الفصل السَادِس عَشَر
أَنْطيُوخُسُ السَّابعُ
15: 1- 16: 22

أ- المقدمة
ما زلنا في الإطار التاريخي نتوقف تارة على تطور الأمور في الحدودية وطورًا على تطور الأمور في إنطاكية وما لهذا التطور من تأثير على حياة الشعب اليهودي. تعرفنا إلى الملوك السلوقيين منذ أنطيوخس الرابع، ووصلنا الآن إلى أنطيوخس السابع، ورافقتنا الموآمرات داخل الحكم السلوقي ولعبة يوناتان على هذه التناقضات ليثبت حكمه في شعبه.
سنتعرف في هذا الفصل إلى أنطيوخس السابع الذي أستعاد حكمه وما عتم أن عادى سمعان وأرسل كندباوس قائد الساحل ليقاتله. فانتصر على كندباوس يهوذا ويوحنا ابنا سمعان. ولكن سيموت سمعان في مكيدة فيخلفه أبنه يوحنا.

ب- تفسير الآيات الكتابية
1- رسالة أنطيوخس السابع إلى سمعان (15: 1- 9)
(آ 15: 1)، أنطيوخس أي أنطيوخس السيداتي (138-129) الذي سمَّي كذلك لأنّه ترعرع في سيدن وهو مرفأ في بمفيلية (آ 23). ونجد على النقود اسم افرجيتس أي المحسن. جاء من جزر البحر وبالتحديد من جزيرة رودس.
(آ 2-4)، كتب أنطيوخس إلى سمعان يعلمه بعزمه على استرجاع المملكة من الذين اغتصبوها.
(آ 5-6)، وأعفى أنطيوخس سمعان من الضرائب والمدفوعات، وسمح له أن يصدر نقدًا خاصاً ببلاده. نشير إلى أنّ سمعان لم يستفد من هذا الامتياز الذي سيعود عنه أنطيوخس فيما بعد (آ 27).
(آ 7-9)، وأعطى أنطيوخس الحرية لأورشليم والهيكل (10: 31- 32، وما فعله ديمتريوس الأوّل) ولسمعان ما جهزه من الحصون. ووعده بإكرام أكبر حين يستعيد مملكته.
2- أنطيوخس يحاصر تريفون في دورا (15: 10- 14)
(آ 10)، السنة 174 تمتد من تشرين الأوّل 139 إلى تشرين الأوّل 138. يروي يوسيفوس أنّ أنطيوخس نزل في سلوقية بناء على دعوة امرأة أخيه كليوباترة تيا. لم يبق مع تريفون إلاّ القليل من الجيش بسبب معاملته، كما يقول يوسيفوس أيضاً.
(آ 11)، دورا: هي دور المذكورة يما يش 11: 2؛ 12: 23 وفي 1 مل 4: 11. تقع في منطقة الكرمل.
(آ 13-14)، وأحاط أنطيوخس بالمدينة برًّا وبحرًا، ولم يدع أحد يخرج منها أو يدخل إليها.
3- تجدبد المعاهدة مع رومة (15: 15-24)
(آ 15)، نومانيوس والذين معه: رج 14: 16- 18، 24. ملوك بلدان عديدة: ملوك تحالفوا مع رومة أو ساروا في ركابها وكان في بلدهم جالية يهودية مهمة.
(آ 16-18)، الكتاب الأوّل من لوكيوس (الذي كان قنصلاً سنة 142) إلى بطليموس السابع فسكون الذي كان ملك مصر (145-117). يذكر لوكيوس تجديد العهد بين رومة واليهود.
(آ 19- 21)، طلب لوكيوس من بطليموس أن لا يؤذي اليهود، وأن لا يحاربهم، وأن يسلّم الى سمعان كل شرّير يلجأ إلى مصر.
(آ 22)، وكتب لوكيوس أيضاً إلى ديمتريوس الثاني الذي سقط في يد الفراتيين (14: 2-3) ولم تعلم بأمره رومة. وكتب إلى أتالس الثاني (159-138) ملك برغامة وصديق الرومانيين الأكبر. وكتب إلى أرياراطيس الخامس (162- 131) ملك كبادوكية وحليف الرومانيين الأمين. وكتب إلى أرساكيس مؤسس مملكة الفراتيين (14: 2).
(آ 23)، كتب إلى عساكس التي على البحر الأسود. وإلى إسبرطة، المدينة اليونانية. وإلى ديلس الجزيرة المشهورة بهيكل أبولون. وإلى مندس مدينة كارية البحرية والقريبة من اليكرنس. وإلى وسيكيون التي تقع غربي كورنتوس، وكارية الواقعة على الجنوب الغريى لشاطى آسية الصغرى، وسامس، الجزيرة في بحر إيجه والتي يفصلها مضيق عن الشاطى الغريى لآسية الصغرى. وبمفيلية وليكية الواقعتين على الشاطئ الجنوبي لآسية الصغرى وأليكرنس، أولى مدن كارية، ورودس، الجزيرة المهمّة والواقعة جنويى كارية، وفسيليس، مرفأ ليكية، وكوس، الجزيرة الصغيرة التي تبعد 25 كلم عن اليكرنس، وسيدن، مرفأ بمفيلية الصغير، وأرادس التي هي جزيرة أرواد والواقعة على الشاطى الفينيتي بين اللاذقية وطرابلس، وجرتينة المدينة الواقعة في كريت، وكنيدس الواقعة في كارية والمشهورة بمعبد فينوس، وقيرين عاصمة القيروان. هذه اللائخة تدل على مدى انتشار الجاليات اليهودية.
4- أنطيوخس السابع يعادي سمعان (15: 25- 41)
(آ 25)، تكمل الخبر الذي بدأناه في آ 11-14. دورا: رج آ 11.
(آ 26)، وأرسل سمعان نجدة وهدايا إلى أنطيوخس فرفضها ونقض عهده السابق (آ 27).
(آ 28 ي)، وأرسل أتينوبيوس يطالب بيافا وجازر وقلعة أورشليم والضرائب المتأخّرة... وإلاّ كانت الحرب.
(آ 32 ي)، وصل اتينوبيوس إلى أورشليم ورأى مظاهر الآبهة التى يعيش فيها سمعان. طالب اتينوبيوس، فرضي سمعان أن يردّ فقط يافا وجازر...
(آ 37)، ونعود إلى الحديث عن حصار دورا (رج آ 25). هرب تريفون إلى أرطوسياس (أي طرطوس) على الساحل الفينيقي والتي تبعد بضعة كلم إلى الشمال من طرابلس.
(آ 38)، الساحل: أي المنطقة الساحلية التي تمتد حتى مصر وتشكل وحدة إدارية وعسكرية يتولى أمرها قائد خاص.
(آ 39)، أرسل أنطيوخس كندباوس على اليهودية، وأشار عليه أن يحصّن قدرون (تبعد 10 كلم إلى الجنوب الشرقي من يمنية). أما الملك فلحق بتريفون.
(آ 40)، يمنية: رج 4: 15 ح. إذًا أخذ كندباوس يضايق السكّان هناك ويهددهم.
5- إبنا سمعان يطردان كندباوس (16: 1- 10)
(آ 16: 1)، كان يوحنّا بن سمعان يقيم في جازر (13: 53؛ رج 4: 15 ح). ذهب وأخبر أباه بما يفعله كندباوس.
(آ 2 ي)، دعا سمعان ابنيه يهوذا ويوحنّا وأرسلهما للحرب كما فعل هو وأخوه يوناتان. هكذا كلّم صموئيل أولاده يوم أحسّ أنّه صار شيخًا، وجعلهما قاضيين في إسرائيل (1 صم 8: 1- 5؛ 12: 2).
(آ 4 ي)، إختار يوحنّا عشرين ألف محارب واندفع إلى السهل... خاف الرجال أن يعبروا الوادي فسبقهم يوحنّا وبدأت المعركة التي جُرح فيها يهوذا أخو يوحنّا. هرب كندباوس ولجأ إلى القلاع التي في برّية أشدود. ورجع يوحنّا سالمًا.
6- يوحنا يخلف سمعان أباه (16: 11-23)
(آ 11)، ابوبس: يمكن أن يكون اسمًا عربيًا.
(آ 14)، شباط هو الشهر الحادي عشر. إذن في كانون الثاني- شباط سنة 134.
(آ 15)، دوق: قلعة على جبل الأربعيني تشرف على أريحا.
(آ 16)، سكر سمعان وابناه فقتلوهم. هذا ما حدث لايلة بن بعشا ملك إسرائيل. كان يشرب ويسكر حين جاء زمري وقتله (1 مل 16: 8- 10). أمّا ابناه اللذان قُتلا فهما متّتيا ويهوذا (آ 14).
(آ 18)، وكتب بطليموس بن أبلّوس إلى الملك أنطيوخس يخبره بما فعل، ويطلب منه أن يأتي ليتسلّم البلاد.
(آ 19 ي)، وأرسل بطليموس من يقتل يوحنّا ويستولي على أورشليم. ولكن جاء من أخبر يوحنّا، فقبض على الرجال الذين جاؤوا لاغتياله وقضى عليهم.
(آ 24)، مدوَّن في كتاب أخبار أيّام كهنوته. هذه العبارة نجدها في 2 أخ 27: 7؛ 28: 26؛ 32: 32؛ 33: 18.
وهكذا نصل إلى نهاية 1 مك. ما زالت عائلة متتيا واقفة تدافع عن الشعب الردودي وعن مقدّساته. مات الجيل الأوّل، جيل يهوذا ويوناتان وسمعان... وها هو الجيل الثاني يحمل المشعل ليحارب أعداء شعب إسرائيل. تلك كانت وصيّة سمعان (16: 2) وسيأخذ بها يوحنّا هركانس فيستحق أن تدوَّن أعماله كما دوِّنت أعمال ملوك شعب الله