الفصل الرابع: مَواليدُ لاَوي

الفصل الرابع
مَواليدُ لاَوي
5: 27- 6: 66

أ- المُقدّمة
تحتلّ قبيلة لاوي منزلة رفيعة في نظر الكاتب الإخباريّ، لأنّها أساس تنظيم الكهنة وشعائر العبادة، ولهذا أسهب في الحديث عنها، مُنطلقاً من المصادر المُتعدّدة التي وصلت إليه. يبدأ 5: 27- 41، بالحديث عن عشائر بني لاوي، وبإيراد لائحة برؤساء الكهنة، حتّى زمن الجلاء (تكملة هذه اللائحة نقرأها في نح 12: 1- 26). هكذا فعل حين سرد لائحة بخلفاء داود (ف 3). بعد أن حدّثنا عن السُلطة المدنية (الرئيس)، حدّثنا عن السُلطة الدينية (الكهنوت)، إذ على هاتين السلطتين، تعتمدُ حياة الجماعة.
أورد الكاتب هذه اللائحة، فبيّن أن لا إنقطاع في السُلطة الكهنوتية منذ الابتداء، أي من عَصْر لاوي إلى عصر المُؤرّخ. نلاحظ هنا، أنّه أغفل ذكر مواليد عالي الكاهن، الذي لم يكن أميناً للربّ، والذي من مواليده أبياتار، الذي عزله سُليمان من الكهنوت لحساب صادوق (1 مل 2: 27- 35).
يجدُر القول إنّ ترقيم الترجمة السبعينية، يختلف عن ترقيم العبرانية الماسورية. آ 5: 27 في العبرانية، تقابل آ 6: 1 في اليونانية، آ 6: 1 في العبرانية، تقابل آ 6: 16 في اليونانيّة. أمّا نحن، فنأخذ بالترقيم العِبرانيّ.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- لائحة برؤساء الكهنة (5: 27- 41)
(آ 5: 27- 29)، نجد هنا لائحة بمواليد لاوي، كما نقرأها في خر 6: 16- 23 (رج تك 46: 11؛ عد 3: 17؛ 26: 57- 61)
ناداب وأبيهو. يذكر عد 10: 1 ي موتهما وانتقال الكهنوت إلى أليعازر وأيتامار.
(آ 30- 41)، تُورد سلسلة الكهنة من هارون إلى يوصاداق، الذي ذهب مع الذاهبين إلى السَبْيٍ في عَهْدِ نَبُوكد نصر.
أحيطوب هو والد أحيملك (1 صم 22: 9)، أو والد صادوق (2 صم 8: 17). يبدو أنّ الرأي الأوّل هو الأصحّ. ولكن ما يهمّ المؤرّخ هو أن يقول: كلّ الذين خدموا الربّ في الكهنوت، هم من مواليد هارون.
أحيماعص هو ابن صادوق، وسيلعَب دوراً بارزاً في عهد داود (رج 2 صم 15: 27 ي؛ 18: 19 ي). يوصاداق هو المذكور في عز 3: 2، وهو صِلَةُ الوَصْل بين الهيكل الذي بناه سُليمان فتهدّم، وبين الهيكل الثاني الذي بني بعد الجلاء.
السَبْي إلى بابل، هو عقاب الربّ لشعبه، ولم يكن نبوكد نصر إلا أداةً نفذّت إرادة الربّ.
2- مواليد لاوي والمُغنّون (6: 1- 66)
(آ 6: 1- 15)، مواليد لاوي.
يرجع الكاتب إلى عد 3: 17- 20؛ 26: 57 ي، فيُورد أسماء أبناء لاوي الثلاثة: جرشوم، قهات ومراري.
في آ 10- 13، يُورد فرعاً يَصِلُ صموئيل بلاوي، عَبْرَ قهات، ويجعل صموئيل جدّ ماحت المُغنّي (آ 18- 23)، ولكن صموئيل هو من قبيلة أفرائيم (1 صم 1: 1). أيكون الكاتب قد خَلَط (عمداً) بين ألقانة والد صموئيل، والقانة ابن قهات؟ الأمر معقول. على كلّ حالٍ، لقد تكرّس صموئيل للكهنوت، على يد أمّه، ومارس الوظيفة الكهنوتية في بني إسرائيل (1 صم 1: 28؛ 2: 11- 12).
(آ 16- 38) جوقة الغناء في زمن داود.
مغنون ثلاثة، هم معروفون في التقاليد الخاصّة بداود، وهم (25: 1): آساف، هيمَان، يدوتون (اسمه هنا إيتان). لم يكن المُغنّون على ما يبدو من اللاويّين (عز 2: 41؛ نح 7: 44)، ولكنّهم أدخلوا في مصافّ اللاويين فيمَا بعد (نح 11: 17). غير أنّ النصّ الذي نقرأ، يعتبر المُغنّين من اللاويين، فيجعل هيمَان من نَسْل قهات، وأساف من نَسْل جرشوم، وإيتان من نَسْل مراري.
أساف هو أؤل المُغنين، أمّا هنا، فهيمان يتصدّر اللائحة، فيقف آساف عن يمينه (آ 24)، وإيتان عن يساره.
ذكر الكاتب المُغنّين لسببين: الأوّل، ليقول لنا إن المُغنّين هم من بني لاوي. الثاني، ليُبيّن أنّ وظيفة الغناء، وتنظيم الخدمة في الهيكل، يعودان إلى داود نفسه (آ 16- 17)، وهمّه في ذلك، إسناد النُظُم الحاضرة إلى الماضي التاريخيّ البعيد.
في آ 33- 38، نقرأ بعض التحديدات عن وظائف اللاويّين والكهنة، وعن تسلسُل الكهنة منذ زمن هارون إلى زمن داود.
(آ 39- 66)، مُدُن اللاويين.
يرجع هذا النصّ في قِسْم منه، إلى يش 21: 1 ي، الذي يُحدّثنا عن تقسيم الأرض بين قبائل بني إسرائيل. يذكر بني هارون (آ 39- 54)، والمدن المُعطاة لبني لاوي (آ 46- 50). وهذا يعني أن الكهنة يتقدّمون اللاويين.
نقرأ هذه النصوص، فنحسب أن الكهنة يُسيطرون على البلاد كلّها، وهذا يعكس همّ الكاتب في إظهار الوجهة الدينيّة لمملكة داود. ولمّا أعادت الظروف التاريخية مملكة داود إلى حجم صغيرٍ جداً، ذكر الكاتب الإخباريّ مُدُن اللاويين، ليدُلَّ على أن البُعْد الدينيّ لمملكة يهوذا يفوق البُعْد السياسيّ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM