل الاختلاف عن إطلاقه من سجن القصر (39: 14). أُخذ إرميا إلى المنفى بين المنفيّين (ج ل وت. ي روش ل ي م، جلاء أورشليم)، ووُضع في القيود. وجعل الحاكمُ الأسرى في الرامة قبل انطلاقهم إلى بابل. ولكن عرف نبوزردان إرميا وأطلقه. نحن بعيدون جدًّا عن التعليمات التي أعطيت لرئيس الحرس في شأن إرميا الذي هو في سجن القصر (39: 11- 12، 14). لا نحاول أن ننسّق بين الخبرين. فنحن أمام تقليدين يُبرزان شخص إرميا الذي كان مع "شعب الأرض" حتى في الأسر وعلى طريق المنفى.
إنّ الصوَر عن جماعة جدليا في آ 7- 18 ترمم مجتمعًا بدأ يعيد تنظيم أموره بعد كارثة سنة 588- 587. لا تاريخ لهذا النصّ. قد يكون حالاً بعد سقوط أورشليم، أو سنة وسنتين بعد ذلك. ما إن أقام البابليّون جدليا قائدًا في الجماعة ومدبّرًا لأرض يهوذا، حتى انضمّ إليه القوّاد الذين هربوا مع جيشهم، والأعيان الذين هاجروا إلى الأراضي المجاورة ليهوذا. واستعدّوا أن يتعاملوا معه، وهو سيكون وسيطهم (آ 10) مع البابليّين. وما دفعهم إلى ذلك، الغلالُ الوفيرة الظاهرة على الأشجار خلال فصل الصيف.
وهكذا يمثّل خبر جدليا صورة عن حياة الجماعة بعد المنفى. عاد من عاد وانضمّوا إلى جماعة المساكين الذين ظلّوا في الأرض (39: 9- 10؛ 52: 15- 10؛ 2 مل 25: 11- 12). وكان أيضًا وجهاء سحلت أسماؤهم مع أسماء عيالهم. وساعد خصب الأرض على البقاء، فبدت هذه الحقبة كنتيجة للرجاء المقبل لعودة الجماعة. فكما كان الإفراج عن يكنيا علامة على الإفراج عن سائر المنفيّين (2 مل 25: 27- 30)، الذين استُودعوا الآمال المسيحانيّة (إر 24: 4- 7)، كذلك كانت حياة الجماعة بعد دمار أورشليم، إشارة إلى ما سيعيشه العائدون من المنفى سنة 538.

3- مقتل جدليا (13:40- 18:41)
ولكن لم تدم حالة السلام هذه التي بدأ يعيشها الناس في يهوذا. فقتل جدليا سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر. فيعود البابليّون ويأخذون معهم إلى المنفى أناسًا آخرين. كان ذلك سنة 582.
أ- قراءة النصّ
آ 13- يوحانان بن قاريح. رج آ 8 (هكذا يُقرأ الاسم في 40: 13- 43: 5). أما هنا فنقرأ حسب مس: "ب ن. ق رح" وكأنّنا أمام ابن قروح العائلة الكهنوتيّة.
آ 14- بعليس، ملك بني عمّون، رج 3:27؛ خر 21: 23-37 حول معارضة العمونيّين لبابل. قد تكون المؤامرة على جدليا جزءًا من الحملة على البابليّين. ليقتلك، ليضربك حتى تموت. رج آ 15. لا نجد في سب: "بن نتنيا" و"بن أحيقام".
آ 15- "ل س ت ر" سرًّا. رج 37: 17؛ 38: 16. قد نكون أمام مناخ أدبيّ نجده في ف 37- 40، للحديث عن اجتماع مهّم أو مؤامرة. "بقيّة يهوذا". رج آ 11.
آ 16- أنت تتكلّم كذبًا. رج 43: 2.
41: 1- مس 41= سب 48. رج 2 مل 25:25: في الشهر السابع. لا نعرف السنة. ولكن يتضمّن 2 مل 25 أنّها لم تكن السنة التي فيها سقطت أورشليم (رج الشهر الرابع في 39: 2). عاد زك 7: 5؛ 8: 9 إلى صوم في الشهر السابع، وقد يكون هذا الصوم ارتبط بمقتل جدليا (أو يكون ارتبط هذا المقتل بهذا الشهر بسبب الصوم). مس: أليشاماع. سب: الاشا. لا نجد في سب "وعاء الملك". مس: واحد من عظماء الملك. غابت العبارة أيضًا من 2 مل 25:25.
آ 2- لا نجد في سب "ابن أحيقام بن شافان بالسيف وقتلوه". مس: وقتله. سر: قتلوه.
آ 3- لا نجد في سب "مع جدليا" (وفي المصفاة). نحن أمام حاشية تتعرّف إلى اليهود الذين قتلوا. بما أنّ جميع اليهود الذين كانوا في المصفاة لم يُقتلوا (آ 10)، نتساءل عن معناه (نجد المصفاة في سب). بهس: في العيد (ب م ش ت ه).
آ 4- حرفيا: "وحدث أنّه مرّ في اليوم الثاني المرتبط بمقتل جدليا".
آ 5- شيلو. سب: سالم، رج 7: 14؛ 26: 6. شكيم، شيلو، السامرة، وردت حسب الحروف الأبجديّة لا حسب الترتيب الجغرافيّ. "مخدّشون". رج 7:5؛ 16: 6؛ 5:47؛ 37:48؛ 1 مل 28:18 (إنّ تث 14: 1 يمنع طقوس الحداد المصوّرة هنا، لأنّها ترتبط بالديانة الوثنيّة). جاؤوا باللبان (ل ب ون ه) لأنّهم لا يستطيعون أن يقدّموا ذبيحة في المصفاة، ولا في هيكل أورشليم المهدَّم.
آ 6- بدا اسماعيل باكيًا. والأصحّ كما قالت سب: كان الحجّاج يبكون. فلماذا يبكي اسماعيل ويدعو الحجّاج للقاء جدليا. لا نجد في سب: ولما استقبلهم.
آ 7- لا نجد الفعل. لهذا عوضته سر: طرحهم (= و ي ش ل ك م) في وسط البئر. إنّ لفظة "بئر" (جبّ) التي وجدناها في ف 37- 38 ظهرت هنا فدلّت على نوعيّة الخبر في هذا القسم من إر. لا نجد في سب "هو والرجال الذين معه".
آ 8- "ب م": بينهم. سب: هناك (= ش م). الخبر الذي رواه الرجال العشرة هو كذب لكي ينجوا بحياتهم. لا ننتظر أمورًا واقعيّة في هذه الأخبار الآتية من جماعة جدليا.
آ 9- لا نجد في سب "جثث الرجال". مس: بعد جدليا. سب: هذا هو الجب الكبير (= ب ور. ج دول. هـ و). رج 1 مل 15: 22 وارتباط بعشا بالمصفاة.
آ 10- وسبى. سب: وأعاد. لا نجد في سب "وجميع الشعب الباقين في المصفاة"، "نبوزردان"، "فسباهم اسماعيل بن نتنيا". سب (أوريجانس، لوقيانس): "قام باكرًا" بدل "وسباهم".
آ 12- جميع الرجال. حسب: جيشهم. "عند المياه الغزيرة التي بجبعون". رج 2 صم 13:2. بالنسبة إلى جبعون، رج 28: 1. بما أنّ اسماعيل هرب إلى العمونيّين، فجبعون هي النبي صمويل لا تل النصبة. رج 6:46.
آ 14- سب: فعادوا إلى يوحانان (وتُرك الباقي).
آ 16- "استردّهم من اسماعيل". حرفيًّا: الذين سباهم. لم يخلِّص يوحنان الناس من المصفاة. لا نجد في سب: "بن قاريح من المصفاة بعد أن قتل جدليا بن أحيقام". "الرجال" أي المحاربون. سب: رجال أقوياء في الحرب. رج 6:43. لا يُعقل أن يسبي اسماعيل الجنود المذكورين في آ 10، 16 ب. الخصيان هم الذين يرافقون حريم الأمراء لا الموظّفون الكبار. "الأطفال" أو الرضّع (أي أخذ الجميع وما أبقى حتّى على الأطفال). سب: والبقيّة. رج 6:43.
آ 7 1- مخيّم (منزلة. حيث ينزلون) كمهام. رج 2 صم 19: 37- 38.
ب- التفسير
آ 13- جاء من يخبر جدليا بأن ملك عمون (بعليس) أرسل من يقتله (اسماعيل بن نتنيا) فلم يصدّق.
آ 15- وعرض يوحانان على جدليا بأن يقتل اسماعيل. رفض جدليا واعتبر كلام يوحانان كذبًا.
41: 1 الشهر السابع أي أيلول- تشرين الأول (رج زك 7: 5). ولكن في أيّ سنة؟ لا في السنة التي فيها سقطت المدينة، وإلاّ يكون جدليا حكم شهرين (2 مل 25: 25) فقط. فإنّ نبوزردان كلّف جدليا بمهامه في الشهر الخامس (39: 13). نلاحظ أنّ اسماعيل بن نتنيا بن أليشاماع هو من نسل ملكي (م. زرع. هـ. م ل وك ه). لهذا، لم يصدّق جدليا ما قيل له عن هذا الأمير، فاستقبله غير خائف منه (كيف يبيع نفسه لملك العمونيّين؟!).
آ 2- قتلوا جدليا الذي عيّنه ملك بابل. هذه الحاشية تهيّئ الطريق لما سيفعله ملك بابل. لم يحسب اسماعيل هذا الحساب، مع أنّ سكان يهوذا فهموا أنّ المحافظة على جدليا تعني المحافظة على يهوذا (آ 9).
آ 3- وقتل اسماعيل رجال الحرب من يهوذاويّين وبابلونيّين. فقطع طريق العودة.
آ 5- جاء أناس من الشمال، من شكيم وشيلو والسامرة، ومرّوا في المصفاة قبل أن يتابعوا الطريق إلى هيكل (أو ما بقي منه) أورشليم. هو حجّ سنويّ ما أرادوا أن يلغوه. ولكنّهم لم يحملوا معهم ذبيحة، بل تقدمة من البخور. هم يبكون على دمار هيكل أورشليم.
آ 6- وبكى اسماعيل. أتراه تظاهر؟ يقول النصّ اليونانيّ إنّ الحجّاج بكوا وهم يمشون، لا اسماعيل.
آ 7- قتل اسماعيل هؤلاء الحجّاج (خاف أن يعرفوا فيفشوا السرّ). ولكن عفا عن عشرة منهم لأنّهم وعدوه بخير يخبئونه (آ 7).
آ 9- النصّ العبريّ مشوّه: بيد جدليا. أمّا اليونانيّ فيتحدّث عن "الجب الكبير". وفي ما يتعلّق بآسا وبعشا، رج 1 مل 9:15-24.
آ 10- وتصرّف اسماعيل كما يتصرّف من يحتلّ مدينة: سبى الشعب... وأخذهم إلى العمونيّين.
آ 11- علم يوحانان بالخير فجمع رجاله ولحق به، برفقة سائر القوّاد. وكان اسماعيل في جبعون. وهو يستعدّ للانطلاق إلى أرض عمّون (آ 12).
آ 13- تركه رجاله أوّلاً ولم يبق معه سوى ثمانية أشخاص (آ 15). ثمّ ترك أولئك الذين سباهم (آ 14) وعادوا إلى يوحنان فاهتمّ بهم.
آ 17- يذكر النصّ مخيّم كمهام القريب من بيت لحم. ونقرأ حاشية تهيّئ الخبر المقبل: "لينطلقوا لاجئين إلى مصر" (ل ل ك ت، ل ب وا).
آ 18- ولماذا؟ لأنّهم خافوا من ردّة فعل الكلدانيّين بعد مقتل جدليا.
ج- دراسة عامّة
ونجد في 13:40- 16 خبرًا آخر عن تجمّع القوّاد مع جيشهم في المصفاة للقاء جدليا (لا نجد هذا في 2 مل 25 حسب اليونانيّة). جاؤوا ينبّهون جدليا من مؤامرة تحاك ضدّه، بيد العمونيّين وسيف اسماعيل بن نتنيا الذي هو من العائلة المالكة (36: 14). وأخبر يوحانان الحاكم أيضًا. وقدّم نفسه ليقتل اسماعيل، فلم يقبل جدليا بهذا الاقتراح.
في 41: 1- 3 نعرف أنّ جدليا قُتل هو ورفاقه والجيش البابلي المعسكِر في المصفاة. لا شك في أنّ جدليا كان على صداقة مع اسماعيل لكي يشاركه في الطعام، بعد ما قال له يوحانان ما قال عن المؤامرة وعن منفّذها. أيكون رفض اسماعيل تسمية جدليا، فاعتبره خائنًا لشعب يهوذا، بعد أن قبل تسميته حاكمًا على يد البابليّين، ونسي صدقيا والنسل الملكيّ؟ وهكذا يكون بعليس العمونيّ استفاد من هذا الوضع، فكال ضربة موجعة للبابلونيّين في شخص جدليا الذي سمّوه حاكمًا على يهوذا. وقد يكون اسماعيل أراد أن يتابع المقاومة على البابليّين. فاستفاد من صداقته مع ملك العمونيّين ليقتل عميل بابل. بالإضافة إلى ذلك، يبقى الخبر غامضًا: كيف استطاع اسماعيل مع عشرة رجال أن يقتل جنود جدليا وجنود البابليّين ويقتاد هذا العدد الكبير من الأسرى؟ وبعد هذا، يخاف من يوحانان، فيهرب مع ثمانية رجال فقط... المهّم أنّ مصير الأمّة صار معلّقًا.
وينتهي كلّ هذا الخبر (آ 16- 18) بعودة المسبيّين على يد يوحانان. ولكنهم ما عادوا إلى المصفاة، بل أقاموا في مخيّم قبل الاستعداد للذهاب إلى مصر وهذا ما خاف منه إرميا. غاب اسماعيل وحل محلّه يوحانان كوجه مشرق في الجماعة. ولكنّه أخطأ مرّتين: لم يتخذ الحيطة لكي لا يُقتل جدليا. ولم يقبض على اسماعيل، قاتل جدليا. إذن، لن يستطع أن يجمع الشعب في أرض الربّ بعد أن قتل اسماعيل مستقبل الجماعة حين قتل جدليا ففتح الطريق أمام عودة البابلونيّين.
د- خلاصة
وعاد الشعب يتجمّع حول جدليا: أولئك الذين لبثوا في أرض يهوذا. وأولئك الذين لجأوا لدى الشعوب المجاورة (40: 6، 11). وكانت سياسة جدليا تلك التي سبق إرميا وأعلنها تبل سقوط أورشليم بوضوح العبارة: "أخدموا ملك بابل تجدوا خيرً" (40: 9). ولكن هذه السياسة قد رُفضت بشكل خاص لدى اسماعيل من النسل الملكيّ (41: 1) فطمح إلى الملك. وهذا ما يفهمنا أن يكون أخذ الأميرات الملكيات (41: 10؛ رج 2 صم 16: 20- 22). ومن يدري، فقد يكون حرس جدليا انقسموا مع جدليا أو مع هذا الأمير الطامح إلى الملك. في أي حال، يبقى الأمر سرًّا. ولكن الدرس المستخلص هو أنّ الذين ساروا في خط إرميا جعلوا "السلام" في البلاد.
بعد أن قتل اسماعل جدليا، عزم على ترك المصفاة آخذًا معه "السبي". فلحقه يوحانان وأجبره على الهرب إلى العمونيّين تاركًا كلّ من كان معه.
في كلّ هذا الخبر، لا يُلفظ اسم إرميا. ولكن لا شك في أنّ النبيّ كان مع الأشخاص الذين أسرهم اسماعيل، وخلّصهم يوحانان. وسيُسمع أنّ هؤلاء خافوا من انتقام بابل وهم يستعدّون للذهاب إلى مصر

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM