خاتمة عامة

 

خاتمة عامة

ذاك كان الكتاب الثاني في مجموعة "في رحاب الكتاب". وقد عنوناه "العهد الثاني" بالنسبة إلى "العهد الأول" الذي هو العهد القديم وأسفار التوراة الستة والاربعون. كتاب انطلق من أمور لاهوتيّة في العهد الجديد، وتوقّف في الأناجيل الازائيّة، أناجيل متّى ومرقس ولوقا. وبعد أن كانت له جولات في إنجيل يوحنا، تعرّف بعض الشيء إلى رسائل القديس بولس.
ويقول قائل: لماذا هذا الكتاب بعد أن تمّ شرح عدد كبير من أسفار العهد القديم والعهد الجديد؟ أما يكون هنا تكرار لما قيل سابقًا؟ ربّما. ولكننا أردنا أن نوصل أولاً الغنى اللاهوتي الذي اكتشفناه في الكتاب المقدس. كما فتحنا بعض النوافذ على دراسات حديثة لم نتطرّف إليها فيما سبق. في "العهد الأول" كانت دراسات حول البنتاتوكس أو الأسفار الخمسة تعيد النظر في التقاليد الاربعة من يهوهيِّة والوهيميّة واشتراعيّة وكهنوتيّة. وفي "العهد الثاني"، ما هو أصيل حقًا هو القسم المتعلّق بالانجيل الرابع، وبعض ما في القسم المتحدّث عن رسائل بولس.
فالدراسات الكتابيّة تتجدّد ولاسيّما في عالم الغرب الاوروبي والاميركي. ونحن نحاول أن نستفيد منها. أما عالم الشرق، فما زال يكرّر ما تعلّمه دون الرجوع الأصيل إلى الآباء الذين تركوا لنا شروحًا معمّقة في الكتاب المقدّس. أو هو يأخذ من هنا وهناك. لهذا فنحن نتوق إلى رؤية النصوص التأويليّة الشرقيّة في يد القارئ العربي: سواء جاء من العالم السرياني أو اليوناني أو القبطي... وحين نتعرّف إلى إرثنا الكتابي، نستطيع أن نستلهمه لنُقدّم إلى قارئ القرن العشرين، نظرة كتابيّة تربطه بجذوره العميقة وتطلقه في عالم يعيش فيه اليوم.
ذاك هو هدفنا ونحن نترك للقارئ أن يحكم عليه. لهذا قدّمنا "في رحاب الكتاب، العهد الثاني". ونحن نرجو بعون الله أن نتابع المسيرة في أجزاء ثلاثة أخرى يكون عنوانها: بين العهدين. أنجعد من الكتاب. الكتاب والتاريخ. من أجل هذا نتكّل على صلاتكم وتشجيعكم لكي نتابع هذا العمل الكتابيّ الهام على مستوى العالم العربي، فننشد في لغتنا عظائم الله، كما أنشدتها الشعوب كلها في يوم العنصرة وحلول الروح القدس في الكنيسة.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM