الفصل الثاني: سُلالة سِبْط يهوذا

الفصل الثاني
سُلالة سِبْط يهوذا
2: 1- 4: 23

أ- المقدّمة
يبدأ الكاتب حديثه عن الأسباط الاثني عشر، بسِبْط يهوذا، فيُعطي التفاصيل الواسعة عن عشائره وبيوته. يهوذا هي القبيلة المُسلّطة في الجنوب، وقد لعبت دوراً هاماً في تاريخ شعب الله، بسبب خروج داود منها.
نجد في هذا الفصل ثلاث لوائح. لائحة أولى، تذكر مواليد يهوذا (2: 1- 55)، ولائحة ثانية، تذكر بني داود (3: 1- 24)، ولائحة ثالثة، تذكر أيضا مواليد يهوذا (4: 1- 23).
إستقى الكاتب معلوماته من أسفار صموئيل والملوك، ومن مراجع أخرى نجهل مصدرها، ويمكن أن يكون استقاها من تقاليد المعابد القائمة جنوبيّ البلاد.
لن ندخل في أسلوب الكاتب في عرض هذه اللوائح، مع ما فيها من تضارب وتعارض وترداد، ولن نعرف إذا كان الاسم يعني شخصاً أو قبيلة أو مدينة أو منطقة. ما نستطيع أن نقوله هو أن هناك جَمْعَاً بين أسماء قديمة، ترجع إلى ما قبل العهد الملكي، وبين أسماء جديدة، لم يعرفها اليهود قبل الرجوع من الجلاء، وكل هذه الأداء تؤلف قبيلة يهوذا العريقة في القدم، والحاضرة دوقا في تاريخ شَعْبِ الله.

ب- تفسير الآيات الكتابية.
1- لائحة أولى بمواليد يهوذا (2: 1- 55)
(آ 2: 1- 2)، في لائحة بني يعقوب، يتبع الكاتب ما ورد في تك 35: 23- 26، خر 1: 2؛ عد 1: 5- 15 (ما عدا ما يتعلّق بقبيلة دان).
(آ 3- 5)، نجد هنا مُلَخّصاً لما نقرأه في تك 38: 1 ي.
في تك 38: 6- 10، نقرأ عن خطيئة أونان، ولكنّ المؤرّخ يكتفي بذكر خطيئة عير. تامار هي كَنّة يهوذا وزوجة عير.
دارع (آ 6) أو دروع (1 مل 5: 11).
(آ 6- 9) في يش 7: 1- 18، نقرأ أنّ كرمي كان ابن زبدي ابن زارح. ويمكن أن يكون زبدي هو زمري. فنستطيع أن نبدأ آ 7: أبناء زمري: كرمي. أبناء كرمي: عاكار...
عاكار (رج عكر في العربية)، يُمكن أن يكون عكان، المذكور في يش 7: 1 أو عكور، المذكور في يش 7: 24.
يرحمئيل وكلوباي (أوكالب)، عشيرتان بدوّيتان غريبتان عن بني إسرائيل، وقد دخلتا، فيما بعد، في قبيلة يهوذا.
(آ 10- 12)، نجد هذه الأسماء في را 4: 18- 22
(آ 13- 17) لا نعرف المصدر الذي جاءت منه هذه المعلومات القريبة ممّا نقرأه في 1 صم 16: 6- 9، 2 صم 17: 25. نقرأ في 1 صم 16: 10 ي، أنّ داود هو ثامن أبناء يسّى، أمّا في 1 أخ فهو السابع، لأنّه في مكانة الصدارة.
(آ 18- 24)، نقرأ هنا لائحة أولى لبني كالب. وسنقرأ لائحة ثانية (آ 42: 50)، تختلف عن الأولى، ثمّ ملحقاً (آ 50- 55)، لأنّ حوراً نفسه، هو من بني كالب. أمّا الفُروقات بين اللوائح، فراجعة إلى الفروقات بين المصادر التي استقى منها الكاتب (خر 31: 2؛ عد 32: 39- 42).
(آ 25- 33)، الأسماء الواردة في هذه الآية معروفة، ولكن المصدر الذي أخذت منه غير معروف.
(آ 34- 41)، شيشان وبناته. ولكنّ مصدراً آخر (آ 31)، يقول إنّ أحلاي هو ابن شيشان.
(آ 42- 55)، لائحة ثانية لبني كالب، مع مُلْحَق لها كما ذكرنا.
نقرأ هنا أسماء أمكنة ممزوجة بأسماء أشخاص: بيت لحم، حماة، بيت جادير.
2- بيت داود (3: 1- 54)
(آ 3: 1- 9)، ويصل الكاتب إلى داود، فيُورد لائحة بأسماء أبنائه.
دانئيل هو بالأحرى كيلاب (2 صم 3: 3).
ناتان هو غير ناتان النبيّ (2 صم 12: 1 ي). يذكره القديس لوقا (3: 31) في لائحة نَسَب المسيح. سُليمان هو الرابع بين بني داود، وقد ولدته له بتشابع، إمرأة أوريا الحثيّ.
(آ 10- 16)، يُورد الكاتب أسماء بني سليمان، الذين حكموا يهوذا، سحابة ثلاثة قرون، أي حتّى زمن الجلاء. يُوشيا كان ملك يهوذا، من سنة 640 إلى 609 ق م، وكان آخر ملك تمتّعت في زمنه البلاد ببعض الاستقلال.
شلوم هو على ما يبدو يوآحاز، المذكور في 2 مل 23: 30- 40 (رج ار 22: 11). يذكر إرميا مراراً الملك يَكُنيا. صدقيا هو ابن يوشيا، وعمّ يكنيا.
(آ 17- 24) ابن يكُنيا الأسير، أي الذي أخذ مسبيّاً إلى بابل.
أبناء يكنيا، هم أبناء الجلاء وبعده. والأسماء الواردة هنا، نقرأها في نح وعز. لهذا يُمكن أن يكون الكاتب قد زاد بعض الأسماء، حتّى يُكمّل لائحته، فيصل بها إلى بداية القرن الثالث ق م.
زربابل ابن فدايا، سيلعب دوراً كبيراً في زمن بَعْدِ الجلاء.
3- لائحة ثانية بمواليد يهوذا (4: 1- 23)
نقرأ هنا لائحة ثانية بمواليد يهوذا، ترجع إلى مصدر آخر، وتعطينا معلوماتٍ لا نجدها في مصادر أخرى.
(آ 4: 1- 4) نقرأ كرمي أو كالب رج 2: 9، 18.
نقرأ رآيا أو هاروءة رج 2: 52.
في آ 3، يجب أن نزيد: وهؤلاء بنو حور: عيطم، يزرعيل... (رج آ 4).
(آ 5- 23)، يعبيض أي في الألم (رد في العربية عبط).
عتنيئيل (يش 15: 17)، أخذ حبرون. وهو أيضاً قاضٍ في بني إسرائيل (قض 3: 9-11).
في آ 17- 18، نقرأ عن زواج يهوديّ بفتاة مصرية: تزوّج مارد من بثية ابنة فرعون. يرفض عز ونح زواج اليهوديّ بابنة غريبة، إلا أنّ المؤرّخ لا يقول شيئاً عن ذلك.

ج- ملاحظة حول الفصل الثاني
رجع المؤرّخ إلى وثائق الأنساب والبيوت، واخذ بمعلومات إثنية وجغرافية، ترجع إلى حِقَبٍ متعدّدة، فأعطانا هذه اللوحة عن يهوذا ونَسْله، وعن داود وخلفائه.
أمّا هدفه، فهو أنّ يهوذا، هي أهمّ القبائل. لذلك بدأ بها، وأسهب في الحديث عنها. أمّا أهمّيتها، فتعود إلى أنّها قبيلة داود وسُلالته المُقيمة في أورشليم.
وسط فصول الأنساب التسعة (ف 1- 9)، تُمثّل قبيلة يهوذا ثلاثة فصول (ف 2- 4)، ووسط هذه الوثيقة عن يهوذا، يُمثّل داود وخلفاؤه مركز الصَدارة (ف 3)، وهذا ما لا يكون لبني لاوي (ف 6)، ولا لبيت بنيامين (ت 8)، ولا لأيّ شخصً آخر في تاريخ بني إسرائيل

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM