الفَصل الثَامِن: الوَصَايا العَشْر

الفَصل الثَامِن
الوَصَايا العَشْر
20 : 1 – 21

أ- مقدمة
نقرأ الوصايا العَشْرَ (او الكلماتِ العَشْر "عشرت هادباريم " رج تث 13:4؛ 10: 14)، في هذا النصّ وفي سفر تثنية الاشتراع (6:5-12). في البداية كانت الوصايا عباراتٍ قصيرة (لا تقتل، لا تسرق) سيتوسعّ فيها الشراح في ما بعد، وهذا ما يفسّر الاختلافات بين نصّ سفر الخروج ونصّ سفر التثنية.
كيف نعدّ الوصايا؟ هناك طرائق عديدة. منها طريقة المعلّمين اليهود التي تقرأ الوصيّة الأولى في 20: 2، والثانية في 3:20-6، والثالثة في آ 7، والرابعة في آ 8- 11، والخامسة في آ 12، والسادسة في آ 13، والسابعة في آ 14، والثامنة في آ 15، والتاسعة في آ 16، والعاشرة في آ 17. ومنها طريقة أوريجنس وأغوسطينوس التي اتّبعها الكاثوليك واللوثريّون، والتي تقرأ الوصية الاولى في آ 3-6، والثانية في آ 7، والثالثة في 8- 11، والرابعة في 12، والخامسة في 13، والسادسة في 14، والسابعة في 15، والثامنة في 16، والتاسعة في 17 (بقسمها الأوّل) والعاشرة في آ 17 (بقسمها الثاني). ومنها طريقة الأرثوذكس والمُصْلحون، وهي تقرأ الوصيّة الأولى في 20: 3، والثانية في 4-6، والثالثة في 7، والرابعة في 8- 11، والخامسة في 12، والسادسة في 13، والسابعة في 14، والثامنة في 15، والتاسعة في 16 والعاشرة في 17 ؛ أمّا نحن فسنأخذ بالطريقة الثانية.
يعتبر التقليد الإلوهيميّ أنّ الله كتب هذه الوصايا بيده على لوحين من الحجارة (24: 12 ؛ 32: 15-16)، ويرى فيها التقليد الكهنوتيّ شهادة (عادوت في العبريّة، ما يجب أن يتعوّد عليه الإنسان، أو ما يَعِد به ربّه)، على أن هذه الكلمات تعبّر عن مشيئة الله (25: 16؛ 34: 29). أمّا التقليد الاشتراعيّ فيرى فيها العنصر الأساسي للعهد بين الله وشعبه (تث 13:4، 23؛ 2:5، 3) ولهذا يسمّيها "لوحات العهد" (تث 9: 9-15)، ويسمّي الصندوق الذي يحتويها "تابوت العهد" (تث 8:10؛ 9:31، 25-26).
إنّ يسوع ذكر بعض هذه الوصايا في حديثه مع الشابّ الغنيّ (مر 10 :19)، ولخّصها في وصيّتين اثنتين. الأولى: أحبب الربّ إلهك بكل قلبك، والثانية: أحبب قريبك مثلما تحبّ نفسك (مت 34:22-.4؛ مر 28:12-34؛ لو10 :25-28). وقال القديس بولس في هذا المعنى: "فالوصايا التي تقول: لا تزنِ، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وسواها من الوصايا، تتلخّص في هذه الوصية: أحبَّ قريبك مثلَما تحبُّ نفسك " (روم 9:13؛ غل 14:5).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
المقدّمة (20: 1- 2)
يتكلّم الله فيُعلن كلماتِه العَشْر. تبدو الآية الأولى كمقدّمة، وتبدو الآية الثانية كتعليل تاريخيّ ولاهوتيّ للوصايا. لولا الخروجُ من مصر وأمانةُ الله لشعبه، لما أعطاهم وصاياه. "أنا هو الربّ إلهك ". هذه العبارة التي كانت تُتلى في الاحتفالات الدينيّة تدلّ على علاقات خاصّة تربط الله بشعبه، قبل أن تربط الشعبَ بالله. يشهد على ذلك ما نجده في النصوص الكهنوتيّة كسفر اللاويّين (18: 2، 4، 21؛ 19: 3، 4، 10) أو حزقيال (20: 25؛ 28: 26) وأشعيا الثاني (41: 10؛ 51: 22)
ولنتوقّف على الكلمات أو الوصايا العَشْر.

أولاً: الوصية الأولى (20: 3-6)
لا يكن لك آلهةٌ غيري ("عل فني " في العبريّة، أي على أنني في العربيّة). فكلمة "عل " العبرية تعني بجانبي. وحدَه الله يُعبد في بلاد إسرائيل، ولا يُعبد أحد معه. وتعني أيضًا فوقي: لا تفضّل إلهًا من الآلهة عليّ. وتعني أخيرًا ضدّي: لا يكن لك آلهة أخرى تتحدّاني لأنّيْ أنا إله غيور.
هذه الوصية تجعل في إطار الطقوس وشعائر العبادة. من يحتفلْ بالطقوس يحضرْ أمام الله في هيكله، حيث لا محلَّ لآلهة أخرى. وإذا كان سليمان قد بنى هياكل خاصّة لآلهة نسائه (1 مل 11: 4-10)، فخلفاؤه سيجعلون للآلهة تماثيل في الهيكل ذاته، حيث سُكنى الربِّ الإله (2 مل 21: 4- 5). نقرأ في النصوص الأكّاديّة والكنعانيّة أنّه كان قربَ الإله الرئيسيّ آلهةٌ من الدرجة الثانية. ولكنّ يهوه يرفض هذه العاداتِ المعمولَ بها في الامم، لأنّه يريد أن يُعبَد وحدَه في شعب إسرائيل.
والسؤال المطروح: هل كانت ديانة إسرائيل توحيديّة؟ كان في إسرائيل توحيد عمليّ بمعنى أنّ الشعب كان يؤمن بالإله الواحد، ويتعبّد له دون أن يُنكر وجود آلهة يحقّ لسائر الشعوب أن تعبُدَها. وسوف ننتظر طويلاً قبل أن يكون في شعب إسرائيل توحيد لاهوتيّ ينفي وجود كلّ الآلهة ويعلن إيمانه بإله واحد أزليّ يسود على الكون كلِّه (1 ش 43: 10-13).
إنّ الوصية الأولى، كما تَرد في هذا النصّ، لا تُنكر وجود آلهة أخرى، بل تفترضها موجودةً وتحرّم التعبّد لها. وهنا، نحن لسنا أمامَ تعليم نظريّ عن وَحْدانيّة الله، بل أمام قاعدة عمليّة، يطلب الله بموجبها العبادةَ له وحدَه دون سائر الآلهة. وهذا ما يميّز ديانةَ بني إسرائيل عن كل ديانات الشرق القديم التي كانت متسامحة تجاه الآلهة الأخرى، فتجعلها في هيكل إلهها، أو تبني لها المعابد قرب معبد إلهها.
في هذا الإطار نقرأ كلام القديس بولس عن ذبائح الاوثان: "نحن نعرف أنّ الوثَن لا كيانَ له، وأنّ لا إلهَ إلاّ الله الواحد. وإذا كان في السماء أو في الأرض ما يَزْعُم الناس أنهم آلهة، بل هناك كثير من هذه الآلهة والأرباب، فلنا نحن إلهٌ واحد، وهو الآب الذي منه كلُ شيء ولأجله نحيا" (1 كور 4:8- 6).
لا تَصْنع لك منحوتًا ولا صورة... هذه هي الوصيّة في أساسها، وما تبقّى زاده التقليد الاشتراعيّ ليُفهِمَنا ما يجب علينا أن نعمل لنحفظ هذه الوصية.
ما معنى كلمة "فسل "؟ تعني الصورة المنحوتة أو المحفورة في الخشب والحجر والمَعدِن، لتمثّل صورة الله (رج اش 40: 19 ؛ 44: 10). وكلمة " تمونة " تعني الصورة والهيئة والشكل.
إنّ هذه الوصية تمنع المؤمن من أن يصنع أيّ صورة للرب. إنّ الرب لا مثيل له بين الآلهة، فيجب ألاّ نعاملَه مثل آلهة فينيقيا وكنعان ومصر. هناك علاقة متينة بين الصورة والحقيقة، كما بين الاسم والشخص. من حقّر الاسم حقَّر الشخص. الصورة تحمل شيئًا من حضور الله وقدرته، والإنسان الذي يمتلك الصورة يعتبر نفسه أنّه سيّد على صاحب الصورة. لا شكّ أنّنا نجد في أساس هذه الوصيّة رفضًا لأيّ تفكير سحريّ، يحسِب الإنسان بموجبه أنّه يستطيع أن يؤثّر على الإله بواسطة صورته.
أمّا السببُ اللاهوتيّ لهذا المَنْع فنحن نقرأه. في سفر تثنية الاشتراع (4: 15-19): إذا كان بنو إسرائيل لا يصنعون لإلههم أيّةَ صورة منحوتة، فلأنّ الله كلّمهم من الجبل، فلم يرَ الشعب له صورة. للشعوب تماثيلُ عن أشياءَ موجودةٍ في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، أمّا الله فلا شيء يشبهه. لذلك لا يحقّ لشعب الله أن يفعل ما تفعله سائر الأمم، لأنّه قَبِلَ وحي الله بكلمته التي معها في مكان محدّد، وفي زمن معروف، ولكنّه لم يشاهد وجه الله.
نقرأ في (آ 5-6): لا تسجد لها.. أي لا تسجد للصورة والآلهة التي تعبّر عنها هذه الصور.
الرب إله غيور. هو كالرجل الذي يغار على امرأته فيأنف من الحميّة والإباء، ويكره شِرْكة الغير في حقّه بها. الكلمة العِبْريّة عن الغيرة هي "قنا"، وهي تحتوي على فكرة الاحمرار (راجع قنا في العربية: كان شديد الاحمرار) والحميّةِ التي تظهر على وجه من تحرّكه عاطفة شديدة وانفعال قويّ. عندما يخون الشعب ربّه تظهر غَيرة الرب، فتنقلب غَيرته غَضَبًا (هذه الخيانة يسمّيها الأنبياء زنى رج هو 2: 6-7؛ ار 2: 20-24) لأنّه لا يسمحُ لشعب قطعَ معه عهدًا أن يتركه ليَلحَق آلهةً أخرى، أو يتعلّق بصور تمثّل هذه الآلهة. وهو سيعاقب من لا يُحبّه الى ثلاثة أو أربعة أجيال، أمّا من يُحبّه ويحفظ وصاياه فتكون الرحمة عليه وعلى نسله الى ألف جيل.

ثانيًا: الوصيّة الثانية (25: 7)
لا تحلف باسم الرب. هذا هو النص الأساسيّ، أمّا التعليل فهو هكذا: لأنّ الربّ لا يُبرىء من يحلف باسم باطلاً. كانوا يحلفون أمام الهيكل، ومن حلف كاذبًا حُكِم عليه حُكْمًا قاسيًا.
لا ترفعْ (نثأ في العبريّة. راجع نشأ في العربيّة رفع) يدك فتحلفْ. لا تحلف باطلاً. الكلمة العبريّة "شوا " (رج السوء في العربيّة: الأمر القبيح، الشرّ والفساد) تعني الفراغ، العديم الفائدة، اللاشيء، كما تعني الكذب والباطل. وهكذا فهذه الوصيّة تمنعنا في ما تمنعنا، من الكلام الذي لا نفعْ فيه (رج 2 صم 16:2)، ومن الحَلْف الكاذب والتجديف والشتيمة.
الاسم يرتبط بالشخص الذي يحمله، وهو يملك شيئًا من حضور الشخص وقدرته. من تلفّظ باسم الله جعل نفسه في حضور الله. لقد سعَت وسائل السحر والشَعْوذة أن تجعل الإله حاضرًا لتستعمل قدرته، لقد سعت لتؤثّر على الله من أجل السوء، غيرَ أنّ ديانة شعب إسرائيل المبنيّة على الوحي باسم الله (3: 14؛ 6: 2-3) لا تقبل بهذه الممارسات، وهي تعاقب بالموت أهل العِرافة والسحر والتجديف (لا 27:20؛ 16:24 ؛ تث 18: 9-14). فعلى المؤمن أن لا يتلفّظ باسم الله إلاّ للمديح والعبادة والصلاة، وإذا حلَف يكون حَلْفُه صادقًا.
عن الحَلْف قال يسوع: "لا تحلِفوا مطلقًا لا بالسماء لأنّها عرش الله، ولا بالأرض لأنّها مَوطىء قدميه، ولا بأورشليم لأنّها مدينة الملك العظيم، ولا تحلِف برأسك لأنّك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدةً منه بيضاءَ أو سوداء" (مت 5: 34-36).
خاف التقليد اليهوديّ القريب من زمن المسيح أن يتلفّظ باسم الربّ، فيكون تلفّظه به باطلاً. ولهذا كان يقول " الاسم " أو " السماء " أو " الحضور" (شكينة) أر " هو" ليدلّ علما الله.
أمّا نحن المؤمنين فنعرف كيف ندعو اسم الرب (يو 3: 5)، ونرفع الصوت عاليًا باسم يسوع الذي به وحدَه نخلُص (أع 4: 12)، والذي معه نصلّي كلّ يوم: ليتقدّس يا ربّ اسمك، ليأت ملكوتك (مت 6: 9)

ثالثًا: الوصيّة الثالثة (20: 8- 11)
أذكر يوم السبت لتقدّسه. في هذه الوصيّة (كما في الوصية الرابعة) نقرأ كلامًا بصيغة الإيجاب، لا بصيغة السَلْب (مثلاً: لا تعمل أيَّ عمل يوم السبت).
إنّ هذه الوصية تتعلّق بواجب العبادة، ولا تعلِن عن شريعة دينيّة أو أخلاقيّة. كان السبت جزءًا من حياة بني إسرائيل اليوميّة، وشريعتُه تتميّز عن شريعة الأعياد والذبائح والبواكير (رج 34: 18- 26).
يمكننا أن نقابل نصَّ سفر الخروج هذا بنصّ سفر التثنية (5: 12-15). يقول النصّ الأولّ: أذكر، فيعود بنا إلى الزمن القديم، ويقول النصّ الثاني: إحفظ، ("شمر" في العبريّة، وتعني سهِر واحترس وراعى) فينبّهنا إلى شريعة دخلت عاداتِ الناس.
نحفظ هذا اليوم فنقدّسه. نجعله في خدمة الربّ، فنكرّسه له. إذا كنّا نعمل ("عبد" في العبريّة تعني خَدَم، عمل) ستّةَ أيام، فنحن نتوقّف عن العمل في اليوم السابع حتى نعبد (عبد في العبريّة ترتبط بالعبادة) الربّ ونقدّم له فروضَ الصلاة والعبادة.
لماذا نتوقّف عن العمل؟ تذكّرنا الآية 11 بسفر التكوين (2: 1-4): خلق الله الكون في ستة أيام واستراح في اليوم السابع، ولهذا بارك الربّ يوم السبت. هذه الوصيّة تربط شريعة السبت بسُنّة الكون كلِّه، وتُدخلنا في لاهوت شامل لم يتعرّف إليه العبرانيّون قبل القرن السادس أو الخامس ق. م، أي في زمن الجلاء وبعدَه.
أما سفرُ التثنية فيذكّرنا بعبوديّة العبرانيّين في مصر وخلاصهم من هذه العبوديّة بيد الربّ القويّة. بما أن الشعب كانوا عبيدًا فعاملهم الله بالرحمة، فعليهم هم أيضًا أن يعاملوا عبيدَهم بطريقة إنسانيّة، فيتركوهم يرتاحون يوم السبت. وهكذا ترتبط شريعة السبت بتاريخ الخلاص في سفر التثنية، بينما ترتبط بقصّة الخَلْق في سفر الخروج. شريعة السبت في بني إسرائيل قديمةٌ جدًا، ونحن نجدها في القوانين القديمة العهد (23: 12، 34: 21)، وقد ذكرناها بعد مُعجزة المَنّ، أي حالاً بعد خروج بني إسرائيل من مصر (16: 22-29).
ونتساءل عن أصل السبت. أولاً: لا علاقة، كما قال البعض، بين السبت (شبت في العبريّة) والعدد سبعة (شبع في العبريّة)؛ ثانيًا: لا تأثيرَ مصريًّا على العبرانيّين في هذا السبيل، لأنّ مصر عرفت فتَراتٍ من الزمن مؤلّفةً، لا من سبعة أيام، بل من عشرة أيام، ثالثًا: هل أثّرت بابل على بني إسرائيل في هذا الصدد؟ لقد ربطت بابل أزمنتها بالقمر (رج عا 8: 5، 2 مل 23:4)، وقالت إنّ السبت هو يوم نحس بينما اعتبره بنو إسرائيل يومَ عيدٍ وفرح. ولكنّ هذا لا يمنع تأثير بلاد الرافدَين على تنظيم الأسبوع بأيّامه السبعة. رابعًا: هناك افتراض اخير يجعلنا قريبين من القينيّين، تلك القبيلةِ المديانيّة، التي أثّرت على بني إسرائيل في الكثير من عاداتها، كما ذكرنا. كانوا يُشعلون النار، وهم الحدّادون، طَوال ستّة أيّام، ويمتنعون عن إشعال النار في اليوم السابع (35: 3، عد 15: 32-36).
وسَواءٌ أجاء يومُ السبت من القينيّين أو من غيرهم، يبقى أنّ يوم السبت أخذ أهميّة كبرى في ديانة شعب إسرائيل، فصارت شريعته وشريعة الختان أهمَّ ما في العالم اليهوديّ من ممارسات. يكفي لذلك أن نذكر ما فعله أولئك الذين ذهبوا الى البريّة في عهد المكّابيين. أدركهم جنودُ الملك أنطيوخس الأنطاكيّ، وناصبوهم القتالَ يوم السبت، ففضلوا الموت على تدنيس يوم السبت (1 مك 2: 29-28). وفي زمن المسيح سيكون موضوع السبت نقطةَ الخلاف بين يسوع والمتشدّدين من اليهود: "أيحِلُّ فعلُ الخير يوم السبت أم لا" (مر 3: 1-6)؟ "هل جُعل الإنسانُ للسبت أم السبت للإنسان " (مر 27:2-28)؟ ومع المسيح سيُبْطَل السبت ويَحل محلّه الأحد الذي هو تذكارُ قيامة يسوع من بين الأموات وبدايةُ الخليقة الجديدة في المسيح.

رابعًا: الوصية الرابعة (20: 12)
أكرم أباك وأمّك... يشكّل إكرام الوالدين الوصيّةَ الأولى التي تنظّم علاقاتِنا بالقريب، بعد أن نظّمت الوصايا الثلاثُ الأوَلُ علاقاتِنا بالله.
أكرم أباك وأمّك، تلك هي الوصيّة الأساسيّة التي زاد عليها سفرُ الخروج: ليطولَ عمُرك في الأرض التي يعطيك الربّ إلهك؛ وزاد سفر التثنية (5: 16): "كما أمرك الربّ إلهك، ولكي تُصيب خيرًا في الأرض ".
يعبّر الكاتب عن هذه الوصية بطريقة إيجابيّة: أكرِم أباك وأمّك. أمّا الطريقة السلبيّة فنقرأها في سفر التثنية (16:27): ملعونٌ من يستخفّ بأبيه وأمّه.
أكرِم في العبرية ترجعنا الى كلمة "كبد" التي تدلّ على الثِقَل والأهميّة، وهي تطلب الإكرام والتمجيد. نحن نمجّد الله، وعندما نُكرِم والدَينا نمجّد الله الذي أراد لهما هذه الرسالة بالنسبة إلينا.
الوالدان يمثّلان الله بالنسبة إلى أولادهما، وهما يشاركان الله في عمل الخَلْق وهو الذي قال: أنموا واكْثُروا (تك 1: 28). والبركة التي أعطاها الرب للإنسان المخلوق على صورته، تقوم في إعطاء الحياة للأولاد، ومشاركة الله في عمل الخلق.
واجب الإكرام هذا يتوجّه إلى الجميع دون استثناء، لأنّ العائلة لم تكن تقتصر على الوالدَين والأولاد، كما نعرفها في العالم المتحضّر، بل كانت تشمَل الأجداد والآباء والعمُومة... وكانوا كلّهم يعيشون في ميراث الآباء.
أكرم أباك وأمّك فتكونَ لك السعادةُ ويطولَ عمرك في الأرض. تلك هي المكافأة الموعودة للأبناء البررَة، أمّا الباقون فيقول فيهم الكتاب: من ضرب أباه أو أمّه، فليقتل قتلاً، ومن لعن أباه أو أمّه فليقتل قتلاً (21: 15،17). نلاحظ في الآيتين اللتين ذكرنا أنّ واجبات الأولاد نحو الأب تساوي واجباتهم أو الأمّ.
يعبّر الكتاب المقدّس عن الإكرام الواجب للأهل بطرق متعدّدة، وأوّلُها الطاعة التي هي خضوع لإرادة الله عَبْرَ إرادة الوالدين. يحدّثنا سفر التثنية (21: 18- 21) عن الابن العاقّ الذي يعصي والده، فلا يسمع لكلام أبيه ولا يطيع أمّه. ولا يَني سفر الأمثال يردّد على مسامعنا: "إسمع يا بنيّ تأديبَ أبيك ولا تنبِذْ ما توصيك به أمّك " (ام 1 :8؛ 10: 1؛ 15: 5؛ 22:23). ولقد حفِظ لنا التقليد سفرَ طوبيّا، سفرَ المحبّة البنويّة والروح العائليّة الصحيحة. أمّا سفرُ يشوع بن سيراخ ففيه النصائح العديدة عن إكرام الأولاد لوالديهم. من أكرم أباه فإنّه يكفّر خطاياه وتُستجاب صلاته، ومن احترم أمّه فهو كمدّخِر الكنوز. من أطاع أباه طالت أيّامه. أكرم أباك وآمّك بقولك وفعلك، لكي تحلّ عليك البركة. فإنّ بركة الأب توطّد بيوت البنين، ولعنة الأمّ تقلعَ أسسها (سي 2:3-18)
وصيّة إكرام الوالدين ذكّرنا بها يسوع في أنجيله (مت 15: 4). أراد الفريّسيّون أن يتملّصوا من واجبهم تجاه والديهم، فأبطلوا كلام الله من أجل تقاليدهم. حينئذ أعاد الى أذهانهم الوصيّة المتعلّقة بإكرام الوالدين. وقال القديس بولس في رسالته الى أهل أفسس (16: 2-3): "أيّها الأبناء أطيعوا والديكم في الربّ، فهذا عين الصواب. أكرم أباك، تلك أوّلُ وصية يرتبط بها وعد وهي: لتنال خيرًا وتطولَ أيّامك في الأرض " (رج كو 20:3)

خامسًا: الوصيّة الخامسة (20: 13)
"لا تقتل ". وصية قصيرة وقديمة قِدَمَ الكون.
الفعل العبرانيّ " رصح " (في العربيّة: رضح أي رضّ الرأس بالحجارة، وتراضحوا اي ترامَوا بالحجارة أو بالنشاب) يدلّ على قتل شخص بصورة متعمّدة أو لا (تث 19: 5 في مَعرِض الحديث عن مدن الملجأ؛ رج تث 4: 41-43؛ 19: 1-13؛ عد 35: 1ي) وهو يتميّز عن فعلين. الأوّل: "هرج " (راجع في العربيّة هرج الناس: وقعوا في فتنة واختلاط وقتل) ويدلّ على القتل في زمن الحرب، والثاني: "هميت " من "موت " (في العربيّة أماته) ويدلّ على تنفيذ حُكم الإعدام بشخص من الأشخاص.
وهكذا تمنعنا الوصية الخامسة من مَسّ حياة القريب بشرّ وبطريقة غيرِ مشروعة. نحن نحترم حياة القريب في الجماعة، فندلّ على احترامنا للجماعة كلّها وعلى احترامنا لله الذي أعطى الحياة للإنسان، وجعله على صورته ومثاله.
وتتوسعّ الوصية الخامسة فتشمل ظروف الحياة الإنسانيّة كلّها، فتصل الى الغضب والاحتقار. قال لنا يسوع: "أمّا أنا فأقول لكم: من غضب على أخيه باطلاً ستوجب حكم القاضي، ومن قال لأخيه: يا أحمق، استوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا جاهل، استوجب نار جهنم " (مت 5: 21 - 22)
"لا تقتل " تعني أيضا: لا تترك أخاك يموت بسببك. وفي هذا قال يشوعَ بن سيراخ (23:34-27): "من قدّم ذبيحة من مال المساكين، فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه. خُبز المُعْوِزين حياتهم، فمن أمسكه عليهم، فإنّما هو سافك دماء. من يخطف مَعاشَ القريب يقتلْه، ومن يُمسكْ أجرة الأجير يسفُكْ دمه ". ويقول القديس يوحنا في رسالته الأولى (3: 15): "من أبغض أخاه فهو قاتل ، وأنتم تعرفون أنّ القاتل لا تثبتُ فيه الحياة الأبديّة ".

سادسًا: الوصيّة السادسة (20: 14)
"لا تَزْنِ ". الفعل العبرانيّ "نأف " يدل على العلاقات الزوجيّة بين رجل وامرأة متزوّجة أو مخطوبة. وهكذا تمنعنا الوصيّة السادسة أن نخون الرباط الزواجيّ، ومن خانه استوجب عليه حكم الموت. أيّ رجل زنى بامرأة قريبه، فليقتل الزاني والزانية (لا 10:20).
كانت الشريعة تعامل المخطوبةَ معاملتَها للمتزوّجة، والعقابُ للزنى مع امرأة مخطوبة كالعقاب مع المتزوّجة (تث 22: 22-27). ولكن الوصيّة التي نحن بصدَدِها لا تشير إلى علاقة رجل بامرأة غيرِ متزوّجة أو مخطوبة ، أو بَغِيّ (تث 28:22-29)، كما لا تشير بصورة عامّة الى البَغاء والفجور وفساد الأخلاق، بل تشدّد على احترام الزواج، لأن المرأة مُلك الرجل، ومن مسَّها مسّ مُلكيّة الرجل لها. في مثل هذه الحالة الاجتماعيّة التي عرفت تعدّد الزوجات، الزانيةُ هي فقط المرأة المتزوّجة، والرجلُ لا يزني إلاّ مع امرأة متزوجة.
ولكن هذا المعنى الضيّق سيتوسعّ، فينظر الكتاب الى الزنى والبَغاء نِظرةَ لوم، فيعتبرهما خيانةً تمزّق الزواج الذي أسسّه الله. فالزواج يفترض الأمانة، وإلاّ فكيف تدوم الأسرة وتستمرّ؟ وأيّ حبّ هو هذا الذي لا يعرف الأمانة، والحبّ الزوجيّ مشاركة في حب الله؟ فالربّ جعل نفسه خِطّيبًا وزوجًا لشعبه فأحبّه كما يحبّ الزوج زوجتَه، وغار عليه كما يَغار الخطّيب على خِطّيبته، وهو يعتبر خيانة الشعب له على مثال الخيانة الزوجيّة، على مثالَ الزنى الذي يثير غَيرته، فيسبّب للخائن الغضب والعقاب. هكذا يجب أن يكون حبّ الرجل لامرأته، وحبُّ المرأة لرجلها. ولقد قال في ذلك القديسُ بولس (اف 5: 25-33): "أيّها الرجال، أحبّوا نساءكم مثلَما، أحبّ المسيحُ الكنيسة (ومثلما أحبّ الله شعبه)، وضحّى بنفسه من أجلها. يجب على الرجال أن يحبّوا نساءهم مثلما يحبّون أنفسهم ".
وتتوسعّ كتبُ الحكمة في الحديث عن موضوع الزنى، فتنبّه المرأة الجاهلة التي تترك مرشدَ حياتها وتنسى عهد إلهها (ام 17:2)، وتحذّر الرجل من إغواء المرأة الغريبة، وتدعوه الى التعلّق بزوجته "فتكون له الظبيةَ المحبوبة والوعلة الحنون، يُرويك وَدادُها في كلّ حين، وبحبّها تَهيمُ على الدوام " (ام 5: 19). هذه الأفكار يستعيدها يشوع بن سيراخ (23: 21 ي)، فيقول إنّ الزاني يخاف عيون البشر، ولا يعرف أنّ الله يرى ويعلم كل شيء. ويُردف سفر الحكمة (3: 16-19؛ 4: 3-6) فيشدّد على أنّ ذُريّة الزُناة يُحسبون كَلا شيء، وفي آخرتهم تكون شيخوختهم بلا كرامة.
هذه الوصية "لا تَزنِ " سيأخذ بها العهد الجديد فيتعمّق فيها. مع المسيح لا رجُلَ ولا امرأة، لا عبدَ ولا حرّ (غل 28:3). إذًا المرأة مساويةٌ للرجل، وما يُمنع عن المرأة يمنع عن الرجل، وما يسمح به للرجل يسمح به للمرأة. وعلى هذا يقول القديس بولس (1كور 18:6): "اهربوا من الزنى. فكل خطيئة يرتكبها الإنسان هي خارجة عن جسده. ولكنّ الزاني يذنب إلى جسده". وقال أيضًا: "من اتّحد بأمرأة زانية صار وإيّاها جسدًا واحدًا " (1 كور 6: 16). ومقابل ذلك فالمرأة غيرُ المؤمنة تتقدّس بزوجها المؤمن، وكذلك الزوج غيرُ المؤمن يتقدّس بالمرأة المؤمنة. وإذا كان لا سلطة للمرأة على جسدها لأنّه لزوجها، كذلك فالزوج لا سلطة له على جسده لأنّه لامرأته (1 كور 7: 3-4-14). إلى هذا المستوى رفع العهد الجديد الأسرة، حيث يكون الرجل والمرأة جسدًا واحدًا، وحيث تكون النظرة المشتهية الى المرأة زنًى وفاحشة (مت 5: 28)، لأنّ أجسادنا هي هيكل الروح القدس.

سابعًا: الوصيّة السابعة (20: 15)
"لا تسرق ". تؤلّف هذه الوصية مع الوصيتين السابقتين مجموعة من المحظورات، تكوّن أسسًا يرتكز عليها المجتمع. لا تقتل، فالحياة مقدّسة. لا تزن، فالزواج مقدّس. لا تسرق، فحقّ المُلكيّة مقدّس (رج ار 7: 9؛ لو 18: 20؛ روم 13: 9). منعتنا الوصيّة الخامسة من النَيل من حياة القريب، والوصية السادسة من المسّ بحياته العائليّة. وها هي الوصيّة السابعة تمنعنا من أن نضع يدنا على ما لا يخصّنا، سَواءٌ أكان شيئًا أم إنسانًا: أمّا سرقة الأشياء فأمر معروف، ولكنّ سرقةَ الأشخاص هي الأكثر خطورة. "من سرق إنسانًا من إخوته فجعله عبدًا عنده أو باعه، فليقتل الخاطف " (تث 7:24)
إنّ الخيرات العائليّة مُلك مقدّس نحافظ عليها أمانةً للجماعة، وإطاعةً لشريعة الله. وفي هذا السبيل يقول القديس بولس (1 كور 6: 10): "لا السارقون ولا الجَشِعون ولا السكّيرون ولا الشتّامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله ". ويزيد فيقول لنا (أف 28:4): "من كان يسرف فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعملَ الخير بيديه، ليكون قادرًا على مساعدة المحتاج".

ثامنًا: الوصية الثامنة (20: 16)
"لا تشهد على قريبك شهادة زور"، أي لا تتصرّف مع قريبك كشاهد زور. يُدْلي الإنسان بشهادة أمام القاضي (عد 35: 30؛ تث 16: 18؛ 2 صم 1: 16؛ هو 5: 5؛ مي 6: 3)، ومن يكذِبْ يعاقب. يقول سفر التثنية (19: 18-19) "إن كان الشاهد شاهدَ زور، وقد شهد بباطل على أخيه، فاصنعوا به كما نوى أن يصنع بأخيه ".
وتحسّبت الشريعة لشهادة الزور، فمنعت القاضي أن يحكم على شخص دون شاهدين أو ثلاثة (تث 17: 6؛ 19: 15). وإذا حُكم على المتّهم بالإعدام رجمًا، طلب الى الشهود أن يرموه بالحجر الأوّل (رج يو 8: 7)، فإن كانوا شهود زور يصيبهم ما أصابه.
كلمة "شهادة" هي في العبريّة "عد"، وهي ترجع الى فعل يعني "أعلن رسميًّا، عدّد". ترجمت الكلمة الى السُريانيّة فكانت "سهدوتو" (ومنه الشهادة في العربيّة، أي معاينة الشيء والاطّلاع عليه والإخبار به) بمعنى الشهادة والوصيّة والتنبيه. أمّا في التقليد فستترك "عد" العبريّة المَنْحى القانونيّ لتأخذ معنى لاهوتيًّا فتدلّ على كلمة الله وشريعته وتنبيهاته وإرشاداته (مز 8:19؛ 119: 2 -4). ويتحدّث الكتاب "عن لوحي الشهادة" (18:31) اللذَين يسمّيهما سفر التثنية (9: 11) "لوحي العهد" لأن فيهما وصايا الله والتعبير عن عهده مع شعبه. ويتحدّث أيضا عن "تابوت الشهادة" (31: 7) لأنّ فيه لوحي الوصايا، وعن "مسكن الشهادة" (38- 21) حيث كان الرب يلتقي موسى، وكأنّهما على موعد.
كلمة "شقر" التي نترجمها بالزّور، تدلّ على الكذب (راجع الشقر في العربيّة)، والفعل السريانيّ يدل على الكذب والإفك والمكر والخداع. كل هذا يعني أنّ الوصيّة الثامنة لا تقتصر على شهادة زور أمام المحكمة، أو على أيّة سلطة وحسب، بل على كل أنواع الكذب والخداع والمكر والنميمة.
قال لنا يسوع: "ليكن كلامكم نعم أو لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت 37:5). وسمّى إبليس "ذلك الكذّاب وأبا الكذب " (يو 8: 44) وقال القدّس بولس (اف 4: 25): "إمتنعوا عن الكذب، وليتكلّم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه ". وقال أيضًا (كو 9:3): "لا يكذب بعضُكم على بعض، لأنّكم خلعتم الإنسان القديم وكل أعماله، ولبستم الإنسان الجديد".

تاسعًا: الوصيّتان التاسعة والعاشرة (20: 17)
الوصيّة التاسعة: لا تشتهِ بيت قريبك.
الوصيّة العاشرة: لا تشته امرأة غيرك ولا خادمة ولا خادمته ....
البيت يشمل كلّ ما يخصّ الرجل، والمرأة مُلك الرجل مثل حقله ومثل أيّ شيء يملكه. تلك كانت الحالة الاجتماعيّة في ذلك الوقت.
لا تشته. الفعل العبريّ "حمد" يعني اشتهى الشيء ورغب فيه وتلذّذ به. هو يدلّ على عاطفة داخليّة واستعداد باطنيّ، لوضع يدنا على شيء نشتهيه. وهكذا تدخل الشَهوة في القلب قبل أن تُتَرجم عملاً. نتطلعّ إلى ما هو ثمين وأهلٌ للثَناء والحمد (أي 20: 20؛ ام 20: 20)، ونتمنّى ونعمل ليكون لنا. هذه العاطفة الداخليّة يعبّر عنها سفر التثنية (5: 21-22) بفعلين: الأول (حمد) يتعلّق بامرأة القريب، والثاني (تأوّه) يتعلّق ببيت القريب وحقله وعبده وآمَته وثوره وحماره.
بهاتين الوصيّتين يدخل كلام الله أعماقَ القلب البشريّ، ليدين شهواته الخفيّة التي هي أساس كلّ رفض لوصايا الله. ولقد قال يسوع في هذا المعنى: "من القلب تخرج الأفكارُ الشرّيرة: القتل والزنى والفسقُ والسرقة وشهادة الزور والنميمة" (مت 15: 19).

عاشرًا: الخاتمة (20: 18- 21)
ونعود الى ما قرأناه في الفصل التاسعَ عشَر: الرعود والبروق وصوت البوق والجبل المدخّن. هذا هو الإطار الذي أعطيت فيه الوصايا العَشْر. لهذا خاف الشعب لدى سماعه كلام الله، وهو العارف أنْ لا يستطيعُ أحد أن يرى وجه الرب، ويبقى على قيد الحياة، لا يستطيع أحد أن يسمع صوت الرب، دون خطر على حياته. ولذلك قالوا لموسى: كلّمنا أنت، ولا يكلّمنا الله لئلاّ نموت.
موسى هو الوسيطُ بين الله والشعب. يتقبّل كلمات الله، ويوصلها الى الشعب، ويبيّن للشعب أنّ كل هذه الظواهر هي امتحان للشعب، ليفرض الربّ مخافته في قلوبهم، ويدعوهم لإطاعة وصاياه.
هذه الفكرة سيتوسعّ في الحديث عنها سفر التثنية (5: 22-23)، فيشدّد على أنّ الشعب سمع صوت الرب دون أن يموت. ويوضح في مكان آخر (تث 4: 11-15) أنّ الشعب لم يرَ صورة الله، بل رأى نارًا وسحابًا كثيفًا. وحدَه موسى كان له أن يرى الله، ويتكلّم معه، وهذا امتياز تمتعّ به وحدَه

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM