الفصل الحادي عَشَر: يوُنَاتَانُ عَظيمُ الكهَنةِ

الفصل الحادي عَشَر
يوُنَاتَانُ عَظيمُ الكهَنةِ
10: 1- 89

أ- المقدّمة
وأخذ يتبارى المتنازعون على عرش إنطاكية في كسب ودّ يوناتان. عقد ديمتريوس الأوّل معه صلحًا وأذن له في جمع الجيوش وسلّمه الرهائن. فأرسل إليه الإسكندر بالاس (أو الإسكندر أبيفانيوس أبن أنطيوخس) أرجوانًا وتاجًا من ذهب وأقامه عظيم الكهنة. فعاد ديمتريوس وأعفى اليهود من الضرائب، وردّ القلعة التي في أورشليم الى يوناتان، وسمح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية كاملة. ولكنّ يوناتان رفض عروض ديمتريوس الذي سيموت في معركة ضدّ الإسكندر. وتزوّج الإسكندر من كليوبترة أبنة بطليموس ملك مصر. ولكن برز ديمتريوس الثاني بن ديمتريوس الأوّل وجاء يطالب بملك أبيه. ثبَّت على بقاع سورية ابولونيوس، الذي حارب يوناتان فأنهزم من أمامه.

ب- تفسير الآيات الكتابية
1- الإسكندر يعيِّن يوناتان عظيم الكهنة (10: 1- 21)
(آ 10: 1)، سنة 160 تبدأ في أيلول 153 وتنتهي في تشرين الأوّل 152 ق م. نزل الإسكندر بطلمايس (رج 5: 15 ح) في ربيع سنة 152، وكان مجلس الشيوخ الروماني قد أعترف قبل ذلك الوقت بقليل بالإسكندر ملكًا على سورية. كان الإسكندر، الملقّب ببالاس، مغامرًا من أصل وضيع. فاستفاد من تشابهه بأنطيوخس الرابع ليعلن أنّه أبنه. وسانده أعداء ديمتريوس في ادّعائه. من هناك بدأ ملكه. هذا ما قاله الكتاب أيضاً عن د يمتريوس الأول (7: 1).
(آ 2)، إهتمّ ديمتريوس الأوّل بمحاربته (رج آ 80؛ 3: 11، 16؛ 7: 31؛ 9: 39).
(آ 3: 6)، كتب رسالة إلى يوناتان يستميله إليه، وقدّم له العروض المغرية.
(آ 7-9)، وبدأ ديمتريوس ينفّذ ما وعد به، فردّ الرهائن. ولكنّ الشعب خاف منه.
(آ 10-14)، بدأ يوناتان يضع يده على الحصون التي بناها بكيديس (9: 50-52) فتركها الغرباء، ولكنّ ظلّ في بيت صور (4: 29 ح) بعض المعارضين له من اليهود المتعاطفين مع الحكم الأجنبي.
(آ 15)، سمع الإسكندر بالوعود التي أغدقها ديمتريوس على يوناتان.
(آ 16+ 20): فكتب له: نقيمك رئيسًا للكهنة، نسمّيك حليف الملك، ونرسل إليك ثوبًا أرجوانيًّا وتاجًا من ذهب. كان من حقّ الملك الذي عيَّنته رومة أن يعيِّن بدوره رئيس الكهنة.
(آ 21)، فلبس يوناتان الحلّة المقدّسة. في الشهر السابع أي تشرين الأوّل- تشرين الثاني. كانوا يحتفلون بعيد المظالّ من 15 إلى 23 من الشهر السابع (لا 23: 24- 36). سنة 160 أي سنة 152 ق م. مات آخر رئيس كهنة في صيف سنة 159 (9: 54- 56) فظلّت وظيفة الكهنة شاغرة مدّة طويلة.
2- ديمتريوس يقدّم امتيازات لليهود (10: 22- 50)
(آ 22- 24)، تحسّر ديمتريوس على ما فاته من عمل ليربح ودّ اليهود. لذلك كتب إليهم رسالة لئلاّ يسبقه الإسكندر. ونلاحظ أنّ ديمتريوس لا يذكر اسم يوناتان في رسالته بل يتحدّث الى شعب (أو أمّة اليهود) أو الى اليهود أو إلى رئيس الكهنة.
(آ 25- 28)، يهنّئهم لثباتهم على العهد ويعدهم بأغزر العطايا.
(آ 29-30)، يعفيهم من الضرائب العمومية، من ضريبة الملح (11: 35) وضريبة التاج (أي ما يرسل إلى الملك- من هدايا ترافق تاجًا تقدّمه إليه المملكة) وضريبة الأراضي المزروعة (وكان يحقّ للملك ثلث المحاصيل الزراعية بحسب تقدير الموظفين، ونصف أثمار الأشجار). المقاطعات الثلاث هي: أفيرمة ولدة والرمتائيم (11: 28، 34). أمّا كلمة الجليل فيبدو أنّها مزادة ويجب حذفها، رج آ 38.
(آ 31-32)، تكون أورشليم مقدّسة ومعفاة من الضرائب، وأسلِّم قلعتها إلى رئيس الكهنة.
(آ 33)، كلّ يهوديّ سُبي يعاد الى بيته.
(آ 34-35)، تُمارَس الأعياد الحدودية بكل حرية، ولا يحق لأحد أن يتعرّض لهم أو يضايقهم في أي شيء.
(آ 36-37)، يجوز لليهود أن يلتحقوا بجيوش الملك وتكون لهم الحقوق التي لسائر سكان المملكة مع حق العيش بحسب قوانينهم الخاصة بهم.
(آ 38)، المقاطعات الثلاث أي افيرمة ولدة والرمتائيم: تخضع لسلطة رئيس الكهنة.
(آ 39-45)، سيعطي المَلك من عائدات بطمايس ومن دخله الخاص من أجل ترميم الهيكل ومدينة أورشليم. ووسعَّ الملكُ حقَّ اللجؤ إلى الهيكل على الذين يتهرّبون من الضرائب.
(آ 46-47)، لم يصدّق اليهود كلام ديمتريوس وقد فعل بهم ما فعل، وفضّلوا التحالف مع الإسكندر.
(آ 48- 50)، وتقابل الإسكندر وديمتريوس فسقط ديمتريوس قتيلاً.
3- معاهدة الإسكندر (10: 51- 66)
(آ 51)، معاهدة الإسكندر مع بطليموس، ملك مصر: هو بطليموس فيلوميتور (180-145).
(آ 54)، تزوِّجني ابنتَك فأصاهرك وأهدي إليك وإليها الكثير من الهدايا.
(آ 55-56)، قبل بطليموس وتواعد الملكان على اللقاء في بطمايس (5: 15 ح).
(آ 57-58)، وهكذا تزوّج الإسكندر من كليوباترة، أبنة بطليموس. سنة 160: تقع بين أيلول 151 وتشرين الأوّل 150 ق م. ولكن إذا نظرنا إلى النقود نقول: خريف سنة 150. نشير إلى أن أسمها الكامل هو كليوبترة تيا أو الإلاهة، وأنها ستتزوج أيضاً ديمتريوس الثاني نكاتور (11: 12) وأنطيوخس السابع.
(آ 59-60)، تعاهد الإسكندر ويوناتان، في لقاء تمّ بينهما في بطليمَاس.
(آ 61-65)، ووشى على يوناتان رجال أشرار، فلم يسمع لهم بل أكرمه الإسكندر أحسن أكرام وجعله من خلاّنه الاصفياء.
4- انتصار يوناتان على أبولونيوس (0 1: 67- 89)
(آ 67)، سنة 165 تبدأ في أيلول 148 وتنتهي في تشرين الأوّل 197 ق م. ديمتريوس: هو ديمتريوس الثاني نكاتور، أبن ديمتريوس الاول البكر.
(آ 69)، بقاع سورية: كانت تضمّ قسمًا من سورية وقسمًا من فينيقية وقسمًا من فلسطين. يمنية: رج 4: 15 ح.
(آ 70 ي)، تحدّى ابولونيوس يوناتان: إنزل إلى ملاقاتنا في السهل. آباءك انهزموا مرّتين، على يد الفلسطيين (1 صم 4: 2 ي؛ 31: 1 ي).
(آ 74-76)، فزحف يوناتان مع عشرة آلاف رجل إلى يافا فأخذها.
(آ 77-78)، وزحف أبولونيوس مع ثلاثة آلاف فارس وجيش كبير من المشاة واشتبك الجيشان في أشدود (رج 4: 15).
(آ 79-82)، وترك أبولونيوس ألفَ فارس في كمين وراءه، فوجد يوناتان نفسه محاطاً بالسهام، ولكنّ جيشه صمد إلى أن جاء أخوه سمعان فأنكسر العدّو وأنهزم.
(آ 83-85)، وهرب جيش أبولونيوس إلى أشدود ودخلوا بيت داجون أو هيكل داجون، إله الفلسطيين، فأحرق يوناتان المدينة ومعبدها.
(آ 86-87)، وأتّجه يوناتان إلى أشقلون إحدى المدن الفلسطية الخمس فخرج أهلها للقائه.
(آ 88-89)، عرف الإسكندر بانتصار يوناتان فأكرمه وأرسل إليه عروة من ذهب تعطى لأنسباء الملوك فقط

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM