القِسمُ الثالِث: يَعقوب أبو شعْب إسرائيل

القِسمُ الثالِث
يَعقوب أبو شعْب إسرائيل
( ف 29 – 36 )

1- لأوّل وهلة تطالعنا حياة يعقوب فتبدو وكأنّها حياة رجل مغامر. كان إبراهيم رجل الإيمان وإسحق رجل الطاعة والخضوع، بينما يعقوب رجل الحيلة والكذب. هل كان الله حاضراً في حياته كما كان حاضراً في حياة إبراهيم وإسحق؟ رغم كل تصرّفات يعقوب، فالله يتدخّل شخصيّاً في حياته. فهذا الرجل الخاطئ هو في الوقت ذاته رجل الثقة بالله، والله جاء يدعو الخطأة قبل الصدّيقين، وهو يعرف أن يأتي إلينا فيساعدنا حتى ولو كنّا في عمق أعماق الخطيئة. سوف نرى الله يأخذ يعقوب بما يملك من حسنات وسيّئات ليصل به إلى تلك المرحلة التي يصارع فيها الله فيفهم أنّ حكة البشر جهل لدى الله وقوّة البشر ضعف لدى الله (1 كور 1: 25).
مع يعقوب تخطو سيرة الآباء خطوة مهمّة، تنطلق من إبراهيم وإسحق فتصل إلى يوسف الذي يأخذ والده وإخوته إلى أرض مصر.
2- سيرة يعقوب التي نقرأها ترجع إلى التقاليد الكتابيّة الثلاثة، أي اليهوَهيّ والألوهيميّ والكهنوتيّ، مع العلم أنّ حصة التقليد الكهنوتيّ ضئيلة جدّاً. وهي تقسم ثلاثَ مراحل: في المرحلة الأولى (سبق وتحدّثنا عنها) نقرأ عن علاقات يعقوب بعيسو وحصوله على بركة والده. في المرحلة الثانية نقرأ عن علاقات يعقوب بلابان في بلاد حاران وزواجه بابنتَيه، في المرحلة الثالثة نقرأ عن دور يوسف في حياة والده الشيخ وإخوته

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM