الفصل الثالثِ وَالأربَعوُن
اللّقاء الثَاني بَين يوُسفَ واخوَته
(43: 1- 34)

أ- المقدّمة:
1- عرف يوسف أنّ إخوته سيرجعون إلَيه لا بسبب شمعون فحسب، بل أيضاً بسبب الجوع وسنواته لم تزل في بدايتها. رفض يعقوب أن يرسل بنيامين ولكنّه استسلم بعد طول عناء وبعد أن كفله يهوذا: أنا أضمنه ومن يدي تطلبه.
2- يرجع هذا النصّ، إلى التقليد اليهوهيّ مع آ 14، 23 من التقليد الألوهيميّ. يعقوب هو إسرائيل (آ 6، 8)، يهوذا يحلّ محلَّ رأوبين (آ 8).
3- رفض يعقوب أن يتخلّى عن بنيامين (43: 1- 10)، ثم قبل متّكلاً على الربّ القدير (43: 11- 14)، فأرسل بنيه إلى مصر فاستقبلهم يوسف وقدّم لهم طعاماً (43: 15- 34).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- رفض يعقوب ( 43: 1-10)
(آ 1- 10) يرفض الشيخ العنيد أن يتخلّى عن ابنه بنيامين. أقنعه يهوذا: لا يمكن رؤية وجه الوزير المصريّ دون بنيامين. وكفل له أنّه يرجع الأخ الأصغر سالماً إلى البيت.
2- ثمّ قَبِلَ مُكرَهاً (43: 11- 14)
(آ 11- 14) قبل يعقوب بإرسال الفتى، وحمّل أبناءه الهدايا والمال المردود وأمرهم بأن يسيروا على بركة الله.
3- والتقى الإخوة أخاهم يوسف (43: 15- 34)
(آ 15- 25) استقبلهم قيّم بيت يوسف، فخافوا بسبب المال المردود إلى أكياسهم. طمأنهم القيّم وأعلمهم أنّ الله هو من جعل ذلك الكنز في أكياسهم.
(آ 26- 34) في أوّل لقاء ليوسف بإخوته نلاحظ دهشة الإخوة واضطرابهم بسبب القساوة التي لاقاهم بها. أمّا في اللقاء الثاني فنتعرّف إلى يوسف وعنف عواطفه؟ وندخل معه غرفته ونراه يبكي، ثمّ يغسل وجهه ويضبط نفسه، ويجلس إلى المائدة مع حشمه تاركاً إخوته يأكلون وحدهم على طاولة أخرى. خاف الإخوة، ثمّ أخذتهم الدهشة أمام هذه الوليمة العظيمة. كيف عرف عمر كلّ واحد منهم فأجلسهم إلى المائدة بحسب كبر سنّ كلّ واحدٍ منهم؟ كما اهتمّ بهم وأرسل إليهم من طعامه بعد أن عاملهم بقساوة يومَ قَدِموا إليه في المرّة الأولى