القسم الرابع: يوســـــــف بن يعقوب الوزير المصري

القسم الرابع
يوســـــــف بن يعقوب
الوزير المصري
( ف 37 – 50 )

1- بدأ التقليد اليهوهيّ كتابة سيرة يوسف، ولكنّ ما كتبه سوف يضيع في التقليد الألوهيميّ الذي يهمّه بيت يوسف لأنّه والد أفرائيم. لا ننسى أنّ منبت التقليد الألوهيميّ هو قبائل الشمال، ولهذا لا نعجب إن جمع هذا التقليد الأخبار المتعلّقة ببيت يوسف، كما سيجمع الأخبار عن يشوع بن نون، ابن قبيلة أفرائيم، الذي سيتمّ في أيّامه احتلال الأرض الموعود بها.
عاشت قبيلة أفرائيم في وسط كنعان وهناك تكوّنت نواة أولى لسيرة يوسف، وتجمعّ حول هذه النواة سلسلة من الأخبار تنظّمت في قصّة محبوكة ومشوّقة في عهد سليمان أو بعده. إنطلق الكاتب من أحداث عاشرتها بضع قبائل ثم ومع قصّته فجعلها قصّة الشعب الذي سيكوّن حول ملكه مملكة كسائر الممالك لها تاريخها وتقاليدها ورجالها المعروفون حتى في أرض مصر العظمى.
2- ونتساءل: ما هو الفنّ الأدبيّ الذي تنتمي إليه قصّة يوسف؟ لقد لاحظ شرّاح الكتاب المقدّس أنّه كان للفرعون "أمينوفيس الرابع" (1372- 1354) وزير من أصل غير مصريّ اسمه "جاناشامو"، وأنّ قصّة هذا الوزير تشبه إلى حدٍّ بعيد قصّة يوسف بن يعقوب. أيكون الكاتب انطلق من نواة حقيقيّة وأغناها بما عرفه عن الوزير "جانشامو" ببعض الكتب المصريّة المكتوبة في القرن الخامس عشر ق. م.، كقصّة "بيتيس" أو "نوبيس" أوكسيرة حياة "ادريمي الالاخ"، فأعطانا خبراً تعليميّا بشكل مثل من الأمثال يبيِّن لنا كيف يستخلص الله الخير من الشرّ؟
3- وبسبب هذا التشابك بين مواضيع مأخوذة من العالم المصريّ وأخرى مأخوذة من عالم إسرائيل تبدو قصّة يوسف من أهمّ قصص الأدب العالمي. ولقد وجد فيها المؤمنون في زمن الضيق، لا سيّمَا في وقت الجلاء إلى بابل، أكبر تعزية لهم لتقوّي رجاءهم بقدرة الله وخلاصه. إنّ قصّة يوسف تحمل في طيّاتها رسالة مهمّة تقول إنّه لا الحسد ولا الغيرة ولا الظلم ولا الاضطهاد ولا أيّ شيء يستطيع أن يفشل مخطّط الله. إنّ قدرة الله تجعل كلّ شيء يؤول لخير الذين يحبّون الله. هذا ما سنكتشفه من خلال النصوص التي تؤلّف قصة يوسف بن يعقوب الوزير الذي حفظ الناس من الجوع فسمّي أباً للمصريّين ومخلِّصاً للعالم

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM