الفصَل الثَاني وَالعِشرُون: أحْكامٌ لاحِقَة

الفصَل الثَاني وَالعِشرُون
أحْكامٌ لاحِقَة
24 : 1 – 23

أ- المقدّمة
يبدأ الفصل الرابع والعشرون بتعليمات تتعلّق بخدمة المعبد، تعليماتٍ عُرفت قبل الجلاء، ثم تكيّفت مع ظروف العبادة بعد الجلاء. يذكر العناية بالسَرج (آ 1-4)، وأقراصَ الخبز (آ 5-9)، ثم يورد فَتْوى عن العقاب العادل على التجديف والانتقام (آ 10-23).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
(آ 24: 1 - 4) سِراج المعبد: تذكر هذه الآيات السراجَ الذي كان يشتعل طَوال الليل في أورشليم وفي سائر المعابد (1 صم 3:3)، وهو يدلّ على أنّ الملك لا يزال حيًّا (2 صم 21: 15-17 ؛ مز 17:132).
أمّا السراج الآخر فقد كان فوقَ المنارة، وهو يرمز الى عطيّة النور من عند الربّ. وإضاءةُ هذا السراج عادة دخلت الى الهيكل بعد زمن الجلاء.
(آ 5-9) أقراص الخبز على المائدة: يذكر سفر الخروج (25: 30) " خبزَ الوجوه " أو خبزَ التقدمة. وتتحدّث هذه الآيات مطوّلاً عن كيفيّة وضعه على المائدة المقدّسة. كانت عادة وضع الخبز على المائدة معروفةً في بابل، حيث كان الكهنة يهيّئون اثنتي عشْرةَ خبزةً كطعام للإله (دا 14: 3-7، 14).
(آ 10-23) شرائع على المجدِّفين ومسببّي الأضرار: أولاً: كان هناك شريعةٌ قديمة (خر 22: 28) تمنع التجديف، وكانت تنطبق على اليهوديّ كما على الغريب والنزيل، لأنّ الله إلهُ البشر جميعًا، وشريعته تسرب على جميع الناس: من جدّف على اسم الرب، فليقتَلْ قتلاً (آ 10-16). كان اليهود يخافون حتى النطق باسم الربّ (خر 20: 7)، وهذا ما دفعهم الى الامتناع عن التلفّظ باسم الله، فسمَّوا الرب "أدون" أي السيّد، وذكروا " الاسم" أو " السماوات " (راجع في إنجيل متى: ملكوت السماوات أي ملكوت الله) ليدلّوا على الله.
ثانيًا: من سبّب ضررًا يسبّب له مِثلَه (آ 17-22). هذه هي شريعة المعاملة بالمِثل: سنٌّ بسنّ وعينٌ بعين

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM