الفصَل الأربعُون: يوسف يفسر أحلام خدم فرعون

الفصَل الأربعُون
يوسف يفسر أحلام خدم فرعون
(40: 1- 23)
أ- المقدّمة:
1- بعد أن حدّثنا اليهوهيّ عن حياة يوسف في مصر (39: 1 ي)، ها هو الألوهييّ (ما عدا آ 1 ب، 3 ب، 5 ب، 7 ب، 15 ب التي ترجع إلى اليهوهيّ) يروي لنا ما قاساه يوسف لمّا كان عبداً لرئيس الحرس (41: 2) أي فوطيفار، الذي اشتراه من المديانيّين (37: 36).
2- كان في حصن الملك خادمان أخطأا فعاقبهما بالسجن فكانا حيث كان يوسف (40: 1- 4). في الصباح كانا حزينَين (40: 5- 8) بسبب حلم رأياه. فسَّرَ يوسف حلم رئيس السقاة ورئيسا الخبّازين (40: 9- 19)، وتحقق ما قاله يوسف في تفسيره (40: 20- 23). أمّا نهاية هذا الفصل فسنقرأها في الفصل التالي حين يتذكّر رئيس السقاة يوسف ويأتي به ليفسِّر أحلام فرعون (41: 9 ي).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- في حصن الملك (40: 1- 4)
(آ 1- 4) بعد هذه الأحداث... هكذا تعوّد الألوهيميّ أن يبدأ خبره (39: 7). نجد في هذه الآيات عرضاً للأشخاص الحاضرين في السجن (في الحصن): رئيس السقاة، ورئيس الخبّازين، ويوسف في خدمتهما. هنا يفترق الألوهيميّ عن اليهوهيّ الذي جعل يوسف مسؤولاً عن السجناء بعد أن كان سجيناً مثلهم (39: 22- 23).
2- حزن رئيس السقاة ورئيس الخبّازين (45: 5- 8)
(آ 5) رأى كلٌّ منهما حلماً...
الحلم في التقليد الألوهيميّ وسيلة يتّصل بها الله بالناس (20: 3؛ 28: 12؛ 46: 2) أمّا في هذا النصّ فلا ظهور إلهيّاً في الحلم (كذلك في 41: 1 ي)، بل تنبيه مسبّق يدخل الإنسان في عالم سرّي.
كان المصريّون يهتمّون بالأحلام باحثين فيها عن مصير ينتظرهم.
(آ 6- 8) كانا حزينَين (دا 1: 10) بسبب الهموم والكدر: هما لا يستطيعان الخروج من الحصن ليعرضا حلمهمَا على مفسّر معروف أو ليرجعا إلى الكتب.
رفض يوسف كلّ تفسير يستند إلى العلم أو السحر. وحدَه الله يعرف الغيب وهو يوحيه إلى من يشاء من عباده (41: 16؛ 38: 39؛ دا 2: 19، 28، 47).
3- يوسف يفسّر حم كل من رئيس السقاة ورئيس الخبّازين (40: 9- 19)
(آ 9- 19) ويحلم كلٌّ من رئيس السقاة ورئيس الخبّازين حلماً، ويرويانه ليوسف فيفسّر لكلّ منهما حلمه. القضبان الثلاثة والسلال الثلاث تعني ثلاثة أيّام. ووجود العصافير التي تأكل الطعام هو علامة شؤم (15: 11). بعد ثلاثة أيّام سيرفع فرعون رأس رئيس الخبّازين عن عنقه فيموت، ويرفع رأس رئيس السقاة فيعيده إلى وظيفته.
لم يطلب يوسف أجراً (عد 22: 7؛ 1 صم 9: 7- 8) بل طلب من رئيس السقاة أن لا ينسى معروفه فيذكره أمام فرعون ليخرجه من هذا الموضع الذي هو فيه.
4- وكان لرئيس السقاة ورئيس الخبّازين ما قال لهذا يوسف (40: 20- 23)
(آ 20- 23) وكان كما قال يوسف. رفع (أي قطع) فرعون رأس رئيس الخبّازين عن عنقه وأعاد رئيس السقاة إلى مقامه كما في السابق. بهذه الطريقة أنهى كلٌّ منهما حياته في السجن. وكان يوسف قد طلب إلى رئيس السقاة أن يذكره أمام فرعون، وهو رجل مظلوم، ولكن رئيس السقاة نسيه فبقي مدة طويلة في السجن.

ج- ملاحظات:
كان البابليّون يعتبرون الحم مدخلاً إلى العالم السماويّ، وكان الحثيّون يعتبرونه وسيلة يعرّف بها الإله إرادته للبشر. إنّ الأحلام تجعل الإنسان يتّصل بالإله الذي يكشف له عن أمور المستقبل.
ونرى في العهد القديم أنّ للأحلام أهميّتها، وفيها يظهر الله شخصيّاً على أبيملك (20: 3) أو على يعقوب في بيت إيل (28: 12)، أو يرسل تنبيهاته إلى البشر كما نقرأ في قصّة يوسف. وبما أنّ الأحلام يلفّها الغموض غالباً، فتفسيرها يعود إلى الحكماء الذين يضيء الله عليهم بنوره (رج دا 1: 17؛ 2: 28). وهذا ما يقوله يوسف لرفيقَيه في السجن (40: 8): "الله هو من يفسِّر الأحلام" أو لفرعون (41: 16): "لا بعلمي افسِّر الأحلام، بل هو الله"

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM