الفصل الثالث: سائر أعمال سُليمان قبل موته

الفصل الثالث
سائر أعمال سُليمان قبل موته
8: 1- 9: 31

أ- المُقدّمة.
لو نحن كتبنا قِصّة الملك سُليمان، لتحدّثنا عن الهيكل ببضع كلمات، ثمّ أطلنا الحديث عن سائر أعمال سُليمان. أمّا المُؤرّخ الكهنوتيّ، ففعل عكس ذلك، إذ يهمّه، بالدرجة الأولى، الهيكل وما يرافقه من احتفالات، بعد أن صار الهيكل مِحْوَر حياة الجماعة، بعد الرجوع من الجلاء.
بنى سُليمان الهيكل، وبنى أيضاً المدن والحصون... ونظّم ورتّب... فأبان عن حكمة بهرت أهل المشرق، وعن غِنىً دلّ على أنّ الله باركه، كما بارك أباه داود من قَبْلِهِ.

ب- تفسير الآيات الكتابية.
1- أعمال سُليمان (8: 1- 18)
(آ 8: 1- 2)، مُدُن مَلِك صور.
أعاد سُليمان بناء المدن التي قدّمها له حيرام، وجعل فيها أناساً من بني إسرائيل. إذا قرأنا 1 مل 9: 11- 16، لاحظنا أنّ سُليمان أعطى حيرام عشرين مدينة من مُدُن الجليل، لقاء ما أرسله إليه من تجهيزات لبناء الهيكل. أمّا في 2 أخ، فحيرام هو الذي أعطى سُليمان مُدُناً (ويُمكن أن يكون قد ردّ له بعضها). مِثْلُ هذا العمل لا يُشرِّفُ سُليمان، ولذلك أغفل المُؤرّخ ذِكْرَهُ.
(آ 3- 6)، مدن أخرى.
يُوسّع المُؤرّخ حدود مملكة سُليمان، فيجعلها تصل إلى تدمر (1 مل 9: 8، يتحدّث عن تامار، الواقعة جنوبيّ فلسطين)، وحماة صوبة على نهر العاصى.
(آ 7- 10)، العُمّال.
العمّال المُسخّرون هم سُكان الأرض الأصليين: جعلهم سليمان عبيداً، وجعل بني إسرائيل رؤساء عليهم.
(آ 11)، بيت بنت فرعون.
يفترض سفر الأخبار، أن القارئ يعرف قِصّة زواج سُليمان من بنت فرعون (1 مل 3: 1). وهو يُورد هنا خبر انتقال الأميرة إلى قصر بُني خصّيصاً لها.
(آ 12- 16)، تنظيم العبادة.
نظّم سُليمان السُبُوت ورؤوس الشهور والأعياد... نظّم فِرَق الكهنة واللاويين، بحَسَبِ ترتيب داود.
(آ 17- 18)، التجارة البحريّة
إستعان سُليمان بحيرام وعبيده، فنظّم أسطولاً تجارياً صغيراً، ينطلق من خليج العقبة.
2- غنى سليمان (9: 1- 31)
روى 1 مل 11: 1 ي، ما عمله سُليمان، ثُمّ انتقل إلى الحديث عن نسائّه وسراريه الأجنبيات، اللواتي مِلْنَ بقلبه إلى عبادة الآلهة الغريبة. أمّا 2 أخ فقد تغاضى عن ذِكْر هذه الأمور. أراد سفر الملوك أن يهيئ قارئيه لسمَاع خبر انقسام مملكتين، فأعطاهم علامة نبويّة دلت على ما سيحدُث بعد موت سُليمان (1 مل 11: 29 ي). أمّا سِفْر الأخبار، فقد اعتبر انقسام المملكة حدثاً لا متوقّعاً. رضي الله عن سُليمان كما رضي عن داود، فلم تظهر أيّة علامة تدلّ على نكبة قريبة.
(آ 9: 1- 12)، قِصّة ملكة سبأ.
نقرأ هنا أنّ ملكة سبأ لم تدخل إلى الهيكل، بل إلى العِلّية (آ 4).
العرش ليس عرش سليمان، بل عرش الله وحده ملك الشعب، وقد أجلس سُليمان على عرشه (آ 8). هدّية ملكة سبأ كانت 120 قِنطاراً من الذهب، وهي تكفي لصُنْع ثلاث مئة مِجنّ.
إنّ عظمة سُليمان وحكمته وغناه وشُهرته الواسعة، جعلت حيرام الصُوريّ يتعاون معه، وملكة سبأ تزوره، وتُقدّم له الهدايا. الملوك الوثنيّون أنفسهم، شاهدوا آثار البركة في سُليمان.
(آ 13- 28)، غنى سُليمان.
يُعدّد المُؤرّخ ما عند سُليمان من غنى: صارت الفِضّة مثل الحجارة، وخشب الأرز كالجُمّيز.
(آ 29- 31)، وفاة سُليمان.
نقرأ هنا كلمة عن وفاة سليمان الذي حَكَم شعبه 40 سنة.
إستقى المُؤرّخ معلوماته من كلام ناتان، الذي لعب دوراً هاماً في تنصيب سُليمان ملكاً (1 مل 1: 1 ي)، وأحيا الشيلوني الذي بارك يربعام الثائر على سليمان (1 مل 11: 26- 40)، ويعدو الرائي

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM