الفصَل السَّابع: الطّوفان: المياه تفيض فتغمُر الأرْض

الفصَل السَّابع
الطّوفان: المياه تفيض فتغمُر الأرْض
(7: 1-24)

أ- المقدّمة:
1- يتابع الكاتب الملهم خبر الطوفان فيروي لنا الأحداث أو الاستعدادات الأخيرة قبل أن يدخل نوح وعياله والحيوانات التي معه إلى السفينة (7: 1- 16)، تمّ يصوّر لنا المياه ترتفع فوق الأرض فتهلك كلّ جسد في أنفه نسمة حياة (7: 17- 24). فاضت المياه وحملت معها الموت إلى الأرض، فتركها الربّ تفعل وهو لم يتدخّل ليضع لها حدّاً. ولولا نوح لنسي أنّ على الأرض بشراً وبهائم.
2- في هذا الفصل أيضاً يتمازج المرجعان اليهوهيّ والكهنوتيّ. فالآيات 1- 5 اليهوهيّة التي تقابل 6: 17- 22 الكهنوتيّة تفترض أنّ السفينة بُنيت (6: 13- 16)، والآيات 7- 10 توفّق بين اليهوهيّ والكهنوتيّ، والآية 11 (كهنوتيّة) تحدّد ما قيل في آ 6 (كهنوتيّة)، وآ 12 (يهوهيّة) وآ 13- 16 (كهنوتيّة). وهكذا تتداخل الآيات من المرجعَين اليهوهيّ والكهنوتيّ في وحدة أرادها الكاتب متناسقة دون أن يضيع شيئاً من كلام الله.
ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- الاستعدادات الأخيرة (7: 1- 16)
(آ 1) هنا يبدأ النصّ اليهوهيّ.
سينجّي الله نوحاً وعياله بسبب برارته وكمال سيرته. كان نوح صادقاً مع الربّ أميناً على وصاياه خاضعاً له فبنى السفينة. يكفي أن يقول الله (رج 6: 13) ويأمر لينفّذ نوح أوامر الله.
(آ 2) طلب الربّ من نوح أن يأخذ معه سبعة أزواج من الحيوانات الطاهرة وزوجاً من الحيوانات غير الطاهرة: زوج واحد لكي يتكاثر الحيوان، وما تبقّى سيأكله الإنسان ثم سيقدّم بعضاً منها ذبيحة لربّه، لهذا أخذ منها سبعة أزواج.
(آ 3) وأخذ نوح سبعة أزواج من الطيور، هنا لا يميّز الكاتب بين الطيور الطاهرة وغير الطاهرة.
(آ 4) لماذا يطلب الربّ من نوح أن يقوم بهذه الاستعدادات؟ بعد سبعة أيّام سيأتي طوفان على الأرض فتمطر السماء أربعين يوماً وأربعين ليلة ويمحى كلّ من فيه نسمة حياة.
(آ 5) وعمل نوح بحسب أوامر الربّ (رج 6: 22).
(آ 6) نصّ كهنوتيّ، عمر نوح هو نقطة الانطلاق لزمن الطوفان. لمّا وُلد سام وحام ويافث كان عمر نوح خمس مئة سنة (5: 32)، ولمّا كان الطوفان كان عمره ست مئة سنة.
(آ 7- 10) ونعود إلى النصّ اليهوهيّ.
ظلّ نوح سبعة أيّام يجمع حيواناته ويعمل على تأمين الطعام لها قبل أن يبدأ الطوفان. يذكر النصّ الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة، ولكن يدخل السفينة اثنان، ذكور وإناث. وأغلق الربّ الباب على نوح (رج آ 16).
(آ 11) مرجع كهنوتيّ وفيه اهتمام بتحديد الوقت: السابع عشر من الشهر الثاني، أي في بداية الربيع، لا في الشتاء كما يقول النصّ اليهوهي.
كان سبب هذا الفيضان: مياه الشتاء التي سقطت من كوى السماء، ومياه عيون الغمر التي تفجّرت وخرجت من الأرض. أجل، عادت الفوضى التي دجّنها الربّ في بداية الخلق وحاولت أن تغمر الأرض وتعيدها إلى العدم. ولكنّ الربّ؟ وإن عاقب، فهو يضع حدّاً لعقابه ولا يسمح بأن يرذل الكون الذي خلقه.
(آ 12) مرجع يهوهيّ يحدّثنا عن الشتاء الذي دام أربعين يوماً وأربعين ليلة. أمّا الطوفان الذي عرفته بابل بحسب أساطير بلاد الرافدَين فقد دام ستة أيّام وستّ ليالي.
(آ 13- 16) يعدَّد النصّ الحيوانات التي دخلت السفينة: البهائم والحيوانات والطيور، كما في الفصل الأوّل من سفر التكوين: زوج من كلّ ذي جسد.
2- الطوفان (7: 17- 24)
(آ 18- 21) مرجعِ كهنوتيّ يروي أنّ المياه غمرت الأرض كلّها، بل ارتفعت خمسة عشر ذراعا فوق أعلى الجبال، وارتفاع المياه هذا سيساعد سفينة نوح على الاستقرار فوق جبل أراراط (8: 4).
(آ 22- 23) نعود إلى المرجع اليهوهيّ الذي يخبرنا أنّ الطوفان عمّ الكون كلّه: مات كلّ من في أنفه نسمة حياة. أجل كان قصاص الله شاملاً فلم ينجُ أحد من غضبه.
(آ 24) كانت مدة الطوفان مئة وخمسين يوماً بحسب المرجع الكهنوتيّ، لا أربعين يوماً وأربعين ليلة كما قال التقليد اليهوهيّ (آ 4- 12).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM