الفصَل الثالِث وَالثلاثون: لقاء يعقوب بعيسو

الفصَل الثالِث وَالثلاثون
لقاء يعقوب بعيسو
(33: 1-20)

أ- المقدّمة:
1- نقرأ أوّلاً خبراً من التقليد اليهوهيّ (33: 1- 11) الذي طعّمه الكاتب الملهم ببعض آيات من التقليد الألوهيميّ (4، 5 ب، 11 أ)، وهو يروي لنا لقاء يعقوب بعيسو. كان يعقوب خائفاً (32: 4- 14)، ولكنّ الربّ سهّل له أموره في هذا اللّقاء كما سهّل له أموره في حاران.
2- وسأل عيسو أخاه أن يقيم معه في أرض سعير، فتظاهر يعقوب بالقبول ولكنّه تهرّب فقال له: الأولاد ضعاف البنية والغنم مرضعات. وثق عيسو بكلام يعقوب ومضى، واختفت أخباره بالنسبة إلى يعقوب (33: 12- 17).
3- وصل يعقوب إلى شكيم (33: 18- 20) في الجهة المقابلة لأرض سعير بين فنوئيل والأردنّ، وابتنى له هناك بيتاً وصنع لحيواناته أكواخاً. أتراه أراد أن يترك حياة البدو ليقيم بين الحضر.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- والتقى يعقوب بعيسو (33: 1- 11)
(آ 1- 4) إلتقى يعقوب بأخيه، بعد أن جعل أمامه الأمتَين وأولادهما ثمّ ليئة وأولادها وراحيل وولدها، كان خائفاً على حياته وحياة قومه، ولكنّ عيسو برّد خوفه "فألقى بنفسه على عنقه وقبّله". سجد له يعقوب سبع مرات كما يسجد الناس للملوك، ولكن يبدو أنّ عيسو نسي الماضي. هل أثّرت فيه الهدايا؟ هل اعتبر أنّ أخاه سيكون تحت سلطته في أرض سعير؟ هل رتّب الله أمور يعقوب دون أن يدري، فغيّر قلب عيسو نحوه؟
(آ5- 11) قدّم يعقوب إلى أخيه عياله فسجدوا له، وحرّج عليه أن يقبل منه هداياه فقبلها، فتأكّد يعقوب في قلبه أن عواطف شقيقه قد تغيّرت نحوه. حينئذٍ قال له: رأيت وجهك كما يُرى وجه الله. خاف من لقائه بأخيه كما خاف من لقائه بالله، ولكن، كما أنّ لقاءه بالربّ ثمّ ببركة الربّ ورضاه، كذلك انتهى لقاؤه بأخيه على خير، فرضي الأكبر على الأصغر وقبل هداياه لا كأنّها من عبد إلى سيّده، بل من أخ إلى أخيه أنم الله عليه بالغنى.
2- وافترق يعقوب عن أخيه (33: 12- 17)
(آ 12- 17) اقترح عيسو على يعقوب أن يرافقه ليحميه في مسيرته، غير أنّ يعقوب تهرّب من هذا الاقتراح بحيلة ولباقة: لا تستطيع قافلة النساء والأولاد والمواشي أن تسير كما يسير الرجال. واقتسم يعقوب وعيسو الأرض، فأقام هذا في سعير وذاك في سكوت.
3- وأقام يعقوب في شكيم (33: 18- 20)
(آ 18) وصل يعقوب سالماً إلى شكيم كما تقول بعض الترجمات دون أيّة صعوبة ونصبَ خيامه هناك.
(آ 19- 20) واشترى في شكيم قطعة أرض ليدلّ على أنّه ينوي البقاء في هذا المكان، ولكنّه سوف ينتقل إلى بيت إيل بانتظار أن ينزل إلى مصر. وبنى مذبحاً لا لإله مكانيّ يُسمّى باسم مكانٍ من الأمكنة، بل لإله شخصيّ يرتبط والإنسان بعلاقة صداقة: هو مذبح "إيل" إله إسرائيل (أو يعقوب).
حمور أي الحمار هو والد شكيم وهو يقيم في شكيم (قض 9: 28).
شكيم هو اسم مدينة واسم ابن حمور (34: 2 ي).
كما اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة فدفن فيها هو وامرأته... كذلك اشترى يعقوب قطعة أرض ستوضع فيها عِظام يوسف بعد رجوع العبرانيّين من أرض مصر (يش 24: 32؛ رج أع 7: 15- 16).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM