القسم الثاني: ملوك يهوذ

القسم الثاني
ملوك يهوذا
10: 1- 26: 23

نقرأ في 2 أخ 10- 36 تاريخ مملكة يهوذا، منذ وفاة سُليمان وانفصال المملكتين إلى الذهاب إلى المنفى والرجوع من بابل. هذا التاريخ هو تاريخ المُلوك المُتحدّرين من داود، الذين تعاقبوا على حُكم أورشليم، منذ رحبعام بن سليمان، إلى صدقيا آخر ملوك يهوذا.
ما يُلفت انتباهنا في هذا التاريخ الطويل، هو تنايُن بين أسلوب كتاب الملوك وأسلوب كتاب الأخبار، مع العلم أنّ كتاب الأخبار يستقي معلوماته من كتاب الملوك، أزاد على مرجعه هذا أو أنقص، وهدفه أنّ ما يُبيّن أنّ تاريخ يهوذا وأورشليم، هو وحده التاريخ الحقيقيّ لشعب الله، وأنّ العبادة في الهيكل، هي وحدها العبادة الشرعيّة.
ونتيجة لهذه النظرة، ترك المُؤرّخ الكهنوتيّ جانباً كلّ الأخبار المُتعلّقة بتاريخ مملكة الشمال بعد الانفصال. إذا طالعنا كتاب الملوك، نجد أخباراً متوازية لملوك يهوذا وملوك السامرة، أمّا إذا طالعنا 2 أخ، فلا نجد إلا رواية مُتواصلة عن ملوك يهوذا. وإذا حصل للمُؤرّخ أن يذكر شيئاً عن مملكة الشمال، فهو يُبدي احتقاره لهؤلاء المُنشقّين عن شعب الله، المُنفصلين عن هيكله، الخائنين لشريعته. لا شعب إلاّ شعب يهوذا، ولا هيكل إلاّ هيكل أورشليم.
ونتيجة ثانية لهذا المنطق. تَوقّف المُؤرّخ على مُعظم ملوك يهوذا، وبالأخصّ على هؤلاء الذين اهتموا بإصلاح هيكل أورشليم وتنقيته من كلّ عبادة غريبة. خان بعض الملوك ربّهم، ثُمّ اتضعوا أمامه فسامحهم. عرف تاريخ يهوذا بعض فترات سوداء قاتمة، ولكنّ مُجْمَلَ هذا التاريخ، حافظ على الخطّ الذي رسمه له داود، مُؤسس السُلالة الملكيّة في أورشليم. شدد سِفرا الملوك على أنّ الملوك صنعوا الشرّ بنظر الربّ، أمّا 2 أخ فنظر إلى ما عملوه لتبقى شريعة الله حاضرةً في الشعب، وليبقى اسم الله معبوداً في الهيكل

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM