القسم الثاني : دَاوُد المَلك

القسم الثاني
دَاوُد المَلك
10: 1- 29: 30

ويصل بنا المُؤرّخ إلى داود الملك، لا ذاك الذي حدّثتنا عنه الأسفار التاريخية السابقة، بل ذلك الإنسان الذي لا يهتمّ للطموح البشريّ والحروب. داود، كما يُصوّره لنا المُؤرّخ، هو مَلِكَ تقيّ، تهمّه أوّل ما تهمّه مصالح الربّ، بيت الربّ، كهنوت الربّ، الاحتفالات، الأناشيد والموسيقى الدينيّة. هو مَلِك ولكن لا لنفسه، بل لربّه، والكتاب يقول، إنّ يهوه هو مَلِك بني إسرائيل، وداود وكيله (2 أخ 9: 8). أرض بني إسرائيل هي بيتُ يهوه ومملكتُه (1 أخ 17: 14؛ 2 صم 7: 16)، عرش داود هو عرش يهوه (1 أخ 29: 23) الله المَلِك في شعبه (1 أخ 28: 5). نحن هنا أمام تيوقراطية وأمام حُكْمِ الله في شعبه.
كان داود قد أبان عن عزمه على أن يبني بيتًا للربّ (1 أخ 17: 1؛ 22: 7؛ 28: 2)، ولكنّ رغبته لم تَلْقَ قبولاً (2 صم 7: 5، 13؛ 1 أخ 17: 4، 12؛ 22: 8 ي؛ 28: 3 ي)، فحوّل أنظاره. ولكنّ المُؤرّخ لا يرضى أن يرى داود يَتَخلّى عن مشروعه، فجعله يقُوم بالاستعدادات المُتنوّعة لبناء الهيكل (1 أخ 22: 2- 19)، ويُعطي ابنه سُليمان التعليمات الدقيقة عن كيفيّة بنائه: تصميم أقسامه، صُنعْ الآنية من صغيرها إلى كبيرها، حتّى السُرُج والمنائر والمناشل والأقداح (1 أخ 28: 11- 18). ثمّ إنّ داود عمل على تنظيم الكهنة وخدمتهم (1 أخ 23- 26)، ليبدأوا بالعمل بَحَسَب وظيفتهم، حالما يُتمّ سليمانُ بناء الهيَكل

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM