الفصل الثالث والعشرون"مسائل رعائية"
 

الفصل الثالث والعشرون
"مسائل رعائية"
حول الاناجيل الازائية
الآب بيتر حنّا مدروس

مقدمة:
الملحوظات الاتية غيض من فيض وهي مبنية على خبرة راعوية في الارض المقدسة والاردن ومصر وقبرص وامريكا الجنوبية، منذ سنة 1982.
الهدف الاساسي من التكريم لله ومن دراسة الكتب المقدسة هو بالتأكيد لا تقديس نفوس المكرّسين فحسب بل "لاجل الذين يقدّسون انفسهم في سبيلهم" على مثال السيد المسيح الكاهن والحَمَل (راجع يوحنا 17: 19- 20). ولقد قامت الرابطة الكاثوليكية للعمل الرسولي الكتابي بمحاولة رعائية لعرض العهد القديم للمؤمنين الناطقين بالضاد. ومّا هي في مؤتمرها الحالي تسعى لتقديم الاناجيل الازائية اي متّى ومرقس ولوقا معالِجةً قضايا الحياة الروحانية والرعاوية. وهذه الخطوة حميدة بغير شك لأنها تنقل جهود الرعاة والمعلمين الى الميدان الواقعي حيث يجد المؤمنون بعض الصعوبات التي قد تكون على الدارسين واللاهوتيين هيّنة. ولكن على الراعي ان يعتني بالخراف ويهتم لهمومها. وان لنا في السيد المسيح والرسل والتلاميذ الاطهار قدوة حسنة في الاستماع الى المعترضين والسائلين والمستفسرين والاستجابة الى اسئلتهم امّا عن طريق ردود ايجابية او عن طريق اسئلة يوجهها المعلم الالهي بدوره كما حدث عندما سأل سائليه: "من اين معمودية يوحنا؟ امن السماء ام من عند الناس؟" (متّى 21: 25).

أ- المسائل المتعلقة بالاناجيل الازائية بشكل عام:
تناولت الكتب العلمية التفسيرية الموضوع الرئيسي في هذا المضمار وهو: الحكمة من وجود اناجيل ثلاثة متشابهة ازائية وكيفية التنسيق بينها. ولكن يبدو على الصعيد الشعبي ان التساؤلات تدور حول التعددية في البشارة اي على وجود اناجيل اربعة وعلى اللغة اليونانية التي وصلت الينا بها. ولعل الاستفسارات ناتجة عن عيشنا في بيئة غير مسيحية تقرّ كتاباً واحداً "في لسان عربي مبين". امّا اعتراضات المجتمع العبري فتتركز على لغة "الاناجيل" اليونانية، اذ تعوّد العبرانيون المتشددون، من دهرهم، الا يقبلوا سوى العبرية (والارامية العبرية) "لساناً مقدساً ("لشون هقودش").
عليه تنشأ المسائل المبدئية الراعوية التالية:
1- لماذا هنالك عدّة "اناجيل"؟
والحق ان "الاناجيل" الثلاثة او الاربعة هي صيغ متنوعة للانجيل الواحد لأنها اي الاناجيل تحمل البشرى الواحدة في مجيء المخلص الرب وتأسيسه للكنيسة "نوراً للامم". ويجب عدّ الانجيليين (وسائر الرسل والتلاميذ الذين كتبوا "العهد الجديد" بالهام الله ووحي منه) شهوداً امناء ضحوا واستشهدوا في سبيل شهادتهم. وكلما كثر عدد الشهادات المطابقة كان الوضع أفضل من شهادة شاهد واحد.

2- لماذا كتبت الاناجيل في اللغة اليونانية؟
ثمّة استفسار حول "اختفاء" انجيل متّى الاصلي بالارامية. ففي العقلية الشعبية المتأثرة بالاديان الاخرى الموحدة لا يجدر بحرف من الكتب المقدسة "المنزلة" ان يضيع!
وينضم متّى اليوناني- وهو نقل للاصل الارامي وتكييف له- الى سائر الاناجيل ليطرح قضية اللغة اليونانية التي كانت اللغة الدولية منذ فتوحات الاسكندر بن فيليبس الثاني المقدوني. وهكذا يدرك المرء ان كتابة الاناجيل في اليونانية- كقولك الانكليزية في ايامنا- اتى نتيجة للعبقرية الالهية والنبوغ الانساني اللذين امكنا كلمة الله من الوصول الى كل الشعوب المعروفة آنذاك. وان في ذلك تجديداً كتابياً لمعجزة العنصرة.
ويمكن في هذا المقام ان يبيّن العلم ان لغة "العهد الجديد" اليونانية ذات طابع شرقي ساميّ آرامي عبريّ (مثل العبارة "بنو العرس" وغيرها)، وانها نقل لأفكار وعواطف كان التعبير الاصلي عنها في لغة ساميّة (راجع كتابات كلود تريمونتان).

3- لماذا لا تتميّز نصوص الاناجيل في العربية بالبيان والسجع؟
ينقسم المسيحيون هنا الى قسمين: احدهما يطلب بين صحيفات "العهد الجديد" ولا سيما الاناجيل اعجازاً لغوياً عربياً "غير ذي عوج"- كإثبات ان الكلمات ليست "من عند غير الله". وعند آخرين رد فعل على العقلية غير المسيحية المشيدة بسحر البيان القرآني. تقبل الفئة الثانية ان يكون كلام الاناجيل بسيطاً غير مزخرف لا بلاغة في نثره ولا طلاوة في لفظه ولا نظماً شعرياً في متنه. ومع ان "الترجمات" الحديثة اجتهدت في ان تولي اللغة العربية عناية كبيرة، الا انها لا تقدر ان تصل الى المحسنات اللفظية من بديع وعروض يجدها المرء في كتاب أصله عربي، والسبب ان الناقلين ملزمون بالتقيد بالاصل اليوناني.
وقد يثير أسلوب القديس مرقس الساذج الشعبي استفساراتٍ عند بعض القوم. فيعجب به قوم لأنه أصيل واقعي عاطفي لا يعرف لفاً ولا دوراناً، ويمتعظ منه نفر آخرون لأنه الى اللهجات العامية أقرب منه الى اللغة القوية السليمة (راجع أسلوب مرقس البسيط في إنجيله 5: 2- 5).
ردود سريعة:
- "الاناجيل" تحمل "إنجيلاً" واحداً أي بشارة سارة واحدة تتفق عليها من حيث الجوهر.
- رسالة المسيح وكنيسته موّجهة الى جميع الشعوب إذ امر الرب بتلمذتها وتعميدها جمعاء (متّى 19:28). على هذا الاساس كان لا بد من وصول كلمة الله التي هي كلمة الحق والخلاص الى جميع الشعوب (الاولى الى طيموثاوس 2: 4) كما ان لا مانع من نقلها اي "ترجمتها" الى لغات الشعوب الاخرى ولهجاتها.
- ليس الاعجاز اللغوي بحد ذاته دليلاً على الالهام ولا على الوحي بل على ملكة في اللسان وقدرة في البيان. الشأن كل الشأن للاعجاز العقيد والاخلاقي الذي تألفت به الاناجيل وسائر العهد الجديد.
- لا يفقد الكتّاب الملهمون والموحى إليهم شخصيتهم ولا أساليبهم في الكتابة. "فالأسلوب هو الانسان نفسه" (بيفون). اذا فقد الكاتب اسلوبه، فقد نفسه.
- هنالك واجب تفرضه النزاهة العلمية والادبية والاخلاقية. اذا انتقد بعض الناس أسلوب مرقس الركيك أحياناً فعليهم ان يثنوا على أسلوب الطبيب لوقا الفصيح الصحيح. ولعل مقدمة إنجيله أفصح جملة في "العهد الجديد" كله (لوقا 1: 1-4).
- من ناحية عملية رعائية، يُقترح اصدار "ترجمة" للعهد الجديد في لغتين أي الاصلية والعربية كي تطمئن قلوب "الحرفيين التنزيليين" الى ان الكنيسة والعلم ما تلاعبا بالنصوص الاصلية. امّا قضية رواج مثل تلك الطبعة فتبقى عالقة... على أي حال، سبقنا الاعاجم في طبعات "بين السطور Interlinear" للكتب المقدسة.
أكيد ان ثمة مسائل اخرى كثيرة يجدر التداول فيها. ولكن ضيق المقام والوقت يحتّم العبور الى تفاصيل المسائل الراعوية الناجمة عن قراءة الاناجيل الإزائية.
من ناحية المبدأ يلزم مؤتمر كامل لدراسة هذه المسائل، غير ان هذا العرض يقدّم رؤوس اقلام يرجى ان تصبح نقاط انطلاق لتفكير علمي رعائي رصين.

ب- تفاصيل حول بعض المسائل الراعوية المتعلقة بالاناجيل الإزائية
قبل الخوض في بعض تلك المسائل يُقترح- ويرجى- ان تصدر قريباً طبعة "راعوية" للعهد الجديد بحيث يكون النص الانجيلي الطاهر مطبوعاً في رأس الصفحات بأحرف كبيرة وتكون الحواشي في أسفلها، شريطة ان تأخذ الحواشي طابعاً رعائياً أي متجها لمعالجة المعضلات والتساؤلات اليه. وكان سيادة المطران سليم الصايغ النائب البطريركي اللاتيني في شرق الاردن قد اعرب عن امنية في رؤية مثل هذه الطبعة التفسيرية الراعوية.
والان ينتقل المرء الى بعض المسائل التي يطرحها المؤمنون لدى قراءتهم لمقاطع من الاناجيل الإزائية:

القسم الاول: من اناجيل الطفولة:
1- سؤالان حول سلالتي نَسَب يسوع في متّى ولوقا:
لماذا سلالتان لا واحدة؟ ولماذا لا تتفقان في كل الأسماء؟
قدّم الاب ماسون اطروحة دكتوراه في هذا الموضوع، في الجامعة الغريغورية في روما، في الثمانينات.

اجوبة سريعة:
- سلالة يسوع في متّى (1: 1-17) تنطلق من ابي المؤمنين إبراهيم، في حين ان سلالة يسوع في لوقا (23:3-38) تنطلق من يوسف خطيب سيدتنا مريم العذراء وتصل الى ابي البشرية "آدم".
- ترتيب انجيل متّى للأسماء اصطناعي، ممّا يفرض الغاء أسماء اجداد. ولكن هنالك حكمة في ذلك الترتيب: 3 سلاسل من 14 أسماً، لأن 14 هي ضعف 7 الرقم المثالي الكامل، او لأن أسم داود بكتابته العبرية (دود) يساوي حسابيا 14:
د= 4
و= 6
د= 6 = المجموع = 14.
ربّما وجد الإِنجيلي متّى داعياً لهذا الخيار (اي رقم 14) ان عدد الاجيال بين إبراهيم وداود كان اربعة عشر جيلاً (راجع اخبار الأيام الاول: من الفصل الاول الى الثاني: 1-15). فالتزم البشير بهذا الرقم. وحسب مريم ويسوع اسمين ليكمل العدد. (راجع لويس بيرو- البير كلامير، المجلد التاسع، ص 4).
- لا تخفى على من يقابل بين السلالتين ان للقديس يوسف لا اباً واحداً بل رجُلين ابوين. يفسر المؤرخ يوليوس الأفريقي (في القرن الثالث) ان يعقوب بن متان كان شقيق عالي الذي مات بغير نسل فتزوج شقيقه يعقوب ارملة اخيه عالي التي ولدت له يوسف خطيب العذراء. هكذا كان يوسف ابن عالي شرعاً وابن يعقوب بالولادة الطبيعية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسي، المجلد الاول، القسم السابع، 10). هذا ما يدعى قانون السلف (بكسر السين). Leviratus ويبدو ان في حالة زوروبابل وضعاً مشابهاً: إنه ابن شألتيئيل حسب حجاي 1: 1 و 12 وعزرا 3: 2، ولكن حسب اخبار الايام الاول 3: 19 هو ابن فدايا ارملته وأنجبت له زوروبابل.
- تفاصيل سلالة يسوع في لوقا: راجع بيرو- كلامير، المجلد العاشر ص 60- 61.
- الجواب الشامل: ان الانجيليين لم يكونوا مؤرخين بالمعنى العصري للكلمة بل ارادوا ان يعطوا فكرة عن ارتباط يسوع بداود وإبراهيم وآدم كملك للبشرية جمعاء ومخلص وسيّد لها.

2- "السلام ايتها الممتلئة نعمة" (لوقا 1: 28)
انطلق بعض المفسّرين والناقلين من اليونانية "خايرة" (اصلا: افرحي، او: كوني جميلة) و "ترجموا": "افرحي ايتها الممتلئة نعمة..." ولكن يبدو ان الصيغة هنا هي مجرد تحيّة او كما نقول في لغاتنا السامية "سلام". ولا بد ان الاصل الأرامي هو "شلام" او "شلوم" حسب اللفظ السرياني الغربي. عليه يفضّل ابقاء الترجمة "السلام عليك..." مع تفسير اللفظة اليونانية...
- "الممتلئة نعمة" ترجمة مأخوذة من البشيطا (السريانية البسيطة). ويلحظ المؤمنون ان الطبعات البروتستنتية (واهمّها طبعة فاندييك) تنقل: "السلام ايتها المنعم عليها"...
الكلمة اليونانية "كخاريتموني" تدل على "اكتمال" النعمة او الحظوة. اي ان العمل تم (وربما بقي مستمراً). وتجدر هنا الترجمة "المتمم عليها الانعام" التي تم فيها الانعام "بالإنكليزية" Highly favoured one” أو “You, Favoured One” بامتياز جعل مريم "المنعم عليها" المطلقة.
هناك تلاعب في ترجمة "العالم الجديد" "لبدعة" شهود يهوه "حيث الترجمة الحرفية" Highly Favoured One "والترجمة الرسمية" favoured one” .

3- الفرق بين ردّي فعل زكريا والعذراء مريم عند البشارتين (لوقا 1: 20 و 34، ثم 45)
اذا سأل سائل: لماذا عوقب زكريا بالخرس على استفساره ولم تعاقب مريم مع انها استفسرت "كيف يكون هذا وأنا لا اعرف رجُلاً؟"
الجواب في قول الملاك لزكريا: "لأنك لم تصدّق كلامي الذي سيتم في اوانه"، وفي تهنئة اليصابات لمريم: "طوبى لك يا من آمنت بأن ما بلغها من عند الرب سيتم".

4- "من اين لي ان تأتيني امّ ربّي؟ " (لوقا 1: 43)
يجد بعض القوم صعوبة في العبارة "ام الرب" او "ام الله" (عودة الى ما قبل مجمع افسس!) ماذا كانت اليصابات تقصد؟ مجرد "سيّد" بين اسيادها ام سيّدها المطلق الرب الاله؟ كذلك في قول توما المنكر المؤمن: "ربّي والهي".
مريم العذراء ام الطبيعة البشرية في المسيح لا ام الطبيعة الالهية. مثل بسيط: يقال "ام الطبيب" وهي ربما لا تفقه شيئاً في الطب!
"ام الكاهن" ليست ام كهنوته بل هي ام الطفل الذي اصبح شاباً فكاهناً...

5- يوسف "زوج مريم"- "لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم الى بيتك"
يصدم بعض المؤمنين نقل كلمتي "انير" (رجُل) بلفظة "زوج" و "جيني" (امرأة) بمعنى "زوجة" في حديث الإِنجيلي متّى عن القديس يوسف والسيدة العذراء (1: 19-10 و 24) ويتوهمون ان العبارتين تشيران الى الاتحاد الجسدي بين مريم ويوسف.
- يجب هنا ان نوضح ان الخطيب والخطيبة في العرف اليهودي كانا يُعدّان زوجين شرعاً (راجع شتراك- بيليربك، المجلد الاول، ص 45).
ويمكن الاستشهاد بممارسة "كتب الكتاب" عند المسلمين (تثنية الاشتراع 20: 7).
ومن الدلائل على عدّ الخطيبين زوجين:
- كانت الخطيبة الزانية الخائنة لخطيبها تعامل معاملة الزوجة الزانية.
- كانت الخطيبة الفاقدة لخطيبها تعدّ ارملة.
- كان لا يجوز تطليق الخطيبة- مثل الزوجة- الا بكتاب طلاق.
- كان الطفل المحبول به وقت الخطوبة يعدّ شرعياً.
انطلاقاً من هذه النقطة الرابعة كان الحمل بيسوع شرعياً وظل يوسف الصدّيق ستراً للبتول الوالدة وللطفل الالهي المولود.

6- "وتبتهج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 47)
"تستدل" بعض الطوائف من هذا القسم من نشيد مريم الخالد "تعظّم" انها ما كانت بريئة من الخطيئة الاصلية- ولا الفعلية! يقولون لك: "ها هي تعترف بأن الله خلصها!" ولكن هنالك نوعان من "الخلاص والنجاة": الخلاص من الخطيئة وسائر ضروب الشر بعد ان المّت بالانسان (مثل خلاص يسوع من الموت بعد وفاته، راجع الرسالة الى العبرانيين 7:5)، وهناك الخلاص بالوقاية أي قبل ان يتحقق الشر والخطيئة. ولنا في سيرة القديسة تيريزيا الصغيرة مثال على ذلك النوع من الخلاص بقولها: "ان الله في سبيلي ازال الحجارة اي العقبات".

7- "لأنه نظر الى امته الحقيرة" (لوقا 1: 48 أ)
لفظة "حقير، حقيرة" مثل "وضيع، وضيعة" في العربية تعني: خسيس دنيء. لذا يستحسن تغييرها.
يرى بعض المحللين ان الكلمة اليونانية "تبينوسيس" تعني: ذل Humiliation.
8- "ها منذ الان تطوّبني جميع الاجيال" (لوقا 1: 48 ب)
هذه الاية مفيدة جداً إذ تبتن نبوءة العذراء عليها السلام نفسها ورغبتها المتواضعة في ان "يطوّبها" الناس. فلا يكفي ان "يكرمها" البشر من بعيد لبعيد "رفعاً للعتاب" بل يجب ان يهنئها المسيحيون الحقيقيون. والتهنئة هي الصيغة العربية ل "طوبى" الارامية. تتم التهنئة في شكلين: امّا في صيغة الغائبة كقولك "طوبى لمريم البتول القديسة لأنها حملت الكلمة المتجسدة"، او في صيغة المخاطبة: "طوبى لك يا مريم البتول".

9- "ثم اومأوا الى ابيه (زكريا).. فطلب لوحاً وكتب..." (لوقا 1: 62-63)
يبدو ان الحالة التي تصفها لفظة "سيوبوس" اليونانية في لوقا 1: 20- في حديث الملاك مع زكريا هي الصم والبكم معاً.

10- "تسبق (يا يوحنّا) امام وجه الرب لتعدّ طرقه" (لوقا 1: 76)
فيسوع هو الرب. وليس فقط مجرد نبي عظيم، ومسيح منتظر.

11- "لم يعرف يوسف مريم الى ان ولدت ابنها البكر"
ملحوظة: الرد على معظم اعتراضات البدع وارد في مؤلفات منها: "الجواب من الكتاب" وملخّصه "من وحي الكتاب المقدس" للاب يعقوب حنّا سعادة بمشاركة الأب بيتر مدروس، وأيضاً كتاب "شهود يهوه في الميزان" للأب جبرائيل فرح البولسي، وكتيّب "الرد على الاعتراضات التي تمس بتولية العذراء مريم الدائمة" في سلسلة "الإيمان".
- يعترض بعض الناس- من اهل بدع او حتّى من كاثوليك غير مطلّعين على تفسيرات الكتب المقدس- ان المقصود من العبارة هو بدء العلاقات الجسدية بين مريم ويوسف بعد ولادة يسوع.
- تصدّى مار هيرونيمس في زمانه للمبدع "هلفيديوس" الذي اطلق تلك النظرية وأكّد العلامة القديم ان صيغة "حتّى، الى ان"- بالعبرية "عاد كي" لم يعد الغراب (غراب نوح!) "عاد دي"، باليونانية "هيوس هو"- "تخبر شيئاً عن الماضي بحيث لا تنبيء شيئاً عن المستقبل الذي لحقه" اي انها نقطة وصول لا نقطة انطلاق. واعطى القديس هيرونيمس امثلة من الكتاب المقدس تفيد ان "حتّى، الى ان" لا تفيدان الا عن الحالة التي سبقتها: امّا ما يلي فقد يتغير فيه الوضع او يبقى على ما كان عليه:
- "جعل الغراب يتردد الى ان جفّت المياه عن الارض" (تكوين 7:8)، فهل يعني هذا أنه عاد الى السفينة بعد الطوفان؟
- دعوة الرب الاله للمسيح رب داود ان "يجلس عن يمينه حتّى يجعل اعداءه موطئاً لقدميه" (مزمور 109 (110): 1) لا تفيد انه سيترك يمين الآب بعد ذلك.
- نقرأ ان "ميكال لم تلد لداود حتى ماتت" (2 صموئيل 23:6) فهل تعني العبارة انها انجبت بعد موتها؟- ما يريد الإِنجيلي تأكيده والتشديد عليه وراء عبارته "لم يعرفها الى ان ولدت ابنها..." هو عدم وجود علاقات جسدية بينهما- مع ان لا مانع مبدئياً منها.

12- "حتّى ولدت ابنها البكر..."
يستدل بعض القوم خطأ من لفظة "البكر" ان مولودين آخرين لمريم تبعوا يسوع. ولكن الكلمة "بكر" اي "الاول" تعني "الذي لا أحد قَبله" ولا تعني بالضرورة الذي تبعه آخرون.
- منذ عهد المسيح وجد قبر امرأة اسمها ارسينوي ماتت وهي "تضع ابنها البكر". قطعاً ما ولدت غيره بعده.
- لفظة "بكر" لا تفيد للاقدمية الزمنية بل تشير الى شرف ومكانة. يسوع هو "البكر" par excellence (راجع عبرانيين 1: 6).
- البكر او الاول يمكن ان يكون الاخير لكونه الوحيد.

جواب مبدئي شامل:
ان الاعتراضات على البتولية الدائمة لسيدتنا مريم العذراء تبقى سطحية ولا يجدر بها ان تمس كرامتها ولا ان تقلل من هيبتها. والحق ان بعض الطوائف تستغل تلك النصوص وتصوغ تلك الاعتراضات لا "قلقاً" منها على بتولية مريم او عدم بتوليتها بل كذريعة للتقليل من شأنها وللاستهانة بها ولتبرير عدم اكرامها وإغفال تطويبها وعدم التشفع بها. عليه يجب إيضاح ما يلي: ان البتولية الدائمة عند سيدتنا مريم العذراء إنعام ثانوي سني، لكن النعمة الكبرى هي امومتها الالهية للمسيح الرب المخلص. واذا رفض بعض القوم ان يكرموها كبتول فليكرموها كوالدة. وان عدّوا "عدم استمرارها" المزعوم في البتولية مانعاً يحول دون تكريمهم لها فعليهم الا يكرموا اياً من امهاتهم!

13- المسيح ابن الله (مرقس 1: 1)
يبدأ إنجيل مرقس بالاعلان ان يسوع هو المسيح "ابن الله". في العبارة صعوبة في بيئتنا بسبب سوء الفهم حول "ابّوة جسدية" لله (امّا مبدأ المورمونية الذي يدّعى المسيحية فهو يقبلها!)
- لا بد من إيضاح ان "ابن الله" تعني "كلمة الله" كما ورد في اول بشارة يوحنّا: "في البدء كان الكلمة... والكلمة صار جسداً ونصب خيمته بيننا" (1: 1 و 14). وقد يفيد القول ان "الكلمة" بنت الشفة وان السبيل يدعى "ابن السبيل" وان المصادر غير المسيحية نفسها تقرّ ان المسيح (كأنسان) هو رسول الله "وكلمته" القاها الى مريم وروح منه.
- يجب الحذر في الكلام- في كتب التربية المسيحية خصوصاً للصغار- اذ قد يخلطون بين "يسوع ابن الله" وبين "نحن ابناء الله". ربما يستحسن تأجيل هذه العبارات الى وقت لاحق يتم فيه التمييز بين البنوة بالطبيعة والبنوة بالتبني...

14- زيارة المجوس للطفل يسوع (متّى 2: 1-12)
ربّما لا تثير الاوساط الشعبية الشرقية، عادة، قضية تاريخية "اناجيل الطفولة". انكر بعض الاعاجم ذلك الطابع التاريخي في حين أكدّه غيرهم. (راجع "أضواء على اناجيل الطفولة- دراسة عن طفولة يسوع بحسب انجيلي متّى ولوقا" للكردينال جان دنييلو، النقل العربي على يد أ. فكتور شلحت، دار المشرق بيروت، ثم "دراسة في الانجيل كما رواه متّى "للأب أسطفان شربنتييه، نقله الى العربية الأب صبحي حموي، دار المشرق، بيروت، ص 24).

- جواب مبدئي رعائي:
لا مانع من المعجزات في طفولة الاله المتجسد. وهنالك عبرة من كل حدث جليل.

15- "بيت لحم اليهودية" (متّى 2: 1 حسب الترجمة اليسوعية القديمة)
تعوّد المعلّمون والرعاة ان يفسّروا "بيت لحم" انطلاقاً من العبرية المتأخرة "بيت ليحم" أي "بيت الخبز" (هكذا بعض آباء الكنيسة). ولكن يبدو ان الصحيح هو اشتقاقها من "بيت لحمو"، و"لحمو" هو إله حرب (من "ميلحماه") كنعاني محليّ.
ليست "اليهودية" نعتاً (اي صفة) بل هي مضاف اليه كقولك "ناصرة الجليل". والمقصود: بيت لحم الواقعة في منطقة عشيرة يهوذا، جد داود الملك. اوضح البشير موقع بيت لحم ليميّزها عن بيت لحم اخرى في الجليل، في اراضي سبط زبولون (راجع يشوع بن نون 19: 15).

16- اوغسطس- هيرودس (متّى 2 ولوقا 2)
جيّد ان يعرف المؤمنون الاطار التاريخي لميلاد السيد المسيح الذي تم قبل وفاة هيرودس الكبير الادومي ابن انتيباتر سنة 750 من تأسيس مدينة روما. ولا بأس في اطلاعهم على ان الراهب ديونيزيوس الصغير ارتكب خطأ ممّا يجعل هيرودس يموت سنة 4 قبل الميلاد أي قبل الحساب الميلادي.
على هذا الاساس، في ما يتعلق بالسنوات، يفضل القول "قبل الحساب الميلادي" او "من الحساب الميلادي" على "قبل الميلاد" و "بعد الميلاد". امّا في حساب القرون أي مئات السنين فلا تغيير: القرن الاول قبل الميلاد، الاول للميلاد، اذ ان خطأ الراهب المذكور شمل ستّاً او سبع سنوات.

17- الاحصاء او الاكتتاب "قبل ولاية كيرينيوس على سورية" (لوقا 1: 2)
مشكلة عويصة يثيرها قليل من المؤمنين. يرفض بعض الباحثين (مثل ارنست رينان في كتابه "اصول المسيحية" “Les origins du christinisme” 1.16 (version portugaise) صحّة كتابة منقوشة في تيفولي التي تتكلم عن أحصاء تيفولي التي تتحدث عن احصاءين اثنين قام بهما كيرينيوس. (خلافاً لما ورد في كتاب الأب جبرائيل فرح البولسي "يسوع في التاريخ" ص 135).

18- "هذه علامة لكم: تجدون طفلاً مقمّطاً مضجعاً في مذود" (لوقا 2: 12)
يمكن في التأمل في الميلاد وفي الايات 1-4 و 11-12 ان يدعو الرعاة المؤمنين الى التفكر في غرائب تلك الايات:
- اوغسطس قيصر- وهو انسان- يأمر رب المجد.
- يوسف من آل داود الملك وهو نجّار فقير. السبب هو تدهور الاسرة المالكة خصوصاً بعد تعدد زوجات سليمان وانقسام المملكة...
- العلامة لميلاد الرب المسيح المخلّص الالهي السني المجيد هي طفل في مذود اي معلف للحيوانات!

19- "كانت مريم تحفظ هدا الكلام كله وتتفكّر به في قلبها" (لوقا 2: 19)
في ترجمة "العالم الجديد" المحرّفة التابعة لبدعة "شهود يهوه" تلاعب بالنص بحيث يخف المديح لمريم. بدل "كانت مريم تحفظ... وتتفكّر" ترجموا: "بدأت مريم تحفظ... وتتفكر... “Mary BEGAN to preserve…”

20- "هويّة" جديدة- او قديمة- لسمعان الشيخ (لوقا 2: 25)
ابتلينا فيما ابتلينا به في الارض المقدسة بمؤسسات "باطنية" تفسّر الانجيل وسائر الكتب المقدسة بأفكار "غنوصية جديدة" ولا تستبعد التقمص او تناسخ الارواح. بناء على إحدى تلك النظريات يكون "سمعان الشيخ" تقمّصاً جديداً لإبراهيم ابي الاباء الذي قال فيه يسوع (يوحنا 56:8): "إبراهيم ابوكم ابتهج حتّى يرى يومي، فرأى وفرح". فحسب هذا التفسير "الغنوصي الجديد" الذي ينشره بعض القوم في الارض المقدسة ما "سمعان الشيخ" سوى تقمّص لروح إبراهيم!

21- "وأنت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغيرة في الوف يهوذا"
أم "انت الصغيرة..."؟
ورد في ميخا 5: 1 "وانت يا بيت لحم افراتا الصغيرة في الوف يهوذا..."، لكن في متّى 6:2: "لست الصغيرة...". يستنتج بعض النقاد غير المسيحيين ان "الانجيل محرّف" بسبب هذا الاختلاف (وغيره).
- التفسير المنطقي، من العقل السليم: ان كانت بيت لحم صغيرة جغرافياً وطوبوغرافياً وسياسياً، فأنها ليست صغيرة معنوياً وروحانياً لأنها ستنجب المسيح المنتظر الرب.
- التفسير العلمي: ان القدّيس متّى، مثل ابناء عصره وقومه، كان لا يتقيّد بالحرفيّة ويأخذ المعنى العام.
- يمكن ايجاد "تفسير": مع ان علمياً ولغوياً لا فائدة ولا ضرورة للفظة "كونك" في الاصل العبري "تساعير لهيوت"- في الكلام عن بيت لحم- غير أنه يمكن، افتراض ما يلي: مع كونك الصغيرة غير ان منك يخرج المدبّر. كقولك في الفرنسية “Tu as beau ETRE la plus petite; ou petite…”
- راجع الكتاب اليوناني "تفسير المواضع الصعبة في الكتاب المقدس"، لنقولاس سوتيروبولوس، المجلد الاول، ص 15- 18، اثينا 1985.

22- "اخبروني كي اذهب انا ايضاً وأسجد له" (متّى 2: 8)
"اسجد له": الفعل اليوناني هو "بروسكينيو" يشير الى السجود، ولكن الترجمة المحرّفة لى "شهود يهوه" تشوه الفعل في كل مرة يكون فيه السجود ليسوع وتضع بدله "ادّوا (ليسوع) الولاء “Did obeisance to him”. ولكن عندما يدور الكلام عن الله- يهوه (الذي ليس يسوع في نظرهم) او حتى الشيطان نفسه يترجمون الفعل ب "سجد" (راجع ترجمتهم "العالم الجديد" ل متّى 9:4 حين يطلب المجرّب الخبيث ان "يسجد" له- “Se prosterner, faire un acte d’adoration” كذلك في مواضع اخرى كثيرة.

23- "كي يتم ما قيل بالأنبياء: انه يدعى ناصرياً" (متّى 23:2)
ان قول الإِنجيلي "الأنبياء" في صيغة الجمع يدل على انه لا يستشهد بنص واحد معيّن بل انه يلخص ما ورد في نبوات شتّى. اية نبوات؟
ان لفظة "نزورايوس" اليونانية قد تشير الى:
أ- "نزير" بالعبرية اي "المنذور" حسب قضاة 13: 5- 7
ب- "نيتسر" "اي فرع" من شجرة يسمّى حسب نبوءة اشعيا 11: 1.
ج- "نيتسار" "أي" "حرس" ، حسب اشعيا 42: 6 و 49: 8، ومنها "نتسار"= البقية.

24- "لمّا بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة" (لوقا 2: 42)
ربما يفيد الحديث عن طقس ال "بار ميتسباه" عند اليهود. عندما يبلغ الفتى تقام له احتفالات خصوصية ويسلم ملف التوراة دلالة على انه اصبح رجلاً ذا مسؤولية في الجماعة الدينية والمجتمع الانساني. قد يكون في كلام الإِنجيلي اشارة الى هذه الحفلة للفتى يسوع...

25- "ان اباك وأنا كنّا نطلبك متوجّعين" (لوقا 48:2). هذه الكلمات تدل على حكمة سيدتنا مريم العذراء التي تخفي عن "طفلها" او "صبيّها" حبلها البتولي وتنعت مار يوسف بأنه "اب يسوع".

26- اين ذهب يسوع من سن 12 الى ثلاثين سنة؟
للرد على هذا السؤال راجع كتاب جورج لمزا (تعريب إبراهيم سلامة خوري): "السنوات" "الخفية" في حياة سيدنا يسوع المسيح السنيّة.
ايضاً مقال للأب مدروس: "التفسير" "الباطنى" للكتب المقدسة...

27- لماذا نعتمد ونحن صغار والمسيح تعمّد كبيراً؟
الرد: في "الجواب من الكتاب" وملخصه "من وحي الكتاب المقدس"...
ب- حياة يسوع العلنية:
1- يوحنّا المعمدان: صوت صارخ للملكوت
اولاً- هوية يوحنا ابن زكريا:
مسألة اثيرت: هل كان يوحنا من "الاسينيين"؟ هنالك عناصر تحبذ هذا التقارب مثل وجود المعمدان حول البحر الميت وتقشفه وزهده... ولكن ما القول في معموديته؟.
كانت جماعة قمران مكثرة من الوضوء ولكن معمودية يوحنا موجهة الى الخاطئين. وكان الاسينيون بشكل عام- على تبتلهم وحرصهم على النقاوة الخارجية والداخلية شديدي الاحتقار للخطأة وذوي العاهات وما كانوا ليقبلوهم في الجماعة. وربما كان هذا الفرق جوهرياً قاطعاً في شأن وانتماء يوحنا الى الاسينية او ربما ثار هو على ذلك الاحتقار...
ثانياً- "صوت صارخ في البرية..."
يجب تشكيل اولى الكلمتين لأن المؤمنين قد يقرأونها: "صوتٌ صارخٌ" (بالتنوين في الحالتين) ولكن الصحيح هو: صوتُ رجلٍ صارخٍ يَصرخ.
القديس متّى تبع هنا "ترقيم" الترجمة السبعينية اليونانية التي تضع وقفة بعد "في البريّة" فيصبح مجري الكلام: صوت صارخ في البرية...- في حين ان النص العبري الاصلي في اشعيا 3:40 يقف قبل "صوت صارخ في البرية".
- حل توفيقي: ان يوحنّا المعمدان يصرخ في البرية ويطلب كما ورد في اشعيا ان يعدّ الناسُ ولا سيما الخاطئون طرق الرب في البريّة فيأتوا اليه في الصحراء المادية ويستمروا في استعدادهم لمجيء الرب في "البريّة" المعنوية اي التقشف والتوبة...

ثالثاً- "توبوا":
هذا هو السبيل الامثل لإعداد طرق الرب. من الجميل تبيان اصل هذا الفعل وهذه العبارة في سبيل حياة روحانية عميقة عند المؤمنين. الاصل الارامي "توب" "والعبري" "شوب" اي "رجع ثاب آب تاب" اي ارتد عن الشر وقفل راجعاً الى الله والى الخير ولسان حاله قول الابن الشاطر: "اقوم (فالخطيئة ركود ورقاد، خمول وتخدير وسبات) وأمضي (= اي اعود) الى ابي" (لوقا 15: 17).
اما الفعل اليوناني فهو "ميتانوين" المكوّن من "ميتا" اي "تغيير إنقلاب" و "نويين" وهو التفكير والاحساس الوجداني. معنى الفعل "توبوا" هو "اقلبوا افكاركم وتصرفاتكم" اي غيّروا مفاهيمكم: ما تضعونه في الاول- مثلاً الامور المادية- ضعوه في الاخر، وما لا تعيرونه اهتماماً من شؤون الروح ضعوه في رأس قائمة عنايتكم...

2- "ملكوت السموات" (متى 3: 3)
الله هو الملك والمسيح المنتظر. هو الملك كما ستهتف الجماهير مرحّبة بيسوع يوم النخل (مرقس 11: 10 لوقا 38:19).
"ملكوت" الله. تعني هذه العبارة تسلطه بالمحبة والنعمة لا بالاكراه ولا بالوعيد- على قلوب الناس وعقولهم، بما انه "ملك العالم" وسيّد الخليقة التي اشتراها او افتداها بدمه (كولسّي 1: 15 وتابع).
هذا الملكوت يأخذ صيَغاً كثيرة منها:
- حياة النعمة في النفوس
- حفظ شريعة الإنجيل
- انتشار الإنجيل بين الشعوب (متّى 13) اي الكنيسة...
- "ملكوت السموات": نجد هذه العبارة فقط في انجيل متّى. إن السماء لا تعني هنا الجلَد الذي فوق اعيننا ولكنها كناية عن الله، تجنباً لذكر اسم الجلالة (راجع شتراك- بيلربيك، المجلد الاول ص 245). نقول احياناً في العربية "استجابت السماء".

خاتمة
كانت هذه بعض نقاط سريعة ويا ليت الوقت يسمح بالأستمرار في جميع فصول الأناجيل الإزائية. وربّما انعمت علينا العناية الإلهية سريعاً بأن نكشف الغامض من الآيات لمجد الله وخير النفوس.
فعلاً، الكلام الذي كفمنا به يسوع "روح وحياة".

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM