الفصل الثالث عشر: ليتورجية الجفاف الكبرى

الفصل الثالث عشر
ليتورجية الجفاف الكبرى
14: 1- 15: 9

ما يعطي عنوان هذا الفصل هو آية تَدوينية وُضعت في بداية ف 14: "كلمة الربّ التي صارت إلى إرميا من جهة القحط" (أو: الجفاف). نجد هنا حواراً بين النبيّ وإلهه. بعد صورة عن القحط جاءت صلاة النبيّ باسم الشعب (14: 1- 9). فكان جواب الله نفياً: هم يحبّون الضلال ولا يمتنعون. فلذلك لا يرضى الربّ عنهم (آ 16). بعد ذلك، نجد حواراً حول تشفّع الأنبياء وكرازتهم (آ 11- 16)، ثم صلاة تتلى (أقلّه جزئياً) بالسم الجماعة (آ 19- 22) وجواب الله الأخير (15: 1- 4). أما المناسبة الرئيسيّة لهذه الصلاة فهي جفاف خطير. وهناك أيضاً كوارث أخرى تُذكر مثل الحرب (17:14-18)

1- توسّل النبيّ (14: 1-9)
نجد هنا صورة عن القحط والجفاف، وعن تصرّف الناس والبهائم، بل الطبيعة كلها تجاه هذه الكارثة.
أ- قراءة النصّ
آ 1- "التي كانت كلمة الربّ". رج 46: 1؛ 47: 1؛ 49: 34؛ ق 1: 21. في اليونانية: "وجاءت كلمة الرب" (= و ي هـ ي). هو عنوان تدوينيّ. في العبرية: هـ. ب ص روت (قحط، جفاف). رج 17: 8 حيث نجد المفرد (ب ص ر ت). في اليونانية: أبروخيا: جفاف، لا ماء.
آ 2- "ش ع ر ي هـ ": أبوابها. أي مدنها، وهي استعارة، والباب هو جزء يدلّ على المدينة التي هي كل. رج 7:15. هناك من يقول: ساحاتها.
آ 3- في الترجمات: وما وجدوا ماء. لا نجد في اليونانية هذه العبارة: "فخزوا وخجلوا وغطّوا رؤوسهم" (خجلاً).
آ 4- لا نجد في اليونانية "في الأرض" في عبارة "لم يقع مطر على الأرض".
آ 6- لا نجد في اليونانية "بنات آوى" (في اليونانيّة: وقفت حمير الوحش في الغابة لا على الروابي كما في النص الماسوري).
آ 8- في بعض المخطوطات اليونانيّة نجد "الربّ" بعد "رجاء اسرائيل". "كمسافر". في اليونانيّة: كابن البلد. "ن ط هـ"، مال "ليبيت، ليقضي ليله.
آ 9- "ن د هـ م". كلمة مراحدة: متحيّر. في اليونانيّة: نائم (هبنون). النوم هو صورة عن الله الذي لا يفعل (1 مل 18: 27). تقابله صورة الاله الذي ينهض باكراً (7: 13، 25؛ 11: 7؛ 25: 3). في الماسوري: ك. ج ب و ر: كجبّار ومقاتل. في اليونانية: كرجل (ج ب ر. كما في الارامية السريانية).
آ 10- لا نجد في اليونانيّة: "يفتقد خطاياهم". في العبري: لم يرضَ الربّ عنهم... يفتقد خطاياهم= هو 13:8 ب (قد نكون هنا أمام عبارة ليتورجيّة).
ب- التفسير
آ 2- الحداد والكآبة في كل مكان (12: 4؛ مرا 1: 4). لا ماء. ذهب الناس يستقون فرجعوا بآنية فارغة. غطوا رؤوسهم من الخجل. لقد تركتهم بركة الله.
آ 4- الأرض تشقّقت. والفلاح غطّى رأسه أيضاً. والغزالة والحمار الوحشيّ (3: 3؛ يوء 1 :11).
آ 7- بعد أن صوّر النبي حالة البلاد تحت القحط، بدأ صلاته: نحن خطأة (آ 20). لا تعاملنا بحسب خطايانا (25:5؛ مز 107: 34). نحن لا نستحقّ شيئاً، ولكن إفعل "لأجل اسمك" (آ 21؛ دا 3: 34).
آ 8- يتصرّف الله كغريب ومسافر فكأن الأرض ليست أرضه، ولا الشعب شعبه.
آ 9- يتصرّف الله كشخص ضعيف لا يعرف ماذا يفعل. أو كشخص حائر يتساءل عمّا يفعل. أين هو اسم الله (تث 28: 10؛ أش 7:43)؟ أين حضوره في وسط شعبه (خر 45:29)؟
ج- دراسة عامّة
نحن هنا أمام وحدات قصيرة مع موضوعين مسيطرين: القحط ودمار الحرب. القحط في آ 2- 6، 19- 22. وموضوع الحرب في آ 12- 13، 15- 16، 18؛ 15: 2- 3. وقد يمتزج الموضوع بالآخر ونحن نستطيع أن نقسم 14: 1- 15: 9 إلى ثمانية أقسام: آ 2-6 ،7-9، 10-12 ،13-16 ،17-18، 19-22؛ 15: 1-4، 5 – 9 . 14: 1 هو آية تدوينيّة يأتي بعدها نصّ نستطيع أن نقسمه إلى رثاء ني وقت القحط مع جواب الله (14: 1- 16)، ورثاء ثانٍ وتوسّل في وقت الهزيمة والجوع (17:14- 15: 4). في مثل هذه الحالة، يبقى على الانسان أن يقرّ بخطاياه.
في آ 7- 9 نجد رثاء الجماعة التي تعبّر عن حيرتها أمام إله لا يتحرّك ولا يفعل شيئاً. أرسِل النداء إليه، اعترف الناس بخطاياهم، قُدّم إليه المديح والاكرام، شُدِّد على العلاقة بين الشعب والله. بدأت آ 8 وآ 9 بأداة "ل م هـ ": لماذا تكون كغريب؟ لماذا تكون كالرجل المتحيّر (لا بأداة "م د و ع"، لماذا). اعترفوا بالرب أنه رجاء اسرائيل (لا يهوذا. نحن بعد المنفى) ومخلّصه. وجاءت أربع صور تقول إن الله لا يستطيع أو هو لا يريد. صار كالغريب، كالمسافر، كإنسان يبحث عن مبيت (كما قالت اليونانية) ويمضي. صار الله كالنائم مثل بعل (1 مل 18: 27) أو كإنسان لا يقدر أن يخلّص: أمخلّص اسرائيل لا يقدر أن يخلّص؟ الله حاضر في الجماعة (رج 8: 19)، والشعب خاصته (رج 15: 16). لهذا كانت الصرخة: لا تتخلّ عنا.
ارتبط الرثاء بالجفاف من خلال السياق. ولكن لا شيء يبرهن أن الجفاف كان السبب في هذا النداء الجماعيّ. قد يكون رثاء معروفاً في لاهوت الهيكل، تتلوه الجماعة طالبة العون حين تحلّ الكارثة بالبلاد: تطلب من الربّ أن يستيقظ ويفعل، بدلاً من أن يتصرّف كغريب لا يهتمّ بما يحدث لدى شعبه.

2- حكم لا استئناف فيه (14: 1- 16)
رأى الربّ وضع الشعب الخاطئ الذي لا يريد أن يعود، فطلب من النبيّ أن لا يتوسّل. فالموت آتٍ بالحرب والجوع بسبب القحط والجفاف.
أ- قراءة النصّ
آ 10- لا نجد في اليونانية "يفتقد خطاياهم". في العبري: "لم يرضَ الربّ عنهم... يفتقد خطاياهم". رج هو 13:8 ب (قد نكون هنا أمام عبارة ليتورجيّة).
آ 11- ق 16:7؛ 14:11.
آ 13- حب اليونانية جُعلت واو العطف بين "الحق" و"السلام". رج 33: 6. وقد نقول: السلام الحقّ، الأكيد.
آ 14- كت: و إ ل و ل. قر: و ا ل ي ل: شيء لا قيمة له. أي: الصنم. رج أش 10: 10؛ مز 96: 5؛ 7:97. هناك من يلغي الواو فيقول: عرافة لا قيمة لها، باطلة. في اليونانية: عرافة.
آ 15- "المتنبّئين باسمي". زاد اليوناني: زوراً. رج23: 25.
ب- التفسير
آ 10- هذا هو الواقع الذي تعيش فيه الجماعة: يكونون كغزالة شاردة (2: 31) لا شيء يقيّدها. والنتيجة: لا يرضى عنهم. يذكر اثمهم (ولا ينساه). يفتقد خطاياهم ويعاقبهم بسببها. كأني بالربّ أسرّ بهذه الحقيقة إلى نبيّه، فأراد النبيّ أن يصلّي، أن يتشفعّ من أجل شعبه.
آ 11- جاء جواب الربّ: لا تصلِّ (11: 14). لن أرضى عن صومهم ومحرقاتهم وتقادمهم (آ 12). فالموت ينتظرهم بالسيف والجوع والوباء (6: 20؛ هو 9: 4).
آ 13- أراد النبيّ أن يدافع عن شعبه بعد أن خدعهم الأنبياء الكذبة (رج 4: 9، 10؛ 6: 14؛ 17:23). لعبوا معهم دور الحيّة مع آدم: ما يقوله الله ليس بصحيح. لن تموتا. وهنا ما يقوله النبيّ ليس بصحيح. سلبياً: لا سيف ولا جوع. فلا تخافوا. وإيجابياً: سلام وازدهار "في هذا الموضع". لن تذهبوا إلى المنفى، ولكن الواقع بيّن كذب هؤلاء الأنبياء. رج 16: 5؛ 29: 7، 11 ؛ 33: 6، 9.
آ 14- وبيّن الله أنه لم يرسل مثل هؤلاء الأنبياء الذين كذبوا حين قالوا إنهم رأوا رؤية أو سمعوا صوت الربّ. فما حدث فيما بعد في البلاد دلّ على أنهم لم يعرفوا قصد الله، فما كان لهم أن يتكلّموا.
آ 15- لهذا سيكون الأنبياء أول من يموتون. والشعب أيضاً سيملأ بجثثه شوارع أورشليم (آ 16).
ج- دراسة عامّة
إن جواب الله على الرثاء في آ 7- 9، نجده في آ 10. ولكن بدل أن يكون كلمة مطمئنة، أو قول خلاص، فهو تهديد برذل الشعب بيد الربّ رذلاً كاملاً. فالأمّة غير مقبولة لديه، لأنها شاردة، ضالّة. وسيظهر المتكلّم للمرة الأولى في آ 11. وما يلي يتوجّه إليه. يُطب منه أن لا يصفي لأجل هذا الشعب. فالمدينة سقطت، ولا شيء يُعمل لها بعد.
ويبدأ موضوع مختلف في آ 13- 16: يُسمّى أولئك المسؤولون عن الوضع الحاضر وعن الطمأنينة الكاذبة ويُحكم عليهم. ارتبطت هذه القطعة بسابقتها بواسطة عبارة "السيف والجوع". انتظر الشعب السلام الحقيقيّ، فماذا الاجتياح والموت. المخطئون هم الأنبياء الذين أعلنوا أنهم يتنبّأون باسم الله، فأقنعوا (أو: خدعوا) الشعب بأنه سيكون سلام هنا، في أورشليم. إذن، لا خوف من الذهاب إلى المنفى. ولكنّهم كانوا أنبياء كذبة. والشعب المتأمّل في كلام إرميا هو ذاك العائش في المنفى أو العائد من هناك.

3- توسل آخر (17:14- 22)
إن الصلاة التي فيها يتشفّع النبيّ من أجل شعبه (آ 19- 22) تسبقها صورة عن الشقاء الذي يحلّ بهذا الشعب (آ 17- 18). تبدو هذه الصورة بشكل قولٍ آتٍ من عند الله. كل هذا يدلّ على أن الله يتألّم حين يرى شعبه يتألّم. رج 16:9؛ 7:12 ؛ 17:13. وقد يكون النبيّ هو الذي يبكي فيتماهى بكاؤه مع بكاء الربّ.
أ- قراءة النصّ
آ 17- لا نجد في اليونانيّة "ب ت و ل ت" (العذراء، الربّ يخطبها لنفسه، لفظة أضيفت في العبريّة) ولا "ج د و ل" (عظيم، بليغ).
آ 18- "س ح ر و"، جال، سافر من أجل التجارة. رج تك 23: 16؛ 37: 28 (ذهبوا سحراً).
وهناك من قال: ذهبوا (إلى أرض لا يعرفونها) إلى المنفى. ليس من الواضح أن يكون الماسوري دلّ على المنفى أو على نشاط لا معنى له في أرض الجوع والموت.
آ 19- آ 19 ب= 8: 15 (قرار يتكرّر في رثاء): ننتظر السلام ولكن عبثاً. ووقت الشفاء فإذا الرعب.
آ 21- "أل. ت ن أ ص" لا تنبذ. في اليونانية: تنازل. "أل. ت ن ب ل" لا تحتقر في اليونانية: لا تدمّر (ما يقابل: أل. ت ح ب ل، بهس).
آ 22- لا نجد في اليونانية: الربّ إلهنا.
ب- التفسير
آ 17- تقول لهم. نحن هنا أمام قول إلهي. هو الربّ يبكي شقاء شعبه. ولولا هذه العبارة، لكان النبيّ هو الذي يبكي. وفي أي حال، يتماهى النبيّ مع الربّ في هذه الحال.
آ 18- في الحقول، نجد قتلى السيف. في المدينة، قتلى الجوع. وهكذا لم يُفلت أحد. وحتى الكاهن والني أُخذوا سحراً إلى أرض لا يعرفونها. إلى المنفى. صارت المدينة خالية.
آ 19- هل رُذلت يهوذا (مر 51: 22)؟ هذا ما يحسّ به الناس، وهم لا يصدّقون. ماذا انتظروا؟ السلام. فعلى ماذا حصلوا؟
آ 20- واعرف الشعب بخطيئته (دا 9: 4- 9) وخطيئة آبائه (7:14). هم لا يستحقون شيئاً. فإن أراد الله أن يفعل فمن أجل اسمه (حز 26: 22؛ مز 25: 11)، من أجل مجده (17: 12). من أجل عرش مجده. إذا غاب الشعب، فعلى من سيكون الربّ ملكاً؟ ومع من سيقطع عهداً؟
آ 22- البعل لا يعطي المطر، ولا السماء المؤلّهة. وحده الربّ يفعل، ومنه ننتظر كل بركة. نجد هنا لفظة "هـ ب ل" الباطل والذي لا نفع فيه. في صيغة الجمع، تدلّ اللفظة على آلهة الأمم.
ج- دراسة عامّة
نجد في آ 16- 18 وصفاً سريعاً لدمار حرب في بلاغ يوجّهه إلى الشعب ناشرُ الكتاب (آ 17 أ). يتأسّف المتكلّم على مصير الشعب (رج 19:4- 20؛ 8:8 ي) بالدموع. دُمّرت المدينة والشعب (العذراء هي المدينة الكبيرة التي اجتاحها الدمار. رج أش 47: 1؛ عا 5: 2)0 الموت هو في كل مكان: في المدينة وفي الحقول. في البرية وفي الشوارع تتكدّس الجثث، تلك التي ماتت جوعاً، وتلك التي ماتت ذبحاً بالسيف. كان الاجتياح البابلي جرحاً بليغاً، ضربة قاضية (597 أو 587).
في آ 19- 22 نقرأ أيضاً رثاء على مصير الأمّة والمدينة. هو يوازي آ 7- 9 ويُقرأ على ضوء آ 22 فيبدو جواباً على القحط والجفاف. وتُطرح هنا كما في آ 7- 9 أسئلة حول موقف الله من الجماعة، كما بقرّ الشعب بخطيئته وخطيئة آبائه. والسؤال حول رذل يهوذا رذلاً مطلقاً نجده في مرا 22:5. وهل كره الله صهيون؟ هنا يرتبط الكره مع نقض العهد في لا 26: 11، 30، 44، 45. ودُعي الله أن لا يحتقر شعبه من أجل اسمه. أما في آ 7، فقد دُعي لكي يفعل. والعرش المجيد في آ 31 هو الهيكل (رج 12:17؛ في 17:3 هو مدينة أورشليم). إن التوسّل القائل: "تذكر ولا تنقض عهدك معنا"، بعد الاعتراف بالخطايا، يدل على موقف نجده في لا 26: 40- 45. ففي جماعة تعيش الوضع الذي تصفه آ 19- 22، يبقى العهد شيئاً يحافظ عليه الله ليحمي أرضه وشعبه من ذلّ أكبر. هي نظرة إلى العهد تقرّ بأن الله يستطيع أن ينقضه سواء فعلت الجماعة أم لم تفعل (مز 74: 20).
إن المراثي هي مزيج به نقرّ بضعفنا ونمجّد الله: نقرّ بخطايانا. نعترف أن الجماعة والآباء تجاوزوا شريعة الله: ننكر سائر الآلهة. ونعلن سلطان الاله الذي نعبد وقدرته وجلاله. في وقت الضيق واليأس، تحاول الجماعة أن تؤثّر على مصيرها بهذا الشكل (نح 9: 6- 37؛ دا 3:9- 19). في آ 22، الآلهة الأخرى هي "باطل"، شيء فارغ (8: 19؛ 10: 8؛ رج تث 32: 21). وقوى السماء لا تستطيع أن ترسل المطر. وهكذا تُرفض آلهةُ كنعان (بعل) وآلهة بابل (الكواكب). يعلن الشعب أن الربّ هو. يعني أنه الكائن ويعطي المطر (10: 12- 13؛ رج 5: 24)، لأنه القدير وحده.

4- عقاب لا رجوع عنه (15: 1- 9)
نقرأ هنا مقطعين: الأول هو نهاية ليتورجية الجفاف (آ 1- 4). والثاني (آ 5- 9) يقدّم السبب الذي لأجله حلّ بأورشليم ما حلّ: تركت الله فتركها الله.
أ- قراءة النصّ
آ 1- "وصموئيل". في اليونانية: "وهارون". الماسوري: "ش ل ح" أرسل. بهس: أرسلهم مع السريانية والأراميّة (سقطت الميم بسبب وجود ميم بعدها، "م ع ل").
آ 4- "ل. زوع هـ" (أش 28: 19)0 الرعب (رج تث 28: 25؛ حز 23: 46): موضوع رعب. رج 9:24؛ 18:29 ؛ 17:34. تقرأ الترجمات "كل" فبل "ما صنعه (منحى) في أورشليم".
آ 5- "ك ي"، لأن. غير موجودة في اليونانية. وكذلك "ليسأل".
آ 6- "ملت من العفو". في اليونانيّة: "لن أعفو من بعد".
آ 7- في الماسوري: "لم يرجعوا عن طرقهم". في اليونانية: بسبب شرورهم. إن عبارة "أبواب الأرض" تعني "المدن". رج 14: 2 ؛ تث 5: 14؛ 12: 12، 17، 18؛ 14: 21، 27- 29.
آ 8- "كثرت لديّ أراملهم". هذا ما فعله المجتاح. اقترحت بهس نقل هذه العبارة إلى نهاية الآية. "جلبتُ عليهم، على أم الشاب". لا نجد "عليهم" في اليونانيّة. في بهس نجد "شعب مدّمر" بدل "فوق أم الشاب". في السريانيّة نقرأ "شباب" (في صيغة الجمع).
آ 9- ضمير المذكر وضمير المؤنث بالنسبة إلى الشمس التي هي في العبرية مذكّر ومؤنث.
ب- التفسير
آ 1- يحيط بإرميا ممثِّلون عن الشعب (آ 2، إذا قالوا لك) الذي يمثّله هو أمام الربّ في وظيفة التشفّع (آ 19: تقف بين يديّ، أمامي). ولكن فات الأوان، والربّ سيرفض كل متشفعِّ (عا 7: 2) ولو كان موسى (خر 32: 11 ؛ 34: 9؛ عد 11: 2) أو صموئيل (1 صم 8:7- 10؛ 12: 19، 23؛ سي 46: 16). سوف يرى التقليد في إرميا متشفّعاً في السماء (2 مك 15: 12- 16) على مثال الملائكة (أي 23:33، دا 10: 13؛ 1 أخن 5:39).
آ 2- بما أن لا شفاعة ممكنة، طُرح السؤال: إلى أين يذهبون؟ الموت، السيف، الجوع، السبي (14: 12؛ 43: 11؛ رج رؤ 13: 10).
آ 3- وهنا أيضاً أربعة أصناف: السيف، الكلاب، طير السماء، وحوش الأرض (حز 14: 21). "أجعلهم عبرة" (24: 9؛ نا 3: 6. رج إر 29: 18؛ 34: 17). لماذا؟ بسبب منشى الملك. رج 2 مل 21؛ 24: 4. اعتاد إرميا أن يذكر خطايا الآباء، ولكنه شدّد على قساوة قلوب سامعيه (16: 10- 13؛ 29:31- 30). غير أنّه يتكلّم هنا فقط عن منسّى (عن الآباء). إذن، قد يكون النصّ أضيف فيما بعد.
آ 2- ويتوجّه الربّ إلى أورشليم التي ليس لها من يشفق عليها، أو يعزّيها، أو يسأل عن سلامتها (14:13؛ نا 7:3 ؛ مز 21:69).
آ 6- تركت الربّ، فدّ يده عليها (6: 12؛ 51: 25) وما أراد بعدُ أن يُعطيها مهلة (22:44؛ عا 8:7).
آ 7- كان العقاب نداء إلى التوبة (3:5؛ 9: 9- 13؛ 12: 14- 17). قد تعني أبواب الأرض المدن، كما تعني الحدود (أش 41: 16؛ نا 13:3).
آ 8- مات الرجال فكثرت الأرامل. هنا ترد صورة الرمل فتدلّ على العدد الكبير.
آ 9- حتى أم السبعة قد خسرت السبعة (هو رقم الكمال). قد تدلّ على أورشليم بشبابها.
ج- دراسة عامّة
بعد رثاء 14: 19- 22، انتظرنا الجواب الإلهي. ولكن الناشر قدّم في 15: 1- 4 الجواب الموافق. إن هذه الوحدة ترتبط بما في 14: 11- 16، ولكنها جاءت أقوى برفضها كل شفاعة وبتشديدها على الدمار. إن قول الخلاص الذي يميّز جواب الله على الرثاء، غائب هنا، وهذا ما يدلّ على هدف المتكلّم بأن يتحدّث عن مصير أورشليمِ وشعبها. يردُ الرثاء وكلام الله الواحد بجانب الآخر دون أن يؤثّر الواحد على الآخر تأثيراً مباشراً. غير أن الناشر أعطى هذه الآيات بعض وحدتها، حين جعلها معاً.
رُفضت كل شفاعة من أجل الشعب. فلا يحزك الله حتى شفاعة موسى وصموئيل (في اليونانية: هارون). جاء إرميا في خط موسى، ولن يستطيع أن بفعل أكثر من موسى، مع أن "كليم الله" قد حمى شعبه من ضربات عديدة (خر 7:32- 14؛ عد 14: 13- 20).
وتأتي قصيدة (آ 5- 9) تقدّم اعتبارات حول الدمار الذي أصاب أورشليم. بما أن لا أحد يشفق على المدينة ويعزّيها، فالرب سيفعل (هذا ما يقوله النصّ بشكل ضمني. فالرب لا يترك أورشليم). قصيدة مليئة بالعناصر النافية ليس من يطلب. الربّ لن يعفو. الشعب لا يعود) في القسم الأول (آ 5- 7)، ولصور الدمار في القسم الثاني (آ 7- 9).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM