الفصل الثلاثون: الله يُبارك يَعقوب بالبَنين وَالأموَال

الفصل الثلاثون
الله يُبارك يَعقوب بالبَنين وَالأموَال
(30: 1- 43)

أ- المقدّمة:
1- إنّ وجود امرأتين تحت سقف واحد يسبّب الخلافات حتى بين المرأة وأختها وهكذا غارت راحيل من ليئة لأنّ الربّ لم يهب لها أولاداً، وتألّمت ليئة من راحيل لأنّ يعقوب فضَّلَ أختها عليها وسيفضّل ولدَي راحيل على أولادها.
2- يرجع النصّ إلى التقليدَين اليهوهيّ والألوهيميّ. نقرأ في اليهوَهيّ الآيات 1 أ، 3 ب، 4أ، 9- 16، 20 ب، 21، 24 ب. وفي الألوهيميّ الآيات 1 ب- 3 أ، 4 ب- 8، 17- 20 أ، 22- 24 أ. أمّا ما تبقّى فقد أقحمه الكاتب الملهم بعد أن حوّره ليتوافق وسياق الخبر.
3- يورد لنا النصّ الأبناء الذين تبنّتهم راحيل (30: 1- 8)، ثمّ الذين تبنّتهم ليئة (30: 9- 13) قبل أن يروي لنا خبر اللفّاح كمثل على مزاحمة الأختَين على قلب زوجهما (30: 14- 24). بعد هذا سيكون لليئة ثلاثة بنين ولراحيل ابن واحد هو يوسف. ويروي لنا النصّ أخيراً كيف اغتنى يعقوب فصار له غنم كثير وإماء وجواري وجِمَال وحمير (30: 25- 43).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- إبنا راحيل من جاريتها بلهة (30: 1- 8)
(آ 1) كانت راحيل، المرأة المحبوبة، عاقراً مثل سارة (16: 2) ورفقة (25: 21) فغضبت على زوجها بسبب أختها (16: 2- 5، 1 صم 1: 6 ي): أعطني ولداً.
(آ 2) ألعلّي أنا مكان الله؟ الله يميت ويُحي، الله يفتح الرحم ويغلقه (29: 31؛ 1 صم 1: 5).
(آ 3) وقدّمت راحيل ليعقوب جاريتها بلهة فولدت له داناً ونفتالي.
تلد على ركبتي. هذه العبارة تعني أنّ الجارية كانت تضع ولدها بحضور سيّدتها فتأخذه هذه على ركبتها علامةَ أنّها تتبنّاه حاسبة إيّاه كابنها وثمرة أحشائها.
(آ 4- 7) دان: الله دان وأنصف فكان بجانبي (تث 32: 36؛ ار 21: 12).
(آ 8) نفتالي يذكّرنا بصراع إيل وهو يدلّ على ما كلّف راحيل من جهاد لكي تغلب أختها.
2- أبناء ليئة من جاريها زلفة (30: 9- 13)
(آ 9- 15) وفعلت ليئة كما فعلت أختها فقدّمت إلى زوجها جاريتها زلفة فولدت لها جاداً وأشير.
(آ 11) جاد أي أعطى بسخاء وجاد هو إله الحظّ (اش 65: 11).
(آ 12- 13) أشير: يا لسعادتي وهنائي (ام 31: 28).
3- شجر اللفّاح (30: 14- 24)
(آ 14) أيّام حصاد الحنطة أي الصيف.
(آ 15) إستولت راحيل على قلب يعقوب فأرادت ليئة حصّتها (خر 21: 10).
(آ 16- 21) وولدت ليئة يساكر وزبولون ودينة.
يساكر أي إنسان (ايش في العبريّة) الأجرة (شكر في العبريّة).
زبولون: الهبة الحسنة بحسب الألوهيميّ والتكريم بحسب اليهوهيّ.
دينة ترتبط بدان. لا نقرأ في 32: 23 اسم دينة ولكن خبرها في 34: 1 ي. ويورد النصّ الكتابيّ أنّه كان ليعقوب بنات غير دينة (37: 35؛ 46: 7، 15).
(آ 22- 24) وولدت راحيل يوسف وطلبت أن يزيدها الربّ ولكنّها ستنتظر طويلاً قبل أن يعطيها الربّ بنيامين. يوسف: يعني أنّ الله نزع (اسف في العبريّة) العار بحسب الألوهيميّ، أو ليزد الله بحسب اليهوهيّ.
يذكر النصّ "اللفّاح" وهو نبت الحبّ. أخذت منه ليئة فولدت يساكر وزبولون ثمّ دينة. وأخذت منه راحيلِ فولدت يوسف، الذي بدا وكأنّه عطيّة خاصة من الربّ بعد أن انتظره يعقوب طويلاً كما انتظر إبراهيم إسحق. بولادة يوسف امّحى عقم راحيل وعرفت أنّ الله استجاب صلاة يعقوب لأجلها. الله هو من يعطي الحياة والخصب، وينزع العار عن المرأة العاقر. فضّل يعقوب راحيل على ليئة فعاقبه الله وفتح أحشاء ليئة وأعطاها الأبناء العديدين. ولمّا صلّت المرأة العقيمة إلى الربّ فتح الربّ أحشاءها.
4- واغتنى يعقوب (30: 25- 43)
(آ 25- 30) بعد أن خدم يعقوب لابان 14 سنة، أراد أن يرجع إلى البيت الوالدي. ولكنّ لابان اعتبر يعقوب عبداً له، والعبد، إن تحرّر، يترك لسيّده امرأته وأولاده (خر 21: 4- 5): البنات بناتي والبنون أبنائي. ولكنّ يعقوب يشدّد على قرابته إلى لابان وعلى أنّ وجوده عند خاله جعل مقتناه يزداد. وتداول الرجلان في الأمر بعد أن أخذ الواحد حذره من الآخر.
(آ 31- 43) ويتّفق الرجلان مرّة أولى ومرّة ثانية، فيحتال لابان على يعقوب ولكنّ ابن الأخت يبدو أكثر حيلة من خاله، فيصير صاحب المواشي العديدة.
ما هو دور الله في هذه المرحلة من حياة يعقوب؟ يعتبر التقليد الألوهيميّ أنّ غنى يعقوب المتزايد هو علامة بركة من الله، فيغضّ النظر عن طريقة جمعه. أمّا التقليد اليهوهيّ فلا يعطي أيّ حكم على تصرّف يعقوب، بل يكتفي بإبداء الخبر معتبراً أنّ الله يخرج من الخير شرًّا من أجل أحبّائه

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM