الفصل السَادسَ والأربَعوُن: يعقوب يرحل وعياله إلى مصر

الفصل السَادسَ والأربَعوُن
يعقوب يرحل وعياله إلى مصر
(46: 1- 34)
أ- المقدّمة:
1- ونزل يعقوب إلى مصر كما فعل جدّه إبراهيم (12: 1 ي) وكما حاول أن يفعل إسحق فمنعه الربّ (26: 2). أترى تبدّلت الأمور حتى إنّ الربّ ظهر ليعقوب في رؤيا وقال له: لا تخف أن تنزل إلى مصر.
2- هذا الفصل هو مزيج من التقاليد الثلاثة: التقليد الألوهيميّ يروي لنا أنّ يعقوب كان في حبرون لمّا عزم على الرحيل (آ 1 ب- 5 أ)، والتقليد اليهوهيّ يذكر لنا أفّ كان في بئر سبع (آ 1 أ، 5 ب) حين طلب الله منه أن يتوجّه إلى مصر. ويذكر التقليد الكهنوتيّ (آ 6- 7) كعادته عيال يعقوب. هذا في المقطع الأوّل (46: 1- 7) الذي يورد رحيل يعقوب إلى مصر.
3- في المقطع الثاني (46: 8- 27) يورد التقليد الكهنوتيّ أسماء بني إسرائيل الذين جاؤوا إلى مصر، أي يعقوب وبنيه، وفي المقطع الثالث (46: 28- 34) نقرأ كيف استقبل يوسف وفرعون يعقوب وعياله حين أتَوا إلى مصر.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- رحيل يعقوب (46: 1- 7)
(آ 1- 5) نقرأ في 37: 14 أنّ يعقوب كان يقيم في حبرون. ولكنّنا نراه يرتحل إلى بئر. سبع (46: 1) حيث يذبح لله ذبيحته.
لم يبادر يعقوب إلى الذهاب إلى مصر رغم نصائح يوسف وكلمة الخيرات التي وصلت إلَيه في كنعان أو تنتظره في مصر. مثل هذا القرار تترتَّب عليه نتائج مهمّة. كيف يترك أرضاً أعطاها الله إبراهيم ونسله؟ هو لن يتركها إلاَّ إذا أمره ربّه بذلك، فكان تصرّفه لا وليد إرادة بشريّة، وإن كان الأمر طبيعبًّا من الوجهة البشريّة، بل بناء على طلب الله إلَيه: لا تخف أن تهبط مصر فإنّي سأجعلك هناك أمّة عظيمة. فالربّ الذي رافق إبراهيم وإسحق في أرض كنعان يرافق يعقوب خلال إقامته في مصر.
لما ذبح يعقوب الذبائح ظهر الله له إلهاً يرتبط بمكان، وهو إله بئر سبع، ويرتبط بعائلة، وهو إله أبيه إسحق، كما كان إله إبراهيم. ووعده بأن يعيده إلى أرض كنعان، وهذا لا يعني رجوع جثمانه فحسب (50: 4 ي) بل رجوع أبنائه الموجودين في شخصه أيضاً. إنّ التفكير القديم يجعل الشعب متّحداً بجدّه والجدّ متّحداً بأبنائه فيكون الاثنان شخصاً واحداً وجسماً واحداً، ويعيشان الحياة ذاتها والمصير ذاته.
2- سلالة يعقوب (46: 8- 27)
(آ 8- 27) في هذه الآيات أقحم التقليد الكهنوتيّ لائحة بأسماء أبناء يعقوب سنقرأها مرّة ثانية في سفر الخروج (1: 1- 5). ذكر الكاتب يعقوب ويوسف وابني يوسف فصار العدد سبعين. وهذا العدد يرجع إلى تقليد قديم (تث 10: 21) وهو يرمز إلى عدد كبير وغير محدّد (خر 24: 9؛ عد 11: 16؛ قض 8: 30).
نلاحظ أنّ تعداد الأسماء يتبع ترتيب الزوجات: أبناء ليئة ثمّ زلفة ثمّ راحيل ثمّ بلهة. ونلاحظ أيضاً (آ 21) أنّ ما يقوله عن بنيامين لا يتّفق وما نقرأه في 42: 1 ي.
عدد الأشخاص: 70 ولكنّ النصّ اليونانيّ يزيد خمسة أسماء لمنسّى فيصير العدد: 75، وهذا التقليد يتبعه إسطفانوس في خطبته أمام اليهود (أع 7: 14).
3- استقبال يوسف (46: 28- 34)
(آ 28- 30) إلتقى يعقوب بابنه يوسف. قبَّلَ الواحد الآخر وبكى على عنقه... ثمّ أقام يعقوب وعياله بأرض جاسان، وتحدّد الترجمة اليونانيّة المكان بهيروبوليس في أرض رعمسيس التي هي فيتوم (خر 1: 11) وتلّ المشكوتة شرقيّ جاسان.
(آ 31- 34) عرف يوسف أنّ مزارعي مصر لا يسمحون بأن يُقيم رعاة بأرضهم، وأنّ حكّام مصر يريدون أن يراقبوا تحرّكات الغرباء في ممر فنبّه إخوته إلى هذا الأمر. فسكنوا في أرض جاسان

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM