الفصل الثالث عشر: نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية

 

الفصل الثالث عشر


نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية
ا تس 4: 13 - 18

السُطُرة التي تُجمع سُطُر هي كلمة مُستحدثة تعني رواية بعض نصوص الكتاب المقدس باسلوب تصويري يستند إلى الصور الأدبية المعروفة؛ علينا ان نُميّز بين السُطُرة والأسطورة، فالأسطورة تروي أخباراً خرافية وخيالية لا تمتّ إلى الواقع بصلة في حين ان السُطُرة تتضمّن في طيّات اخبارها المصوّرة تعليماً لاهوتياً عميقاً.
في رسالته الأولى إلى اهل تسالونيكي ( ا تس 4: 13-18)، استعان القديس بولس بالسُطُر ليشرح مجيء المسيح الإسكاتولوجي وذلك باستعماله بعض الصور الجليانية؛ سنعرض في البداية وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح ثمّ سنحاول ان نتعرّف إلى المصادر التي استقى منها الرسول ليعرض وصفه السُطُري؛ هكذا نستطيع ان نفهم المعنى اللاهوتي لظهور الرب وتجلّيه امام المؤمنين؛ في النهاية، سنتوقّف عند بعض النتائج الرعوية التي يتضمّنها هذا النص.

أولاً: الوصف السُطُري لمجيء المسيح
تساءل اهل تسالونيكي حول مصير موتاهم، فوجّه بولس اليهم رسالته الأولى مُوضحاً مصير الأحياء والأموات ساعة مجيء الرب.
يُميّز بولس بين جيلين: جيل الراقدين(1) الذين ماتوا بالرب في تسالونيكي، وجيل الأحياء الذي يضمّ بولس والمؤمنين الباقين معه على قيد الحياة؛ يبدو ان بولس يريد القول ان مجيء المسيح الثاني سيحدث في وقت قريب جداً: عند تجلّي الرب في السماء سيكون الأموات اوفر حظاً من الأحياء، لأنهم سيُلاقون الرب الآتي قبل المؤمنين الأحياء. استعان بولس في تحليله ببعض الصور الرؤيوية، فظهرت السُطُر في تعليمه؛ وبالفعل سترافق
مجيء المسيح الأمور التالية: يهتف رئيس الملائكة ويُنفخُ في بوق الله ، فيقوم الأموات اولاً للقاء المسيح (آ 16) ويُخطف الأحياء في السُحب لملاقاة الرب في الهواء (آ 17).
يؤكّد بولس انه يُعطي تعليمه حول مجيء المسيح الثاني استناداً إلى قول الرب(2) ( آ 15)؛ نحن نعلم ان الإنجيليين لم يذكروا هذا الوصف الاحتفالي لمجيء المسيح ولقاء المؤمنين به، فمن اين وصل قول الرب إلى بولس؟ هل يستند بولس إلى تعليم الأناجيل(3) بشكل عام؟ هل يستشهد بولس بكلام قاله المسيح ووصل اليه عبر احد التقاليد التي يجهلها الإنجيليون؟ هل يستند بولس إلى وحي(4) ناله من المسيح القائم من بين الأموات؟ هل هو كلام نبوي نابع من الكنيسة؟
ما يمكننا ان نقوله هو ان هذا الوصف لمجيء المسيح يستند بشكل اساسي إلى وحي شخصيّ ناله الرسول من المسيح القائم من بين الأموات؛ غير انه لا يمكن الاعتبار ان المسيح قال حرفياً هذا الكلام والبرهان على ذلك وجود كلمة نحن في آ 17؛ فلو كان المسيح يتكلّم لكان من المفروض ان يتوجّه إلى المستمعين بصيغة المخاطب: ((أنتم))؛ كذلك نجد عبارة ((الرب نفسه)) ( آ 16) بصيغة الغائب وهذا يُؤكّد ان بولس لا ينقل نفس الكلمات التي تفوّه بها يسوع. هذا يعني أن وصف بولس السُطُري المتعلّق بمجيء المسيح هو موهبة خاصة نالها الرسول من المسيح القائم من بين الأموات، غير أنّ بولس عبّر عن الوحي الإلهي باسلوب سُطُري تصويري يستند بشكل اساسي على ثقافته المتعددة الجوانب. هنا نتساءل: من أين استوحى بولس وصفه السُطُري لمجيء المسيح؟
ولكن إذا كان بولس يستند في وصف مجيء المسيح إلى وحي شخصي، كان من المفروض أن يشير إلى ذلك الأمر بصراحة كما فعل في الرسالة الأولى إلى اهل كورنتوس التي اشرنا اليها آنفاً، حيث يميّز بولس بين كلام الرب وتعاليمه الخاصة ( 1 كور 7: 10، 12؛ رج غل 2: 2).
ثانياً: المصادر التي استقى منها بولس وصفه السطري لمجيء المسيح
انّ ولادة بولس في طرسوس لها تأثير كبير على ثقافته، إذ تعرّف هناك على الثقافة اليونانية وعلى التيارات الفلسفية؛ حين تطرّق الرسول إلى مجيء المسيح، من الطبيعي ان يستعين ببعض المعطيات التي يستقيها من الثقافة اليونانية. ولكنّ بولس هو يهودي في الولادة ( غل 2: 15) وقد تعلّم على يد جملائيل (أع 22: 3) طريقة الاستشهاد بالكتب المقدسة وكيفية تطبيقها على واقع الحال. سنحاول ان نعرض مدى تأثير الثقافة اليونانية والديانة اليهودية على وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح.

1 ـ استيحاء بولس من الثقافة اليونانية
يبدو ان بولس قد تصوّر مجيء المسيح على مثال الاستقبالات الاحتفالية التي كانت المدن اليونانية(5) تشهدها اثناء زيارة الملوك او الأباطرة الرومان لها. اننا نلاحظ انّ كلمة المجيء (باروسيا(6) هي غائبة عن الترجمة السبعينية ولا نجد ما يقابلها في التوراة العبرية؛ غير انّ الأدباء اليونان استعملوا بكثافة هذه الكلمة حين يجري الحديث عن زيارة الأباطرة أو الملوك للمدن اليونانية؛ كما أننا نجد كلمة أخرى في وصف بولس السُطري وهي ملاقاة (ابانتيسين) وهذه الكلمة هي خاصة بتلك الاستقبالات التي اشرنا اليها. حين زار نيرون(7) مدينة كورنثية، خرج أهل المدينة إلى لقائه باحتفال مهيب، وتخليداً لهذا المجيء العظيم، صكّوا النقود واعلنوا بداية حقبة جديدة.
كان بولس، بدون شكّ، على اطلاع بهذه الاستقبالات الاحتفالية، لذلك تصوّر ظهور الرب وتجلّيه على مثال هذه اللقاءات الفرحة: حين يأتي المسيح من السماء ويقترب من المدن الأرضية، سيخرج المؤمنون إلى ملاقاته ليستقبلوه باحتفال.
لا يمكننا ان ننفي تأثير الحضارة اليونانية على تفكير بولس، غير ان تعليم الرسول حول مجيء المسيح الثاني لا ينطبق تماماً على استقبال المدن اليونانية للأباطرة؛ اثناء الزيارات، كانت هذه المدن تستقبل العظماء في شوارعها المزينة وكانت تٌقام المآدب وتُمنح الحريات ولكنّ تصوير بولس لمجيء المسيح لا يُشير إلى مجيء الرب إلى الأرض؛ يقول الرسول انّ المؤمنين سيذهبون على السحب لملاقاة الرب في الهواء دون ان تكون هناك اشارة إلى اصطحاب المسيح الآتي في طريق العودة إلى المدن الأرضية. هل استقى بولس تعليمه من الحضارة اليهودية؟

2 ـ نقاط التقارب مع الرؤى اليهودية
ان معرفة بولس بالكتب المقدسة لها تأثير واضح على تعليمه حول مجيء المسيح، فالوصف السُطُري لمجيء المسيح يتضمّن عناصر عديدة مأخوذة من العهد القديم ومن الكتب الرؤيوية المنحولة.
مما لا شكّ فيه ان بولس يصف مجيء المسيح على خلفية ظهور الله في سيناء (خر19: 10- 18؛ تث 33: 2)؛ ينزل الله من السماء إلى جبل سيناء فيصعد الشعب العبراني للقائه على الجبل؛ يذكر هذا المقطع من سفر الخروج البوق والغيوم ونزول الرب واقتراب الشعب من مكان اللقاء، وهذا يؤكّد وجود تقارب بين حادثة سيناء(8) ومجيء المسيح.
من ناحية أخرى نلاحظ انّ الاختطاف العجائبي(9) نحو المناطق السماوية هو امر معروف في الكتب الرؤيوية وقد طبّقه بولس على خبرته الروحية في 2 كور 12: ،2 4.
كذلك يحتلّ البوق دوراً مهماً في ظهورات الله، فلا يمكن الكلام عن ظهور المسيح دون ذكر البوق(10)، غير ان البوق لا يلعب نفس الدور في ظهورات المسيح(11) . ونلاحظ دوراً مهماً للملائكة(21) في وصف بولس لمجيء المسيح، فالمسيح سينزل من السماء عند انطلاق صوت رئيس الملائكة المجهول الهوية(13)؛ يظهر رئيس الملائكة بكثافة في الكتب اليهودية المنحولة(14)، كما ان الكتب الرؤيوية تذكر عادة الملائكة حملة الأبواق(15). وتُشكّل الغيوم بدورها جزءاً من الأسلوب الجلياني خاصة بما يختصّ بمجيء ابن الإنسان المُستوحى من نبوءة دانيال(16)؛ ان الغيوم هي وسائل نقل تنقل المؤمنين إلى الهواء ليلاقوا الرب هناك.
باختصار نقول ان التقارب بين تعليم بولس حول مجيء المسيح وبين حادثة سيناء والكتب الرؤيوية هو واضح كما عرضنا أعلاه؛ ولكننا نجد اعتراضاً على هذا التقارب، فالغيوم في سيناء لا تنقل الناس إلى لقاء الرب، بل هي تغطي الشعب الصاعد إلى الجبل. ان الرسول الذي أراد الكلام عن مجيء المسيح، قد استعان بعدة عناصر خاصة بالكتب الرؤيوية اليهودية التي تتكلّم باستمرار عن الملائكة حملة الأبواق، والغيوم وغيرها، واستوحى الرسول أيضاً من الحضارة اليونانية فظهر تعليمه في لوحة غنية امتزج فيها الوصف السُطُري بالتفكير الشخصي الموُحى.

ثالثاً: توضيح بولس حول مجيء الرب في الرسالة الثانية إلى اهل تسالونيكي
أحدثت الرسالة الأولى إلى اهل تسالونيكي بلبلة بين بعض المؤمنين الذين تبنّوا موقفاً مغلوطاً ومفهوماً خاطئاً لتعليم بولس حول مجيء المسيح؛ وبالفعل انتشرت الفكرة القائلة ان يوم الرب قد دنا من رسالة أو نبوءة أو قول منسوب إلى بولس (2 تس 2: 2). لن نتطرّق إلى صحة نسبة الرسالة الثانية إلى اهل تسالونيكي إلى بولس ولا إلى سنة كتابتها ولكننا نقول ان المؤمنين في تسالونيكي لم يفهموا كلام بولس على حقيقته، ولم يستطيعوا ان يميّزوا السُطُر التي وردت في كلامه؛ عرفت الكنيسة الأولى انبياءها الذين كانوا يتنبّأون (1 كور14: 3 - 4، 26 - 30) ومن المحتمل ان يكون احد هؤلاء الأنبياء قد شرح مجيء الرب بطريقة توحي انه قريب جداً؛ حين وقعت البلبلة، انبرى بولس يصحّح الخطأ المنتشر في تسالونيكي، فكتب رسالته الثانية إلى هذه الكنيسة عارضاً تعليمه بشكل واضح وموسّع عن مجيء الرب في حين انه كان قد تطرّق إليه بشكل عابر في الرسالة الأولى.
يمكننا أن نعتبرأن الرسول حاول أن ينزع السُطُر عن لغته الإسكاتولوجية التي استعان بها ليشرح مجيء المسيح الثاني ولكنّ شرح بولس اللاحق لا يخلو من التعابير الرؤيوية المأخوذة من الرؤى اليهودية: ان مجيء المسيح ستسبقه احداث معروفة وظاهرة يمكننا ان نشعر بها وهي الكفر وظهور رجل المعصية. ان الزمن الحاضر ليس زمن رجل المعصية لأن الوقت لم يحن ولأن العائق يعوق رجل المعصية من الظهور، فيجب أن ننتظر زوال العائق.
لن يكون مجيء المسيح قريباً لذلك يجب أن ننتظر فترة ملحوظة من الزمن. أضحى تعليم الرسول واضحاً، ولكنّ المشكلة ما تزال هي هي، لأنّ توضيح بولس اللاحق لرسالته الأولى يستند على الأسلوب الرؤيوي، فالرسول يستعين بالصور الجليانية في رسالته الثانية؛ وإذا اخذنا بعين الإعتبار ان متى شرح، هو بدوره، مجيء المسيح بواسطة الصور الرؤيوية السطرية ( مت 24: 30- 31)، فهذا دليل ان كتّاب العهد الجديد لم يستطيعوا ان يتصوّروا مجيء المسيح دون الاستعانة بالصور الرؤيوية المعروفة التي تتضمنّ في طياتها السُطُر.

رابعاً: الإسكاتولوجيا ام الكريستولوجيا في وصف مجيء المسيح السطري
انّ الأسلوب التصويري السُطُري الذي استعمله بولس في وصف مجيء المسيح الثاني، يُوحي لنا، للوهلة الأولى، ان وجهة التعليم هي إسكاتولوجية، وكأنّ الرسول يريد ان يصف وصفاً دقيقاً الأحداث السابقة والمرافقة لهذا المجيء؛ غير انّ القراءة الدقيقة لتعليم الرسول تكشف انّ الكريستولوجيا هي التي تشغل باله. انّ نقطة انطلاق بولس في تحليله ترتكز على موت المسيح وقيامته (آ 14)؛ انّ موضوع الإيمان الذي يجري الحديث عنه، هو الإيمان بيسوع الذي مات ثمّ قام، فالموت يرتدي قوة خلاصية في اطار التبشير بقيامة المسيح (1 كور 15: 3). كذلك نلاحظ انّ الذين ماتوا في تسالونيكي هم موتى في المسيح (آ 16): ان الموت في يسوع يعني المرور به كونه الوسيط(71) لِنِعَم الخلاص.
من جهة اخرى نجد امراً يلفت انتباهنا وهو انّ بولس حين يصف ذهاب الأحياء والأموات إلى لقاء الرب، لا يقول لنا اين ينتهي المسار الذي يسلكه هؤلاء المؤمنون ولا يشير إلى الدينونة في نهاية هذا المسار الذي يقود المؤمنين للقاء الرب؛ بعد اللقاء بالمسيح الآتي من السماء، يقول بولس: ((هكذا نكون مع الرب دائماً أبداً)) (آ 17): لا يريد الرسول ان يصف المكان الذي سيُقيم فيه الذاهبون للقاء الرب، بل يصف بولس الحالة التي سيكون بها المؤمنون بعد هذا اللقاء، وهذا دليل ان بولس يهتمّ بإقامة المؤمنين مع المسيح اكثر من تشديده على كيفية ذهابهم للقاء الرب(18). هكذا لا نستطيع ان نركّز انتباهنا على البوق والملائكة وكيفية اختطاف المؤمنين في الغيوم، لأنّ الرسول يدعونا إلى الإيمان بانّ الرب سيأتي شخصياً للقاء المؤمنين الذاهبين للإقامة معه.
ان التشديد على قيامة المسيح في هذا النص، وعلى ضرورة الموت بيسوع والإقامة الدائمة معه في الهواء هي امور تؤكّد ان هدف بولس التعليمي في هذا النص ليس إسكاتولوجياً بل هو هدف كريستولوجي، فالإسكاتولوجيا تبدو وكأنّها نتيجة لها ارتباط وثيق بقيامة المسيح التي تُشكّل الضمانة لقيامة المؤمنين ولقائهم بالرب.

خامسًا: الوجهة الرعائية في تعليم بولس
ان الهدف التعليمي للوصف السطري لمجيء المسيح ترافقه وجهة رعائية، لأن غاية الرسول هي تهدئة قلق المؤمنين في تسالونيكي حول مصير موتاهم؛ ان الحزن الذي وقع فيه اهل تسالونيكي يجعل هؤلاء المرتدّين إلى الإيمان يُشبهون سائر الناس الذين لا رجاء لهم. من الطبيعي أن يحزن المؤمنون على فقد موتاهم، ولكن عليهم أن يحزنوا في الإطار الذي سيرسمه لهم الرسول، وهذا الإطار يحمل رسالة عزاء: حين يعرف المؤمنون مصير موتاهم عند مجيء المسيح سيتحوّل حزنهم إلى رجاء بلقاء المسيح والبقاء معه دائماً. هذا ما دفع بولس لكي يختم تحليله بقوله: ((فليشدّد بعضكم بعضاً بهذا الكلام)) (آ 18)؛ يهدّئ بولس قلق المسيحيين في تسالونيكي وفي الكنيسة على مرّ العصور من خلال كلام التعزية الذي ينقله اليهم، فيظهر الرسول راعياً حقيقياً يسهر على تنظيم حياة الجماعة على ضوء الإيمان بيسوع المسيح القائم من بين الأموات. لا يجب ان تحزن كنيسة تسالونيكي على موتاها في إطار خال من الرجاء، لأن مصير الراقدين سيكون بقرب الله والرب يسوع فلا ضرورة للحزن، بل يجب ان يكون في تسالونيكي رجاء بقيامة الموتى ليعيشوا الحياة الدائمة مع المسيح القائم من بين الأموات.
بعد ان يَطمَئِنّ اهل تسالونيكي إلى مصير موتاهم، عليهم بدورهم أن يعزّوا بعضهم بعضاً بواسطة الكلمات التي تعلّموها. لا يهتمّ بولس بوصف مجيء المسيح الإحتفالي، بل يركّز اهتمام القرّاء على نصائح هدفها تشجيع وتعزية المؤمنين الذين يعيشون في الحداد؛ لقد استعمل بولس السطر في خدمة الأهداف الرعوية.

خاتمة
ان وصف بولس السُطُري لمجيء المسيح ينطوي على مستويين: المستوى الأول هو تعليمي يتضمّن تحليل الرسول حول موضوع قيامة المسيح وقيامة المؤمنين به وذهابهم إلى لقائه في مجيئه الثاني، والمستوى الثاني تصويري يتضمّن السُطُر التي استعان بها بولس للوصول إلى هدفه التعليمي؛ امتزج المستويان فظهرا سوية في لوحة رائعة. انّ نزع السُطُر عن اللغة الإسكاتولوجية يقضي بان نُميّز بين هذين المستويين لكي نصل، من خلال السُطُر التي استعملها بولس، إلى وجهة النص الكريستولوجية التي يريد الرسول ان يعلّمها لقرّائه، وهذا ما حاولنا ان نظهره في عرضنا. لا ريب انّ نزع السُطُر يساعدنا على فهم معظم نصوص العهد الجديد التي تستعمل هذا الأسلوب التصويري السُطُري.
الخوري نعمة الله خوري

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM