الفَصل التَاسع: معركة بِئرَ زَيت وَمَوتُ يَهُوذَا

الفَصل التَاسع
معركة بِئرَ زَيت وَمَوتُ يَهُوذَا
9: 1- 32

أ- المُقدّمة:
1- سمع ديمتريوس بمَقْتل نكانور، فأرسل بكيديس وألكيمُس مرّة ثانية بجيش كبير (20000 من المُشاة و 2000 فارس). أمّا يهوذا فلم يكن معه إلاّ 3000 مُقاتل. وخاف رجال يهوذا، وهرب من هَرَب فلم يبق معه إلاّ 800 رجل. حاول رجال يهوذا أن يُقنعوا قائدهم، فلم يقتنع، فكانت معركة بئر زيت، حيث سقط يهوذا، وهرب من بقي معه حيّاً. فحمل يُوناتان وسمعان جثّة أخيهما يهوذا، ودفناها في مودين.
2- نستطيع، بصعوبة، أن نتتبعّ العمليات العسكريّة، التي يقوم بها بكيديس في هذه الحملة الثانية، لأنّ أداء الأمكنة غير واضحة. هل كانت المعركة في بئر زيت، كما يقول يوسيفوس والنُسخة السريانية، أو في بئروت كما تقول اليونانيّة واللاتينيّة؟ ولا ننسى أنّ بئروت، تبعُد 13 كلم إلى الجنوب من بئر زيت. ثمّ إنّنا لم نستطيع أن نُحدّد موقع بعض المُدُن المذكورة هنا. ولكنّ كلّ هذا يبقى ثانويًا، بالنسبة إلى الكاتب الذي يَهّمه، أن يُبيّن أنّ القِوى لم تكن مُتعادلة، ولهذا قُتِلَ يهوذا. ورُغْم الهزيمة، لم يَبْقَ في ساحة الوغى، بل دُفِن في قَبْرِ أجداده.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- قبل معركة بئر زيت (9: 1- 10)
(آ 9: 1)، هزيمة نكانور: رج 7: 43- 44. أرسل الملكُ بكيديس مرّة أولى (7: 8- 20)، وها هو يُرسله مرّة ثانية. خيرة جنوده، حرفيّاً: الجناح الأيمن، ولكن، ستظهر هذه العبارة بمعنى مُختلف في آ 11، لهذا ترجمنا خِيَرة جنوده. ويُمكن أن تعني: الجيش السوريّ المُرابط غربيّ الفُرات.
(آ 2)، إنطلقا في طريق الجليل. كذا نقول مع يُوسيفُوس: ولكنّنا نقرأ في اليونانيّة "الجلْجَال" (رج 2 مل 2: 1؛ 4: 38) الذي يبعُد 12 كلم إلى الشمال من بيت إيل. وهناكَ نصَّ آخر يقول "جِلْعاد". ولكنّ هذه القراءة غير مُمكنة. مشالوت: تقع غربيّ بُحيرة طبرية. ويُمكن أن تعني "دُروب، مَشارف". أربيل: هي خِرْبة إربد القريبة من طبريّة. إذا، يُمكن أن نقرأ أيضاً: وحاصرا مشارف أربيل.
(آ 3)، الشهر الأوّل: نيسان (الذي يُوافق أذار نيسان) سنة 152، أي: سنة 160 ق م. هُزِمَ نكانور في 13 أذار (الذي يُوافق شباط أذار)، أي قبل شهرين.
(آ 4)، بئر زيت: كذا حَسَب الترجمات، وبالأخصّ السريانيّة، وحَسَب يوسيفوس. تبعُد بئر زيت (1 أخ 7: 31) 20 كلم إلى الشمال من أورشليم. وهناك قراءة ثانية: بئروت، تبعُد 13 كلم إلى الجَنُوب من بئر زيت.
(آ 5)، إلعاسة (الله صنع. رج 1 أخ 8: 37): تقع بين بيت حُورون العُليا، وبيت حُورون السُفلى.
(آ 6-7)، سيطر الخوف على جيش يهوذا، والقَلَق على القائد الذي لم يعُد له وقتٌ لإعادة تجميع جيشه.
(آ 8)، وخَطَبَ يهوذا كعادته (رج 3: 18- 22؛ 4: 8- 11؛ 5: 32).
(آ 9- 10)، وكان حِوار بين يهوذا وجيشه: لا قُدرة لنا، عَدَدُنا قليل. أجابهم: دَعُونا نموت بشجاعة.
2- موت يهوذا ودَفْنه (9: 11- 22)
(آ 11-13)، واستعدّ الجيشان، وهجم الواحد على الآخر. فارتجّت الأرض (1 صم 14: 15؛ 1 مل 1: 40).
(آ 15)، جبل حاصور حيثُ بَعْل حاصور (2 صم 13: 23)، الذي يبعُد 38 إلى الشرق من بئر زيت. كذا نقرأ نقلاً عن يوسيفوس. في اليونانيّة واللاتينيّة: أشدود. ولكن لا جبالَ قُرْبَ أشدود. واقترح بعض العلماء ترجمة بديلة: وطاردوهم إلى سَفْح الجبل الواقع بين الجَبل العالي، وسَهْل شارون، وهي منطقة تقع فيها خِرْبَة العاسة ومُودين.
(آ 17-18)، إشتدّ القتال (قض 20: 24؛ 1 صم 31: 3؛ 1 مل 12: 35؛ 1 أخ 10: 3)، وسَقَط قتلى، ومنهم يهوذا.
(آ 19- 20)، دَفَناه في قَبْر آبائه (13: 27) في مودين (رج 2: 1)، فبكاه شعبُ إسرائيل، كما سَيْبكي أخاه يُوناتان فيما بعد (13: 26).
(آ 21)، هذه اللازمة هي صدىً لمرثاة داود، يوم مات شاول ويُوناتان (2 صم 1: 9، 25، 27).
(آ 22)، وما تبقّى من أخبار يهوذا... تلك خاتمة نقرأها مرارًا في سِفْري الملوك: 1 مل 14: 29؛ 15: 31؛ 16: 14؛ 2 مل 10: 34؛ 14: 28.
القسم الثالث
يُوناتان رئيسُ اليهود وعَظيمُ الكهنةِ
9: 23- 12: 53

كان يهوذا رجل الحرب، أمّا يوناتان فكان رجل السياسة، فاستفاد من الخلافات داخل الأسرة السلوقية الحاكمة ليحصِّن موقعه. كان يهوذا رجل حرب وحسب فلم نعرف أنّه مارس الكهنوت وهو أبن الكاهن متتيا. أمّا سمعان فجمع إلى الرئاسة السياسية وظيفة عظيم الكهنة في شعبه. دام عملُ يهوذا ست سنوات تقريبًا (166-160) أمّا عمل يوناتان فدام ما يقارب ثلاث عشرة سنة (160-143) وتابع مخطّط أخيه بالنسبة إلى التقارب مع رومة ليأمن شرّ إنطاكية.
يبدو هذا القسم في أربعة فصول:
الأوّل (9: 23- 73): يوناتان كان رئيس اليهود. هذه هي وظيفته الأولى وسيتابع عمل أخيه الحربي. وينتهي الفصل بهذه العبارة: وزال خطر الحرب عن بني إسرائيل وهدأ السيف.
الثاني (ف 10): يوناتان عظيم الكهنة. هذه هي وظيفته الثانية. توفّي الكيمس فعيَّنه الإسكندر أبيفانيوس في هذه الوظيفة.
الثالث (ف 11): في أيّام ديمتريوس الثاني. كانت علاقات ودّية بينه وبين يوناتان انتهت بالخصومة.
الرابع (ف 12): العلاقات مع رومة وأسبرطة. وتقوَّى يوناتان جدًّا، ولكنّه وقع في مكيدة نصبها له تريفون: أدخله إلى بطلمايس وأغلق أبواب المدينة عليه فقتله والذين معه

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM