الفصَل الثَاني: الثَّوْرَةُ بقيَادَة مَتَتْياَ

الفصَل الثَاني
الثَّوْرَةُ بقيَادَة مَتَتْياَ
2: 1- 70

أ- المُقدّمة:
1- حينئذٍ قامت عائلة من الأبطال (آ 1- 5)، بقيادة متتيا الذي حرّكه شقاء شعبه (آ 6-14)، فأعلن الثورة، وبدأ الحرب المُقدّسة بعَملٍ دمويّ (آ 15- 27). ثمّ ترك مدينته مع أبنائه الخمسة وفرَّ إلى البرية، فانضمّ إليه كثير من اليهود (آ 29- 31). فَشِلت الثورة مّرة أولى، بسَبب مُمارسة حرفيّة لشريعة السبت (آ 32- 38)، ولكنّ متتيا بدأ مُناوشات مع جيش العدو، فنجح مرارًا (آ 39- 48). وحين جاءت ساعة موته، فَعَل كأبطال العُصور القديمة، فجمع أبناءه وذكّرهم بتاريخ شعب إسائيل، وما فيه من بُطولات، وأعطاهم تعليماته الأخيرة (آ 49- 70).
2- رَسَم الكاتب الهجمة الوثنية، في الفصل الأوّل، في أربع لوحات، وها هو يُقدّم لنا ما فعله أبناء لاوي، في أربع لوحات أيضاً: قام متتيا بفِعْل العبادة الذي بقي له، بعد أن دُنّس الهيكل، ألا وهو الرثاء. قتَل على مذبح مُودين، اليهوديّ الجاحد الذي أراد أن يُقدّم ذبيحة على مذبح مُودين، ثمّ فرّ إلى البريّة مع جماعة المؤمنين. وبعد ذلك السبت المُريع، بدأ المُقاومة المسلّحة ضدَّ العَدُو. ولمّا كَثُر تُبّاعه، فرض مُمارسة الشريعة بالقوة.
3- نجدُ هنا مواقف ثلاثة أمام الهجمة الوثنيّة على المؤمنين: الموقف الأوّل مَوْقفُ المُتعاملين مع العَدُوّ. وما اكتفوا بأن يُنفّذوا أوامر الملك، بعد أن أغراهم الوثنيّون (آ 15 ي)، بل سَبَقُوا أوامر الملك، فجحدوا إيمانهم، ليكونوا مع الاكثرية، والتمسوا أن يعيشوا بحَسَب الحضارة والديانة الهِلّينيّة. الموقف الثاني: مَوْقفُ الرافضين لأوامر الملك، والرافضين لاستعمال العُنْف. ظلّوا يُمارسون الشريعة، مهما كلّفتهم هذه الشرسة: صمدوا، صمّموا على أن لا يأكلوا نَجِسًا، إرتضوا بالموت لئلا يتنجّسوا بالأطعمة، فيخُونوا العهد المُقدّس (1: 62-64). واستُعْمِل العُنْف معهم، فما ردّوا على العُنْف بالعُنْف، وما قتلوا من جاء يقتلهم (1: 60- 61)، ورفضوا أن يحاربوا لئلا يُدنّسوا يوم السبت (آ 29- 38)، فهلكوا كلّهم مع نسائهم وبنيهم ومواشيهم. والموقف الثالث: موقف متتيا وأبنائه الذين رفضوا أوامر الملك، ولجأوا إلى قوة السلاح. وسوف يتوصّلون إلى النجاح حين يُطهّرون الهيكل من كلّ رجاسة (4: 36 ي)، ويطردون العَدُوّ من القلعة المُشرفة على مدينة أورشليم (14: 36). وسيأتي وقت يفرِضُون فيه مُمارسة الشريعة بالقوة (آ 46).
ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- متتيا وأبناؤه (2: 1- 5)
وها نحن نتعرّف إلى متتيا وأبنائه.
(آ 2: 1)، في تلك الأيّام: إشارة تاريخيّة غامضة، رج 1: 11 ح: خرج: حَرفيًا قام. والكلمة تَدُلّ على أنّه دخل مسرح الأحداث (قض 10: 1، 3؛ 5: 7؛ يه 8: 18؛ سي 47: 1، 12؛ 48: 1، الخ). متتيا: تعني عطيّة الربّ. نجد هذا الاسم في سِلْسِلَة نَسَبِ المسيح (لو 3: 25- 26). ونقرأ هذا الاسم أيضاً في أع 1: 23، 26. يجعله المُؤرّخ اليهوديّ يوسيفوس، تارةً ابن أسموني (تحريف سمعان)، وتارةً حفيده. من أروني استُقيت كلمةُ الأسمونيين والحشمونيين التي تدلّ على عائلة متتيا، والسُلالة التي تفرّعت منها. يوياريب: رج 1 أخ 24: 7، يوياريب هو رئيس أول الفِرَق الأربع والعشرين الكهنوتيّة. مُودين: تقع على طريق أورشليم، وتبعُد 10 كم عن الِلدّ. هناك سيُدْفَنُ متتيا، وسيَبْني ابنه سمعان نُصُبًا يُكّرِم به العائلة (13: 27- 30).
(آ 2- 5)، كديس رج جديئيل في عد 13: 11، معنى الكلمة: حظي (أش 65: 11). طسي: الغيور أو القائد. مكّابي: المطْرقة أو وجه المِطْرقة أو علامة الربّ والمدعوّ. نَذْكُر أنّ لقب يهوذا انتقل إلى كلّ العائلة، فاتخذ مَنْحىً تاريخيًا. أوران: الذي يطعن، وفي هذا إشارة إلى ما فعله العازار، فات مجيدًا (6: 45- 46). أفوس: المُتخفّي والمُحتال. إنّ بني متتيا سيمُوتون كلّهم قتلاً: إثنان في المعركة: يهوذا (9: 18) والعازار (6: 43- 46)، وثلاثة بفِعْل الخيانة: يوحنا (9: 36، 38)، سمعان (16: 16)، يوناتان (12: 48). ثلاثة منهم قادوا شعبهم ضِدّ العدوّ السلُوقيّ: يهوذا (3: 1)، يوناتان (9: 31)، سمعان (13: 8- 9).
2- نُواح متتيا على أورشليم (2: 6- 14)
لم يَبْقَ لمتتيا الكاهن، أن يُقدّم ذبيحة في الهيكل الذي تنجّس، لهذا اجتمع هو وبنُوه، فمّزقوا ثيابهم، وتحزّموا بالمِسْح، وناحوا مناحةً شديدة.
(آ 7)، المدينة المُقدّسة. هكذا تُسمّى أورشليم في الكتاب المُقدّس. رج اش 48: 2؛ 52: 1؛ نح 11: 1، 18؛ دا 9: 24؛ مت 4: 5؛ 27: 53؛ رؤ 11: 2؛ 21: 2، 10؛ 22: 19. أبْقى هنا جالسًا: في الجُلوس تراخٍ وتخاذُل، وفي الوقوف دعوة إلى العَمَل.
(آ 9)، آنية مجدها: رج 1: 23. هي الآنية الثمينة. أُخذَت إلى السَبْي: رج 2 مل 25: 13- 17؛ 2 أخ 36: 7، 18؛ عز 1: 7؛ دا 1: 2. لم تكن المّرة الأولى، التي فيها تُؤخذ الآنية المُقدّسة من الهيكل، فقد أخذها البابليّون في الماضي، واليوم يأخذها السلوقيّون. لهذا يقول في آ 10: أيّة أمّة لم يكن لها نصيب منها.
(آ 11)، حرّيتها صارت عبوديّة: رد مرا 1: 1.
(آ 14)، ومزّق... فعبّرعن ألمه (تك 37: 29، 34؛ 44: 13؛ قض 11: 35؛ أي 2: 12، ألخ)، ورُعْبه أمام ما يحدُث من فظاعة (عد 14: 6؛ 2 مل 11: 14؛ مر 14: 63). واتشحوا بالمُسوح حِدادًا. رج تك 37: 34؛ 2 صم 3: 31؛ اش 15: 3؛ 22: 12 ألخ.
3- بدابة الثورة (2: 15- 28)
وانطلقت الشرارة الأولى من مُودين. طلب رجال الملك من متتيا، أن يُقدّم ذبيحة على طريقة الوثنيين، وحاولوا إغراءه، فرفض. ولمّا حاول أحد اليهود الجاحدين، أن يُقدّم الذبيحة قتله متتيا، وقتل معه رَجُل المَلِك، وهرب هو وبنوه إلى الجبال.
(آ 15)، الذين أرسلهم الملك، أو: رجال المَلِك. تحدّثنا عن الرُقباء في 1: 51، وسنتحدّث عن الوُكلاء في 2 مك 5: 22. عِصْيان شريعة الربّ، أي: الجُحود. والفعل المُقابل هو ارتدّ وتخلّى وتمرّد. رج 1: 15؛ 2: 19؛ 2 مك 1: 7؛ 2: 3.
(آ 17- 18)، الإخوة: تعني أبناء الأب الواحد، وتعني أيضاً الأقارب (رج مز 127: 25). أصدقاء الملك: جماعة المُشيرين والعائشين بقُربه، كما تعوّد الشرق أن يرى. الهدايا الكثيرة: رج 2 مك 3: 2.
(آ 19- 22)، هذا هو جواب متتيا، المُتمسِّك بعهد الله (رج آ 50؛ 4: 10). يمينًا أو يسارًا: عبارة كتابيّة نجدها في عد 20: 17؛ 22: 26؛ 2 صم 2: 19؛ 14: 19 ألخ.
(آ 23- 26)، تقدّم أحد اليهود، ليُقدّم الذبيحة فقتله متتيا. أمر الملك: رج 1: 60؛ 2: 18. انتفض ودبّت فيه الغَيْرة (آ 26- 27، 50، 54، 58). وثارت ثائرته، حرفياً: إرتعش حَقَواه. فالحَقَوان هما مركزا الانفعالات العنيفة، من فرَح (أم 23: 16)، أو أَلَمٍ (اش 21: 3؛ ار 30: 6؛ مز 66: 11؛ 73: 21). جُماح غضبه، حرفيًا: غَضبَ بحَسَبِ الشريعة. غيرة فِنْحاس (عد 25: 6- 13)، ظلّت مشهورة في شعب إسرائيل (مز 106: 30- 31؛ سي 45: 23- 24): جاء رجل مع امرأة مِديانيّة، ليُمارس معها البغاء المُكرّس، فقتل فنِحْاس الرجل الإسرائيليّ والمرأة. زمري بن سالو: رج عد 25: 14.
(آ 28)، وهرب. رد2 مك 5: 27.
4- المعارك الأولى وحِفْظُ السبت (2: 29- 38)
يُقابل الكاتب بين عُنْف السلُوقيّين، وتعلّق اليهود بشريعة السَبْت. فضّلوا الموت على كلّ شيء، ورفضوا أن يُقاوموا: لم يَرْمُوا المُهاجمين بحجر، ولا سدّوا مخابئهم.
(آ 29- 30)، وذهب إلى البريّة، الناس المُخلصون للشريعة، اي: الذين يبتغون العَدْل والحَقّ (رج تك 18: 19؛ مز 89: 15؛ 97: 2). والعدل والحقّ يعنيان مُجْمَلَ الواجبات نَحْوَ الله، ونحو القريب، كما تفرضها الشريعة. البريّة: هي برية يهوذا، الواقعة غربيّ البحر الميّت.
(آ 31)، رجال الملك. رج آ 25. أورشليم، مدينة داود: رج 1: 33 ح. مخابئ البريّة (رج آ 36، 41)، أي المغاور العديدة والكبيرة، التي حفرها تآكُلُ الصخور الكِلسيّة، فكوَّنت أماكن (1: 53) يلجأ إليها الناس "الخارجون على القانون"، في كلّ زمان. رج يش 10: 16؛ قض 6: 2؛ 15: 8؛ 1 صم 13: 6؛ 22: 1؛ 24: 3، ألخ. وفي مثل هذه المغاور، اكتُشِفَت مخطوطات قُمران، أو مخطوطات البحر الميت.
(آ 32)، يوم السبت. أراد رجال الملك أن يستسلم المُقاومون، وما اهتمّوا لليوم الذي فيه يستسلمُون. أمّا اليهود، فهذا اليوم يفترق عن سائر أيَّام الأسبوع، وفيه لا يعملون عملاً تُحرّم الشريعة القيام به. قال خر 16: 29: "لا يَبْرحُ أحد مكانه في اليوم السابع". هذا ما فعله المُقاومون لأمر الملك (آ 33)، فرفضوا تَرْكَ مغاورهم (آ 34)، وما رموا المُهاجمين بحجر.
(آ 37)، ابرياء، أو في استقامتنا أو في كمالنا (مز 26: 11؛ أم 19: 1؛ 28: 6). النفوس الكاملة والتامّة، هي عَكْسُ المُنقسِمَة (يع 1: 8، 4: 8)، التي تُضْمِرُ وجهًا، وتُظْهِرُ وجهًا، تقول شيئًا وتفعل آخر.
5- متتيا يُنظّم المُقاومة (2: 39- 48)
تعلّم متتيا الأمثولة، ورفض أن يُذْبَحَ شعبُه ذَبْحَ النعاج، وقرّر أن يحارب، فلا يمنعه من ذلك يوم سبت أو أمر آخر.
(آ 39)، ناحوا نُواحًا.: رج آ 14؛ 9: 20؛ 12: 52؛ 13: 26.
(آ 40)، يُقاتل اليهود دفاعًا عن نفوسهم، وعن أحكام شريعتهم، فيُطالبون بالحريّة السياسية، والحرية الدينيّة.
(آ 42)، الحسيديم (7: 13؛ 2 مك 14: 6)، أي الوَرعُون والأتقياء والمُؤمنون. هم جماعة من اليهود الذين دارسون الشريعة مُمارسة دقيقةً، ولا يتعاطون السياسة. سيسنُدون عَمل المكّابيين ما زال ذا طابَعٍ ديني مَحْض (7: 13). سيتفرّع الحسيديم إلى الفرّيسيين والأسيانيين.
(آ 43)، الذين تركوا البلاد (رج 1: 53). كانوا نحو ستة آلاف، كما يقرل 2 مك 8: 1، وسيُصوّر 2 مك 8: 5- 7، طريقة حربهم كعِصابات.
(آ 45- 46)، هدموا المذابح، كما فعل متتيا في مُودين (آ 25)، ثمّ ختنُوا بالقوّة الأطفال غير المختونين. لن نَحْكُمَ على هذه الأعمال بالمِنْظار المسيحيّ، وفيها يُجَرّ الإنسان على اعتناق ديانة، ومُمارسة شعائر.
(آ 48)، حالوا فى دون انتصار الخاطئين، حرفيّاً: ما أعطوا قَرْنًا للخاطئ (رج سي 49: 5). فالقَرْن رمز القوّة. رد مز 75: 11؛ 89: 18، 112: 9؛ 132: 17؛ لو 1: 69. الخاطئ: يُمكن أن يكون أنطيوخس إذا رجعنا إلى 1: 10 و2: 62.
6- كلمات متتيا الأخيرة وموتُه (2: 49- 70)
وفعل متتيا كالأبطال القدماء، فأعطى تعليماته الأخيرة مثل يعقوب (تك 49: 1 ي) وموسى (تث 33: 1 ي) وداود (1 مل 2: 2- 9؛ 1 أخ 22: 6- 16). قبل أن يموت متتيا، دعا أبناءه، وباركهم ووجّه إليهم نصائحه. وتذكّر شخصياتٍ كبيرة في تاريخ إسرائيل (رج سي 44: 1- 50: 21؛ عب 11: 4- 38)، فحرّض أبناءه على الأمانة للشريعة والعهد، ليكون لهم النجاح. تنتمي وصيّة متتيا هذه، إلى الفنّ الأدبيّ الجُلياني، وتقترب من نصوص كُتِبَت في قُمران.
(آ 49)، آية جُليانية بتعبيرها. رج حز 7: 10، حيثُ نقرأ: "ها هو يومُ الدينونة ووقت الدمار قد بلغ. أزهرت عصا العُنْف ونبتت الكبرياء". الغضب، هو غضب الله (رج 1: 64).
(آ 50- 51)، دافعوا، أو غاروا (آ 54، 58). رج آ 24. العهد، عهد آبائنا (آ 20). رج 4: 10؛ 2 مك 8: 15. تنالوا مجدًا واسمًا، فتذكركم الأجيال الآتية (مز 112: 6؛ سي 15: 6؛ أم 10: 7؛ 2 صم 7: 9؛ 8: 13؛ اش 63: 12؛ 1 مك 3: 14؛ 5: 57؛ 6: 44).
(آ 52)، يذكر إبراهيم الذي جرّبه الله (تك 22: 1 ي؛ سي 44: 20)، فبرّره (تك 15: 6؛ روم 4: 3؛ عب 11: 17).
(آ 53)، يذكر يوسف في ضيقه. يُمكن أن يكون كلّ الوقت الذي عاشه في مصر، وهو في الذُلّ. ويُمكن أن يدلّ على تجربته مع امرأة فوطيفار (تك 39: 7 ي). وصايا، حرفيّاً: الوصية التي تقول: لا تَشْتَهِ امرأة قريبك (خر 20: 17). ولكن صيغة الجمع (الوصايا) تُوافق المعنى العام: لأنّه حفظ الوصايا، جعله الله سيدًا على مصر (تك 41: 40- 44).
(آ 54)، يذكر فِنْحاس الكاهن الذي غار على الشريعة (عد 25: 6- 13؛ مز 106: 30- 31؛ سي 45: 33- 24؛ 50: 24)، فنال عهد الكهنوت: رج عد 25: 13.
(آ 55)، يذكر يشوع الذي أنجز ما أُمِرَ به من قِبَلِ الله (رج عد 27: 18- 23، يش 1: 1 ي)، فصار قاضيًا بالمعنى الكتابيّ أي حاكمًا ومُخلِّصاً.
(آ 56)، يذكر كالب (رج عد 13: 30؛ 14: 6- 9؛ سي 46: 7)، الذي لم يكن أصلاً من شعب إسرائيل، ولكنّه ارتبط بقبيلة يهوذا، فدخل وحده مع يشوع إلى أرض الميعاد، دون كلّ الخارجين من مصر. سيكون له ميراث في أرض الميعاد (عد 14: 24؛ يش 14: 13- 14؛ قض 1: 20؛ سي 46: 9).
(آ 57)، يذكر داود الذي كان رَحيمًا (رج هو 6: 6؛ مي 6: 8)، فورث العرش: رج 2 صم 7: 12- 16؛ 1 أخ 17: 11- 14؛ مز 89: 4- 5؛ 132: 11- 12.
(آ 58)، يذكر إيليا الذي غار على الشريعة، ضِدّ كهنة بَعْل (1 مل 18: 19 ي)، وضِدّ الملك آحاب الذي قتل نابوت وتملّك حقله (1 مل 21: 19 ي)، والذي توجّه إلى بَعْل زبوب إله عقرون لا إلى الله (2 مل 1: 3- 16). رج روم 11: 2- 4، سي 48: 1. ومن أجل غيرته رُفعَ إلى السماء: رج 2 مل 2: 1- 12.
(آ 59- 60)، يذكر حننيا وعزريا وميشائيل (أُنْقِذوا من النار) ودانيال (أُنْقِذَ من أفواه الأسود). رج دا 3: 1 ي، 6: 23.
(آ 61)، ويستنتج متتيا العِبْرة: توكَّلوا على الله، فما ضَعُفوا بل انتصروا.
(آ 62)، الرجل الخاطئ (آ 48، 1: 10)، هو أنطيوخس أبيفانيوس. إلى قذارة ودُودٍ: رج 2 مك 9: 9؛ رج أيضاً اش 66: 24؛ سي 7: 17؛ 19: 3؛ يه 16: 17.
(آ 63)، ويعود إلى الفكرة العامة: بين اليوم وغدًا، تنقلب الأمور (رج سي 10: 10)، فيعود العظيم كالحقير إلى التراب (تك 3: 9؛ جا 12: 7؛ مز 90: 3) ولا يبقى شيء من نواياه (مز 146: 4).
(آ 64)، وكما شجّع موسى بني إسرائيل كلّهم (تث 31: 6) ويشوع بصورة خاصّة (تث 31: 7؛ رج يش 1: 6- 7)، كذلك شجّع متتيا بنيه، وأرسلهم في طريق المجد (آ 51 ح).
(آ 65- 66)، سمعان سيكون رجل المُشورة، وبمثابة أبٍ لإخوته، ويهوذا سيكون رجل الحَرْب، وهو يقود جيوش الربّ.
(آ 67- 68)، وانتقموا (3: 15، 7: 9، 24، 38، عد 31: 2)، واقتصّوا. عاملوا الأمم بشريعة المِثْل، كما عاملوهم: هذه هي شريعة الحرب والمُقاومة. ودعاهم أن يُحافظوا على ما تفرضه عليهم الشريعة من وصايا (آ 53).
(آ 69- 70)، وبعد أن أعطى وصيته، مات متتيا مثل الرجال العظام، وانضمّ إلى آبائه أي وُضِعَ في قَبْر آبائه (قض 2: 10؛ 2 مل 22: 20؛ 2 أخ 34: 28). السّنة 146: أي سنة 166 ق م. ودُفِنَ في مُودين (رج آ اح) مدينته، فناح عليه شعب إسرائيل (رج 4: 39؛ 9: 20، 13: 26؛ أع 8: 2).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM