الفصل الثالث عشر: موت موسى القريب

الفصل الثالث عشر
موت موسى القريب
31: 1 – 13

أ- المقدمة
لقد انتهى موسى من تلاوة الشريعة كما أُوحيت إليه في موآب. وإذ عرف بدنوّ أجله أراد أن يعدّ العدّة للمستقل، فأهتمّ بخلَف يقود الشعب إلى أرض الموعد ويكون وسيط العهد بعده. وأمر بكتابة الشريعة فلا يشكّ الشعب في مضمونها ولا ينساها، كما أمر بتلاوتها تلاوة جمهورية مرّة كلّ سبع سنوات، في عيد تجديد العهد. فعمل الشعب بما أمرهم موسى وأخذوا يجدّدون عهدهم مع الرب في عيد المظالّ.

ب- تفسير الآيات الكتابية 31: 1- 13
31: 1- 8: يشوع يخلف موسى
وتابع موسى كلامه... أو بالأحرى أنهى كلامه الذي بدأ به في 3: 23- 29. أنا ابنُ مئة وعشرين سنة (آ 2)، أي إنّ حياته طالت ثلاثة أجيال. يتألّف كل جيل من أربعين سنة: 40 من الحداثة والصبا، 40 من حياة في البرّية يستعدّ لرسالته، 40 سنة برفقة الشعب في صحراء التّيه.
كان عمر الحكيم في مصر يصل إلى 110 سنوات. أمّا موسى وهو أحكم الحكماء فقد وصل عمره إلى 120 سنة.
لا يستطيع موسى أن يعبر الأردن. لا بسبب شيخوخته أو عجزه، بل تكفيراً عن خطيئة شعبه الذي عصى ربّه. لقد قبل موسى بنصيبه. قال له الرب (3: 26): كفى، لا تزدْ في الكلام معي بهذا الشأن.
الرب إلهكم يعبر أمامكم (آ 3) بواسطة تابوت العهد الذي يسير مع جيوش بني إسرائيل.
ثمّ دعا موسى يشوع (آ 7) وقدّمه إلى الشعب ليكون قائداً حربيًّا. فيشوع لن يكون فوق الشعب، بل مع الشعب، لأنّ القائد الوحيد للشعب يبقى الربَّ الإِله.

آ 9- 13: متى تُقرأ الشريعة
تُقرأ الشريعة مرّة كلّ سبع سنوات.
يذكر هذا النصّ تابوت العهد الذي يحمله اللاويون (10: 6- 8) وكتابة الشريعة وتسليمها إلى الشيوخ واللاويين ليحفظوها ويتلوها في عيد تجديد العهد. بهذا الكلام يُضفي سفر التثنية صفةَ الشرعية على عمل اللاويين الذين نقلوا نصوص العهد والتقاليد من جيل إلى جيل ودوّنوه في ما سمّيناه القانون الاشتراعي.
في آ 10- 12 نجد تلميحاً الى عيد تجديد العهد الذي يحتفل به الشعب في شكيم، مركز تجمّع القبائل قبل قيام المَلَكيّة. وسيأتي الى هذا الاحتفال، لا الذكور فقط، بل جميع الشعب بمن فيهم الأولاد ليستمعوا إلى كلام الشريعة ويدخلوا في العهد

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM