الفصل العاشر: نهاية أيَّام داود

الفصل العاشر
نهاية أيَّام داود
37: 1- 39: 30

أ- المُقدّمة.
يتضمّن هذا الفصل لائحة بالرُؤساء العاملين بإمرة داود الملك (27: 1- 34)، على غرار لائحة العاملين في الهيكل، ويتضمّن أيضاً كلمات داود الأخيرة، ومَسْح سُليمان مَلِكاً، ووفاة داود (28: 1- 29: 30).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- التنظيم الديني والعسكريّ لمملكة داود (27: 1- 34)
تشبه هذه الآيات ما قرأناه في ف 23- 26. والحياة الدينية لا تتميّز عن الحياة المدنيّة والسياسيّة والعسكريّة.
(آ 28: 1)، العنوان: هذه لائحة بالرؤساء في بني إسرائيل: نُلاحظ الرقم 24 أيضاً وأيضاً.
(آ 2- 15)، القُوّاد العسكريّون.
يتكوّن الجيش من 12 فرقة، وتتألّف كلّ فرقة من 24 ألفاً، وكانت تخدم شهراً من شُهور السنة. ولكنّ عدد هذا الجيش ضخم جداً (288 ألفا)، بالنسبة إلى الزمن الذي كُتِبَ فيه سِفْر الأخبار. ويزيد المؤرّخ، فيقول إن هذا العدد لا يتضمّن الذين يقل عمرهم عن 20 سنة. ثُمّ إنّ الإحصاء لم يتمّ بسبب غضب الله على داود، ولهذا، فإذا أحصينا كلّ بني إسرائيل، لحصلنا على رَقْمٍ لا يتصوّره العقل. أجل، هكذا وفى الله بوعده لشعبه، فأنماهم وأكثرهم كنجوم السماء، وكالرِمال على شاطئ البحر.
(آ 16- 24)، رؤساء القبائل.
بعد أن أورد أسماء قُوّاد الجيش، يُورد المؤرّخ أسماء القبائل.
نُلاحظ هنا غياب اسم قبيلتين: جاد وأشير. أمّا اسم يوسف، فحلّ محلّه أفرائيم ومنسّى بفرعيه. وميّز المُؤرّخ بين الكهنة واللاويين، فذكر قبيلة لاوي، ثُمّ قبيلة هارون.
(آ 25- 31)، المسؤولون عن أرض الملك.
نقرأ هنا لائحة باثني عشر مسؤولا عن أرض الملك الواسعة، والمنتشرة في كل أنحاء المملكة: سَهْل شارون، وادي يزرعيل، مِنطقة السهل الأسفل، وكان فيها الكروم والزيتون والمواشي...
(آ 32- 34)، مسئتشارون عند الملك.
قرأنا في 18: 14- 17 لائحة بمستشاري الملك، وها نحن نقرأ لائحة أخرى، تختلف عن الأولى اختلافاً كليّاً، اللهم ما يتعلّق بذِكر يوآب رئيس الجيش.
2- وصيّة داود قبل موته (28: 1- 29: 30)
لا نجد في أسفار صموئيل والملوك، أيّ مقابل لما قرأناه من وصيّة داود قبل موته، وقد جعلها المؤرّخ هنا في إطار إخباري، يتوافق ومخططه الأساسي الملتزم بثلاث قضايا: داود، أورشليم والهيكل.
(آ 28: 1- 10)، كلام داود لسُليمان والشعب
حث داود سُليمان والشعب على بناء الهيكل، بحَسَب التصميم الذي أوحى الله به إليه. وروى على مسامعهم وقائع حياته، فأهمل أموراً عديدة، نقرأها في 1 مل 1: 1- 4 (شيخوخته)، 1 مل 1: 11- 31 (ما فعله ناتان وبتشابع من أجل سُليمان) 20: 1- 9 (تعليماته للانتقام من معارضيه). بالنسبة إلى داود، كل شيء قد تمّ بحَسَب إرادة الله، الذي اختار داود واختار سُليمان (آ 5)، والذي قرّر أن يبني له سُليمان الهيكل (آ 10). الله هو الذي أوحى إلى داود بكل تفاصيل البناء (آ 19)، وهو الذي وضع في قلب شعبه الاندفاع، ليتبرّعوا من أجل الهيكل (29: 18).
(آ 11-20)، مخطط الله.
بيّن داود لسُليمان مخطّط المعبد، وأفهمه سِرّ تنظيم شعائر العبادة، وشجّعه وقال له: لا تخف، لأن الله معك.
(آ 29: 1- 9)، كلام داود للجماعة.
كلّم داود الجماعة، فتبرّعوا لبناء الهيكل فوق ما كان داود قد جمعه إبّان حياته.
(آ 10- 20)، صلاة داود.
رفع داود إلى الربّ صلاة شكر ومديح، من أجل عطاياه الكثيرة. ذكر في صلاته الشعب ومِلِكَه الجديد سُليمان: "إحفظ أيّها الربّ هذا الشعب، وهَبْ لسُليمان ابني قلباً سليماً، ليحفظ وصاياك ويعمل بها، وليبني الهيكل بعد أن جهزّتُ له كل شيء". صلاة تشدّد على سلطان الله على كل شيء، على حقارة الإنسان القليل الأيّام على الأرض. كلّ عطية صالحة هي من لَدُنِ الله، وإذ يُقدّم الإنسان تقدمة، فهو يُرجع إلى الربّ عطاياه.
تروي هذه الآيات كيف مُسِحَ سُليمان ملكاً، فخضع له الجميع. أمّا العرش الذي يجلس عليه، فهو عرش الله. ومُسِحَ صادوق كاهناً، فتمّ تعيين سُليمان في السلطة المدنيّة، وصادوق في السُلطة الدينيّة.
(آ 26- 30)، موت داود.
نقرأ هنا عن موت داود، عن سنوات ملكه، عن المراجع التي استقى منها المؤرّخ، ليروي قِصّة داود الذي مَلَك على كلّ شعب إسرائيل (آ 26)، لا على قِسْمٍ منه.
مات داود بشيبة صالحة، وقد شَبعَ من الأيّام والغنى والمَجْد. وسيملك سليمان بعده، فيكون مَلِكاً عظيماً، إلا أنّ عظيمته لا تقاس بعظمة والده، الذي جلس على عرش الله في أورشليم، وخصَّص أيّام مُلْكِه لإعداد العُمّال والموادّ، لبناء الهيكل الذي فيه تُمارس شعائر العبادة، إكراماً للإله الحقيقيّ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM