الفَصل الثَالِث عَشَر: النّجَاسَةُ الجنْسَانيّة

الفَصل الثَالِث عَشَر
النّجَاسَةُ الجنْسَانيّة
15 : 1 – 33

أ- مقدّمة
يتطرّق هذا الفصل الى الرجل (أو المرأة) الذي يتألّم. من سيَلان بسبب التهاب في غِشاء العُضو التناسليّ. يقول الكتاب: من سال من بدنه (بشر في العبرانيّة. راجع في العربيّة البشرة أي ظاهر الجلد)... هذه تَوْرِية، يذكر البدَن فيعني الأعضاء التناسليّة (رج 3:6).
هذه الفرائض يسمعها الكاهن فينقلها الى الشعب. ولكنّ دور الكاهن يفترق هنا عمّا كان عليه في نجاسة البرص: هو يقتصر على تقدمة الذبيحة. أمّا الشخص فيتحقّق بذاته أنّه شُفي، وأنّ نجاسته قد زالت، لهذا تكون مسؤوليّة المريض جسيمة: إن لم يعلن مرضه حلّت النجاسة بأهله، وتسبّب لبيته بالخراب.
هذه الفرائض تتكلّم عن مرض معروف، ولكنّها تترك جانبًا التجامعَ بين الرجل والمرأة الذي هو عمل صالح، وقد قال الرب فيه: "يترك الرجل أباه وأمّه ويتّحد ("دبق" في العبرانيّة راجع دبق في العربيّة وتعني لصق به ولم يفارقه) بامرأته، فيكونان كلاهما جسدًا واحدًا (تك 2: 24). غير أنّ المشترِع لم يميّز تمييزًا كاملاً بين ما يتعلّق بالأمراض الزهريّة (آ 12-15) وما يتعلّق بالممارسة الجنسيّة. هو يجعل الإنسان أمام سرّ الولادة والحياة، ويعتبر أن كلّ ما يرتبط بإخصاب وولادة البنين له طابع سريّ مقدّس.
ولهذا أقام المشترع حوله حزامًا صحيًّا وقائيًّا يمنع هذه القوى السريّة أن تحمل القلَق والبلبلة إلى الإنسان في حياته العاديّة.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
(آ 15: 1-18) حالة الرجل: يعطي الكاتب الحالة العامّة، ثم يعدّد الحالات الخاصّة، واضعًا الأجوبة قياسًا على فرائض تتعلّق بغيرها من حالات النجاسة.
كلّ ما يمسّه النجِس يصير نجِسًا، سَواءٌ أكان قريبه أم ثوبه أو مَقْعده.
يذكر المشترع في آ 18 علاقات جنسيّة مسموحًا بها، ولكنّها تمنع صاحبها من الاشتراك في بعض أعمال مقدّسة (رج خر 15:19؛ 1 صم 4:21-5؛ 2 صم 11: 11) كالذهاب الى الحرب.
(آ 19-33) حالة المرأة: تشكّل آ 18 صلةَ الوصل بين المقطعين. ذكر المشترع حالة الرجل، وها هو يذكر حالة المرأة، وكلاهما سَواءٌ في الطهارة وفي النجاسة.
نقرأ في آ 25: وإذا سال دم امرأة فلتكن في جميع أيام سيلانها نجسة... وعلى الناس أن يتجنّبوها، لأن كلّ من لمس شيئًا منها يكون نجسًا. ولكنّ هذه القوانين كانت تعقّد الناس وتستعبدهم. فجاء المسيح يحرّرنا منها. هو لم يخف من نجاسة تلك المرأة المريضة. عندما لمسته شفيت حالاً (مت 9: 20- 22)، فأعلن حينئذ أمام الجميع المعجزةَ التي صنَعها من أجل امرأة كانت تعتبر نفسها نجسة: إيمانُك شفاك

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM