الفَصل التَاسِع عَشَر: قدَاسَةُ الكَهَنة

الفَصل التَاسِع عَشَر
قدَاسَةُ الكَهَنة
21 : 1 – 24

أ- مقدّمة
بعد الفصول الأربعة السابقة التي تطرّقت إلى واجبات الأفراد في شعب الله، يورد المشترع فرائضَ تتعلّق بالكهنة وقداستهم. وهذا الفصل الذي نقرأه يشكّل مجموعة مستقلّة كتبت في عهد الجلاء، فجاءت قريبةً ممّا كتبه حزقيال النبي (44: 1 ي ). فالنبي والمشترع يتطلّعان كلاهما الى المستقبل، ويهتمّان بتوحيد التشريع بعد أن توحّد الكهنوت واجتمع أعضاؤه حول المعبد الواحد.
نجد في هذا الفصل ثلاثة مقاطع، وكلُّ مقطع يتطرّق الى موضوع خاصّ، ثم ينتهي بعبارة ختاميّة أنا الرب قدّسته (آ 8، 15، 23).
يشكّل الكهنة نقطة الاتّصال بين الشعب والله الحيّ القدّوس، فعليهم أن يتجنّبوا ما أمكنَ أن يمسّوا جثّة ميت (10: 6) أو أن يقتربوا من كلّ نجِس (21: 1-15). في هذا الإطار عينِه نفهم لماذا لا يقبل المشترع في الخدمة الكهنوتيّة كلّ ذي عاهة (21: 16-24)، ولماذا يُمنعَ الكاهن النجس من المشاركة في الذبيحة (22: 1-16).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
(آ 21: 1-8) قداسة الكهنة: على الكهنة أن يتّخذوا الاحتياطات اللازمة لتجنّب كل ما هو نجس. يطلب منهم ما يطلب من سائر المؤمنين، ويزاد بعض الشيء. مثلاً يسمح للمؤمن أن يدفن مَيْته، ولكن لا يسمح لكاهن أن يتنجّس بدفن ميْت. أنا الرب قدّوس وأقدّسكم.
الآية 9 تفرِض القداسة على ابنة الذهن.
(آ 10-15) قداسة رئيس الكهنة: تُفرَض على رئيس الكهنة وصايا لا تفرض على الكهنة (3:4).
يتميّز رئيس الكهنة عن الكهنة في ثلاثة أمور: هو الأول والأعظم بين إخوته، صُبَّ على رأسه زيتُ المسح، وكرس ليلبس الملابس المقدّسة.
(آ 16-23) "موانع الكهنوت": كان الكهنوت وراثيًّا. ولكن إذا كان ابن الكاهن ذا عاهة، فهل يسمح له بتوليّ وظيفة الكهنوت؟ الجواب: كلاّ. فالأعمى والأعرج والأحدَب والقَزْم، لا يتقدّم إلى المذبح، لكنّه يجد قوته مثل سائر إخوته في ما يقدَّم لله من تقدمات.
وجود العيب في جسم الكاهن يَعني أنّه ليس تامًّا، بل هو نجس، وهذا ما يمنعه من أن يقدّم الذبيحة. وفي الآية 24 يربط المشترع ما وصل إليه الكهنة من تفكير في زمن الجلاء بموسى وهارون

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM