الفصَل السَّادسَ والثلاثون: سُلالة عِيسُو

الفصَل السَّادسَ والثلاثون
سُلالة عِيسُو
(36: 1- 43)

أ- المقدّمة:
1- قبل أن ينهي الكاتب سيرة يعقوب (37: 2) التي ستمتدّ إلى أبنائه، يوسف وإخوته، ها هو يجمع في هذا الفصل تقاليد عن سلالة عيسو الذي خسر البكوريّة والبركات الإلهيّة المرتبطة بها. وكما أورد أسماء بني إسماعيل بعد موت إبراهيم (25: 7- 17) ها هو يورد أسماء بني عيسو بعد موت إسحق.
2- يرجع الكاتب إلى التقليد الكهنوتيّ (1، 6- 9، 40- 43) وإلى التقليد اليهوَهيّ (آ 10- 11، 12 ب- 14، 20- 21 أ، 22- 28، 31- 39) ويغنيهمَا بمراجع وصلت إلَيه فيقدّمها للقارئ ولا يحاول أن يوفّق بينها وبين النصوص السابقة، بل يسعى إلى تدوينها لئلاّ تمسّها يد الضياع (رج 1 أخ 1: 35- 54).
3- سبعة مقاطع في هذا الفصل. نساء عيسو وأولاده في كنعان (36: 1- 5)، ذهاب عيسو إلى أرض سعير (36: 6- 8)، سلالة عيسو في سعير (36: 9- 14)، زعماء بني عيسو (36: 15- 19)، سلالة سعير الحوريّ (36: 20- 30) الذي أقام قبل عيسو في أرض أدوم، ملوك أدوم (36: 31- 39) والزعماء المتحدّرون من أدوم (36: 40- 43).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- نساء عيسو وأولاده في كنعان (36: 1- 5)
(آ 1) عيسو هو أدوم (رج 25: 25، 30).
(آ 2- 3) لا تتّفق أسماء نساء عيسو مع ما نقرأ في 26: 34- 35؛ 28: 9
(آ 4) أليعازر: اسم أحد أصدقاء أيّوب (1 ي 2: 11).
رعوئيل: اسم حمي موسى (خر 2: 18).
(آ 5) قورح عائلة لاويّة (خر 6: 21- 24؛ عد 16: 1 ي).
2- ذهاب عيسو إلى سعير (36: 6- 8)
(آ 6) يقول النصّ العبريّ "إلى أرض" بعيدة، أمّا السريانيّ فيحدّد المكان: سعير.
(آ 7-8) لماذا انفصل عيسو عن يعقوب. لا يقول الكهنوتيّ أنّ سبب انفصال الأخ عن أخيه (27: 41 ي) كان خلافاً على بكوريّة بل ضيق أرض بسبب مواشيهمَا

3- سلالة عيسو في سعير (36: 9- 14)
(آ 9) أبو أدوم أي أبو شعب أدوم.
(آ 10- 11) تيمَان: قبيلة أدوميّة أو منطقة من مناطق أدوم أوكلّ أدوم (عا 1: 12؛ ار 49: 7- 20) قناز هو أبو القنزيّين.
(آ 12-14) تمناع هي قبيلة حوريّة (آ 22).
عماليق: أبو بني عماليق وهم بدو أقاموا في صحراء سيناء وجنوبيّ كنعان (خر 17: 8-16، تث 25: 17؛ 1 صم 15: 2). بما أنّ عماليق هو ابن الجارية لا ابن الزوجة، لذلك لم يذكر اله مع الزعماء الاثني عشر في سلالة عيسو.
زارح : اسم ابن تامار، كنة يهوذا (38: 30).
4- زعماء بنى عيسو (36: 15- 19)
(آ 15- 19) زعماء (الوف في العبريّة) الأدوميّين والحوريّين. رج 1 أخ 1: 51- 54؛ خر 15: 15. الأسماء المذكورة هنا وفي الآيات اللاحقة نقرأها هي ذاتها في الآية 11 ي.
5- سلالة سعير الحوريّ (36: 20- 30)
(آ 20) سعير هو اسم شخص، واسم منطقة أقام فيها الحوريّون قبل أن يطردهم منها الأدوميّون (تث 2: 12، 22).
(آ 21) ديشون: ابن عانة (آ 25).
(آ 22- 30) أسماء ذكرت في ما مضى.
6- ملوك أدوم (36: 31- 39)
(آ 31) قبل أن يملك ملك في إسرائيل أي قبل شاول (1 صم 10: 1 ي).
ملكوا في أرض أدوم أي قبل داود الذي أخضع الأدوميّين (2 صم 8: 13- 14) لسلطانه.
هذه اللائحة تدلّ على أنّ بني أدوم عرفوا النظام الملكيّ قبل بني إسرائيل.
نشير هنا إلى أنّ كل ملك أقام في عاصمة له: عويت، فاعو...
(آ 32) بالع : راجع بلعام بن بصور (عد 22: 5).
(آ 33- 36) هدد: اسم إله فينيقيّ، إله العاصفة والخصب. وهو أيضاً اسم ملك من أدوم (1 مل 11: 14 ي) مسريقة: شماليّ خليج العقبة.
(آ 37- 39) شاول: اسم أوّل ملك في بني إسرائيل.
رحبة النهر قرب نهر أدوم.
بعل حنان: أي الحنون.
7- الزعماء المتحدّرون من آدوم (36: 0 4- 43)
(آ 40) تمتزج هنا أسماء الأشخاص والقبائل والأمكنة. (قابل مع 1 أخ 1: 51- 54).
تمناع هو زعيم، وفي آ 12 هو سريّة أليفاز بن عيسو، وفي 22: أخت لوطان.
(آ 41- 43) اهليبامة هو زعيم. وفي آ 2: بنت عانة.
مجديئيل: إيل أو ألله هو مجدي.

ج- ملاحظات:
1- يحفظ لنا هذا النصّ تقاليد قديمة جدّاً، ولولاها لما وصلت إلينا أيّة معلومات عن شعب أدوم وعمون وغيرهما من القبائل التي اجتاحت أرض كنعان في الألف الثالث ق. م. ذكر الكاتب أدوم وأشار إلى أنّه نظّم مملكة (عد 20: 14 يذكر ملك أدوم) كان ملوكها يُنتخبون انتخاباً. يذكرهم الكتاب لِما بينهم وبين إسرائيل من قرابة. فهل جاؤوا مثلهم من الشمال والشرق قبل أن يقيموا في ما يسمىَّ اليوم سوريا ولبنان وفلسطين؟
2- حفظ التقليد هذه الأداء التي وصلت إلَيه لأنّه اعتبر نفسه مؤتمناً على كلّ ما نقله الآباء إلى الأبناء. أمّا نحن المسيحيّين فنرى في هذه الأسماء وحدة الشعوب كلّها مع شعب إبراهيم وإسحق ويعقوب. جميعهم خطئوا فاستحقّوا العقاب. وجميعهم دخلوا في تاريخ الخلاص بانتظار أن تصل إليهم نعمة الله وعطيّته في يسوع المسيح مخلّصنا (تي 1: 4) ومخلّص جميع الناس (1 تم 4: 10).

د- مواضيع عامّة:
1- صورة الله في حياة يعقوب
ظهر الله ليعقوب مرّات عديدة، وفي كل مكان ظهر فيه طلب إليه أن يقيم هناك معبداً. فالله هو إله شخصيّ يرتبط بإبراهيم وإسحق ويعقوب، وهو إله شخصي يرتبط بمكان من الأمكنة. اسمه إيل بيت إيل (31: 31) وإيل فنوئيل (32: 25- 33) وإيل شكيم (30: 22).
نفهم انطلاقاً من هذا الواقع أن لا تعارض بين طرق عبادة الآباء وطرق العبادات الكنعانيّة، وأنّ الأماكن التي مرَّ فيها الآباء ستبقى مركز عبادة للشعب إلى أن يتكرّس هيكل أورشليم مركزاً وحيداً لتقدمة الذبائح.
ونفهم أيضاً أن السلّم التي رآها يعقوب في حلمه (28: 12) تشبه إلى حدِّ بعيد ذلك "الدرج" اللولبيّ الذي يصل بالحجاج إلى أعلى الأبراج (زيغورات) في أرض العراق.
وهكذا ينطلق يعقوب من تقاليد محليّة وصوَر من العالم الذي يعيش فيه ليعطي اسماً للإله الذي أقام معه عهداً وليعبد ذلك الذي حفظه حيثما اتّجه وردّه إلى أرض كنعان سالماً.
أما صراع الربّ مع يعقوب قرب نهر "يبوق": فهو حدث مهمّ في حياة يعقوب. نحن لا نعرف بالضبط ما جرى هناك: أيكون ذلك صراعاً دينيّاً حدث في قلب يعقوب حين رأى الله وجهاً لوجه وبتي على قيد الحياة (خر 33: 20؛ قض 6: 22 ي)؟ أيكون ذلك صراعاً جسديّاً مع كائن يجسّد الله. ظهر الله بطريقة حسيّة فرأى يعقوب وجهه (فنوئيل أي وجه الله)، وأزال من بيته كلّ الآلهة الغريبة ليدلّ على أنّه ربط حياته بإله أبيه الذي كان معه ونجّاه من كلّ شرّ.
2- القيمة الأخلاقيّة لتصرّفات يعقوب
إذا تتبّعنا سيرة يعقوب رأينا أنّ أعماله لا تشرّف من نسمّيه واحداً من آبائنا في الإيمان. ماذا نقول عن صحن الطعام (العدس) (25: 27- 34) الذي به اشترى حقّ البكوريّة من أخيه؟
وما رأيكم بكذبه على والده الأعمى حين احتال عليه وسرق منه البركة المحفوظة للابن البكر. (27: 1- 4)؟ ونتساءل أيّهما أكذب لابان أم يعقوب، لابان يحتال على ابن أخته فيعطيه ليئة بدل راحيل، أو يعقوب يحتال على خاله لتكثر ماشيته على حساب خاله (30: 25 ي)؟
لا شكّ في أننا لو أردنا أن نحكم على الآباء بمعيار الإنجيل يكون حكمنا قاسياً عليهم، لأنّه لو سجّل الله جميع خطايانا من ينجو من دينونته وعقابه (مز 130: 3)؟ وإذا أردنا أن نحكم على يعقوب بمعزل عن أشخاص العهد القديم نكون له ظالمين. هل نسينا كيف تصرّف كلٌّ من إبراهيم وإسحق مع امرأته فباعها من أحد الملوك، فنجا بحياته واقتنى بسببها المال والغنى؟ نقول هذا الكلام لا لنبرّئ ساحة إبراهيم أو نؤكّد أنّ ليعقوب حقّاً في أن يكذب لأنّه أحد الآباء الذين اختارهم الله، ومتى كان الإنسان، مهمَا عظم، فوق شريعة الله؟ إنّمَا نودّ أن نقول إنّ يعقوب كان إنساناً خاطئاً، والكتاب المقدّس يحدّثنا عن أناس خاطئين أخذهم الله بطبيعتهم، فأقام معهم عهداً وحقّق معهم مخطّطه الخلاصيّ. عندما نتطلعّ إلى أغوسطينوس، لا نتوقّف على حياته الخاطئة بل نتأمل بإعجاب إلى ما آلت إلَيه حياته بعد ارتداده إلى الله. وهكذا نتطلعّ إلى يعقوب بعد الاختبار الذي عاشه على نهر يبّوق: انقلبت حياته، فلم يعد رجل الكذب والحِيَل، بل رجل الإيمان الذي رأى الربّ فتعلّق به وربط حياته بحياته. وخير دليل على هذا التبدّل هو صلاته للربّ قبل أن يلتقي بأخيه عيسو (32: 9- 13) قال:
يا إله إبراهيم وإله أبي إسحق
قلت لي: إرحل إلى أرضك وعشيرتك وأنا أحسن إليك.
أنا لا أستحقّ جميع ما صنعت إلى عبدك من إحسان ومراحم.
لم يكن لي إلاَّ عصاي لمّا عبرت الأردنّ، والآن صار لي فرقتان (من المواشي) أنقِذني من يد أخي عيسو، فإنّي أخاف أن يقتل الأمّهات مع البنين.
وأنت قلت (وعدتني) أنّك تحسن إليّ وتجعل نفسي كرمل البحر الذي لا يُحصى لكثرته.
3- شخصية يعقوب في الكتاب المقدّس
ماذا يذكر سفر التكوين عن يعقوب؟ إنّه شخص احتال على البشر وعلى الله. إحتال على أخيه فأخذ منه حقّ البكورة، احتال على أبيه فحصل على بركته، واحتال على خاله فاغتنى على حسابه، واحتال على الله فأخذ منه بركة عندما ترك أرض الميعاد متسلِّحاً بحمايته، وحاربه عند رجوعه. ولقد حفظ شعب الله ذكريات عن جدّهم المحتال، والحيلة وجهة من وجهات الحكمة.
ويذكّرنا الكاتب بأنّ يعقوب هو وارث الوعد، وأنّ مغامراته على علاّتها تدخل في مخطّط الله. الله يخطّ خطوطاً مستقيمة عبر خطوطنا الملتوية، وينفّذ إرادته رغم الالتباسات التي تتميّز بها أعمال يعقوب. منذ ولادته يتعقّب أخاه ويغلبه، ويأخذ من أبيه بركة تجعله وارثاً للوعد، والله يوافق فيعده بأن يعطيه الغنى ويدافع عنه بوجه لابان ويحميه من غضب أخيه. آمن يعقوب بالله وارتبط بكلمته ومواعيده، فكان رجل الثقة بالله كما كان إبراهيم رجل الإيمان.
اسمه يعقوب ثمّ إسرائيل. في حلم بيت إبل يدخل يعقوب في علاقة بالعالم الإلهيّ، وفي صراعه مع الله في وادي يبّوق سيعيش اختباراً دينيّاً عميقاً يتبدّل بعده اسمه من يعقوب إلى إسرائيل. بإيمانه، لا بحيلته، تغلّب على ما يمنعه من دخول أرض الميعاد، وقبِلَ البركة المنشودة. لقد كان صراع ممرِّ يبّوق محنة صهرت يعقوب ونقَّت حياته فلم يعد رجل الحِيَل والخداع. وهكذا رفض في ما بعد عمل ولدَيه الانتقاميّ (34: 13) الذي يشبه إلى حدٍّ بعيد تصرّفاته السابقة مع أخيه ووالده وخاله (27: 35، 34: 30) وأخذ يتّكل على ربّه في إيمان لا غبار عليه.
ويرى سائر الكتب المقدّسة في يعقوب ذلك الذي حمل المواعيد إلى شعبه بعد أن تسلَّمها من أيدي إبراهيم وإسحق. اسمه إسرائيل، والكلمة تعني النسل والإرث، وهي رمز عمّا يحقّقه الله في شعبه.
إسم يعقوب هو ينبوع إيمان لأنّه أبو الشعب (اش 58: 14؛ مي 7: 20؛ سي 44: 23) وسبب بركات له. إختاره الله بطريقة مجّانيّة (ملا 1: 2) وجعله حبيبه (مز 46: 5) ومختاره (مز 105: 6) وقدّوسه (دا 3: 35) الذي كان أميناً لشعبة (طو 4: 12) بعد أن علّمته الحكمة (حك 10: 9- 12) أنّ التقوى فوق كلّ شيء.
4- شخصيّة يعقوب في التقاليد اليهوديّة
نتوقّف على كتاب اليوبيلات الذي يشدّد على دور يعقوب وشخصيّته بنوع خاصّ.
يعقوب هو مختار الله وهو أعظم من إبراهيم في تاريخ شعب الله. عرف إبراهيم مسبقاً باختيار الله ليعقوب واتّفق ورفقة في تفضيله على أخيه، وباركه بركة خاصّة قبل موته بالكلمات التي قالها له إسحق. باركته أمّه قبل أن يباركه أبوه. أمّا خطأ أبيه فقد أراده الله. إذاً يعقوب هو الوارث الحقيقيّ لإبراهيم وإسحق، وعليه تنزل كلّ البركات التي منحها الله أحبّاءَه منذ الخلق: ليباركك الله من الفلك، من فوق، وليعطِك البركات التي أعطاها آدم وأحنوخ ونوحاً وساماً.
يعقوب هو الابن المفضّل الذي باركه إبراهيم كما لو كان ابنه الخاصّ وقال فيه: "هو ابني، عنه رضيت بكلّ قلي وكلّ عواطفي". وفضَّلته رفقة على عيسو، وتمنّت أن يحبّه ربّ الكون كما أحبّته هي. وإسحق نفسه يقول عنه في نهاية حياته: "أنا الآن أفضِّل بعقوب على عيسو وسوف أصلح ما بينَهمَا". أمّا عيسو فيصرخ: "إن كنت لا أحبّ أخي فن سأحبّ؟"
يعقوب هو الرجل الكامل الذي لا عيب فيه وهو يستحقّ كلّ مديح، هو الرجل المستقيم في تصرّفاته، والنقيّ البارّ الذي يرفض الزواج ببنات كنعان ليطيع وصيّة إبراهيم. ولهذا تهتف رفقة: "مبارك الربّ الذي أعطاني في يعقوب ابناً بارّاً ونسلاً مقدّساً". في بيت خاله، لا يخاف شيئاً لأنّه الرجل الكامل والأمين والنزيه عن كلّ شرّ، العابد لله وحده من كلّ قلبه.
أمّا فيلون الإسكندريّ الذي قرأ التوراة على ضوء الثقافة اليونانيّة، فقد تكلّم عن يعقوب المنتصر على الرغبات الجامحة قبل أن يصير مثالاً لكلّ نفس ترغب في الفضيلة وتتشوّق إلى بلوغ بيت الله. وشدّد على مسيرة يعقوب الروحيّة فقال فيه: "إنّه رمز للخير منذ الحبَل به في بطن أمّه، وقد تمرّس على القتال ضدّ الشرّ (تلميح إلى صراعه مع عيسو في بطن أمّه) منذ نعومة أظفاره. كان كلام الله رفيقه في مسيرته فاستمدّ منه الرجاء والفرض".
وهناك تقاليد تذكر يعقوب الذي اهتمّ بالتوراة وعلّمها أولادَه: "إسمع يا إسرائيل، يعقوب أبونا. الله ربّنا هو الإله الواحد". كما أنّ هنالك تقاليد أخرى تربط كلّ أبٍ من الآباء برحلة من مراحل النهار، فتربط إبراهيم بصلاة الصباح، وإسحق بصلاة الظهر، ويعقوب بصلاة المساء.
5- شخصيّة يعقوب في المسيحيّة
يذكر المسيح إبراهيم وإسحق ويعقوب ليبرهن على الإيمان بالقيامة (مت 22: 23؛ مر 12: 26؛ لو 20: 27) ويبيّن أنّهم ما زالوا أحياء في ملكوت الله، لأنّ اتحادهم به منع الموت من أن يمسّهم.
ويذكر القدّيس بولس يعقوب في سياق حديثه عن الخلاص المجّانيّ في المسيح (روم 9: 11- 13، رج عب 11: 9) ويبرّر اختيار يعقوب بدل عيسو. ويلمّح يوحنا (1: 51) إلى يعقوب وسلَّمه إلى المقام الذي له في قلوب أبنائه (يو 4: 12).
أمّا آباء الكنيسة فهم يكرّمون يعقوب ويقرأون ما كتب عنه على ضوء العهد الجديد. يعقوب هو المثال البعيد لشخص المسيح والكنيسة. ليئة هي رمز المجمع اليهوديّ، وهي تلد أبناء بحسب الجسد، وراحيل هي رمز الكنيسة، وهي تلد المسيحيّين الذين هم إسرائيل المبارك ونسل يعقوب بحسب الإيمان والروح. ويذكر الآباء الشرقيّون قداسة يعقوب فيشدّدون على أنّ حياته كانت تتميماً لمشيئة الله

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM