ضايقوني وما قدروا عليّ

ضايقوني وما قدروا عليّ
المزمور المئة والتاسع والعشرون

1. المزمور المئة والتاسع والعشرون هو مزمور توسّل يرفعه الشعب ليعلن ثقته بالله ويطلب فيه الخلاص والنجاة. أما الاطار الذي كُتب فيه، فهو فترة الرجوع من المنفى، وما رافق ذلك من صعوبات وأعمال عداء خلال عمليّة إعادة بناء الهيكل وترميم أسوار المدينة. وبعد الجلاء جُعل هذا المزمور أحد أناشيد الحجاج، لأنه يعبّر عن ألم الشعب الذي لم يزل منفيًا على أرضه، وهو يطلب من الرب أن تصبح طريق الهيكل آمنة ترافقها بركة الله وسلامته.

2. الرب يعين شعبه المستعبد ويخلصه من أيدي أعدائه.
آ 1- 4: يذكر اسرائيل حالة البؤس التي عاشها في المنفى، وكيف نجّاه الله منها حين كسر نير الاشرار.
آ 5- 6: نداء يرفعه المرتّل إلى الرب ليعامل مضطهديه بمثل ما عاملوه (شريعة المثل).
آ 7- 8: نظرة إلى المستقبل: لقد استجاب الرب صلاة شعبه فحصل على بركته.
يروي شعب الله تاريخه الماضي المملوء بالضيق والألم. ولكنه يذكر أيضًا أنه كان أقوى من الضيق. شعب الله شعب يتضايق ولكنه لا يُقهر، شعب يتألم ولكنه لا يتراجع (2 كور 4: 8- 9). فقدرة الله لا تمنع عنا المحنة، بل تعطينا النصر عبر المحنة. وهكذا يكون هذا المزمور شكرًا لله الذي ينجّي شعبه، أكثر منه شكوى لحالة الضيق التي عاشها الشعبُ عبر تاريخه. وإن ذكر الشعب حالة الضيق، فهو يذكر أمانة الله الذي لم يسمح أن يفنى شعبه أبدًا. أما القصاص الذي طلبه الشعب لأعدائه فهو: العمر القصير (عشب ييبس قبل أن يُقلع)، الهزيمة، الضلال القليلة التي لا تعرف بركة الله (لا يقدر الحاصد أن يملأ كفيه منها).

3. إن حبّ الرب لاسرائيل يبدأ منذ خروجه من مصر (هو 2: 17). ولكن الضيق بدأ يرافقهم منذ ذلك الوقت، وحتى سقوط السامرة (سنة 722 ق م) على أيدي الاشوريين وأورشليم (587 ق م) على أيدي الكلدانيين والبابليين. فقال فيهم أشعيا (51: 23) مصورًا حالتهم في العبودية: "انحنينا حتى يعبروا، جعلوا من ظهرنا موطئًا وطريقًا يعبر عليه المسافرون". ولكن الله حطّم عصا الاشرار (أش 14: 5) من أجل أمانته لعهده التي ظهرت في التاريخ من أجل شعبه ومدينته أورشليم. إن شعب الرب سيبارك، بينما يفنى أعداؤه كالعشب بسبب الحرب والجوع.

4. إن شعب العهد الجديد لم يسلم من الاضطهادات عبر الاجيال، وستبقى المحن حصته إلى نهاية الازمنة بحسب قول الرب (مت 5: 11). ولكن قدرة الله التي ظهرت في قيامة يسوع ستدين قوى هذا العالم وتدفعها إلى الهلاك كالعشب الذي يزول، فيتساقط زهره ويفنى جماله (يع 1: 9- 10).

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM